عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.17 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 30  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-03-2009 الساعة : 05:58 PM




" وداعا أيها العسل "




كنت جالسة أحفر حفرة صغيرة في رمل الشاطىء ، بملعقة كوب الآيس كريم ، اللي أكلته قبل شوي ...

قمر و سلطان ، كانوا قريبين مني ، بس بمسافة ما تسمح لصوتهم أنه يوصلني و انا طبعا ما تعمدت أسمع ...

فجأة ، شفت قمر تمشي بسرعة صوب السيارة ، و أخوي رايح وراها ، و جيت معهم و أنا متوقعة أن مشاحنة حصلت

بينهم ...





قمر كانت كل شوي تمسح دموعها ، و فتحت باب السيارة و سحبت شنطتها و طلعت (خمسة ريال ) و رمتها على

سلطان ، و بعدها مزعت ورقة و رمتها صوبه ... !



تركت باب السيارة مفتوح و راحت تمشي بسرعة ...


كانت ، تبي تروح البيت مشي !


أنا ما أدري وش اللي دار بينهم بالضبط ، بس صرخت بوجه أخوي :


- ( وش سويت ؟؟؟ )






سلطان ، كل علامات الهلع و الفزع كانت متفجرة على وجهه ، و هو ينادي :

- ( قمره أرجوك ... )




ابتعدت قمر عن موقف السيارات و راحت تمشي بسرعة على الشارع ، و أنا امشي وراها و انادي عليها

و لا ترد ، لين مسكتها ...



- قمر اصبري ! وين رايحة !!؟؟

- تركيني ... بـ ارد البيت

- جنـّـيتي يا قمر ؟ الله يهديك ، تعالي بس ...



و حاولت اسحبها معي ، لكنها تملـّـصت مني ، و راحت تبي تكمل طريقها ...


- أرجوك قمر اهدئي شوي ...




في ذي اللحظة ، مرت علينا سيارة ( ليموزين ) ، و لا شفت إلا قمر تأشر عليها ...



وقفت سيارة الليموزين جنبنا ، و جت قمر بسرعة و فتحت الباب ... تبي تدخل ... و أنا مسكتها ...


أخوي سلطان ، و اللي كان قريب منا جا مسرع و قبل ما تدخل قمر السيارة صك الباب اللي كان مفتوح و هو يصرخ

على ( السواق ) :




-( خلاص روح )

- لا انتظر




صرخت قمر و هي تمد إيدها مرة ثانية لباب السيارة تبي تفتحه

تحركت يد سلطان ، يمكن لا إراديا ، و مسك إيدها يبعدها عن الباب بقوة ...


- اتركني

- ما أخليك تروحين يا قمر أبدا

- مو بكيفك ، وش دخلك أنت؟ من تظن نفسك ؟



و هي تسحب إيدها و تحاول تمسك (مقبض ) الباب ، و تفتحه شوي ، و يرد سلطان يصكه بالقوة ، و يصرخ على

السواق :

- قلت لك روح خلاص يالله...



السواق الهندي ، مسكين شكله تخرّع ، بسرعة فلت ...


- ليه؟

صرخت قمر


-مجنون أنا أخليك تروحي معه؟ يالله نرد السيارة

- ما أبي أروح معك ، غصب هي؟ ما أبي أركب سيارتك ، أكرهك يا سلطان ، أكرهك ، أكرهك أكـــرهــــــــــــــــك









و التفتت لي ، و ارتمت بحضني و صارت تبكي بكا يقطع القلب ، و انا أحاول أهديها


- قمر ، خلينا نروح السيارة كذا وقفتنا بالشارع غلط ... الله يخليك قمر...


قالت بشكل متقطع ، بين الكلام و الشهق و البكاء و الدموع :


- ما... أبي ...... أركب ........ معه .....



- أرجوك قمر ، عشان خاطري أنا أرجوك ...


بصعوبة أجبرتها ترجع للسيارة ، بعد مدة ، خلها توصل البيت ، و بعدين اللي تبي تسويه تسويه ...


جلست معها على المقاعد الخلفية و هي تبكي بشكل مو طبيعي ، خفت يصير لها شي ، و الله ما اسامح نفسي لو صار لها أي شي ...


سلطان في البداية ظل واقف برى السيارة ، بعيد عنا شوي ، لين بدت قمر تهدأ شوي ، و بعدين ركب ...

أول ما جلس على المقعد و صك الباب قال :

- قمر أنا آسف...



و تمر ، ردت بسرعة و بحنق و انفعال :

- ما ابي أسمع صوتك ، اسكت ... اكرهك...



طالعت بعين أخوي من خلال المرايا ، حسيته يبي يقول شي ، لكن أنا قطعت أي محاولة نقاش بينهم :


- بعدين سلطان ، يالله نمشي...






سلطان قاد بسرعة ، و كذا مرة كان يسأل :

- (أنتوا بخير؟ )




لما وصلنا عند بيت بو ثامر ، رد قال :

- قمر ... أنا ... أنا آسف ...



قمر فتحت الباب ، دون ما تقول كلمة وحدة ، و نزلت من السيارة صكته بقوّه هزّت السيارة كلها !

التفت سلطان علي و قال :
- روحي معها


نزلت فتحت باب السيارة و نزّلت رجلي على الأرض ، أبي أنزل ، لكن قمر – وهي تطلّع مفاتحيها من الشنطة –

قالت لي بحدة :

-خليك يا شوق ، مع السلامة.


و دخلت البيت ، و صكـّـت الباب ....


نزلت من السيارة و وقفت لحظة ، و رديت ركبت جنب أخوي ...


- وش صار يا سلطان؟


- كان لازم تكرهني ... عشان تعيش حياتها ...


و مشى بالسيارة ، أنا ما رديت سألته عن شي ...



مشى ببطء ، كان شارذ الذهن ، و متوتر ، و لما وصلنا عند الإشارة ، خذ اللفة و رجع نفس الطريق !





طالعت فيه و انا مستغربة ، و لا سألته لين وصل عند بيت بو ثامر مرة ثانية و وقف عند بابهم و قال :

- انزلي شوفيها يا شوق...

-نعم؟


- انزلي شوفيها يا شوق لا تذبحيني...


ما شفتها عدلة ، ترددت ، تفشلت أروح لها الحين ، بعدين وش أقول لها و لأمها ؟ و وش تقول هي عني ؟

لما شافني أخوي جالسة بمكاني ما تحركت طالع فيني بنفاذ صبر ...



- زين خلني بس أتصل و اسأل ... جيب جوالك...


- انزلي شوفيها يا شوق لا يكون صابها شي...




خوفتني جملته ، قمر كانت منفعلة بالمرة ، و يمكن لا قدر الله يتكرر اللي صار قبل كم يوم ..



و أنا جاية بانزل وفتحت الباب ، شفنا سيارة ( بسـّـام ) ، جاي لبيت بو ثامر ، و أول ما شافها سلطان ، قال لي

( خلاص )

و انطلق بنا ...

.............................

تغيبت قمر عن الجامعة اليوم التالي ، لما ما شفتها في الصباح ، فزعت ، خفت يكون صار لها شي ، ما قدرت أتصل عليها بعد اللي صار ... ما تجرأت ...


رحت لسلمى اسألها عن قمر ، و قالت لي أنها كانت تحاول تتصل عليها الليل و لا قدرت تكلمها ...


وجهت لي سلمى سؤال مباشر :


- (صار شي أمس؟ )





و لا عرفت بإيش أجاوبها ...

سلمى يمكن كانت على حق ، لما حاولت تمنع لقاء قمر بسلطان ... لكن ...


كانت عيونها كافية ، ما كانت بحاجة للكلام ...


( لو يصير لقمر أي شي ، يا ويل سلطان مني )



تكرهه ، بمقدار حبها لقمر ... و بديت أشك أنها تكرهني أنا بعد ، و تعتبرني المسؤولة عن اللي صار لقمر ، ذيك الليلة ... مع أني ، ما دبرت أي لقاء بين قمر و منال ، و تفاجأت بها مثلهم بالضبط ...


الكره ، عمى قلبها ... و جردها من انسانيتها ، و خلاها تتصرف بلا رحمة ، مثل وحش ... يشمت بفريسته ... و يتلذذ بعذابها ...

.................

ليلة الخميس ، هي ليلة الخطيب الخاصة ...

و الليلة جاي لي بسـّـام ، للمرة الأخيرة ....


قراري ، كان إني أنفصل عنه ، مو لأنه عندي أي أمل في أن العسل يرجع لي ، أو أني أحب بسـّـام ، إنما لأني شفت

في بسـّـام إنسان أفضل من أنه يستحق انسانة مثلي ...



ما عدت فتحت الموضوع قدام سلمى ، قراري الخاص و ما بغيت أي شخص يشاركني فيه ...




الأيام الثلاثة اللي فاتت ، تغيبت عن الجامعة ، مو من تعب ، بس اعتبرتها فترة نقاهة ، و فاصل بين أحداث الأمس و اليوم ..



قضيت كثير من الوقت ، أكتب في بحث سلمى على الكمبيوتر ، و لما جهز ، أرسلته مع ثامر لبيتها ... ما كنت أبي التقيها و أظن هي بعد حست بكذا ، و اكتفت بشكري على الهاتف ، دون أيه أسئلة ....




استقبلت بسـّـام بشكل طبيعي ، و هو كان ( مشتاق ) لأنه ما شافني من يوم السبت ...


يوم الأحد ، يوم لقائي الأخير بالعسل ، كانت أمي طالعة مع أمه السوق سوى ، و هو وصلهم مشوارهم ، مر على بيتنا بس ما نزل شافني ...



و هذا أفضل ، لأني يومها ، لو كنت شفته بوجهي ، كنت رميت الدبلة عليه بعنف ...



أما الحين ، أعصابي هادئة و أقدر اشرح له بهدوء ... و بطيب خاطر ...



- تصدقي يا قمر ، توحشيني بسرعة ! الأسبوع طويل و ما فيه غير ليلة خميس وحدة ! ما تكفي ...




قلت في بالي :


- ( أجل لما تعرف أنها الليلة الأخيرة ! وش رح تسوي ؟؟؟ )



قررت اللحظة ذي إني أدخل في الموضوع ، كرهت نفسي و أنا فاتحة له المجال للتعبير عن مشاعره ، فيما أنا أخفي ( السكين ) ورا ظهري ...


- بسـّـام ....

- عيون بسـّـام ؟

- .... تسلم عيونك ...

- غمضي عيونك !

اندهشت ، و طالعته باستغراب ، و رد قال :


- يالله قمر حلوة ، غمضي عيونك !






ما ادري ليه ! بس جاريته و غمضت عيني ...


فجأة ، حسيت بشي يتحرك حول رقبتي ، بغيت افتح ، جا صوته يأكد علي :

- لا تفتحي !


و ثواني ، و قال :


- الحين افتحي !


فتحت عيني ، و جت على عينه مباشرة ، كانت مليانة حب و تقدير ...



و نزلت بعيني أبي أشوف الشي اللي علقه على رقبتي ، جيت أبي أحرك إيدى أتحسسه ، لقيتها مضومة بين يديه ...


رديت أطالع بعينه ، ابتسم لي ابتسامه عذبة و رفع إيدي إلى شفايفه ... و قبلها ....



- إن شاء الله يعجبك !



كان عقد ذهبي جميل جدا ... به حجرة بالمنتصف ، محفور على خلفيتها :


(( حبيبتي قمر حلوة ))



نقلت بصري بين العقد و بسام ... و فاضت عيني بالدموع غصبا علي ....




الإنسان اللي شاريني و يبيني ... إللي يحبني و يقدرني ... اللي يتودد لي و يتقرب مني ...

و أنا اللي كنت ، ناوية أغرز سكين بقلبه ....




ما قدرت اتحمل ...

ظهرت صورة سلطان ، و احنا عند البحر ، و هو يقول :

- ( اعتبريني موجه عدت ... و ما بقى إلا الزبد ) ....




تلاشت كل معاني الحب اللي حملتها لسلطان ... تبددت كل مشاعر العشق اللي خزنتها لسلطان .... تبعثرت آخر أطياف الأمل ...و تجمدت آخر قطرات الدموع ... و انطفت آخر ألهبة الشموع ... و انطلقت آخر صرخات القلب المفجوع ...


..... وداعا يا سلطان ....

... وداعا يا العسل ...

و داعا بلا رجوع....

كنت أبي استعير كم ورقة من عند أخوي سلطان ، أطبع عليهم بحثي ، و اللي رح يكون الدور علي أقدمة السبت الجاي .

بحث ( سلمى ) كان حلو ! معد بالكمبيوتر ! قمر ساعدتها فيه ... يا ليت أقدر أسوي مثله ! بس مستحيل أطلب من قمر أنها تساعدني ... !



دقيت الباب ، و ما جاني جواب ، فتحته و دخلت .


ما كان أخوي موجود بالمكتب ، و رحت لعند أوراقه و أخذت رزمة .


على نفس المكتب ، لفتت نظري ورقة نصف مطوية ، كانت ممزقة ، و بشريط لاصق جمعت أجزاءها ...


بفضول أخذت الورقة و فتحتها ... و عرفت على الفور ، أنها من قمر ! ...


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس