عرض مشاركة واحدة

الأخ الراجي
عضو جديد
رقم العضوية : 30997
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 64
بمعدل : 0.01 يوميا

الأخ الراجي غير متصل

 عرض البوم صور الأخ الراجي

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : الأخ الراجي المنتدى : المنتدى العقائدي
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قديم بتاريخ : 02-03-2009 الساعة : 03:38 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة السلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين00

سأذكر ما تَفَضَّلَ به آيةُ الله العظمى السيدُ محمد سعيد الحكيم – حفظه الله تعالى - في كتابه(في رحاب العقيدة)وهو كتابٌ يَحْوِي نَصَّ حِوَارٍ دَارَ بين سماحةِ المرجع الكبير وبين أحَدِ الباحثين الأردنِيِّين ،وقد بَيَّنَ سماحتُه مَوَازينَ الحِوارِ الصَّحيح بين الشيعة وأتباع مَدْرَسَة الصحابة،فقال(في الجزء الأول ص13-14-15-16-17):

(000وبعد فقد وَصَلَنَا كِتابُك الكريمُ ،ونَظَرْنَا في الأسئلة التي تَضَمَّنَهَا فوجَدناها قد حَامَت حول مواضيع هامَّة حقيقة بالبحث والنَّظر،والحوارُ فيها نافعٌ مُثمِرٌ،إلا أنَّ بعضَ تلك المواضيع قد يكون مثارًا للحساسية ،فيحتاج الحوار فيها إلى موضوعية كاملة وسعة صَدْرٍ وتَجَرُّد عن التَّرَاكُمَات والمُسَلَّمَات المَوْرُوثة مِن أجل الوصول للحقيقة التي يجري الحوارُ حولها0

أما بدون ذلك فيكون الحوارُ فيها عقيمًا ،لأنَّ الجُمُودَ على تلك التراكمات والتمسُّك بتلك المسلمات يمنع مِن مِصْدَاقِيَّة الرُّؤْيَةِ ومِن الوصول للحقيقة التي يَحُومُ الحوارُ حولها0بل قد يزيد الأمرَ تعقيدًا ،لأنَّ تلك التراكمات والمسلمات قد تَوَغَّلَت في الضَّمَائِر وأُحِيطَت بهَالَةٍ مِن الاحترام والتقديس وتَجَنَّدَت العواطِفُ لِحِرَاسَتِها ،فيكون مَسُّهَا سَبَبًا لِتَأجيج العواطف وإثارتها ،وما قد يَتَرَتَّب على ذلك مِن بغضاء وشحناء وردود فعلٍ سيئةٍ نحن في غنى عنها ،خصوصًا في هذه الظروف الحرجة التي يَمُرُّ المسلمون بها0والأفضلُ حينئذٍ أنْ يَحْتَفِظَ كُلُّ طَرَفٍ بعقيدتِه لنفسِه،ونكتفي بحُسْنِ المُخَالَطَةِ والمُعَاشَرَةِ000)

ثم تَحَدَّث السيدُ – دام ظلُّه – عن النهي عن المِرَاءِ والخصومة شرعًا00فقال في نفس الصفحة:

(ولعله لِذا وَرَدَ عن النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين النهْيُ عن المراء والخصومة0

ففي حديث مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام :[قال:قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :ثلاث مَن لقي اللهَ بهنَّ دَخلَ الجَنَّةَ مِن أي باب شاء:من حسن خلقه،وخشي الله في المغيب والمحضر،وتَرَكَ المراء وإنْ كان مُحِقًّا]000)

إلى أن قال السيدُ المُبَجَّلُ – حفظه الباري - مُخَاطِبًا الباحِثَ السَّائلَ:

( ويبدو مِن كتابك أنك لَسْتَ بصَدَدِ المماراة والخصومة بل تريد البحثَ عن الحقيقة وتحاول الوصولَ إليها ،ولذا رأينا أنه لا يَحْسُن مِنَّا رَدُّك وسَدُّ الطريقِ عليك ،فإنه ظُلْمٌ لك وللحقيقةِ التي تَتَوَخَّاها بل يَلْزَمُنا الاستجابةُ لك فيما أردتَ ،ونرجو لنا ولك التوفيق في ذلك0)

ثم قال السيدُ الكريمُ - حفظه الله تعالى - في الصفحة التالية(16)تحت عنوان:[لا بُدَّ مِن تهيئة الجَوِّ المُناسِب للحوار المُثْمِر]:

(000

وإذا أردتَ أنْ تَصِلَ في حوارنا هذا إلى الحقيقةِ فعليك – بعد التوكل على الله تعالى وطلب العون والتسديد منه – أنْ تَتَهَيَّأ لذلك ،وتَتَحَرَّر مِن كُلِّ مَا يَحُولُ دونه مِن تراكمات ومسلمات وتنظر إلى ما نذكره في حديثنا هذا نظرة موضوعية هادئة0

ثم اجْعَل نفسَك مِيزَانًا فيما بيننا وبينك ،فإذا ذكرنا لك شيئًا مِن الأدلة والشواهِد على خِلافِ مَا عندك ولم تُذعِن به نفسُك فافتَرِض أنك تَمْلِك نظيرَه في الاستدلال فإنْ رأيتَه بوِجْدَانِك صالحًا لأنْ يَكُون حُجَّة لك فهو صالحٌ لأنْ يَكُون حُجَّة لنا،وعليك الإذعانُ له،وقد أوصلناك للحقيقة ولَزِمَتْك الحُجَّةُ0

وإنْ لم تَرَهُ بوِجْدَانك صالحًا لأنْ يَكون حُجَّة لك فأرْشِدْنا إلى وَجْهِ الخَلَلِ فيه والمُؤَاخَذَةِ عليه ،لِنَنْظُرَ فيما تَذكُرُه ونَتَعَرَّفَ على وِجْهَةِ نَظَرِك ثم نَرَى كيف نُعَقِّب عليه0

وبذلك يكون حوارُنا هادفًا مثمرًا إن شاء الله تعالى وحَرِيًّا بِصَرْفِ الوقت الثمين فيه000)0

وبلا شك فإن السيد الكبير يقصد ممن يدخل في مثل هذه الحوارات - مِن أبناء الشيعة - مَن لهم نَصِيبٌ مِن العلم والأسلوب 0

ثم قال في نفس الجزء (ص250-251-252-253) تحت عنوان:[الترحيب بالحوار العلمي مِن أجل معرفة الحقيقة]:

(كما نُحَبِّذ نحن التَّلاقي العِلْمِي بين طوائف المسلمين،والحوارَ الهَادِئَ الهادفَ بينها،بعيدًا عن العِنَاد والتَّعَصُّب،واللَّجَاجَة والتشَنُّج،لِيَعْرِفَ كُلُّ طَرَفٍ مَا عند الآخر،ويُناقِشه مناقشة موضوعية بالطرق العلمية،مِن دون أنْ يَفْرِضَ مسلماته وموروثاته عليه0ويكون هَمُّ الكلِّ الوصولَ للحقيقة عن طريق الحوار والنظر في الأدلة فإنَّ ذلك00

أولاً:هو الذي يَقتَضِيهِ الاحتياطُ لِلدِّين،واستكمالُ البَصِيرَةِ في أمْره،الذي هو مِن أهَمِّ الواجبات العقلية والشرعية0

وثانيًا:يُوجِب انفتاحَ كلِّ طرفٍ على الآخر وأُنْسَه به،وارتفاعَ ما بينهما مِن وحشةٍ وحواجز،سَبَّبَها التقاطعُ والتَّدَابُر هذه المُدَّة الطويلة،وما نَتَجَ عنهما مِن تَوَجُّس وأوْهَام نَسَجَتْها الدّعَايَاتُ المُضَلِّلَة ،وأكَّدَها الأعداءُ والمُنتَفِعُون0

وثالثًا:يُوجب تَعَرُّفَ كلِّ طرفٍ على حقيقةِ عقيدةِ الآخر ومَا عنده،نتيجةَ التَّعَرُّفِ على الأدلةِ التي اعتمَدَها،بعيدًا عن الكذب والافتراء ،والمبالغة والتشويه والتَّحْوِير0

ورابعًا:يُوجب عُذرَ كلِّ طرفٍ للآخر في عقيدتهِ إذا أدْرَكَ منه الاهتمامَ بالأدلةِ والحُجَج،والمتابعة لها،والخروج عن عُهْدَتِها ومسؤوليتها،مِن دون عنادٍ وتَعَصُّب0

وخامسًا:قد يُوصلنا إلى الاتفاقِ في العقيدةِ،بسَبَب تَمْحِيصِ الأدلة وتدارُسِها ومناقشتها بهدوءٍ و رَوِيَّة وموضوعية،وإنْ لم نَصِل لذلك فليَحْتَفِظ كلٌّ بعقيدتهِ لنفسِه مع احترامِ الآخرين0)

ثم قال – دامت إفاضاتُه – تحت عنوان{رفض التلاقي بين الشيعة والسنة على حساب العقيدة}:

(أما الدعوةُ للتلاقي والتقارُب بين الشيعة والسنة على حِسَاب العقيدة بتنازلِ الشيعةِ عن بعض عقائدهم والسنةِ عن بعض عقائدِهم مع تجَاهُل الأدلةِ التي اعتمَدَها كلُّ طرفٍ على ما عنده والإعراض عنها فهي دَعْوَة غيرُ عَمَلِيَّة00

أولاً:لأنَّ ذلك يَزيدُ المسلمين خلافًا،إذ ليس مِن شأن مثل هذه الدعوة أنْ يَستجيب لها الكلُّ،ولو استجابَ لها البعضُ مِن الطرَفيْن تَعَرَّضَ المسلمون إلى انقسامٍ زيادة على انقسامِهم،حيث سيكون لكلٍّ مِن الشيعة والسنة فِرْقتَان:مُتَزَمِّتَة ومُتَسَامِحَة،ويكون لنا بَدَل الفِرْقتيْن أرْبَع فِرَق0على أنَّ ذلك سيجعل مِن التلاقي أو التقارب بين الشيعة والسنة شَبَحًا مُخِيفًا مُهَدِّدًا للعقيدة التي هي أعَزُّ مَا يَمْلِكه المسلمُ المُتَدَيِّنُ – الذي يُرْجَى الخَيْرُ مِنه للإسلام – والتي يَتَشَبَّث بها أشَدّ التَّشَبُّث،كمَا سيجعل الدعوةَ لهما مَوْرِدًا لِلتَّوَجُّس،وهَدَفًا للاتِّهام،ومَثَارًا لعلامات الاستفهام،بنَحْوٍ قد يكون مُبَرِّرًا لِمُقَاوَمَةِ الدَّعْوَةِ المذكورة،وسَبَبًا لاسْتِيضَاحِ شَرْعِيَّةِ عَرْقَلَتِهَا عند بعضِ الناس،وهو مِمَّا يُعِيق عمليةَ التلاقي أو التقارب أو يَقضِي عليها0بل قد يَحْمِل كلَّ طرفٍ يَرَى أنَّ عقيدتَه مُهَدَّدَة إلى إثباتها والدعوةِ لها بصُورَةٍ قد تَحْمِل طابعَ العُنفِ والتَّطَرُّفِ والإصْحَار،بنحْوٍ قد يَزيدُ في شُقَّةِ الخِلافِ،وتكون له ردودُ فِعْلٍ معاكسة غير محمودةِ العاقبة ،تَضُرّ بوَحْدةِ المسلمين،وتَشُقّ كلمتَهم،وتَزيدُ في مِحْنتِهم0وهذا بخلافِ ما سَبَقَ مِن الدعوةِ للتقارب العملي بين طوائف المسلمين والتعاون بينهم مِن أجل رفعِ كلمةِ الإسلامِ وخِدْمَةِ الأهدافِ المشترَكةِ ،مع احتفاظِ كلٍّ منهم بعقيدتهِ لنفسهِ أو الدعوةِ لها بالتي هي أحسن،والدعوة للتلاقي العلمي والحوار مِن أجل تَمْحِيص الأدلة والوصول للحقيقة0فإنهما دَعْوَيَان وَجِيهَتان ساميتا الأهداف،مأمونتا العاقبة ،لا مُبَرِّر لرَفضِهما بل مِن شأنِ كلِّ مؤمنٍ غيورٍ أنْ يَتَقَبَّلهما ولا يَرْفضهما إلا المَشْبُوه الأهدافِ المُتَّهَم على الإسلام،ومثلُ هذا قد يَضُرّ التعاونُ معه ،ومِن الصَّعْب استصلاحُه،والأصلحُ تَجَاهُلُه وإهمَاله0قال الله تعالى:{لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمَّاعون لهم والله عليم بالظالمين} وسَيُغنِي اللهُ عنهم {إنَّ الله هو الغني الحميد}0

وثانيًا:لأنَّ الحقائقَ الدِّينِيَّة يجب الاعتقادُ بها شَرْعًا بعد تَمَامِيَّة أدِلَّتِها ،وقيامِ الحُجَّةِ عليها ،وحينئذٍ فالأمورُ التي يَعْتقِدها كلُّ طرفٍ إنْ لم تَقُم الأدلةُ عليها بوَجْهٍ كَافٍ فالاعتقادُ بها مُحَرَّمٌ،سواء كانت ممَّا يَتَّفِق عليه الأطرافُ أم ممَّا يختلفون فيه،أم مِمَّا سَكَتَ عنه بعضُهم،وإنْ قامت الأدلةُ عليها بوَجْهٍ كَافٍ فالاعتقادُ بها وَاجبٌ،وكيف يمكن التنازلُ عمَّا يَجبُ شَرْعًا مِن أجل جَمْعِ الكلمة؟!

وثالثًا:لأنَّ ذلك ظلْمٌ للحقيقة التي يَعتقدُها كلُّ طرفٍ ،بل ليس مِن المقبول شَرْعًا ولا وجْدَانًا التنازلُ عن الحقائق التي يَعتقِد المُسْلِمُ – أيُّ مسلمٍ كان – أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى قد فَرَضَها وأَتَمَّ الحُجَّةَ عليها ،وقد ضَحَّى في سبيلها أحِبَّتُه وأولياؤُه وعبادُه الصالحون بُخُوعًا لأمْرِه وطلَبًا لِمَرْضاته ،وجَهدَ أعداؤه الظالمون والمُفَرِّقون في طَمْسِها وتضْييعِ مَعَالِمِها مُعَانَدَةً له وتحْريفًا لتعاليمه حتى افترَقت الأمةُ بسَبَب ذلك واختلَفَت فيها0

وليس التنازلُ عنها مِن أجل جَمْعِ الكلمةِ والتقريبِ بين طوائفِ الأمَّة إلا ظُلْمُ الحقيقة،والرَّدُّ لأمْرِ اللهِ تعالى الذي فَرَضَه،والاستهوانُ به،وتضييعُ جُهُودِ أوليائه وتضحياتهم مِن أجلِ الحفاظِ عليها،وتحقيقِ أهدافِ أعدائه الظالمين وإنجاحِ مَسَاعِيهم مِن أجل طمْسِها وتضييعِ معالمها0

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين لتحقيق الحقائق الدينية،وأن يُحْكِمَ ألفة المسلمين ويُوَحِّد فرقتَهم ويَجْمَع كلمتَهم،إنه أرحم الراحمين)0

انتهى كلامُه في هذا المعنى،حفظه الله وجميع علمائنا الأبرار0والحمد لله رب العالمين أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا00

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0

توقيع : الأخ الراجي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
[اللهم أرِنِي الحَقَّ حَقًّا حتى أتَّبعَه،وأرنِي البَاطلَ باطلاً حتى أجْتَنبَه،ولا تَجْعله عَلَيَّ مُتَشَابهًا فأتَّبعَ هَوَايَ بِغَيْر هُدى مِنك]
نسألكم الدعاءَ بعافية الدِّين والدنيا
من مواضيع : الأخ الراجي 0 يا شِيعَة محمدٍ وآل محمد00تفضَّلُوا
رد مع اقتباس