|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 17-03-2009 الساعة : 05:54 PM
سلـّـمت عليها سلام عابر ، و مشيت عنها ! تجاهلتها أول الساعات ( أمثل دور الزعلانة )
لكن بعد كذا ... رحنا الكافاتيريا سوى ، أنا و قمر و شوق و زميلات غيرنا ، و جلسنا في لمـّـة حلوة ...
و عشان أأكد أن الأمور بيننا ( صافي يا لبن ) مهما تهاوشنا ، طلبت منها بكل مرح و جرأة :
- قمورة بـ اجيب لك بحثي و أنت ِ اكتبيه بالكمبيوتر ، خلصيه و جيبيه لي خلال يومين مو توهقيني !
- حاضر يا ستـّـي ، بس إن شاء الله ما يكون ( ثامر ) لاعب بجهازي زي المرة اللي فاتت !
أخوها ثامر ما شاء الله مولع بالكمبيوتر ، و أكيد رح يلتحق بها التخصص بعد الثانوية !
تطمنت ، جوابها كان يعني أن كل الأمور بيننا ( سمن على عسل ) ، و يعني بعد أن روحتنا للسوق الخميس الجاي ما انحذفت .
و احنا جالسين نسولف مع بعض ، شوق قالت لقمر :
- ( أبيك بشغلة )
و راحوا ثنتينهم عنا ...
إن جيتوا للحق ، أنا ما اكترثت لشي و لا كنت باكترث ، لولا الوجه اللي رجعت به قمر بعد دقايق ....
العيون تبرق ...
الشفايف متقوسة مفتحة ...
الخدود محمرة متوهجة ...
الابتسامه لاصقة بوجهها و الأسارير منفرجه عليه ... !
الأمر فيه ( سر ) !
و إذا ما خابت ظنوني ، الأمر فيه (( سلطـــان )) !
طبعا رح تقولوا أن مالي حق أتدخل ، بس هذه صديقتي اللي أعزها أكثر من أخواتي ، و أعطي نفسي الحق في أني أسوي الشي اللي من صالحها ...
كانت مجرد شكوك ، بس بعدين ، لما شفتها رايحة تجري مكالمة بالتلفون ، و سمعتها بعد تقول – تكلم خطيبها على
الطرف الثاني – (بارجع مع زميلتي ... )
تأكدت ... شوق قالت لها شي عن سلطان أكيد ، وأنا لازم أعرفه ...
أمس كنت متهاوشة معها و ما أبي أواجهها مرة ثانية اليوم ، كنت قاسية معها كثير ... قمر بعدها تتكلم بالتلفون ، و شوق موجودة قريب مني ...
تركت قمر ، و جيت لعند شوق ، و أنا مصرة أعرف .. ايش السالفة ؟؟
- شوق
- هلا ؟
- ممكن سؤال ؟
- أكيد سلمى !
- إيش قلت ِ لقمر ؟
طالعتني بنظرة استغراب ، و عاد أنا أسلوبي ما به لف و لا دوران ، قلتها مباشرة :
- إيش قلت ِ لقمر قبل شوي ؟ إش بينك و بينها ؟ ممكن أعرف ؟
اسنكرت سؤالي و ظهرت تعابير الاستياء على وجهها ، بس ، رضيت على نفسي ها لمرة أكون ( وحقة ) شوي ، و لا أن سلطانوه الزفت يرجع يظهر بحياة قمر ، يعذبها من جديد ...
- إذا ما خانتني توقعاتي يا شوق ، أنت ِ قلت ِ لها شي له علاقة بأخوك ...
رفعت حاجبها الأيسر ، في نظرة تجمع بين التنبيه ، و الدهشة و الاعجاب !
اللي زادني يقين فوق يقين ، أن الزفت له ضلع في الموضوع .
- قمر بـ ترجع معك اليوم ؟
- نعم
- و اللي يوديك البيت طبعا أخوك
- نعم
- يعني ... قمر رح تلتقي بـ أخوك
- ........
- ليه يا شوق ؟
- عفوا سلمى بس ما تلاحظي أن الأمر ، ما له صلة بك ؟
- إلا ، قمر صديقي و أختي الحبيبة الغالية ، و اللي ما اسمح لأي مكروه يصير لها و أنا أتفرج ! نسيتي اللي صار
ببيتكم قبل كم يوم ؟؟؟
أنا ما ابي أقول شي لقمر لأني توني متهاوشة معها أمس ، امنعي أنها تشوفه فورا .
ناظرتني بنظرة غضب ، و شاحت بوججها عني ... يعني هي تأيد هذا اللقاء و تبيه يصير ...
- قمر هي اللي طلبت منك توصليها ؟
- لا
- أنت ِ ؟ انت ِ اللي تبينها تشوفه ؟ تعتقدي أن هذا رح يفرحها ؟
- أخوي يبي يقول لها حمد الله على السلامة ، لا أكثر .
- يعني سلطانوه هو اللي طلب !؟
طلعت الجملة من لساني عفويا ، و لفت علي و طالعت بي شوق بغضب ، ليه أسمي أخوها سلطانوه ! زين ما قلت :
( الزفت ) بعد !
- شوفي يا شوق ، أحسن لك تقولي لأخوك يبتعد عن قمر نهائيا ، يكفيها اللي قاسته بسببه طول المدة اللي فاتت ، و هو لا حاس و لا كأنه واحد من البشر
- ما اسمح لك يا سلمى ، ما اسمح لك تقولي عن أخوي أي كلمة غلط ، رجاءا انتبهي لكلامك ...
- لكن هذه الحقيقة ، أخوك مثله مثل الكرسي اللي أنت ِ جالسة عليه ، بس للكرسي فوائد أكثر ...
وقفت شوق فجأة بعصبية ، و صرخت بوجهي ، و زين ما كان أحد قريب منا و الا كان سمع ..
- سلمى اسحبي جملتك بسرعة ، إش تعرفي انت ِ عن أخوي ؟ ما أقبل أي أحد يقول عنه كذا ، لا أنت ِ و لا قمر و لا
غيركم ، اسحبي كلامك ...
و جت قمر ، منبسطة الأسارير مشروحة الصدر ، كأنها طفلة بريئة تحلـّـق في السماء ... بعفوية و بلا قيود ...
فرحتها ما خلتها تقدر تلاحظ الجو المشحون بيننا أنا و شوق ، حضورها خلانا نقطع الموضوع ، و ما عاد قدرت أفتحه مرة ثانية ...
دقايق و ألتقي بالعسل ...
ما أصدق ...هذا حلم وإلا حقيقة ... ؟؟؟ سلطان يبي يشوفني ...؟؟؟
آه يا سلطان ...
المحاضرة أنا ما ركـّـزت عليها ....
مسكت القلم و فتحت الدفتر ، و حلقت بخيالي بعيد ... بعيد ... في عالمي الخاص ...
كتبت كم بيت شعر ... زمان لي ما كتبت ... عسل غاب ... و الالهام غاب معه ...
سلطان يحب يقرأ أشعاري ... و رح أهديه هذه الأبيات ، لما أشوفه بعد شوي ...
الوقت بطيء ...
ليه يا عقارب الساعة تخاذلت ِ عن المشي ؟؟
ليه يا شمس طولت ِ الزيارة ...؟؟
ما بغيت أصدق أنها جت الساعة 3 أخيرا ...
تفكيري مشلول ، ما فيه أي شي ثاني ببالي ، بس عسل و عسل بس ...
ودي بس أشوفه ، لو نظرة وحدة ...
بس أسمعه ، لو كلمة وحدة ...
أحس بوجوده ، لو لحظة وحدة ...
كثير علي ؟ لحظة وحدة بس ، من عمر الزمن ؟؟؟ كثير علي ؟؟؟
- هذا هو وصل !
انتبهت فجأة على صوت شوق ، اللي كانت واقفه جنبي عند المواقف ، ننتظر وصول سلطان ...
ما طاوعتني رجلي ، ما قدرت أخطو ... حسيت بنفسي مشلولة ...
مسكت شوق إيدي ، و سحبتني معها ، للسيارة ...
شوق فتحت لي الباب الخلفي ، و راحت تجلس قدّام ، جنب أخوها ...
ما أذكر وشلون جلست ، بس شفت نفسي على الكرسي ، ورا سلطان مباشرة ...
أول ما وصلني ، كانت ريحة عطره الفواحة الجذابة ... اقتحمت أنفاسي و سرت في جسمي كله ...
ما انسى ريحة ذاك العطر ... مهما حييت ...
أبدا ...
عيني ثبتت على يديني ، يديني كانت ترتجف ، كانت باردة و متوترة ، رغم أن جسمي حار .. و صدري ملتهب ...
- السلام عليكم ، كيف الحال قمره ؟
هو اللي بدأ السلام ، أنا صوتي تلاشى فجأة ، شديت حبالي الصوتية شوي ، لا ، شديتها كثير ، بغيت أقطعها من كثر الشد ، بس خانتني ، و طلع صوتي مبحوح و أقرب للهمس ...
- و... عليكم السلام
- كيف حالك الآن ؟ حمد الله على سلامتك
- ااالله يسلللمك ...
- ما تشوفين شر ، الله يعافيك و يقومك بالسلامة يا قمره
رفعت عيني ، طالعت في المراية ... و جت عيني على عينه ....
سرت رعشة بجسمي ، مثل صدمة الكهربا ...
بسرعة بعدت انظاري و بعثرتها يمين و شمال ...
من زمان ما شفتها ... في لمحة وحدة ، تذكرت كل شي شفته في ذيك العيون ...
و آه من ذيك العيون ...
حسيت بلهيب حار يطلع من صدري ، و صرت أهف على نفسي بيدي ، سلطان انتبه لي ، و رفع التكييف بالسيارة لأقصى حد ...
ما قدرت أقاوم ... تسللت نظارتي خلسه ناحية المراية ، و مرة ثانية ... اصطدمت به ...
عيني بعين العسل ... و ريحته تداعب أنفاسي ... و هو جالس قدامي ما يفصلني عنه إلا مقعد ...
إذا كان هذا حلم ... أرجوكم ... أرجوكم لا تصحوني ....
و إذا كانت حقيقة ... فتكفون ... خلوني ...
روحوا و خلوني ...
.........................
- سلطان ... وقـّـف عند محل الآيسكريم ! مشتهية واحد !
قالت شوق لما قربنا من محل آيس كريم في طريقنا ...
و وقف سلطان السيارة ، و نزلنا إحنا الثلاثة ، و دخلنا المحل ...
و احنا طالعين ، و كل واحد بإيده نصيبه من الآيس كريم ، التفتت شوق ناحية البحر ...
- الله ! بالمرة بديع ! وش رايكم ، خلونا نجلس عند البحر شوي !
مو من اعتباط ، كانت تقصد شي ، و الفكرة راقت لنا كثير ... و مشينا لعند البحر ...
الشمس ، مازالت في كبد السماء ... نورها يسطع على الوجوه مباشرة ....
يتخلل عدسات العيون ...
و يبرق لونها العسلي الجذاب ...
و من الناحية الثانية ، يترك ضياها ظل طويل ممدود ... يتراقص على الرمال الناعمة ... مثل ما تتراقص القوارب الخشبية على أمواج البحر ...
أحسد الرمال اللي قدرت تعانق ظله و هو يمشي عليها ...
ما أذكر كيف كان طعم الآيس كريم ... حواسي كلها فقدتها ذيك اللحظات ... كان بارد و الا حار ؟ كان حلو و الا مر ؟
كان آيس كريم و الا قهوة ؟ ما اذكر ...
وقفنا عند الساحل ... نراقب الأمواج و هي تضرب بالرمال ... بدون كره أو نقمة ، و كانت رمال الشاطيء مستسلمة لضرباتها ، مثل استسلام الرضيع لضربات راحة يد أمه على ظهره ، و هو نايم بحضنها ...
شوق ، عشان تتيح لنا فرصة نتكلم ، مشت بمحاذاة الساحل ، و ابتعدت كم خطوة ...
- ألف حمد الله على سلامتك يا قمره ، عدّاك الشر و كل مكروه ...
- الله يسلمك ... الشر ما يجيك ...
- إن شاء الله كل شي بخير ؟ وش قالوا الأطباء ؟
- كل شي تمام ، عندي موعد بعد كم أسبوع ، للمتابعة لا أكثر ...
- الحمد لله ...
كأنّ البحر ، كان فرحان بلقائنا ؟ كأنّ أمواجه هاجت شوي ، تغني و تتراقص احتفالا بنا ؟
ليه تهيأ لي أن كل الكون ... جاي يحضر لقاءنا و يحتفل ...؟
الشمس ... الطيور .. الأمواج ... الرياح ... كل الكون ... يشهد لقاء المحبين ، بعد طول فراق ....
اشهدوا معي كلكم ... أحبه ، و مشتاقة له و ولهانة عليه ...
الشعور الـّـي أحس به ، لما يكون العسل قريب مني ، شعور ... أعجز و لو كنت أملك قدرات العالم كلها ، عن إني أوصفه ...
-متى زواجكم ؟
اخترقت هذه الجملة الدخيلة المشؤومة جمال اللحظات ... و توقف كل شي عن الغناء و الرقص ... و افسدت الحفلة ...
طالعت بسلطان ... و نظراتي كلها لوم و اتهام ... ليه خرب علي حفلتي ؟؟؟
سلطان ، طالعني ينتظر مني الجواب ...
قلت بصوت مخنوق :
- ما تحدد
سكت شوي ، بعدين قلت و أنا مقهورة منه :
- ليه تسأل ؟
- مجرد سؤال ...
- مو في مكانه
هزته جملتي الأخيرة ... و طالع فيني بعمق ، كأنه يبي يقرأ المكتوب على عيوني ، و كأن اللغة كانت غريبه عليه ...
ما عرف يقراها ...
- ليه ؟
- تسألني ليه ؟!
ابتعد بانظاره صوب البحر ... ما كان يبي يقرا أكثر ...
- سلطان ...
ناديته بصوت ... كله حنين و مشاعر ... التفت لي ...
- نعم ؟
- تتوقع ، أني ... خلال الشهرين اللي فاتوا ... قدرت أحب بسـّـام ... و أنساك ؟؟
ما عرف يجاوب ... أو يمكن ما بغى يجاوب ...
- سلطان ... أنا ... بعدني .... أحبك أنت ...
تنهد تنهيدة طويلة ، و قال ... ببرود ... أبرد من الآيس كريم اللي كان بايدي ...
- إش الفايدة يا قمره ؟ ... إش الفايدة ؟ ....
قمر ... قمر ... لازم تنسيني ... لا تخلي ... تعلـّـقك بي يكون السبب ... في أي مكروه يصيبك ... مو أنا ... اللي
استحق ... مشاعرك ... أرجوك ... وجهي مشاعرك لزوجك ... زي ما أنا ... وجهتها لزوجتي ...
دارت بي الدنيا ، امتلكتني رغبة مفاجئة في ( التقيؤ ) ، صرت اتلفت يمين و شمال ، قلق سلطان ، و حس أن فيه شي ...
|
|
|
|
|