عرض مشاركة واحدة

احمد امين
عضو متواجد
رقم العضوية : 497
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 136
بمعدل : 0.02 يوميا

احمد امين غير متصل

 عرض البوم صور احمد امين

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : احمد امين المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-11-2006 الساعة : 01:04 PM


المحور الثالث:
في بيان الحال في علاج المتعارض من الاخبار
اعلم اخي القارئ الكريم ان هناك حقيقة لا يمكن انكارها او اغفالها وهي ان هناك تعارض بين بعض الايات القرانية والروايات، وقد اقر القران الكريم ذلك بقوله: (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ).
فإننا حين نقرا نصا من النصوص روائا كان ذلك النص ام قرآنيا فقد نفهم ذلك النص على حقيقته ونقف على المراد منه، وقد نقع في الخطأ في فهم المراد منه ؛ والوقوع في الخطأ ناتج عن عدة احتمالات فقد يتمثل في مجانبة الحقيقة الى غيرها بصورة كاملة احيانا، او جزئية احيانا اخرى، وذلك بسبب القصور عن نيل المراد منه، او لاي سبب اخر ينشا عنه.
وقد يظهر هذا الخطأ بصورة تضخيم المراد، وتجاوزه الى غيره، الى درجة لا تقل في خطورتها وسوئها عن مجانبة المعنى نفسه، والابتعاد عنه الى غيره.
وقد يتجلى ذلك، فيما نجده لدى بعض الباحثين من اصرار على الاخذ بحرفية جانب من النص، والاباء الشديد عن الاخذ بنظر الاعتبار ما يكتنفه من حدود وقيود، وذلك رغبة منه في تأكيد معنى او مفهوم، يسعى الى تأكيده او ترسيخه في الاذهان بصورة خفية، وعدا عن جميع ذلك، فإننا نجد لدى اخرين اهتماما بالموارد المتشابهة التي تحتاج في فهمها الى الرجوع الى المتخصص، فيحاول هؤلاء اثارتها بصورة عشوائية ليغرقوا الناس في بحر من الشبهات التي تبعدهم عن الهدى وتصدهم عن الرشد.
وهذا هو الاسلوب الذي يتبعه اهل الزيغ، ومثيروا الفتنة، التي جاءت الادانة الصريحة لهم في كتاب الله سبحانه وتعالى حيث يقول: (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ). وقد جاءت النصوص العديدة لتؤكد على ان في الحديث الشريف ايضا. كما في القران ناسخا ومنسوخا ومحكما ومتشابها وخاصا وعاما (راجع الكافي ج1 ص63_ 65) مقال للسيد جعفر العاملي، بتصرف، المنهاج العدد3.
لقد جعل الله تعالى في كتابه الكريم: (رد كل امر الى الله تعالى والى رسوله الكريم عند التنازع) قاعدة شرعية لمعرفة الحق من الباطل، ولتمييز الصائب من الخاطئ، وللتوصل الى الصدق والصواب سواء كان ذلك المتنازع فيه سنة او قولا او فعلا وسواء كان عقيدة او رأيا او نظرا.
فالسنة المختلف فيها يجب ردها الى الكتاب والسنة الصحيحة بأمر الله سبحانه وتعالى حيث قال: (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ). فالرد الى الله تعالى يعني الرد الى كتاب الله تعالى، والرد الى الرسول يعني الرد الى السنة الصحيحة التي ثبت صدورها من النبي بالقطع واليقين.
نقلا عن علوم الحديث العدد 18 مقال للمولوي داود كريم رسولي.
* بيان في معنى الموافقة والمخالفة:
ليس المراد من احاديث الرد، خصوص المطابقة التامة لمدلول آيات الكتاب، وانما المراد بها عدم المنافاة التامة وعدم المعارضة المستقرة لما هو ثابت في الكتاب والسنة القطعية الصدور، والدليل على ذلك: ان ارادة المطابقة التامة، تقتضي الغاء حجية السنة بوصفها مصدرا ثانيا من مصادر التشريع، وحصر وظيفتها في مجرد التأكيد، وهذا مناف لواقع الاحاديث الواردة، بل ولامر الشارع المقدس باتخاذ الاحاديث مصدرا للاحكام الشرعية لقوله تعالى: (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
* واما عن المراد من احاديث الرد بالمخالفة: فهو المعارضة المستقرة بين الكلامين، فإذا عارض مدلول الكلام المروي عن النبي صلى الله عليه وآله مدلول اية قرانية او حديثا متواترا او سنة قطعية، كان ذلك دليلا على عدم صدور الحديث عنه صلى الله عليه واله، ذلك ان ايات الكتاب والسنة الواقعية، كلتاهما وحي الهي صادر من الله عز وجل، ومبلغ من قبل النبي صلى الله عليه واله ومن المستحيل ان يقع التعارض والتنافي في كلام الشارع المقدس، لانه مناف للعلم والحكمة، قال تعالى: (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) وقد ورد في الحديث عن الباقر : (ابى الله عز وجل ان يكون في حكمه اختلاف او بين اهل علمه تناقض) الكافي ج1 ص251. فجعل وجود الاختلاف، والتنافي في الكلام كاشفا عن صدوره من غيره عز وجل، ودليلا على عدم صدوره عنه تعالى.
وبعبارة اخرى: لما كان كتاب الله قطعي الصدور عنه سبحانه، كان ما ينافيه ويعارضه من اخبار الاحاد التي ينقلها الرواة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مردودا للعلم بعدم الصدور واقعا لان مصدر السنة والقران واحد، ومن غير المعقول ان يقع التنافي في كلام الشارع المقدس) نقلا عن مقال لعلي حسن مطر في علوم الحديث العدد 17 (بتصرف).
ومن خلال ما تقدم نستفيد جملة امور:
1_ ان هذه القاعدة (عرض الحديث على كتاب الله والسنة القطعية الا تنحصر فائدتها بتحديد الموقف من الحديثين المتعارضين، بل ان استعمالها يشمل حتى الاحاديث التي لا معارض لها، وذلك من خلال عرض الحديث على الكتاب والسنة القطعية فإن لم يخالف مضمونه مضمونهما اخذ به والا اهمل وسقط عن الحجية.
2_ ان وجوب تطبيق قاعدة العرض على الكتاب والسنة القطعية شامل لجميع الروايات ولا فرق في ذلك بين كون الراوي ثقة او فاسق ودليل على ذلك الاطلاق، فإن روايات العرض شاملة. باطلاقها للموردين (الثقة والفاسق) معا.
قال الصادق : (ما جاءك في رواية من بر او فاجر يوافق القران فخذ به، وما جاءك في رواية من بر او فاجر يخالف القران، فلا تأخذ به) تفسير العياشي ج1 ص8 نقلا عن نفس المقال السابق وفي رواية الحسين بن ابي العلاء (قال سألت ابا عبد الله عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به، ومنهم من لا نثق به، قال: اذا ورد عليكم فوجدتم له شاهدا من كتاب الله، او من قول رسول الله صلى الله عليه واله والا فالذي جاءكم به اولى به) الكافي ج1 ص29 الحديث الثاني.
والسر في ضرورة عرض روايات الثقات على الكتاب والسنة المعلومة بالتواتر او الضرورة من الدين: ان وثاقة الراوي بمجردها لا تؤدي الى العلم بصدور ما يرويه عن المعصوم، وانما تؤمننا فقط (اي اذا كان الراوي ثقة) من احتمال تعمده الكذب على الشارع المقدس ويبقى احتمال خطأه في السماع والنقل قائما مضافا الى احتمال خطأ الناسخ للرواية الى احتمال ان تكون الرواية موضوعة على الثقات.
3_ ان القاعدة (عرض الحديث على الكتاب والسنة القطعية) قاعدة مجهولة من قبل الشارع وبذلك فهي لا تقبل الخطأ لعصمتها، وليست هي وليدة افكار العلماء واجتهاداتهم حتى يقال انها ظنية قابلة للخطأ.
4_ ان القاعدة شاملة لجميع الاحاديث لمعصوميتها ومضنونية خبر الثقة الا ما وافق القاعدة.
5_ ان قاعدة العرض بتوكيدها ان مخالفة الحديث للكتاب والسنة القطعية علامة فارقة تؤدي الى العلم بعدم صدور الرواية عن المعصومين تظهرنا على قضية في غاية الاهمية وهي: ان الحديث لا يمكن ان يكون ناسخا للكتاب فمع المخالفة لابد ان نحكم بعدم الحجية، فكيف تكون (الرواية) حينئذ (حين كونها مخالفة للكتاب) ناسخة لما نقطع بصدوره. مقال للسيد على حسن مطر، علوم الحديث العدد 17، بتصرف.
تاييد واستشهاد:
يبقى هنا امر حاصلة ان هناك روايات كثيرة جدا تؤكد على وجود عملية الدس والوضع، وبالتالي عملية اللجوء الى العلاج الناشئ من ذلك ومن بين تلك الروايات:
1_ ما روي في رجال الكشي عن الصادق : (انا اهل بيت لا نخلوا كذاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس... الحديث) .
2_ قال الصادق : (ان لكل رجل منا رجلا يكذب عليه) الحديث.
3_ عن الامام الصادق : (اذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه) الوسائل الباب 9 الحديث 29 كتاب القضاء.
4_ مرفوعة زرارة حيث ورد فيها.
1- يقوله له يأتي عنكم الخبران المتعارضان. فقال : (خذ بما اشتهر بين اصحابك ودع الشاذ النادر.
2- فقال زرارة هما متساويان من هذه الناحية. فقال خذ بالاعدل والاوثق...) جامع احاديث الشيعة ابواب المقدمات.
5_ مقبولة عمر بن حنظلة حيث ورد فيها: (الحكم ما حكم به اعدلهما وافقههما.... فقال ابن حنظلة انهما متساويان من ناحية الصفات المذكورة.
فأجاب الامام يؤخذ بالرواية المشهورة وتترك الرواية الشاذة النادرة. فقال ابن حنظلة ان الروايتين متساويتين من حيث الشهرة.
فأجاب الامام بان يأخذ ما وافق الكتاب...).
نص الحديث مروي في اصول الكافي ج2 ص 67 الحديث العاشر وكذلك في الوسائل كتاب القضاء الباب التاسع ابواب صفات القاضي.
تاتي التتمة.
__________________

مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM

من مواضيع : احمد امين 0 ثورة الغضب البحريني
0 افتتاح قناة مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي على اليوتيوب
0 رداً على ماجاء في مقال للاستاذ (غالب الشابندر) في موقع (عراق القانون)
0 دعوة لاحياء احتفالات شعبان 1430هـ
0 تحالف الوهابية والقرضاوي مع اليهود ضد الشيعة
رد مع اقتباس