|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 16-03-2009 الساعة : 04:35 PM
أنا ( مليان شوي ) و ضخم حبتين ، و خطيبتي رشيقة و اقرب للنحافة ، يعني لازم أحاول أخفف ، و ندمت على الطعام الزايد اللي طلبته ، و لا لمسته ...
طول الوقت وأنا اراقبها ، و نظراتها على الطاولة ، على الشنطة ، على كاس العصير على أي شي ، إلا على عيني أنا ...
لمحات بسيطة و عابرة ، اللي تمنحني إياها من حين لحين ... و أنا بصراحة ودي اتأمل بعينها ... و اركز بنظراتها
بحرية ... مو خطيبتي ؟ ؟ ؟
لازم الفت انتباهها ... و استحوذ على اهتمامها ....
و هي تحرك قطع الجليد بكاس العصير بالماصّـة ، و عينها على دوامة العصير داخل الكأس ، ناديتها بصوت منخفض ...
- ... قمر ....
رفعت البنت نظرها عن الكأس ، و طالعت فيني ...
بلعت ريقي ! كأن الكلام اللي ودي أقوله انبلع مع الريق ، و ظل طرف لساني فاضي ... توهقت ... !
- إن شاء الله عجبك المكان ؟؟؟
( هذا اللي قدرت عليه ! )
- أكيد ...
و رجعت أنظارها للدوامة اللي بعدها ما وقفت ....
انقهرت من نفسي ! البنت كلامها مثل نظراتها مثل أكلها ، قليل ...
و أنا مو عارف كيف أبدأ !
لكن مستحيل استسلم ، ما أخلي ذي الليلة المميزة تمر كذا ...
لازم اتقرب منها اكثر ، لازم أحمّـي علاقتنا شوي ... بس ما أدري هي وش تتوقع مني و ايش تتقبل عند هالحد ؟
استجمعت عزيمتي مرة ثانية ، و انتهزت لحظة شربها للعصير – و كأنّ الماصـّة حاجز يخفي ارتباكي شوي ! ــ
و قلت قبل ما اتردد :
-عيونك حلوة ...
يمكن العصير اللي دخل حلقها تخرّع من كلمتي و تلخبط و دخل القصبة الهوائية بدل البلعوم ، لأنها فجاة شرقت و
كحّـت متواصل لكذا ثانية !
- سلامات ...
- آسفة ...
و بعد ( آسفة ) ما قالت شي ، و رجع الصمت ... و ما رفعت عينها صوبي بعدها
ما ادري ، هل ( الشرقة ) سبقت كلامي ؟ ما وصلها ؟ ما سمعتني بسبب الكحة ؟ و الا الكحة بسبب السمع ؟
بس و الله ما أفوتها ! ما صدقت لساني قال ( كلمة حلوة ) ! أكيد سمعت ، بس الخجل يمنعها تقول شي ... و أكيد
تنتظر مني أنا أتكلم ...
-كأنها سما الليل ... سوداء ... و صافية ...
لمحت شبه ابتسامة خجل على زاوية من من شفايفها ، و انحنى راسها أكثر و أكثر ، كأنها تبي تبعد نظراتها أكثر و
أكثر ... كأنها تبي تدفن رأسها بالأرض !
للحق ، أنا انبسطت !
حسيت بتوترها ، يعني كلامي وصلها و عنى لها شي !
و هذا منحني جراة أكبر أني أواصل ...
- أنا محظوظ !
الناس كلهم يقولون عني ( خفيف دم ) ، الناس اقصد بهم أصحابي و معارفي و أخواني بالبيت ، أما دمي على
الـ ( بنات ) ما أدري كيف يكون ؟ يا ليته يكون خفيف عليك يا قمر ، يا ليتك تستلطفي كلامي ... يا ليت تاخذي عني
انطباع حلو ، يا ليت اعجبك !
جيت أبي افتح فمي باقول شي ، إلا و الجوال يرن ، جوالي !
( الله يهديك يا الوالدة ! هذا وقته الحين ؟؟؟ )
رديت على المكالمة ..
-هلا يمـّـه
- هلا بسـّام ، وينك ؟
- خير يمـّه بغيت ِ شي ؟
- أخوك ( رائد ) تعب علي ، الحق نوديه المستشفى ...
- رائد ؟ وش صابه ؟
- ما ادري و الله وش بلاه ما هو بخير ... لا تتأخر ...
- إن شاء الله يمـّه ...
و انهيت المكالمة
بالله هذا وقته يا رائد ؟ هذا وقته ؟؟؟
أخيرا ، قمر رفعت نظرها صوبي ، و بوجهها تساؤل ...
خجلت و انا اتنهد بلا حيلة ، و تلعثمت و انا اعتذر ...
- أأأ ... اعذريني يا قمر ، لازم نروح الحين ... آسف
- ... خير ...؟
- و الله آسف ، بس أخوي رائد شكله تعب ، و باروح أوديه الطبيب ... تعرفي ما غيري مسؤول بالبيت ...
- سلامته ، عساه بخير ...
- ان شاء الله ، أنا آسف قمر ....
- ما فيه داعي للاعتذار أبدا ... يالله نقوم ...
- نعوضها المرة الجاية ، و الجايات أكثر ...
قلتها و ابتسمت ، أبي منها أي ابتسامة تشجيع أو تأييد ، بس البنت انشغلت بشنطتها عني ، و طلعنا من المطعم ،
و للسيارة ، و ردت تراقب الشارع ...
و أنا مقهور في داخلي ، ما قدرت اتهنى بأول ليلة أطلع فيها مع خطيبتي ... ما قدرت أعيش معها لحظة مشاعر وحدة !
لما وصلنا عند بيت ولد خالي ، حتى ما قدرت أمر أسلم عليهم ... كنت مستعجل و إذا أخوي رائد تعب يعني مشكلة ...
وقفت السيارة ، و قبل ما تنزل خطيبتي رديت اعتذر لها ...
-انا آسف كثير قمر
- ماله داعي الأسف ، بس طمّـني على رائد
- إن شاء الله ...
- تصبح على خير
و هي تفتح الباب ، قلت ...
- اقدر أشوفك بكرة ؟
كنت أبي اتمسك بأي خيط أمل تعويض عن اللي فات ، و قبل ما ترد علي ، زدت:
- اقدر أجيبك كل يوم من الجامعة ، بدل الوالد ؟
ما ردت للثواني الأولى ، بعدها قالت :
- نشوف ، يصير خير
مع السلامة
و نزلت من السيارة ، و راحت ...
أنا ظليت أراقبها لين دخلت البيت ، و صكت الباب ...
هذا كان أول يوم نطلع فيه سوى أنا مع مخطوبتي ...
ما ظلينا سوى ، غير ساعة و ثلث ...
مسكين رائد ! هو تعبان و أنا مقهور فيه لأنه حرمني من عز فرحتي !
بالله لو رحت البحر مع الشباب وش صار ؟
رائد أخوي ، توأم ( ماجد ) ، أخوي الثاني
التوام اللي طلع مريض من بينهم ، و اللي له سجل وش كبره في المستشفى ...
و اللي بسببه هو ... صار اللي صار ، بعد ك
|
|
|
|
|