عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الجندي
الجندي
عضو برونزي
رقم العضوية : 22479
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 1,407
بمعدل : 0.23 يوميا

الجندي غير متصل

 عرض البوم صور الجندي

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الجندي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-02-2009 الساعة : 12:05 AM


تتمة الموضوع
مناقشة الرواية الرابعة :

1- اضطراب متن الرواية , حيث إن الراوي هو نفسه عبادة بن الصامت وهو في صدد بيان سبب نزول الآية في حقه أي انه في مقام المتكلم عن نفسه , لكن نراه في مقطع من الرواية يقول : ( مشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه واله ) وهذا خلاف من كان في مقام التكلم عن نفسه , ولازمه أن يقول : مشيت إلى رسول الله صلى الله عليه واله , فهذا مما يجعل متن الرواية مضطرب .

2- شذوذ الرواية عن ضابطة سبب النزول , حيث جاء في متن الرواية ما هذا لفظه : ( ففيه نزلت : إنما وليكم الله ... ) قال جلال الدين السيوطي : (كثيرا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابا متعددة , وطريق الاعتماد في ذلك أن تنظر إلى العبارة الواقعة فان عبر احدهم بقوله : نزلت في كذا , والآخر نزلت في كذا , وذكر أمرا أخر , فقد تقدم إن هذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول )[1], فان دور الراوي في سبب النزول إنما هو الشهادة والوقوف على التنزيل ليس إلا .
3- ما يلفت النظر إن ذيل الرواية يؤكد نزول قوله تعالى يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى) في عبادة بن الصامت حيث إن هذا المقطع من الرواية لقول عبادة أتولى الله ورسوله والذين آمنوا ) دليل تسنده الروايات السابقة .
4- جاء في متن الرواية ما نصه : (( ففيه نزلت (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) )) أي في عبادة بن الصامت فهو من جملة الذين تخبرهم الآية بمن يتولونه وهو داخل في الخطاب بدليل قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ ... ) ,
وأما إذا قيل هو المعني في قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... ) فهو غير مشمول بالخطاب وإنما هو المشار إليه بالولاية , ولنا أن نتسائل : فما هو الوجه في قول عبادة : ( أتولى الله ورسوله والذين آمنوا ) إذا كان هو المعني في الآية المذكورة , ولازمه أن يقول : أتولى الله ورسوله ونفسي , وهذا ما لم نسمع به إلا من المدلسين . وقد اشرنا إلى ذلك في مناقشة الرواية الثانية رقم (3 ) .


أدلة القول الثاني
ويستدل أصحاب هذا القول بعدة روايات بدعوى أن الآية – محل البحث – نزلت في عموم المؤمنين :

الرواية الأولى : قال ابن جرير الطبري : (( حدثنا محمد بن الحسين , قال : حدثنا احمد بن المفضل , قال : حدثنا أسباط , عن السدي , قال : ثم اخبرهم بمن يتولاهم , فقال : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) هؤلاء جميع المؤمنين , ولكن علي بن أبي طالب مرّ به سائل وهو راكع في المسجد , فأعطاه خاتمه ))[2] .


الرواية الثانية : عن عبد الملك , عن أبي جعفر , قال : (( سألته عن هذه الآية : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) قلنا : من الذين آمنوا ؟ قال : الذين آمنوا , قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب ! , قال : علي من الذين آمنوا ))[3] .

الرواية الثالثة : قال الطبري : (( حدثني المثنى , قال : حدثنا عبد الله بن صالح , قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس , قوله : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعني : انه من اسلم تولى الله ورسوله )) .
ثم قال : (( أما قوله : ( الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) فا ن أهل التأويل اختلفوا في المعني به , فقال بعضهم : عني به علي بن أبي طالب , وقال بعضهم : عني به جميع المؤمنين ))[4] .

الرواية الرابعة : روى الحسن , انه قال : (( هذه الآية صفة جميع المؤمنين ؛ لان قوله تعالى : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) صفة للجماعة وليست للواحد , وقد اختلف في معنى قوله : (وَهُمْ رَاكِعُونَ) , فقيل فيه : إنهم كانوا على هذه الصفة في وقت نزول الآية , منهم من قد أتم الصلاة , ومنهم من هو راكع في الصلاة , وقال آخرون : معنى (وَهُمْ رَاكِعُونَ) , أن ذلك من شأنهم , وافرد الركوع بالذكر
تشريفا له ))[5] .


الرواية الخامسة : قال الواحدي النيسابوري : (( عن جابر بن عبد الله : جاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلى الله عليه واله , فقال : يا رسول الله إن قوما من قريظة والنضير قد هاجرونا وفارقونا واقسموا أن لا يجالسونا , ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل , وشكى ما يلقى من اليهود , فنزلت هذه الآية , فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه واله , فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء )) ثم قال (( ونحو هذا قال الكلبي وزاد : أن آخر الآية في علي بن أبي طالب رضوان الله عليه , لأنه أعطى خاتمه سائلا وهو راكع في الصلاة ))[6] .
مناقشة روايات أدلة القول الثاني

مناقشة الرواية الأولى :

1- قول السدي : ( ثم اخبرهم – يعني رسول الله صلى الله عليه واله – بمن يتولاهم ) , فكلمة (يتولاهم) هي إخبار عن شخص يتولى مجموعة , وهذا خلاف قوله : ( هؤلاء جميع المؤمنين ) ولو كان جميع المؤمنين للزم أن يقول : ثم اخبرهم بمن يتولونهم .
2- اعتراف السدي في ذيل روايته إن الآية نزلت بحق علي بن أبي طالب عليه السلام , حيث قال : ( ولكن علي بن أبي طالب مرّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه ) وهذا ينسجم مع ما قاله في مقدمة روايته : ( ثم اخبرهم بمن يتولاهم ) , ومنه يتضح أن الآية نزلت في حق علي بن أبي طالب عليه السلام , ويظهر منه فساد القول بعموم السببية .
3- كما إن الرواية ابتعدت عن ضابطة أسباب النزول وأخذت منحى التفسير بقول السدي : ( هؤلاء جميع المؤمنين ) ، فهذا إنما هو من وجهة نظره واجتهاده , وذلك ما قاله الزركشي في مثل هذا المقام : ( إن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع )[7] .







مناقشة الرواية الثانية :

1- فحوى الرواية هو استغراب السائل كما ورد في هامش تفسير الطبري ما هذا لفظه : (هذا ليس تكرارا بل هو تعجب من سؤاله عن شيء لا يسأل عن مثله )[8], وكأن السائل في وضع استغراب وتعجب عند سماعه أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام , فأجابه الإمام عليه السلام : (علي من الذين آمنوا) , وكأنه عليه السلام يقول للسائل : أتشك في أن علي من الذين آمنوا , وعليه فلا وجه للعموم فيه .
2- جواب الإمام عليه السلام : ( علي من الذين آمنوا ) المقصود به : أي من جنس الذين آمنوا وليس المقصود به النوع , فهو نازل منزلة" قوله تعالى : { يا أيها النَّاسُ } فان المراد جنس الناس لا كل فرد وإلا فمعلوم إن غير المكلف لم يدخل تحت هذا الخطاب"[9] رغم انه من الناس , فلا وجه لعموم ما سلف .
3- السائل أورد سؤاله في زمن الإمام أبي جعفر عليه السلام , والآية إنما نزلت في زمن الرسول صلى الله عليه واله , فلا وجه للاستدلال بهذه الرواية على اعتبارها إخبار بسبب نزول الآية .


مناقشة الرواية الثالثة :

1- إن بن عباس في روايته هذه لا يخبر عن سبب نزول الآية المعنية , وإنما هو بصدد بيان تفسير قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) , بقرينة قوله : ( يعني انه من اسلم تولى الله ورسوله ) .
2- قال ابن عباس في تتمة روايته ما نصه : ((أما قوله : ( الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) فان أهل التأويل اختلفوا في المعني به )) , وهذا كلام لا يعقل صدوره عن مثل ابن عباس ترجمان القرآن وحبر الأمة , كما قال السيوطي في ذكره لطبقات المفسرين : ( وأما ابن عباس فهو ترجمان القرآن الذي دعا له النبي صلى الله عليه واله : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل , وقال له أيضا : اللهم آته الحكمة , وفي رواية : اللهم علمه الحكمة ... وكان عمر يقول : ذاكم فتى الكهول ؛ إن له لسانا سؤولا , وقلبا عقولا )[10] , ومن كانت هذه صفاته ومنزلته , فهل يصح أن يقف أمام هذه الآية عاجزا عن معرفة المعني به , بحيث يستعين بأهل التأويل ويذكر قولين بلا مرجح , فمن هم يا ترى أهل التأويل الذين فاقوا ترجمان القرآن ؟
3- على فرض صحة صدور مثل هذا الكلام عن ابن عباس في قوله : (فا ن أهل التأويل اختلفوا في المعني به , فقال بعضهم : عني به علي بن أبي طالب , وقال بعضهم : عني به جميع المؤمنين) , فلا وجه للاستدلال بهذه الرواية على أنها إخبار عن سبب نزول الآية في جميع المؤمنين , لان ابن عباس ذكر قولين ولم يرجح احدهما على الأخر , وترجيح القول بنزول الآية في حق علي بن ابي طالب (عليه السلام) , واضح وجلي بشهادة نفس ابن عباس في عدة طرق , وهذا ما سيأتي بيانه لاحقا إنشاء الله . ................ يتبع



[1]- لباب النقول في أسباب النزول , 5 .

[2]- جامع البيان , 6 : 389 , ومثله في شواهد التنزيل , 1 : 221 .

[3]- المصدر السابق , معاني القرآن , 2 : 326 , تفسير بن كثير , 2 : 74 .

[4]- جامع البيان , 6 : 389 .

[5] - أحكام القرآن , 2 : 557 , ومثله في زاد المسير , 2 : 292 .

[6]- أسباب نزول الآيات , 133 .

[7] - البرهان للزركشي , 1 : 33 .

[8] - جامع البيان , 4 : 629 .

[9] - مفردات ألفاظ القرآن , 2 : 460 .

[10]- الإتقان في علوم القرآن , 588 .

من مواضيع : الجندي 0 اجابة طلب شرح مسالة 597 منهاج الصالحين / السيستاني
0 جواب السائل حول زوجة توفي زوجها ولم . . . وهي موظفة
0 سؤال احد الاخوة الاعضاء اختفى وهذه اجابته
0 سيدة نساء الجنة تسقط اسطورة البيعة
0 المكان من شرائط الصلاة والفضاء من شرائط الوضوء
رد مع اقتباس