|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 22-02-2009 الساعة : 02:37 AM
" ليه يا سلطان "
- مـجـنـونـة ؟؟؟
صرخت بوجه ( قمر ) و عيني مفتوحة أوسعها و حواجبي متقوسة حدها من شدة الدهشة و الاستنكار ...
- تروحين له بنفسك يا قمر ؟ أنت ِ أكيد جنيتي ؟؟؟
- اللي صار
- تمر ! تهورت ِ ، ليه تذلين نفسك له كذا ليه ؟
- رجاءا ( سلمى ) ... خلاص ...
طبعا أنا ما كنت ناوية أسكت ، لكن ... كأني لمحت بريق دمعة مكبوتة في عينها ، اللي خلاني أبلع لساني ، و اخمد ...
بعد شوي ، قلت :
- ... و بسّام ...؟ ... خلاص ... ؟؟
- ... خلاص ...
قالتها بمرارة و يأس ، صديقتي و اعرفها زين ، ما هي مقتنعة به ، بس قبلته كردّه فعل في لحظة يأس ....
بغيت أقول لها : ( إذا مو مرتاحة من قرارك ، راجعيه، لا تتهوري ... مو مضطرة تقبلين أحد مو مقتنعة به )
بس ما قلت ، و يا ليتني قلت ....
بصراحة ، كنت أبي ( قمر ) تتزوج ، و تنشغل بحياتها الجديدة ، و تنسى ( سلطان ) و أيام سلطان و عذاب سلطان .... يكفيها اللي لقت منه يكفي ...
قلت :
ٍٍ
- بسّام و النعم فيه ، رجّال الكل يمدح في أخلاقه ، اثنينكم محظوظين ببعض، هني لكم ...
مرة لحظة صمت ... بعدها ، غصبا ً عليها و بعد حبسة طويلة ، تفجّرت دموعها بغزارة ،
و رفعت ايدها تخفي وجهها الكئيب بها ....
تقطع قلبي و أنا أشوفها ، صديقة عمري ، و هي بذي الحالة ...
فتحت ذراعيني و طوقتها ... ضميتها لصدري بحنان ....
ظلت تبكي فترة ... و أنا احاول أواسيها و أربّـت عليها ....
هالمرة هي اللي بدأت الكلام ، قالت :
-مع الوقت ، أكيد رح أتعود عليه ، و أحبه ... و يستحوذ على اهتمامي و مشاعري ،
مو صح يا سلمى ؟ مو كل البنات كذا ؟ بعد ما ينخطبوا يتعلقوا برجالهم و يحبوهم ... صح سلمى ...؟؟؟
قالتها بكل مرارة ، ما ادري هي كانت تسألني و الا تسال روحها ؟
حسيتها ذيك اللحظة مثل الغرقان اللي يتعلق بأي ذرّة أمل بالنجاة ...
فهمت أنها محتاجة الى التشجيع ، إلى أن أحد يقول لها :
( صح رح تحبينه أكثر من سلطان ... نهاية سلطان مو نهاية الدنيا ...) ...
قلت :
- أكيد يا قمر ! و هذا أجمل شي في الزواج ، أن مشاعرك تتعلق بشخص يعني لك نصف العالم ، و أنت ِ النصف الثاني ....
- سلطان كان يعني لي العالم كله يا سلمى .... كله ... كله ...
قالتها و انفجرت مرة ثانية في بكاء أشد من اللي قبل ...
شديت ذراعيني حواليها ، ما قدرت استحمل شوفتها و هي تتحطم قدامي .
تمنيت ذيك اللحظة ، أن سلطان يظهر ، مو عشان يشوف إش قاعد يصير للبنت بسببه ، و لا عشان يسمع وش تقول عنه ، لا ....
عشان أمسك سكين و أقطع بقلبه مثل ما قطع قلب صديقتي الحبيبة ...
-يكفي يا قمر ... انسي اللي فات و خلينا في اللي جاي ....
خلاص يا قمر أرجوك ِ...
رفعت راسها و ناظرتني ... نظرة ما عمري رح انساها .... و دموعها مبلله وجها ، و عيونها حمرا ، و جفونها متورمه .... و وجهها كان أشبه بوجه المحتضر ...
- سلمى ... ودّي أبكي للمرة الأخيرة .... ممكن ؟؟؟
ما من حقي أعبر عن شعوري للمرة الأخيرة قبل الوداع ؟؟؟
سلمى ... سلمى ... اللي فقدته ما هو شي هيـّن ... أنا فقدت قلبي يا سلمى...
ما تبيني حتى أقول آه و أتألم ؟؟؟
حرام عليكم ... ما انتوا فاهمين وش عنى لي سلطان ... آه ...( العسل )...
... خلوني أبكي ... خلوني أبكي ...
ليه يا سلطان ؟ ليه ؟ ليه ؟ ليــــــــــــــــــــــــــــه .....
ذاك اليوم ... ما عمري بانساه ... من كل قلبي بكيت ....
و من كل قلبي دعيت بعد ...
يا رب أعيش و أشوف سلطان يتحطم و يتقطع قطعة قطعة ... مثل ما سوّى بقمر ...
... و ما كنت دارية ... أنها كانت ... ساعة إجابة ....
.............................
ما توقعت أني أقدر أنام بعد ذيك الليلة ، بس الظاهر التعب النفسي اللي عشته خلاني استسلم للنوم بسرعة عجيبة ...
و مع ذلك ، ما تهنيت ...
شفت حلم غريب ... يمكن أحداث اليوم هي اللي خلقته لي .
كنت أنا مع ( عسل ) في سفينة وسط البحر ... كنا مبسوطين ...
وفجأة ظهر ( بسام ) جاي من قلب البحر بقارب صغير ....
اقترب من سفينتنا و راح ينادي :
( قمر ... انزلي .... قمر ... انزلي )
كان وجهه مفزوع و مرتعب ... و كان يلهث و يتنفس بقوة و التوتر صارخ عليه ....
ناظرت ( عسل ) و أنا مندهشة ، و اندهشت أكثر لما شفته يبتسم ...
ما زال صوت بسام يدوي براسي ( قمر انزلي ) و يمد يده لي يبيني انزل القارب معه ... و انا واقفه جنب
( عسل ) ما اتحرك ....
فجأة ، بدأت السفينة تغرق و تغرق بسرعة ... و بسام يصرخ (يا قمر تعالي بسرعة ) و أنا مسكت يد ( عسل ) أبيه ينزل معي ...
إلا و أيده تتلاشى مثل الدخان ... و فجأة شفت نفسي طايرة بالهوا ...
أهوي صوب القارب و يد ( بسام ) تلتقطني ... و عيني على ( عسل ) و هو واقف بالسفينة و هي تغرق
- وأنا أعرف أنه ما يعرف يسبح - و أصرخ بقوة ، و بأعلى صوتي ...
((( ســـــــــلـــــــــطـــــــااااااااااا ن .... )))
صحيت من النوم مفزوعة مذعورة ...
ما قدرت اتنفس و لا اتحرك ...
بسم الله الرحمن الرحيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...
ناظرت الساعة ، كانت أربع الفجر ...
ظليت بمكاني أحاول التقط أنفاسي، و أمحي صورة ( عسل ) و هو يغرق مع السفينة ...
آه يا ويلي لو يصيبه شر ... بسم الله على عمره من الموت ... و من الشر ...
فيني و لا فيه ...
بغيت أشرب شوية ماء ترد روحي من الفزعة ، و لما جيت عند كاس الماء على المكتب ، شفت جهازي ( الفاكس ) مستقبل رسالة ...
(( مرحبا ، أبي أكلمك ، رجاءا ))
طالعت الرقم و التوقيت
رسالة وصلتني قبل ثلاث ساعات ، من ... سلطان ...
.............................
" غروب الشمس "
ما قدرت ...
غصبا علي ... لا تلوموني ...
كنت أبي أتجاهله ، أبي أنساه ، أبي أطلعه من بالي ، لكن ....
ممكن تنسى أن في داخلك روح ؟ تنسى أن لك عين ؟ تنسى أن عندك قلب ؟؟؟
أنساه كذا فجأة ؟ و خصوصا اللحظة ذيك ، و أنا صاحية من النوم مفزوعة عليه ؟؟
و بعدين الفاكس اللي وصلني كان من فاكس مكتبه بالشركة ، حسب الرقم، يعني كان موجود بالشركة ذيك الساعة ... آخر الليل ...
عرفت أني ما رح أقدر أرد أنام قبل ما استسلم لأوامر القلب ، و أنفذها ...
كلمة وحدة بس ، (( خير ؟ )) ، كتبتها و أرسلتها له ، و بكرة الصباح لما يجي مكتبه ، يشوفها ... و يرد عليها ....
شربت الماء ، و رجعت مرة ثانية لفراشي ، مرتاحة أكثر ...
ما مداني أحط راسي على الوسادة ، إلا و اسمع صوت الفاكس ، يستقبل رسالة جديدة
قفزت من سريري و ركضت إلى الجهاز ....
( مُـرّي المكتب ، 6 م ، مع شوق ) ، مع السلامة ))
تفاجأت ، سلطان موجود بمكتبه الحين ؟ في ساعة زي ذي ؟؟
من خط إيده ، كان باين أنه مستعجل ، أو متوتر أو مشغول ...
أخذت الورقة ، و رجعت أتمدد على فراشي ، و ضميتها لصدري ...
سلطان يبي يشوفني ...
سلطان يبي يقول لي شي ....
هل ما زال ... فيه أمل ....؟؟
لا يا قمر ، لا تروحي بأفكارك بعيد ....
خلاص يا قمر ... خلاص .... خلاص ....
.........................
- هذه هي الكتب ، و هذه آخر مؤلفاتي ، ودي أسلمها قبل انشغالي يا ( شوق ) .
- ما شاء الله عليك ! لحقتي تقريها ؟
- لا ! قريت بعض الأجزاء ، و ما أظني أقدر أواصل حاليا . ودي أرجّـعها اليوم ، تجين معي ؟
- هاتيها و أنا أعطيها أخوي ( سلطان ) لما أشوفه .
سكت ، ما علـّـقت ، ابتسمت شوق ، و فهمت أن ورا الموضوع ، شي ثاني ...
قالت ...
-÷او أقول ، أحسن تسلميها له بنفسك ، لا يتهمني بأني خربت بها شي و إلا شي !
و اتفقنا نروح الساعة 6 م ، و طول ذاك اليوم و أنا في توتر فظيع ... كأني داخلة امتحان آخر السنة ...
رجعت من الجامعة ، و أول شي سويته هو تفقـّـد جهازي الفاكس ، بس ما لقيت أي رسالة جديدة ... و بديت استعد للقاء المرتقب ...
جهزت الكتب اللي كنت مستعيرتنها من العسل ، و دوّرت في مؤلفاتي على قصيدة زينة ، تصلح للنشر في المجلة ... و اخترت هذه ...
يا شمس و أنت ِ تطلعي كل يوم و تلفـّـي السماء...
و تشوفي خلق الله و تعرفي ديارهم و أخبارهم ...
طلـّـي على ديار الحبيب اللي انخرس و اللي انعمى ...
يمكن شعاعك لا وصل يكشف لنا أسرارهم ...
يا شمس قولي لي ، و نورك يعشي بعيوني ...
وين اللي نسيوني ، و لا كأنهم يعرفوني ... ؟
راحوا و خلّوني ، وحيدة و لا عاد جوني...
ظنـّـيت بعدي يهزّهم ، بس خابت ظنوني....
يا شمس خبريني ، عسى بالخير ذكروني ؟
اسمي انطرى بالزين ، أو كانوا يذمّوني ؟
اشتاقوا لي يا شمس زي ما هـم وحشوني ؟
بعد الفراق ، الحين ما ودهم يشوفوني ؟
ملــّـوا هوانا و إلا ما عندنا نجاريهم ...
خلهم يشوفوا حالنا لا جبنا طاريهم...
ذلـــّـونا في حبهم عسى الله لا يورّيهم...
ذل الهوى و العشق ، ما تقدر تداريهم...
يا شمس أهواهم ، و في صدري مواطنهم ...
في بالي ذكراهم و عيـّـا القلب ينساهم ...
ارجع و احن لهم ، و لو تقسى معادنهم ...
بالشوق أناديهم ، و ما تسمع مآذنهم ...
يا شمس ، سلمي لي ، على ( سلطان ) و قولي له ...
باقي على عهد الوفا ؟ و الحال وصفي له ...
طال البعد، إمتى اللقاء ؟ ملـــّـينا تأجيله ....
و إلا نسى حب انقضى ، أو شاف تبديله ... ؟؟؟
|
|
|
|
|