|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 31113
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 1,792
|
بمعدل : 0.31 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السید الامینی
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 01-03-2009 الساعة : 10:45 PM
صفورا زوجة موسى (عليه السلام) اسوة الحياء وحسن انتخاب الزوج
صفورا وهي بنت شعيب النبي لأهالي مدينة مدين المدينة التي كانت واقعة في جنوب الشام وشمال الحجاز. من سماتها الشخصية كما جاءنا في القرآن الكريم الحياء والخجل وهما من مستلزمات الروح العبادية لله عز وجل والإيمان وحسن انتخاب الزوج مع الاعتماد على القيم المعنوية، القيم التي تؤدي الى تقوية الحياة الروحية وتحول دون انهيار العلاقات في الأسرة.
بعدما كان موسى ملاحقاً من جانب الفراعنة قرر السفر الى ارض مدين حيث كانت منفصلة عن حدود الفراعنة وقام برحلة كانت غير مسبوقة في حياته وكان يحمل معه رأسمالاً واحداً هو الإيمان بالله عز وجل والاتكال عليه في أعماله ومهامه، فكان يطلب من الله عز وجل أن ينقذه من شر الظالمين ويهديه الى مكان آمن.
وقد وصل موسى في نهاية المطاف الى مدين وهو متعب ومنهك القوى وقد لجأ الى ظل شجرة للاستراحة في ذلك المكان. وكان على مقربة بئر للماء كان يأتي اليه الرعاة في تلك الساعات ويلتفون حوله لارواء غنمهم ومواشيهم.
وبما ان الجمع كان كبيراً فازدحموا على البئر فكان القوي منهم يستطيع الحصول على الماء بشكل اسرع. وكانت ابنتا النبي شعيب يعشن في تلك المنطقة وجاءتا بأغنامهن لاروائهن الى تلك البئر.
وكان موسى ينظر الى حواليه وقد وقع نظره على ابنتي النبي شعيب وهما واقفتان الى جانب تنتظران انتهاء الازدحام لتتمكنا من ارواء اغنامهن:
(ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان ...) القصص /23.
وعندما شاهد موسى هذا المنظر اقترب من الفتاتين وسألهما عن مهمتهما في هذا المكان؟ فقالتا بما معناه ان والدنا شيخ طاعن في السن وليس له ابن فنحن البنات نتولى أمر رعي الغنم. فسأل موسى منهما هل تسمحا لي بأن اقدم غنمكما وأسقيها فقبلتا بذلك واقترب موسى من البئر رغم كونه متعباً من السفر وقام بسقي الغنم:
(قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير) القصص /21.
وبعد اسقاء الغنم توجه موسى الى تحت تلك الشجرة القريبة من البئر ليستريح وفكر وهو في تلك الحال في وحدته وغربته وتعبه وجوعه وهو لا يعرف أي احد ولا سبيل أمامه ولا مخرج فراح يناجي ربه وقال بما معناه انني احتاج الى ما تنزله الي من خير يا رب:
(فسقى لهما ثم تولى الى الظل فقال رب إني لما أنزلت الي من خير فقير) القصص /24.
وعندما وصلت ابنتا شعيب الى البيت اسرع من كل يوم فروتا قضية التقائهما بذلك الشاب القوي النجيب لوالدهما. وقد بعث شعيب ابنته الكبيرة صفورا لتدعو ذلك الشاب الى المنزل وكانت صفورا وهي تخطوا خطواتها بحجب وحياء اقتربت من موسى وقالت له ان أبانا يدعوك ليكافئك على ما ساعدتنا واتجه موسى بهدي من صفورا الى منزل شعيب.
(فجاءته احديهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ...) القصص/25.
عندما كانا متجهين نحو بيت شعيب قال موسى لابنة شعيب أمشي ورائي لأني لا أريد أن تبتعد افكاري عن الله عز وجل. فقالت الفتاة كيف اهديك الى البيت؟ قال متى ما أخطأت الطريق ارشديني اياه. فعندما بلغا شعيب؛ وبعد التعارف روى موسى (ع) قصته الى شعيب وقال أنا ملاحق من جانب فرعون وطمئن شعيب موسى (ع) وقال له بما معناه كن واثقاً بأنك قد نجوت من الظالمين وانك في مأمن.
(فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين) القصص /25.
وقالت صفورا لوالدها ابقه عندك واستأجره لأنه قوي وأمين. وكانت صفورا قد عرفت موسى منذ البداية بهاتين الصفتين المتميزتين.
(وقالت احداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) القصص / 26.
وعندما سأل شعيب ابنته كيف عرفتي امانته وقوته فأجابت قائلة بأني علمت بقوته لأنه كان شاطراً جداً عندما سقى الغنم. وتوضحت امانته لي إذ وجدته نظيف العين ووجهه خجولاً. وبعد مدة وافق شعيب ابنته بالرأي وقرر اختيار موسى ليكون صهراً له وزوجه صفورا.
وصفورا التي تربت في مدرسة دينية كمدرسة ابيها شعيب عندما تختار الزوج لنفسها فإنها تختار الرجل القوي الأمين، فهذه كانت صفات ملحوظة وضعتها صفورا نصب عينها في انتخاب زوجها. فقال النبي شعيب لموسى: أنوي أن أزوجك احدى ابنتي بشرط أن تعمل لي مدة 8 اعوام ولو عملت أكثر من هذه المدة اعتبر ذلك من مودتك فأنا لا أريد أن اتصعب عليك وإن شاء الله ستجدني من الصالحين.
(وقال إني أريد أن انكحك احدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج إن اتمت عشراً فمن عندك وما أريد أن اشتق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين) القصص / 27.
وكان موسى في خدمة شعيب لمدة عشرة أعوام وقد تعلم الكثير في مدرسة هذا النبي. وبعد انتهاء هذه المدة استأذن من شعيب للعودة الى مصر مع زوجته ليزور امه واخته وأخيه لأنه كان يفكر كثيراً بزيارتهم وكان يرغب أن تشاهد امه ابنها الضائع وهو صهر للنبي شعيب.
وأذن شعيب كي يذهب موسى مع زوجته لزيارة امه وذويه للتوجه الى مصر.
وفي هذه الرحلة انتخب فيها موسى في ليلة ظلماء وباردة وعلى مقربة من جبل طور بدرجة النبوة. وبذلك منحت صفورا الأصالة للقيم المعنوية والكمالات الإنسانية التي كان يتمتع بها موسى غيرمعتنية بالقضايا المادية في أمر الزواج وأنها تزوجت مع أحد الأنبياء الإلهيين وإنها تكون قد ارست سعادتها الأبدية بهذا الانتخاب الصالح.
|
|
|
|
|