ش : متى تريد أن نذهب إلى مسجد من مساجد الشيعه كما وعدت من قبل
س :
أي وقت تشاء بس قبلها علمني كيف تتوضأون وكيف تصلون كي يكون عندي استعداد
ش :
تحت أمرك بعد الغدا (وجبة الغداء بعد الظهر) منها نغسل ومنها نتوضأ
س :
من الذي ألف الكتاب الذي أخذته منك ؟
ش :
هو ليس كتاب هو كتيب صغير اسمه أدعية المحبين وهو عبارة عن كم دعاء مختار لأئمة أهل البيت
س :
بصراحة الكلام اللي فيه لا يخطر على بال وخاصة دعاء الصباح ودعاء كميل
ش :
هذان الدعاءان لأمير المؤمنين وعن بلاغة أمير المؤمنين حدث ولا حرج يكفيك نهج البلاغة
س :
أي نهج البلاغة
ش :
هو كتاب يحوي كلام أمير المؤمنين
س :
أنت تعرفني أحب البلاغة ، أين يمكنني أحصل عليه
ش :
تحت أمرك موجود عندي
فقام الشيعي من حينه وأحضر كتابين الأول نهج البلاغة والثاني الصحيفة السجادية
س :
أحضرت كتابين وليس واحداً
ش :
تفضل هذا نهج البلاغة والثاني هو الصحيفة السجادية وهو أدعية للإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين والسجاد ، أنصحك أن تقرأ دعاء أبي حمزه الثمالي ، وهو دعاء عجيب علمه الإمام زين العابدين لأحد أصحابه اسمه أبو حمزه الثمالي
س :
ما شاء الله
ش :
على العموم تراث أهل البيت لا يعد ولا يحصى وللأسف الشديد معظم الناس محرومون منه
س :
لماذا محرومون ؟
ش :
بالأحرى هم حرموا أنفسهم المنبع الصافي وذهبوا منابع شتى أكثرها كدراً ، أما نحن الشيعة الإمامية فننعم بهذا النعيم ولله الحمد والمنه .
قطع حديثهم حضور الغداء ، وبعد الغداء ذهبا إلى المغسله لغسيل الأيدي وقام الأخ الشيعي بالوضوء أمام صديقه مع الشرح والإيضاح ، فسأله الأخ السني لماذا تتوضأ بهذه الطريقة فأجابه نحن نتبع كلام رب العالمين إذ يقول في محكم كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ) (آية 5 سورة المائدة
) فالأية واضحة وصريحة وضوح الشمس في رابعة النهار فالوضوء غسلتان ومسحتان ، غسل الوجه والأيدي ومسح الرأس والرجلين ومسح الرأس ليس كاملاً بل بعضه لأن الأية تقول برؤوسكم والباء هنا للتبعيض أي بعض روؤسكم ومسح الرجلين إلى الكعبين وليس غسلهما .
أندهش الأخ السني وكأنه يسمع هذه الأية لأول مرة (يالله هؤلاء الشيعة كلامهم يدخل العقل بلا استئذان
)
فصار يفكر في نفسه ويقول لهذا السبب يحذرنا شيوخنا من مخالطة الشيعة والاستماع إلى حديثهم لعلمهم المسبق بقوة الحجة لديهم ، فهل استمع إلى الشيوخ أم أستمع إلى نداء العقل ، من أين لهم هذه الحجة القوية هل لأنهم على الطريق الصحيح وعلى السراط المستقيم ، اللهم إني أسألك أن تريني الحق حق وترزقنا اتباعه ، والباطل باطل وتجنبنيه .
انتبه الأخ الشيعي إلى صديقه وهو سارح في بحر الأفكار ، فقطع عليه أفكاره فقال له أيه وين رحت ؟
س :
بصراحه كلامكم يدخل العقول بلا استئذان
ش :
ذكرتني بكلام الدكتور التيجاني
س :
ومن هذا التيجاني ؟
ش : هذا من السنة الذي تشيع وقصته معروفة لدى الطرفين وقد ألف مجموعة كتب من أشهرها (ثم اهتديت
) يحكي فيه قصة تحوله من المذهب السني إلى المذهب الشيعي الجعفري الإمامي الإثنى عشري
س :
أكيد عندك هذا الكتاب ؟
ش :
طبعاً وتحت أمرك وعلى فكره الذين تشيعوا نطلق عليهم مستبصرون وهم كثر ولله الحمد ومعظمهم من المثقفين وقد قاموا بتأليف عدة كتب وفيهم شخص وهابي اسمه الدكتور عصام العماد
أخذ صاحبنا الكتب الثلاثة (نهج البلاغة ، الصحيفة السجادية ، ثم اهتديت) شاكراً لصديقه وتوجه إلى منزله وقرر الاعتكاف في غرفته لقراءة هذه الكتب ، بعد فترة وجيزة سمع أذان العصر فذهب للصلاة فقال في نفسه أي صلاة سوف أصلي وبأي وضوء أتوضأ فتراجع عن أداء الصلاة وقرر أن لا يصلي إلا إذا أنار الله قلبه ورأه الحق حقاً والباطل باطلاً.
أخذ الكتب الثلاثة ووضعها أمامه متحيراً بماذا يبدأ ، تذكر كلام صديقه عن الدكتور التيجاني الذي كان سنياً وتشيع وقال في نفسه هل هذا التيجاني له وجود حقاً أم هو من مخترعات الشيعة ، أخذ الكتاب (ثم اهتديت) كمن يريد البحث عن الحقيقة ، قرأ الكتاب من الغلاف إلى الغلاف ، وكل ما يحويه الكتاب كلام منطقي بعيداً عن التكلف كيف لا وهو يحكي قصة استبصار لرجل قرر أن يعمل بعقله في ا لبحث عن الحقيقة التي توصل إليها بكل قناعة لا تزعزعها أي شوائب .
صارت عند صاحبنا قناعة كبيرة بما قرأ عن حياة الدكتور التيجاني وخاصة وهو يعرف بأن الشيعة دائماً تحوم حولهم التهم التي ما أنزل الله بها من سلطان فإذا تقرب أي شخص من الشيعة لا يجد لتلك التهم أي أثر بل هم دائماً عكس ما يقال عنهم . وزيادة في الاطمئنان قام بالاتصال بصديقه الشيعي ليتأكد منه عن حقيقة التيجاني ، الذي أكد له بأن التيجاني فعلاً شخصية حقيقية وهو يأتي بين الحين والآخر في برامج مباشرة على القنوات الشيعية ، وأعطاه أسماء القنوات الشيعية ، فقام بتدوينها على ورقة ، وذهب إلى المجلس (غرفة مخصصة لاستقبال الضيوف) حيث يوجب به تلفزيون (معظم البيوتعندنا بها أكثر من تلفزيون واحد في الصالة ، في المجلس ، في بعض غرف) فأخذ يبحث عن أي قناة شيعية فلم يجد شيئاً ، قام ببرمجة الرسيفر من جديد حيث ظهر له جميع القنوات فوجد قناة الأنوار وهي قناة شيعية تبث من دولة الكويت فوجد وقتها محاضرة للسيد مرتضى القزويني (أطال الله بقائه) وهو علامة عظمى في تفسير القرآن حيث يقوم في كل محاضرة بتفسير آية من القرآن الكريم تفسيراً كما أراد له رسول الله لا كما أراد له أعداء رسول الله وهو مشهور لدينا كما هول الحال الشيخ متولي الشعراوي (رحمه الله) لدى الإخوان السنة وكانت المحاضرة بعنوان (الخلافة من النبي –الإمامة) مبتدئا بالآية الكريمة (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَلِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (أية 124 سورة البقرة) وضح فيها سماحته مرتبة الإمامة وكيف أن خليل الله إبراهيم عليه السلام نال مرتبة الإمامة بعد ما نجح في أصعب امتحان ، وسماحة السيد يعتمد على الأدلة العقلية والنقلية من كتاب الله الكريم .
من خلال هذه المحاضرة تعرف صاحبنا على العقول الشيعية كيف تفكر كيف تناقش كيف تحاور فهي عقول منفتحة ومتطورة .
صارت عند صاحبنا قناعة بأن الشيعة هم حقاً يمثلون ويشرفون الإسلام الذي أراد له رسول الله ، وهو في قمة شعوره بهذه القناعة ، مر في باله المقابلة التي تمت بين صديقه الشيعي وإمام مسجد السنة في مسجد السنة حيث الانكسار مر على الشيخ السني الذي استطاع أن يخرج منه بكل غلاظه حيث أنهى المقابلة منسحباً (وهي عادة كبار علماءالوهابية عندما تناقشهم بالأدلة القطعية) ولم يحر جواباً من سؤال واحد فقط ، حيث دار الحديث عن حادثة غدير خم وكيف . وبالمقابل ابتسامة النصر على محيا وجه صديقه الشيعي .
فقرر غداً السبت أن يناقش جميع معلمين التربية الإسلامية في المدرسة بما وصل إليه من اعتقاد ، فإن استطاعوا أن يثنوه عن اعتقاده بالحكمة والموعظة الحسن فكان بها وإن وجد بهم انكساراً فكرياً وغلظة ودكتاتورية فسوف يضمر في نفسه على التدين على مذهب أهل البيت عليهم السلام .
خرج من خياله الواسع على المناجاة المنظومة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، بإلقاء الرادود المبدع (محمد الحجيرات) ، حيث تم عرضها على القناة (الأنوار) بعد انتهاء محاضرة السيد مرتضى القزويني (أطال الله بقاءه) .
لك الحمد يا ذا الجود والمجد والعلا
تباركت تعطي من تشأ وتمنع
إلهي وخلاقي وحرزي وموئلي
إليك لدى الإعسار واليسر أفزع
إلهي لئن جلت وجمت خطيئتي
فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع
إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها
فها أنا في روض الندامة أرتع
إلهي ترى حالي وفقري وفاقتي
وأنت مناجاتي الخفية تسمع
إلهي فلا تقطع رجائي ولا تزغ
فؤادي فلي في سيب جودك مطمع
إلهي لئن خيبتني أو طردتني
فمن ذا الذي أرجو ومن ذا أُشفع
الهي أجرني من عذابك أنني
أسير ذليل خائف لك اخضع