|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 16-03-2009 الساعة : 04:38 PM
يا حبيبي لو تجس نبضي تشوفه * من كثر أشواقي لك طاف الريــــــاح
دق قلبي لين ما كسّـر دفــوفــه * و رقصت دموعي على غنوة نياح
غايب ٍ مثل البدر ليلة خسوفه * لا هو راح و لا ضياه في الكون لاح
حاضر ٍ بس مختفي يداري طيوفه * ينتظر إمتى يهل نور الصباح
كم مضى من فارقت كفي كفوفه * طارت اللمسات و ما فيها جناح
كم لنا ما وسدت راسي كتوفه * و لف بذراعه علي مثل الوشاح
ليه نقضي الليل كل ٍ في عزوفه * ما بقى من عمرنا كثر اللي راح
ليه نجرح بعضنا جروح ٍ نزوفه * ما تعبنا من كثر زعل و سماح ؟
حبنا مثل الحلى و احنا نعوفه * ما رضينا إلا بمرّه و القراح
حبنا جنة زهر غطـّـت صفوفه * أرضنا بالوان و عطره فيها فاح
بيننا نهر ٍ تباعدنا ضفوفه * كـلــّــما شـِدنا جسر في النهر طاح
زاد قربك قلبي نيران و لهوفه * و زاد بعدك عني آهات و صياح
آه من هجر الحبيب و من جحوفه * جيته بالأشواق و جاني بالجراح
تاه قلبي بين وديانه و كهوفه * ضاعت الأشواق أدراج الرياح ...
و جيت أبي أرسلها له ، متجاوزة في ذيك اللحظة أي اعتبار ، و كل اعتبار
و أنا جاية بـ أحط الورقة بالجهاز ، فجأة ، برقت في عيني لمعة ( الدبلة ) اللي في صبعي الثاني ، بإيدي اليمنى ...
وقـْفت إيدي في نصف الطريق ، معلقة بين سطح الطاولة ، و جهاز الفاكس ...
و وقفت أحداث حياتي عند ذي اللحظة ...
أنا وش جالسة أسوي ؟؟ لا يا قمر ... لا ... لا ... لا ...
تركت الورقة على الطاولة ، و طلعت من غرفتي بسرعة ، كأني أبي أهرب من شي أبتعد قبل ما اتهور ...
أمنع نفسي غصبا عنها و عن سلطان قلبها ، من اللي كانت بجنون ناوية تسويه ....
نزلت الدور الأرضي ، ورحت المطبخ أبس أشغل نفسي بأي شي ، أي أي شي ...
شفت أوراقي اللي رميتها على الأرض محطوطة في واحد من الرفوف ..
تذكرت الوالدة ، و كيف زعلتها ، و زاد عذاب ضميري ...
يمكن ، كنوع من الاعتذار ... ما شفت حالي الا جالسة أحضر غذا و فطور لبكرة !
بعد كم ساعة ، صحت أمي تصلي الفجر ، و نزلت المطبخ – كعادتها كل يوم – و أول ما التقت عيني بعينها ،
ابتسمـْت ، و قلت بطريقة حاولت تكون مرحة قدر الامكان :
- فطوركم و غذاكم اليوم على حسابي !
و ابتسامة منها ، كانت أكثر من كافية لأن تطمني أنها مو زعلانة علي ، و أنها نست الموضوع ، و أنها ...
مو ناوية تفتحه من جديد ...
...................
يوم الأربعاء ، طلعت نتايج امتحانا الأخير ، و كانت شوق ، هي اللي حصلت أعلى درجة بيننا احنا الثلاث ...
-مبروك شوق ! تستاهلين أكثر !
- تسلمي قمر ! بس ما توقعت الدرجة ! الحمد لله !
ناظرتها سلمى و هي تبتسم ، و رافعة صبعها و تهز ايدها – للتأكيد و تضغط على كلامها :
-شوق ! لا تنسي ! العشاء عندك زي ما اتفقنا !
- أكيد سلمى ! خلاص تجوني الليلة !
احتجيت :
- لا ! احنا اتفقنا العشاء عندي أنا الليلة !
و ردت شوق :
-قلنا اللي تجيب أعلى درجة العشاء عليها ! عندي يعني عندي و بدون اعتراض ، و أنتِ نخليك للامتحان الجاي !
طالعت في سلمى أبي تأييد منها ، لكن بالعكس ، قالت :
- الاتفاق اتفاق ! خلاص شوق يالله روحي البيت عشان تسوي لي بيتزا لأني بدون بيتزا ما أقبل العزومة !
و جلسنا نضحك ، و صدورنا متوسعة ، ما تفرق ، عندي أو عند شوق أو سلمى ، احنا صديقات و الله يديم علينا المعزة !
و قلت باستسلام :
- زين شوق ! بس الأسبوع الجاي عندي أنا !
- و هو كذلك قمره ! الأسبوع الجاي عندك !
( قمره ) ... فجأة التقطتها إذني بسرعة ، و اهتزت الطبلة ، و معها اهتز القلب ، و انتفض الجسد ...
مو بس لأنها ذكرتني بسلطان ...
بعد ، لأنها نبهتني ... إلى شي غفلت عنه ...
و هو ... أني رايحة للعشاء في بيت سلطان ..... !
كان الأوان فات خلاص ...
ما قدرت بعدها اعتذر أو انسحب ...
ما لقيت أي مبرر ... إش أقول لشوق ؟
ما أبي أجي بيتك لأن أخوك سلطان و زوجته فيه ؟
أنا يا ما رحت لها ، قبل زواجه ... قبل أربعة أشهر ... لكن من تزوج ما طبـّـيته ...
وشلون فاتتني هذه ؟
يا خوفي ... يا خوفي تجيب منال ... تجلس معنا ...
ما أبي أشوفها ...
ما أبي أعرفها ...
ما أبي أسمع منها أو عنها أي شي ...
لازم انسحب ، لازم أعتذر لـ شوق بأي طريقة و أي حجة ... و أي حجة أفضل من .... بســّـام ... ؟؟؟
الله هداني لذي الفكرة ، ما لي إلا أني أتصل على بسـّـام و أقول له أن ضيوفي أجلوا زيارتهم ، و مستعدة اطلع معه ...
و بعدها أتصل على شوق ، و أقول لها أني باطلع مع خطيبي ، و ما أظن رح تلومني او تعتب علي !
بدت لي الفكرة معقولة جدا و مناسبة ...
بعد صلاة المغرب ، اتصلت على بسـّـام ...
-((( ... ما اقدر ... ))))
كانت نفس الكلمة ، ردها علي ، كأنها ( وحدة بوحدة ) ، بس في الحقيقة شرح لي ارتباطاته و اعتذر و تأسف كثير ،
أنا اللي حذفت الموعد ، و مو ذنبه أنه بعدها ارتبط بمواعيد ثانية ...
اتصلت بعدها على سلمى ، و قلت لها إني ما ودي أروح ، لأني ما ودي أشوف المخلوقة اللي اسمها ( منال ) و تعيش في ذاك البيت ...
طبعا سلمى صارخت علي شوي ، و أنبتني ... و قالت لي :
- أنت ِ رايحة عشان شوق ، مو عشان غيرها ، ترى و الله تاخذ بخاطرها منك
و ما تجيك الأسبوع الجاي ، قمر لا تفسدي الود و تعكري الجو ...
و بعدين ليه تفترضي أن منال رح تجلس معنا ؟ ما أظن ! أكيد رح تطلع مع زوجها، الليلة خميس و الكل يطلع !
سلمى ما فهمتني زين ... بس أنا ورطت نفسي ، و ما لي إلا أني أروح ...
و اللي يصير ... يصير ...
"]" دوخة "[
وصلنا بيت ( شوق ) ، أنا و ( سلمى ) حوالي الساعة ثمان ...
طول المشوار ، و أنا قلبي يخفق بسرعة و توتر ، كأني باسوي مقابلة شخصية للالتحاق بالجامعة !
كنت خايفة ... و متوجسة ... من شوفة زوجة عسل ، و اللي ما قط شفتها من قبل
ياما تخيلتها ، و رسمت لها صورة ببالي ...
شكلها ، هندامها ، صوتها ، أطباعها ...
كل شي ... صورة كاملة عن شخصية ما عمري عرفت عنها شي ، غير أنها بنت خالة ( شوق ) ، و أن اسمها
( منال ) ، و أنها التحقت بالجامعة هذه السنة – يعني أصغر مني – و أنها ... تزوجت الرجـّـال اللي أنا أحبه ...
رسمت لها هالصورة ، و كرهتها !
طبعا عندي فضول أني أشوف ، الإنسانة اللي يعيش معها حبيبي ، و تشاركه كل شي ... لكن ، أنا للآن
جرحي ينزف ، و ناري ما خمدت ... ما هو الوقت المناسب إني اتلقى صدمة تهدني من أول و جديد ....
عند المدخل ، وقفت ، و تراجعت خطوة وحدة ، و ناظرتني سلمى مستغربة :
- ها قمر ؟ وش بلاك راجعة لوراء ؟
- سلمى ... أبي أرد البيت !
مسكتني من إيدي و سحبتني معها ... دون ما تقول شي ... ، و دخلنا البيت ....
تغير ، سووا بالحديقة و الممر تعديلات ، عن آخر مرة شفتها قبل كم شهر ...
الأشجار كانت منسقة على جانبي الممر العريض بشكل فني مدهش ...
و الجو عابق بريحة الورود ممزوجة بالرياحين ... مع رطوبة باردة ، تخلفها الأشجار في الليل ، و تحملها الأنسام إلى
صدورنا ، و نحس براحة و انتعاش تلقائيين ... !
عند بوابة البيت ، كانت ( شوق ) واقفة تنتظرنا ...
استقبلتنا بترحيب حار ، و بـ ( شوق ) مماثل لاسمها الجميل ...
ما كأننا قبل كم ساعة بس ، كنا سوى بالجامعة !
حتى من داخل البيت ، التصميم تغير ، و الغرف تبدلت ... بس كان ، تحفة فنية مدهشة ...
آخ لو كان هذا بيتي ... ! يا ليت ...
أخذتنا شوق إلى غرفة جانبية ، أذكر أنها كانت من قبل مكتبة ، و أذكر .. أن الغرفة اللي جنبها على طول ، كانت ...
مكتب سلطان ...
- تغير بيتكم كثير يا شوق !
- صحيح ! من مدة ما زرتينا ، يمكن نص سنة أو أكثر ! بيتنا على ذي الحال من حول خمسة شهور !
صحيح ، معها حق ، صار لي شهور ما جيتهم ...
طبعا الأحداث ارتبطت بمسألة خطوبة سلطان و زواج سلطان ...
اللي خلى سلمى – عشان تسكر أي باب ينفتح لذكر سلطان – تقول مغيرة الموضوع :
- سويتي لي البيتزا و الا لا ؟ قولي بسرعة ترى ( سوّاقي ) ينتظر برى و إذا ما فيه بيتزا أخذت بعضي و مشيت !
ضحكت شوق ، و قالت بين ضحكاتها :
- لا تخافي ! سويت لك صينية كامله عشانك وحدك ! و إذا ما اعجبتك ، خليت ( سوّاقك ) يروح يجيب بيتزاية وحدة
من كل المطاعم اللي بالشرقية !
بعد فترة ، طلعت شوق ....
- وش فيك قمر ؟ شاردة عنا ؟
سالتني سلمى ، و هي لاحظت أني قليل اللي اتكلم ، و ابتسم ...
- تتوقعين ... تجي ؟
- ردينا ؟ وش عليك منها حتى لو جت ؟ وحدة ما تعرفينها ، أنت ِ جاية لبنت خالتها مو لها هي ،
و أظن أن شوق منتبهة للنقطة ذي ، و لا راح تتعمد تجمعكم !
طمـّـني كلام سلمى ، ما فيه أي داعي يخلي شوق تجيب منال تجلس وسطنا ...
و تطمنت أكثر لما رجعت شوق وحدها ، و قالت بدعابة :
- تفضلوا ...
( البيتزا ) جاهزة !
في غرفة المائدة ، جلسنا احنا الثلاث متعاونين على ذيك بيتزا لين قضينا على معظمها !
كانت الجلسة حلوة و السهرة ممتعة ، و انبسطت بشكل أكثر مما توقعت ...
أو بالواقع ... انهرت بشكل أفظع مما توقعت ...
بعد العشاء ، رجعنا للغرفة الأولى ( المجلس ) ، و بطريقنا لمحت باب الغرفة المجاورة – مكتب سلطان – مفتوح شوي ...
دخلنا المجلس ، و جلسنا عند الكنبات اللي عند نفس الجدار ، اللي يفصل بين الغرفتين ، المجلس و مكتب سلطان ،
... و أنا اتخيل أن سلطان موجود بالغرفة الثانية ... و يفصلني عنه ، جدار واحد بس ...
ايش يصير ... لو يتحطم هذا الجدار ....
ايش يصير ، لو تتحطم كل الجدران اللي بالدنيا ـ اللي فصلت بيني و بينك ...
ليت الجدار كان شفاف ، و أشوفك ...
ليته كان زجاج ، و أكسره و أجيك ...
ليت كان فيه بس نافذة ، أطل منها عليك !
او حتى ثقب ، أناظرك منه ...
ليت شوق و سلمى ، يناموا دقايق بس ، باروح أشوفه و أرجع !
يا قربك و يا بعدك ...
مثل المجنونة صرت و قلبي متعلق عند ذاك الجدار ، لمجرد أني تخيلت ، أن سلطان موجود خلفه ...
أجل وشلون لو كان ... صحيح موجود ...؟؟؟
حلقت بخيالي في سماه ، و نسيت حالي ...
شوق و سلمى يسولفوا و أنا بعيدة عنهم ... فكري و بالي نسيتهم عند باب ذيك الغرفة ... لفيت براسي صوت
باب المجلس ، و أنا أتخيل نفسي أقوم ، و اطلع ، و أروح له ... أو أنه هو يجي و يفتح هالباب !
و انفتح الباب ... !
|
|
|
|
|