|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 16-03-2009 الساعة : 04:36 PM
" لم أستقر "
طلعنا من قاعة الإمتحان أنا و سلمى و شوق ، و رحنا الكافاتيريا ، بالجامعة .
سلمى صممت تعزمنا على الغذا اليوم ، و مع أني عارفة أن بسـّام و أمه و أخوانه الإثنين جايين يتغذوا عندنا اليوم ،
سويت حالي ناسية ، و شفتها فرصة للهروب ...
- لكم علي إذا جبت أعلى علامة فيكم أعزمكم أنا !
قالت شوق بسخرية ، كان الإمتحان صعب ، و كلنا متوقعين درجات منخفضة ...
و استطردت :
- اللي تجيب أعلى درجة عليها العشاء !
- أنا الحمد لله ! واثقة بـ أجيب أقل وحدة فيكم و في الدفعة كلها ! يعني لا أحد يتوقع مني لا عزومة و لا شي ... !
- يا بخيلة يا قمره !
( قمره ) ... رنّـت بإذني .... طالعت شوق ، كانت تبتسم بمرح ، و طبعا ما جا ببالها شي ... سلطان لحد الآن
، كان الشخص الوحيد اللي يناديني ( قمره ) ....
بسرعة طردت صورته عن بالي ، مو وقته الحين يا قمر ... خلني بحالي يا سلطان ...
- إذا عشان اللمّة ، خلاص ... تجوني ليلة الخميس الجاي ثنتينكم ؟
و أنا بعد أدري أن ليلة الخميس ، ليلة ( الخطيب ) الموعودة ، قال لي إنه يبي نطلع نعوض سهرة الأسبوع اللي
فات ... و أنا ما عطيته قرار نهائي ... !
و اتفقنا إحنا الثلاثة نجتمع ببيتنا ليلة الخميس الجاي ...
ما كان عندنا شي بعد وقت الغذا ، و كان المفروض إني أتصل على بسـّـام يجيني بعد الإمتحان ... و أكيد بسـّـام
الحين ... ينتظر اتصالي ....
و جلست بالجامعة ، مع سلمى و شوق ... نسولف و نضيع وقت ، لين عدت الساعة ثنتين و نص الظهر ...
بعدها ، استأذنت شوف ، و رجعت بيتها ، و ظلينا أنا و سلمى ...
- متى رايحة قمر ؟
- الساعة 3 ، كالعادة !
- من بيجيك ؟ الوالد أو ؟؟؟
ناظرتها بعين فاهمة ، أدري بها سلمى ، تبي تجيب سيرة بسّـام بأي طريقة ، ودها تعرف عن أخباري بس ما ودها
تسأل مباشرة ، تبيني أنا أتكلم ...
و طبعا ، مو قدّام شوق ...
-بسّام ...
- هنيا لك يا ستـّي ! مفتكة من الباصات و مشاوير الباصات ! متى ربي يفكني أنا منها بعد ؟
- تبي أوصلك معي ؟
- لا لا ! لو كان أبوك ممكن ! بس مع خطيبك لا و الله فشلة !
ابتسمت ، غصبا علي ، ما أدري ... دوم أحصّـل في سلمى سبب يخليني ابتسم ... لو وسط الدموع ...
كأن ابتسامتي الواهية طمّـنت قلبها و شجعتها ، فقالت بعد تنهيدة ارتياح بسيطة :
- الله يسعدكم يا رب ...
و يرزقني أنا بعد ! لأني بصراحة ، طفشت من الدراسة و الجامعة ! و لو أتزوج أطلع منها و أجلس في البيت !
- أجل يا رب ما تتزوجين قبل ما تخلصي دراسة !
ضحكت سلمى بمرح ، ضحكة تشرح الصدر ..
.
سلمى بالنسبة لي ... بهجة حياة ... و أحيانا ... لسعة قدر ... !
- على طاري الزواج ، قمر متى قررتوا إن شاء الله ؟؟
وصلت الحين لصلب الموضوع ، مع أنها تدري ، ما زال الوقت مبكر على تحديد الزواج ، و احنا تونا مخطوبين من أقل من شهر ...
- بدري ، ما حددنا ، بس ما أظن يطول فوق ستة أشهر
- ستة اشهر ! كثير يا قمر ! مو كأنك قلت ِ قبل كم يوم ، بعد كم أسبوع ؟؟؟
تنهدت بضيق ، و قلت :
- بعدني ما تعودت عليه ... احتاج وقت أطول ...
مو سهل ...
و قطعت كلامي ، ما بغيت أكمّـل ...
مو سهل أني أمحي صورة عسل ، و استبدلها بصورة بسّـام بالسرعة ذي ...
أصلا ... لو جيت أبي اعقد مقارنة بينهم ...
ما فيه مجال ... أبد ...
أحس بسّـام ... غريب عني ، مو قادرة آلف وجوده ، مو قادرة أعتاد عليه ...
بالأحرى ... مو قادرة اتقبله ، أو أعطي نفسي حتى فرصة ، أني اتقبله ....
كأن أفكاري ذي كلها وضحت على تعابير وجهي و عيني ، قالت لي سلمى :
- قمر ... مبسوطة عزيزتي ؟
ملامح القلق باينة على وجهها ، مثل ما كانت ( إشارة إكس ) معقودة بين عيوني و حواجبي ...
مسكت سلمى إيدي بحنان ، و تشجيع ... و ابتسمت ابتسامتها اللي أحبها و احتاجها ... اللي ترفع معنوياتي و تجدد
الأمل ... و زادت ضغطها على إيدي ، و قالت ...
- بـتتعودين ... تو الناس ... كل شي بيجي تلقائيا ... أنت ِ بس خلي الأمور تمشي طبيعية ...
هزيت راسي ( نعم ) ، و بإيدي الثانية مسكت إيدها القابضة على إيدي ، تعبيرا عن ( شكرا ) ....
لمحت الساعة و أنا أحط إيدي على إيدها ، تقترب من ثلاث العصر ...
حسيت بشوية تأنيب ضمير ، لأني ما اتصلت على بسّـام و قلت له على الأقل ، متى رح أخلص ...
لو كنت ركزت بعينه ، يمكن كنت شفت فيها نظرة العتاب ، لكن أنا ، بعد ما جلست بالسيارة سويت حالي أرتب بأوراق كانت بيدي ...
هو ، بعد ما قال شي عن تأخري ، أو اتصالي ...
أول ما سالني :
-كيف كان الامتحان ؟
- نص و نص ، صعب إلى حد ما
- الله يوفقك ...
- جميع ...
مشى بالسيارة بهدوء ... و ما تكلم ، عكس الأيام اللي فاتت ، كان تقريبا ما يبطل كلام ، طول المشوار ...
هذا زود علي احساسي بالذنب ... اعرف أني غلطانة و المفروض اعتذر ...
-أنا آسفة ، ما اتصلت عليك ، انشغلت مع زميلاتي ...
- مو مشكلة ...
و ابتسم ، اللي خلاني أفهم أنه ما أخذ على خاطره مني ، و ارتحت ...
مو لأنه هو بسّام بذاته مو زعلان علي ، بس لأني ما أحب أزعل حد ... و لو كان أي أحد ثاني بداله كنت حسيت بنفس
الشعور ...
بسّـام لللـّحظة ذي ، ما عنى لي شي ...
لما وصلنا البيت ، توقعته ينزل معي ، بس ظل بمكانه و قال :
- أشوفك على خير بكرة إن شاء الله ...
في البيت ، صادفت أمي بالصالة ...
-هلا يمـّـه ، وين العمـّـه ؟
- هلا ، راحت خلاص ! وداها ولدها قبل ما يروح لك ...
ظنيتها لسّـا موجودة ، ... بس الحين عرفت ليه بسّـام وصلني و راح ...
-أنا طالعة غرفتي
لفـّـيت أبي أروح ، لكن الوالدة نادتني
- لحظة قمر
التفت لها ، و عرفت من نظراتها ، فيه شي ... و أدري وش رح تقول ...
- أنت ِ مو قايلة ما عندك شي بعد الامتحان ؟ متى خلص ؟
- وقت الصلاة ، بس بعدها انشغلت مع زميلاتي ...
- و تدري أن خطيبك و عيلته جايين يتغذوا عندنا اليوم ! ليه ما رجعتي على طول ؟
- اللي صار ...
استنكرت أمي فعلتي ، و حسيت أنها ناوية تهاوشني شوي ، و أنا تعبانة و ضايق صدري من الامتحان ، و شايلة
شنطتي على كتفي ، و أوراقي بايدي ... أبي بس أوصل سريري و اتمدد عليه ...
- يا قمر انحرجنا معاهم ! تدرين انهم أكثر جايين عشانك
- يمّـه هذا اللي صار ، خيرها بغيرها ... ودي أطلع انام شوي ...
- الله يهديك يا قمر ، على الأقل اتصلت ِ بخطيبك اعتذرت ِ له ! وش يقول عنك الحين؟ ما تفهمي في الأصول ؟؟؟
فلتت أعصابي مني ، انفجرت بصوت عالي بلا شعور :
- إيه أنا ما أفهم في الأصول ! مو عاجبنه خلـّـه يدور غيري ! ما حد جبره علي ...
قلتها بعصبية و بلا تفكير ، و ذهلت الوالدة ، و ظلت تطالعني بدهشة ...
أنا .. ما أرفع صوتي قدّام الوالدة ، بس أعصابي انفلتت ...
لكن اللي همها ما هو صراخي بوجهها ، الـّي همها ، هو الكلام اللي قلته ، و اللي كان بيكون له نفس الوقع و التأثير ، حتى لو قلته بصوت هادىء و منخفض ...
-قمر ؟ وش الكلام هذا ؟؟؟
- أنا آسفة ...
حاولت أنهي الموضوع باعتذار ، بس الوالدة الله يسلمها ... ما عتقتني ...
-اش بلاك يا بنت ؟؟
- يمـه أنا آسفة ، رح اتصل عليهم و اعتذر لهم فرد فرد ... خلاص ؟
- لا مو خلاص ، الولد فيه شي مو عاجبنك ؟
ما رديت ، لفيت أبي أمشي لأني من جد مو مستعدة لأي نقاش الساعة ذي ...
- بعد إذنك
- وين يا قمر قولي لي صاير شي ؟
الرجال مسكين ظل ينتظر ، و كل ما قلنا نحط الغذا قال نصبر ، يمكن تتصل الحين ! و طلع هو و أمه متضايقين من داخلهم ! المفروض تحترمينه هو و أمه و تقدرينهم مو تفشلينا قدّامهم !
صرخت مرة ثانية ، و كلمة المفروض ذي استفزتني بالمرة :
- موافـَـقــَة ، و وافقت عليه ، و خطوبة و سوينا ، و زواج و بتزوجه بعد كم شهر ، و مصيري و انربط به ، وش تبون
بعد أكثر من كذا ؟؟؟ مو خلاص حققتوا اللي ببالكم ؟ تبوني أحبه غصب بعد ؟ حاضر يا يمة ، اللي تبونه رح يصير بس
فكوني خلااااااااااااااااااص ............
و رميت الأوراق اللي كانت بايدي على الأرض بقوة ، و رحت أسرع لغرفتي ، دخلت و صفعت الباب ، و قفلته ، و
انهرت على سريري ....
|
|
|
|
|