|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 18-03-2009 الساعة : 04:37 PM
صحيت من النوم و لقيت نفسي متأخرة شوي ... و حسيت روحي تعبانة و ما لي خلق ... قلت أبي أتصل بالمستشفى و آخذه يوم إجازة ... بس ... بسرعة تذكرت المريض الجديد ... و قفزت من سريري بسرعة ...
... عندي اليوم شيء مهم لازم أسويه ...
و أنا عند المراية أسرح شعري تذكرت فصوص السبحة الثلاث ...
كانو بإيدي لما نمت ..؟؟؟
و قمت أدور عليهم في السرير و حوله و بكل مكان و لا لقيتهم ... وين اختفوا ؟
بس لأن الوقت متأخر ، تجهزت على عجل و طلعت من الغرفة و نزلت الدور الأرضي ...
كان ولدي بدر جالس هناك و أول ما شافني جا يصبح علي و يحضني ...
- هلا بدري ... ها حبيبي متى رديت البارح ؟
ابتسم بخجل و اعترف أنه جا متأخر شوي ، و طالع فيني كأنه يبي يقول شي ... بس أنا كنت مستعجلة
سلمت عليه و طلعت ....
اللحظة اللي طول أمس و أنا قاعدة أعد لها ألف حساب جت أخيرا ....
كنت بالمكتب ، أنتظر والد المريضة يجي عشان أشرح له عن المرض و العلاج ... و تفاصيل ثانية ...
بالنسبة لي كطبيبة ، صرت متعودة على هذه الأمور ، لكن ... .... .... ؟
جت الممرضة ... مع سلطان ....
حاولت بكل الطرق ... إني أنسى أني كنت أعرف هذا الشخص يوم من الأيام و اتصرف معه كأي والد
مريضة أعالجها ...
صعب ... و الله صعب ... !
إنتوا حاسين فيني ؟؟
بمجرد وصلني صوته أول ما دخل و سلم ... انتفضت أوصالي كلها ...
هذا هو صوت سلطان ... ما تغير عن أول ...
جهور و رنان ...
كأنه لا وصل الطبلة يدغدغها !
و إذا جا للدماغ يخدره !
مع أنه قوي ، بس لا سمعته تتملكني رغبة غريبة في النوم !
رفعت عيني بنظرة خاطفة صوب عينه و رديت السلام ...
يا ذيك عيون ... يا ذيك نظرات ...
تاخذني فوق في السماء ... أحسها ... أحسها بحيرة ... و ودي أسبح فيها !
أي جنون ... ؟؟؟
إنتوا فاهميني ؟؟
أخذت حول أربعين دقيقة و أنا أتكلم معه و أشرح له بعض التفاصيل و أجاوب على أسئلته ... وجود الممرضة يمكن عطاني شوية دعم ...
كنت أبي أعرف ... هل هو راضي أني أنا ... أعالج بنته ؟ .. إش قرر ...؟؟؟
سألت في النهاية :
- نبتدي العلاج اليوم ؟
- توكلنا على الله ....
اللي كان يكلمني كان أب ... متعلق بأمل ... أي أمل ... لعلاج بنته الوحيدة... مهما يكون ....
رحنا لغرفة الصغيرة ... كانت نايمة .. و أمها ( منال ) جالسة جنبها ...
و الطريقة اللي كلمتني بها اليوم ... تختلف عن الأمس ... !
أمس ... كان كلامها كله رجاء ...
و اليوم ، كله اعتراض ... !
أنا ... تقبلت كل كلامها في كلا الحالتين ... و مصرة أني أعاملها كما تعامل أي طبيبة أم وحدة من
المريضات ...و أنسى أنها كانت .. و لا تزال ... أكثر امرأة كرهتها بحياتي ...
اللي سرقت مني – و لو بدون قصد - ... حبيب عمري الوحيد ...
في نفس اليوم ، بعد كم ساعة جتني شوق المكتب ... و تناقشنا مرة ثانية عن المريضة و العلاج ...
شوق ... كانت .. و لو بشكل غير مباشر ... تبي توصل لي رسالة محتواها :
( لا تخلي الأمور الشخصية تأثر على تصرفك كطبيبة ... )
أنا ... قلت بشكل مباشر ...
-تطمني يا شوق ... أنا في المستشفى طبيبة و بس ... و أتعامل فقط و فقط على هذا الأساس ....
و على هذا الأساس ... بدأنا العلاج المكثف ... و اللي يتطلب شهور ... و شهور ...
في نفس اليوم ... بالليل ... جاني ولدي بدر ... و عطاني الفصوص الثلاث اللي قلبت الغرفة فوق تحت أدور عليها...
- من وين جبتها ...؟؟؟
- آسف يمه شفتها بايدك و أنت نايمه و شلتها ...
أخذت الفصوص .. و رجعتهم بالصندوق ... و ولدي بدر يراقبني ...
- يمه ...
- نعم ؟
- إش هذه ؟
ما رديت عليه في البداية ... ، تالي قلت له ...
- تذكار من شخص عزيز ...
- من هو ؟
ما جاوبت ...
- سلطان ..... ؟ ؟
انتفضت ... و التفت له فجأة ... و أنا مذهولة ... و طالعت فيه ... أبي استشف من نظراته أي شي
يكون عارفنه أو فاهمنه ...
- أي ... سلطان ... ؟
- ما أدري .... أنت قولي لي ؟
- بدر ... بدر من وين جبت الاسم ؟؟؟
-... أنت دايما ترددينه لما ... .... ....
- خلاص بدر ... ارجع دارك ...
- أنا آسف ....
- تصبح على خير ....
الولد كبر ... و صار يفهم ... الكوابيس اللي طاردتني طول ها لعمر صارت توحي له بشي .... يا رب ...
... أبيه بس ... يتجاهل ها الموضوع ...
...........................
ظلت بنت أخوي هبه بالمستشفى فترة طويلة ... بين تحسن و انتكاس ... و احنا ندري أن العلاج يطول
و يبهذل ... و ما لنا إلا الصبر ...
أخوي سلطان أخذ أجازة طويلة ... تفرغ فيها لعلاج بنته ... اللي ما كان شاغل باله شي غيرها ...
أما قمر ... فما أظنها صارت تعني له شي ... لأنه انشغل باللي أهم منها ...
علاقتي بقمر بدت تنتعش من جديد ... و بدينا نتقرب من بعضنا اكثر و أكثر ...
كصديقات و كزميلات عمل ... هذا الشي ريحني ....
منال أخيرا تأقلمت مع الوضع ... و صارت تتعامل مع قمر على و كأنها طبيبة تشوفها لأول مرة ...
... كل شي سار بشكل طبيعي ...و مألوف ....
....................
فاجأتني قمر لما قالت لي قبل فترة أنها صارت تعالج بنت سلطانوه ، بمحض الصدفة ... !
أنا دورت على التعليق المناسب بس ما لقيت ...
ما قدرت أتخيل كيف الوضع ... بس الظاهر و الله أعلم أن الأمور تمشي بشكل معقول ... و الله يستر من الجاي ... !
صحيح الدنيا دوارة ...
ودي التقي بسلطانوه ... الزفت ... و أقول له :
- ( شفت يا سلطان ؟ هذه البنت اللي حطمت قلبها يوم من الأيام ... اللي ترملت عشان تنقذ حياتك أنت ...
هذه هي الحين تعالج لك بنتك بعد ...! )
لو أنا مكانها كان رفضت استقبل الحالة و خله يروح يدور على طبيب غيري ...
ما ناقص إلا إني أعالج بنت الشخص اللي حطم لي قلبي ! الله يحطم قلبه و ينتقم منه يا رب !
خاطري مرة ... مرة وحدة بس ... أشوفه و أتشمت فيه ... أبرد حرتي فيه من ذيك السنين ..
عقب كل اللي سواه بصديقتي قمر ... ...
من زمان ... و أنا أتمنى ذي الأمنية الشريرة ...
و القدر ... أتاح لي الفرصة ... و حقق لي إياها ... من أوسع الأبواب !
....................
كل يوم ... أشوف سلطان ...
كل يوم أتكلم معه ...
كل يوم أسلم عليه ...
و اليوم ... آخر يوم من دورة العلاج المبدئية ... و الصغيرة رح تطلع للبيت أخيرا ... كم أسبوع ، و ترجع لمتابعة العلاج بعدين ...
من بكرة ما رح أقدر أشوفه ... و لا أسمع صوته ...
قمر ... أكيد جنيت ِ ؟ إش اللي جالسة تفكرين فيه ...؟؟؟ معقول ......؟؟
و الدكتور هيثم بيرد أول الأسبوع الجاي ... و رح أحول عليه الحالة ذي ... و ابتعد عن سلطان ... و عن منال ... و عن الماضي و ذكرياته ...
ذا الإحساس قتلني ... كيف تكون عندي فرصة أي فرصة ... من أي نوع ؟... أني أشوفه ...و أفرط فيها ...؟؟؟
قطع علي حبل أفكاري المجنونة صوت الهاتف ، كانت سلمى تأكد علي عزومة العشاء الليلة في بيتها ...
و في نفس الوقت ، جا سلطان يحمل بنته ، و معه زوجته يستفسروا عن آخر التعليمات قبل ما يطلعوا من المستشفى رادين للبيت ....
البنت بعد شوي صارت تصيح و أخذتها أمها و طلعت بها تهديها ... و اللي ظل بالمكتب ... أنا و سلطان ...
عطيته (كرت) موعد للمتابعة في عيادتي بعد كم يوم ... أخذ الورقة ... و شكرني و سلم ... و راح طالع ...
أنا ...... نقلت نظري لشاشة الكمبيوتر اللي قدامي أتظاهر أني أسوي شي ، و في الواقع كنت أراقبه و هو يمشي للباب ...
- قمره ....
وهو ماسك الباب ، قبل ما يطلع ... فجأة ... و دون سابق إنذار ... ناداني ... قمره ...
قمره .. الاسم اللي كان دايما يناديني فيه ... بنبرة تختلف عن اللي كان قبل شوي ... يخاطبني بها ......
حوّلت أنظاري من شاشة الكمبيوتر إلى عيونه مباشرة .... و هناك ... تعلقت ...
ما قدرت أبعد عيني عن عينه ... أسرتني غصبا علي ...
و هو بعد ... ظل مركز في عيني ... لأول مرة ... من التقينا قبل كم أسبوع ...
مرة ثانية ... رن الهاتف و قطع علي لحظة العمر ...
و بعد كانت سلمى – الله يسامحها – تأكد علي أجيب بدر معي !
هذا وقته يا سلمى ؟؟؟
لما خلصت المكالمة كان هو ... اختفى ...
طالعت صوب الباب ... و استقرت عيني عند نفس الموضع اللي كانت عينه فيه قبل ثواني ... وين راح ...
ليه راح ...
ارجع يا سلطان ....
كان يبي يقول شي ... متأكدة ... بس .... ....
رجعت البيت و أنا طايرة من الفرح ... كأني بنت مراهقة تنقال لها كلمة حب لأول مرة ! ما ادري وش صار بي ... يمكن جنيت ...؟ إلا أكيد جنيت ...
كانت ليلة الخميس ، تعشينا أنا و ولدي بدر عند سلمى ... و بعد العشاء راح الأولاد يلعبوا كورة بمكان قريب ... و جلسنا أنا و سلمى نسولف ...
كنت مبتهجة بشكل ملحوظ ... بس كتمت السر بصدري و إلا كان تقول عني سلمى ... مجنونة من جد ....
طبعا جبنا سيرة بنت سلطان ... و عرفت مني سلمى تفاصيل أكثر عن الموضوع ، بس و لا حاولت تثير شي من الماضي ....
و زي ما احنا كنا مبسوطين ، كانت عيلة سلطان بعد مبسوطة ...
|
|
|
|
|