|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 16-03-2009 الساعة : 04:40 PM
ارتعبت ، و وقف قلبي ... و انحبس آخر نفس أخذته داخل صدري ، و عيني انفتحت أوسعها .... و أنا ارتقب ...
أكيد أنا أتخيل ... الباب ينفتح ببطء ... الحين بيطل منه سلطان ؟؟؟
خيالي رح يتحقق ؟؟؟ سلطان هذا أنت ؟؟؟
و دِخـْـلـَـت ....
كنت أنا أول وحدة انتبهت لها .... و جت عينها على عيني على طول ، كأنها جاية متعمدة تشوفني ، تدوّر علي ....
-السلام عليكم ...
لما جا صوتها ، انتبهت لها شوق و سلمى ، و اللي كانوا مشغولين بالكلام و الضحك ...
إش صار بعد كذا ؟؟؟
خلي سلمى ، تحكي لكم ....
كنا جالسين نسولف ، و نضحك بمرح ، أنا و شوق و قمر ، في بيت شوق ...
كانت قمر معظم الوقت ساكتة ، و يا دوب تبتسم ...
فجأة ، سمعت صوت غريب :
- السلام عليكم
و التفت جهة الصوت عند الباب ، و شفت ( منال ) ...
أول شي قفز ببالي على طول ، هو قمر
و قبل ما أرد السلام ، التفت عليها ...
قمر ما كانت شافت منال من قبل ، و كانت خايفة تلتقي بها هذه الليلة ، و أنا قلت لها :
( مستحيل شوق تتعمد تجمع بينكم .... )
الحين ، و أنا أطالع بوجه قمر ، و أشوف عينها مفتوحة لأقصى حد ، و وجهها مخطوف اللون ،
و تعابيره كأنها تعابير المحتضر لا شاف ملك الموت ... الحين بس عرفت و قدرت الخوف اللي كانت عايشتنه ...
وقفت شوق ، و علامات الدهشة على وجهها ، و نقلت انظارها بيننا احنا الثلاث ، و قالت ترحب بـمنال :
- و عليكم السلام ! هلا منال ...
كان واضح عليها أنها ما توقعت منال تجي ...
أنظار منال الحين جت علي ، و وقفت من باب الأدب و سلمت عليها و صافحتها
الدور التالي طبعا كان ... على قمر ...
قمر جامدة في مكانها مثل التمثال الخشبي ...
شوق ، حبـّـت تعرّف عن كل وحدة للثانية ، لأنهم أول مرة يلتقون ...
- هذه صديقتي و زميلتي قمر
قالت موجهه كلامها إلى منال ، و بعدها ، طالعت في قمر ، بنفاذ حيلة ، و قالت :
-منال ... زوجة أخوي سلطان ....
منال ابتسمت ، و مدت إيدها تبي تصافح قمر ، و لا هي دارية عن شي !
ضربت جزمة قمر بجزمتي ضربة خفيفة ، أبيها تتحرك ، تقول شي ...
ما أدري ، هي حست بالضربة أو لا ؟ بس شفت راسها يطاطىء صوب الأرض ، و يدينها ترتكز على الكنبة ، كأنها
تبي تستند عليهم عشان توقف ، و شوي شوي ، ارتفع جسمها عن الكنبة كم بوصة ، قبل ما تنهار عليه فجأة و تغيب
عن الوعي .....
الأحداث اللي صارت بعد كذا جت بسرعة ، ما لحقت أسجل تفاصيلها الدقيقة بذاكرتي ...
كانت ليلة ما تنسى ، منها كرهت البيتزا – اللي ما لها ذنب – و ما عدت آكلها ...
كل البيتزا ، و كل اللي أكـَـلـَـتـْـه على ذاك العشاء طلع في حالة مهولة من الترجيع ...
أذكر ، أن ضغطها ، لما جابت شوق جهاز الضغط و قاسته بسرعة ، كان سبعين على خمسة و ثلاثين ...
حسيت ليلتها ، أن روحها خلاص بتطلع ... كأنها حالة تسمم حادة ، بس كانت صدمة عصبنفسية مباغتة ..
كان نبضها بالمرة مضطرب ، و أنا أصريت نوديها للمستشفى في الحال
قمر كانت معترضة ، تقول باروح البيت ... ، بس حالتها ما طمنتني
أصلا هي ما قدرت ترفع راسها عن الكنبة ، كانت دايخة بالمرة و عينها اللي كانت مفتوحة حدها قبل شوي ، غمضتها
و ما عاد تقدر تفتحها ... تقول :
(الدنيا تدور)
جيت أبي أقوم أتصل لأحد من أهلي أو أهلها ، يجي يوديها المستشفى ، و سمعت منال تقول :
- نخلي سلطان يودينا ؟
ردّت عليها شوق :
- سلطان موجود ؟
- ايه بالمكتب
و كان صبعها يأشـّـر على الجدار اللي ورانا ، و بنفس اللحظة طلعت بسرعة ، عشان تروح تقوله ...
يا ليت كان عندي سواق ، ينتظرني عند الباب ... يا ليت ...
مسكت التلفون ، بغيت أتصل لأمها ، بس شوق منعتني
- ما فيه داعي يا سلمى ، لا تخوفينها ، شوي و تصير زينة ... دوخة و تروح ...
و يا ليتها كانت ... ( دوخة و تروح .... )
كان بو ثامر – والد قمر – حسب اتفاقنا ، رح يجينا حول الساعة عشر ونص
طالعت الساعة ، كانت عشر إلا ثلث ، قمر ، فتحت عينها و رفعت راسها شوي شوي ،
و حطت إيدها على جبينها ، و تأوهت ...
-ودوني البيت
شفت ، كأن وضعها أفضل و الدوخة بدت تروح ...
- قمر أنت ِ بخير ؟ وش تحسي فيه ؟
سألتها بقلق ، و هزت راسها ، تطمني أنها بخير ...
و بعدها ردت تقول :
- ودوني البيت
و اسندت راسها على مسند الكنبة... و غمضت عينها مرة ثانية ...
شوي ، و جت منال تقول :
- يالله ... السيارة تنتظر ...
صبرنا دقيقتين أو ثلاث ، لين خفت الدوخة عنها ... و قدرت توقف ، و أنا و شوق ساندينها من الجنبين ...
منال سبقتنا للسيارة ، و احنا نمشي شوي شوي ماسكين قمر ، تهيأ لي أنها بـ تطيح أي لحظة ...
ما كانت طبيعية ، سمعتها تقول ، و احنا نعبر ممر بالبيت رايحين للسيارة :
-ريحة الورد حلوة ... !
باكسـّـر الجدار ... !
صحيح كانت ريحة الورد و الرياحين مالية الجو ، بس التعليق جا مو في مكانه ..!
أما ( بـ اكسر الجدار ) فما لقيت لها أي تفسير ؟؟؟
وصلنا السيارة ، كانت منال جالسة قدّام ، و سلطان مو بها
جلسنا على المقاعد الخلفية ، أنا على اليمين ، و شوق على اليسار ، و قمر بيننا
ثواني و وصل سلطان ، و بسرعة ساق ، و وصلنا المستشفى بعد سبع دقايق
طول الوقت ، و قمر راسها مايل على كتفي ، و إيدي بإيدها و كل شوي أسألها :
- كيف تحسي ؟
و يجي جوابها بضغطة خفيفة من إيدها على إيدي ( أنا بخير )
وقف سلطان السيارة عند بوابة الطواريء ، و نزل ... رايح يجيب كرسي عجلات
قمر فتحت عينها و تلفتت من حواليها ، و قالت باعتراض :
- ودوني البيت ! ما رح أنزل هنا أنا بخير ...
- لكن يا قمر ...
قاطعتني :
- سلمى تكفين أبي أرجع البيت ...
ثواني و رجع سلطان بالكرسي ، و لما وصل لعند السيارة فتحت شوق النافذة و قالت:
-خلاص أخوي بنوصلها بيتها ...
و رجعنا بطريقنا ...
.....................
أخوي سلطان صار يسوق بسرعة طبيعية ، و كانت عيني أنا و سلمى على قمر ، مو على الطريق ...
ما انتبهت ، إلا على صوت أخوي ، لما وصل مفترق طرق ، يسأل :
- وين ؟
رفعت عيني عن قمر و طالعت الشارع ، و ناظرت أخوي بالمراية و قلت له :
- يمين ، ... بيت بو ثامر ...
و نظراتي بنظراته على المراية ، شفت – رغم أن الإضاءة خافتة – شفت نظرته فجأة تضطرب ، و جفونه تنفتح
على آخرها ... و حدقت عيونه بعيوني تسألها :
- ( هذه قمر ؟؟؟ )
و هزيت راسي هزة بسيطة : ( .. نعم .. )
وقتها بس ، عرف سلطان أنها كانت ... قمر ...
وصلنا عند آخر لفة ، توصل لبيت بو ثامر ... كانت يد قمر بيد سلمى ... ما أدري وش حست بها فجأة ، لأنا سمعناها
فجأة تنادي بصوت عالي مفزوع :
- قمر ! .... قمر .... تسمعيني ؟؟؟
فزعنا كلنا ، و وقف أخوي سلطان السيارة قريب باب البيت ...
و قمنا أنا و سلمى نهز قمر ، نبيها تجاوب أو تتحرك ، لكنها كانت مثل قطعة القماش
صرخت :
- ارجع المستشفى يا ســلــطــان
و بسرعة ، و بلمح البصر ... ( طار ) بالسيارة طيران للمستشفى ... المشوار ، ما أظن أخذ أكثر من دقيقتين !
وصلنا عند بوابة الطوارىء ، و فتح سلطان الباب بسرعة و قفز من السيارة ...
ها المرة ، ما راح يجيب كرسي العجلات ...
لف على الباب اللي جنبي و فتحه بسرعة ، و صاح :
- انزلي شوق ...
أنا ، ما استوعبت شي ، ما مداني استوعب ... طالعت به و حتى قبل توصله نظراتي المستغربة ، رد صرخ علي :
- بسرعة شوق !
نزلت من السيارة ، و جا هو ... و مد يدينه داخل ، و شال قمر على ذراعيه ... و طار بها لداخل المستشفى ...
ركضنا وراه ، وصلنا و شفنا ه يحطها على السرير ، و تجي الممرضات و يختلط هذا بهذا و تعم الفوضى ...
من مجرد ( دوخة و تروح ) ، إلى نزيف داخل الدماغ ...
التشخيص اللي وصل له الأطباء بعد الفحوصات المكثفة ...
صديقتي أنا ، أعز و أقرب صديقاتي ، و أحب انسانة لقلبي ، صار عندها نزيف داخل الدماغ ...
بعد ما انفجر شريان صغير ضعيف البنية في راسها ، بسبب اضطراب مفاجيء في الضغط ....
ظلت قمر ساعات غايبة عن الوعي ...
أذكر أنها لثواني فتحت عينها ، قبل ما ياخذوها لقسم الأشعة ، و يتهيأ لي أني سمعتها تهذي ، مرة ثانية ....
- ( بـ اكسر الجدار ... ! )
إش كانت تقصد ؟ الله أعلم ... !
قالتها مرتين أو ثلاث ، و ردت غابت عن الوعي ، و لا أفاقت إلا يوم ثاني ...
|
|
|
|
|