|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 18-03-2009 الساعة : 04:33 PM
تشخص مرض هبه بنت أخو زوجتي ... على انه ... سرطان في الدم ...
و حلت المصيبة على العيلة ... و بغى سلطان يموت يوم عرف ...
أخذها لمستشفى ثاني ... و سووا لها نفس التحاليل ... و جت بنفس النتيجة ...
و الرجال انهبل ... و العيلة كلها انفجعت ... و لا أقول ... غير إنا لله و إنا إليه راجعون ....
أحيلت هبة بتحويل عاجل إلى أكبر مستشفى بالمنطقة ، إلى قسم أورام الأطفال ...
ما اقدر أوصف لكم الحال ... اللي كانت هي ، و أمها و أبوها ... و عمتها و كل أهلها عليه ...
ما قدروا يتخطوا مرحلة الصدمة ، و يبدأوا مرحلة التصديق إلا بعد فترة ...
كانت غمامة سودا عاتمة كبيرة ... استحلت سمانا و أظلمت ديانا ... و ظلت مغطية عنا النور ... شهور ...
و شهور ...
أمس دخلت هبة المستشفى الكبير ... و اليوم رح يشوفها الأخصائي و يقرر العلاج
الدكتور ( هيثم ) – زميلي في التخصص – كان بأجازة و رح يرد بعد كم أسبوع ... و كنت
المسؤولة عن كل المرضى في الوقت الحالي ...
كنت أراجع بعض نتايج التحاليل لمريض جديد محول علينا من مستشفى ثاني ...
لما سمعت صوت الباب يندق ...
- تفضل ...
- مرحبا دكتورة ....... هذا والد المريضة الجديدة ...
كانت الممرضة ، كنت طلبت منها تجيب والد أو والدة المريضة معها ...
رفعت عيني من على الأوراق ... و طالعت صوب الباب ...
شخصين اثنين ، غير الممرضة ... كانوا واقفين ...
امرأة ... و رجال ...
شوق ... و سلطان ... !
تجمدت نظراتي ... ما ادري أنا أتخيل .... ؟؟ أتوهم ...؟؟؟
طاح القلم من إيدي فجأة ...
و نزّ لت عيني في الملف بالغصب ... أبى أدور اسم المريضة ...
و شفته ... ( هبه سلطان ) ...
- تفضلوا ...
قالت الممرضة ... و سلـّـم سلطان ، و جا جلس على الكرسي قدام المكتب ... و ظلت شوق ...
متجمدة عند الباب ........
التفتت الممرضة لشوق و هي تأشر لها على الكرسي ( تفضلي ؟ ) لكنها ظلت متيبسة بمكانها ...
الله لا يوريكم مثل هالموقف ...
ما ادري ... أنظاري كانت تطالع في الأوراق اللي بين يديني ... و إلا تخترقها و تخترق الطاولة ...
و تطالع برجلي اللي صارت ترتجف مثل يدي ... ؟؟
حاولت ... أرفع عيني صوب شوق ... ودي بس أتأكد ... هي شوق اللي أعرفها أو غيرها ؟ لكن ...
- طمنينا يا دكتورة فيه شي جديد بالتحاليل ؟
جا صوت سلطان ....
كان يكلمني ؟ أكيد كان يكلمني ...
هذا سلطان ؟ طبعا ... هذا سلطان ...
أنا مو بحلم ؟ مو خيال ؟
معقول ؟؟؟
معقول ؟؟؟
الاوكسجين خلّص من الغرفة فجأة ، لأني شوي و أختنق ...
التكييف انقطع فجأة ...
لأني شوي و اخترق ...
المطر نزل فجأة ... أحسه يبلل جسمي كله ... و شوي ... و أغرق .....
هذا سلطان ...
سلطان نفسه ...
العسل ...
قدامي الحين !
إنتوا تشوفوا ؟
قولوا لي ... هو و الا مو هو ؟
يشبهه ؟
الصوت ، الشكل ، الهيئة ... الإحساس اللي أحسه لا كان قريب مني ...
أنا قلبي مستحيل يتوه عنه ...
هذا سلطان أكيد ...
شوي و يغمى علي ...
أرجوكم امسكوني ....
ما أدري كيف ، هزيت رأسي ... ففهم مني أنه ما فيه شي جديد ...
- و العلاج ؟ ممكن ؟ موجود هنا أو أسافر برى ؟ الحالة ذي شفتوا زيها قبل ؟ عالجتوا مثلها ؟
ممكن تطيب زي أول ؟؟؟
هزيت راسي ... ما فيني صوت أتكلم ...
سلطان كان يتكلم بنبرة هلع ... نبرة فزع ... خوف و قلق ... أمل و يأس ... تصديق و تكذيب ...
و الله كل هالمشاعر كانت تنبعث من صوته و كلماته في اللحظة نفسها ....
- متى نبدأ العلاج ؟ اليوم ؟ و كم يطول ؟ و رح ترجع طبيعية مثل أول ؟
ترى ما عندي بنت غيرها أرجوكم لا تتأخروا عنها ...
لها الحد ... و شوق ما قدرت ... انفجرت بصيحة مكبوتة فجأة ... و التفتنا كلنا صوبها ...
و شفتها و هي شوي و تطيح ...
و رحت بسرعة ... و بسرعة فتحت ذراعيني و أخذتها بحضني ...
بلا شعور ... بلا إدراك ...
و صرت أطبطب عليها و أنا أبكي معها ...
لا تلوموني ...
أنا قبل ما أكون طبيبة ... إنسانة ... و صديقة ... و في ها اللحظة بالذات ... صديقة في وقت محنة ...
- عيدوا التحليل يمكن ما يطلع صحيح ...
قالت شوق و هي تبكي بمرارة ... أنا ما أذكر وش رديت ...
- ما أدري من وين طلعت لنا هالبلوة ...
- يكفي شوق ... يكفي ...
هل كنت أواسيها أو أواسى نفسي ...؟؟؟ ما أدري .....
-الله يخليك قمر سووا أي شي عشانها أي شي ...
- أكيد ... أكيد ...
|
|
|
|
|