عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.17 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 20  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-03-2009 الساعة : 04:43 PM




إلى الآن ، مرت ثلاثة أسابيع تقريبا ، قمر استردت عافيتها كاملة ، و لأن النزيف كان بسيط ما احتاجت لأي عملية ،

الحمد لله ، بس ظلت كم يوم بالمستشفى تحت الملاحظة ...



حالتها ظلت مستقرة جدا ، و الأطباء أكدوا أن الشريان اللي انفجر كان به نقطة ضعف في أنسجته ، و هذا ما يقتضي

بالضرورة أن بقية الشرايين بها نفس المشكلة أو أن قمر احتمال تجيها نفس الحالة مرة ثانية ...



و أنا بعد ، ما خليت كتاب فيه موضوع عن ( نزيف الدماغ ) إلا و قرأته ، لين تهيأ لي أني بـ صير ( جرّاحة مخ و أعصاب ) !



الأحداث اللي صارت ، كرّهتني بأشياء واجد ...

كرّهتني في نفسي ، لأني ضغطت على قمر أنها تروح معي لشوق ذيك الليلة ...

كرهتني في أهلي ، اللي ما هم مقتنعين يجيبوا لي سواق انتفع به وقت الأزمات !

كرهتني بالبيتزا !

و كرهتني بعد ... أكثر و أكثر .. في سلطان ....




سلطان هو السبب ، و بـ أحمله مسؤولية أي شي يصير لقمر ...




قمر ... ما قدرت تتذكر أي شي صار ، من لحظة شوفتها لـ منال ... الى اللحظة اللي صحت فيها من الغيبوبة ، يوم ثاني ...


بالرغم من أني كنت جافة في معاملته ، بسـّـام طول الأسابيع اللي طافت ، كان يعاملني بكل عطف و حنان ... و إذا باعترف ... و بحب ...


نظرتي له تغيرت ، و بديت أتعاطف معه ، و حسنت موقفي منه كثير ...


لكن ... ما حبيته ...


الشي اللي خلاني ، و بعد تفكير و عوار راس في أحرج مراحل حياتي ، أفكر أني ... أفك ارتباطي به ...


بسّـام يستاهل وحدة أفضل مني ، وحدة مستعدة تستقبل مشاعره الدافية ، و تبادله نفس العطاء ...


هذا القرار بعدني ما أعلنه ، و ما لي إلا سلمى ... اعرض عليها مخاوفي ...


سلمى جاية لي بعد شوي ، حسب اتفاقنا ... و رح أقول لها ، أنا وش أفكر فيه ....





و في موعدها ، وصلت ... و جتني الغرفة ، و ابتسامتها تسبقها ، و المرح دوم على وجهها الدائري حتى في أصعب الظروف !


- سلمى فيه شي ، ودي تشاركيني فيه ...

- خير قمر ؟ كلـّي لك !



ابتسمت ، و بعدها أظهْرت ملامح الجد ... و قلت ، بدون لف و لا دوران :

-بـ افك خطوبتي من بسـّـام ...



ما تغيرت البسمة و تعابير المرح على وجهها ، و قالت بعد صمت ثواني :



- مزحة ثقيلة قمر ! هاتي غيرها !







جلست فترة طويلة أحاول اقنعها بمبرراتي ...

الرجّـال ما يستاهلني ، يستاهل وحدة أفضل ... أنا ما شفت به عيب و هذا اللي ذابحني ...

حرام أظلمه معي و أنا ... ما احبه ! و الله ما احبه !


- قمر اسمحي لي أقول لك : أنت ِ انسانة مستهترة و ما عندك وفاء !


كانت أقسى كلمات قالتها سلمى لي ، و ظلـّـت تهاوش فيني مدة ، و صرخت بوجهها :


- ليه مو قادرة تفهميني يا سلمى ؟ حرام علي أظلم الرجـّـال معي ،

سلمى أنا ما أحبه ! لا حبيته و لا عمري رح أحبه ! ما أحبه غصب هي ؟



- أكيد ما تحبينه ، دام (سلطانوه ) اللعين بعده عايش ...

الله ياخذ روحه ذي الساعة و يفكنا منه آمين!


ما وعيت لنفسي ... إيدي تحركت لا إراديا ، و صفعت سلمى على خدها بقوّة ...



سلمى جمدت بمكانها ... مذهولة من ردة فعلي ... و أنا نفسي تجمدت ... ما عرفت إش أسوي بعدها ...


راحت سلمى صوب مكتبي ، و مسكت قبضة واحد من الأدراج ، الدرج اللي تعرف إني فيه أحتفظ

بكل شي يخص ذكريات سلطان ... سحبت الدرج بقوة ، و مدت إيدها و طلـّـعت أوراق كثيرة ،

و بعصبية رمتها صوبي و هي تصرخ :


- عشان هذا ناوية تدمري حياتك ؟ عشان هذا مستعدة تضحي بخطيبك ؟ عشان هذا تصفعيني أنا يا قمر ؟؟؟

عشان سلطانوه الزفت ؟ إش استفدت ِ منه و إش جاك من وراه ؟

خذي ...




و هي تطلع في الأغراض و ترميها صوبي شي ورا شي ...



- خذي ...

هاك سلطان ... خذي بعد ... و بعد ... لين تموتي بسببه و تشبعي مـــــــــــــــوت



أنا ، ما سويت أي شي ...


ظليت أراقبها في ذهول و هي ترمي علي الرسايل ... المذكرات ... الكتب ... و السبحة ...


من بين كل الأشياء ، مديت ايدي و التقطت السبحة ... راقبتني سلمى و أنا أمسك بالسبحة كأني أمسك بروحي لا تطلع ...



غصبا علي ... فاضت عيوني بالدمع ، و أنا أشوف ذكريات سلطان ... تنرمي و تتبعثر حوالي ...

و سلمى تصرخ بوجهي بعصبية و قسوة ما عهدتها عليها من قبل ....



لما شافت دموعي تسيل ، و أنا اطالع فيها ... كأني أرجوها ... لا ... لا تقتلي سلطان ... لا أرجوك ...


هدأت نوبة التهيج اللي اعترتها ... و ابتعدت عن المكتب ... و جت لعندي ...



جلست جنبي ، و مدت يدها تبي تنزع السبحة من بين أصابعي ، و ضغطت بقوة ، بكل قوتي عليها ...

هي تشد ، و أنا أشد ...



( لا يا سلمى لا ... لا ... لا ... )



و انقطعت السلسة ... و تبعثرت الفصوص على الأرض من كل جهة ...




جرت أنظاري تركض ورا الفصوص ... كل واحد استقر بمكان ... و في إيدي ، ظلت السلسة مقطوعة تترنح ....



- سلطان ... انتهى ...


قالتها و هي تشد على صوتها بحدة ، و تشير الى الفصوص المتبعثرة ... كأنها تقارن نهايتها بنهاية سلطان ...

المصير واحد .....




هويت براسي على الكنبة ، و بكيت ...

بكيت بكاء طويل ، و عميق ، و شجي ....



ظليت أبكي و أبكي و أبكي ، و صورة الفصوص و هي تتبعثر على الأرض من حولي ، مطبوعة بأنظاري ...

ما حسيت لسلمى ، و لا دريت عنها و هي تطلع من الغرفة ، دون كلمة زيادة ...




أول ما رفعت راسي بعد مدة طويلة ، تلفت ، و لا شفتها ...



شفت الأوراق متبعثرة عند رجلي ، مديت إيدي و أخذت أقرب ورقة منها ... و قريت :


((( قمره ... الوالدة خطبت لي بنت خالتي البارح ، أنا تدبـّـست ... )))


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس