عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الجندي
الجندي
عضو برونزي
رقم العضوية : 22479
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 1,407
بمعدل : 0.23 يوميا

الجندي غير متصل

 عرض البوم صور الجندي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الجندي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-02-2009 الساعة : 12:03 AM


تتمة الموضوع
أدلة القول الأول
يستدل أصحاب هذا القول بعدة روايات :
الرواية الأولى :
جاء في الدر المنثور :(( اخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبهيقي في الدلائل وابن عساكر , عن عبادة بن الوليد إن عبادة بن الصامت قال : لما حاربت بنو قينقاع رسول الله{صلى الله عليه واله} تشبث بأمرهم عبد الله ابن سلول , وقام دونهم ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله {صلى الله عليه واله} وتبرأ إلى الله والى رسوله من حلفهم , وكان احد بني عوف بن الخزرج وله من حلفهم مثل الذي كان لهم من عبد الله بن أبي , فخلعهم إلى رسول الله { صلى الله عليه واله } وقال : أتولى الله ورسوله والمؤمنين وابرأ إلى الله ورسوله من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم , وفيه وفي عبد الله بن أبي نزلت الآيات في المائدة :{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} إلى قوله : {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ } . ))[1] .

وجاء فيه أيضا : (( واخرج ابن مردويه من طريق عبادة بن الوليد عن أبيه عن جده عن عبادة بن الصامت قال : فيّ نزلت هذه الآية حين أتيت رسول الله (صلى الله عليه واله ) فبرئت إليه من حلف يهود وظاهرت رسول الله ( صلى الله عليه واله ) والمسلمين عليهم ))[2] .

الرواية الثانية :
وجاء في الدر المنثور أيضا : (( واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : آمن عبد الله بن أبي بن سلول , قال : إن بيني وبين قريظة والنضير حلف واني أخاف الدوائر فارتد كافرا , وقال عبادة بن الصامت : ابرأ إلى الله من حلف قريظة والنضير وأتولى الله ورسوله والمؤمنين , فانزل الله : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ ) إلى قوله : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم ) يعني عبد الله بن أبي , وقوله : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) يعني عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله ) , قال : ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل إليه ما اتخذوهم أولياء , ولكن كثيرا منهم فاسقون ))[3] .

الرواية الثالثة :
قال الطبري في جامع البيان : (( حدثنا أبو كريب , قال : حدثنا ابن إدريس , قال : سمعت أبي عن عطية بن سعد , قال : جاء عبادة بن الصامت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم ذكر نحوه ))[4] .

وروى السيوطي أيضا : (( واخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عطية بن سعد , قال : جاء عبادة بن الصامت من بني الحارث بن الخزرج إلى رسول الله ( صلى الله عليه واله ) فقال : يا رسول الله إن لي موالي من يهود كثير عددهم , واني ابرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود وأتولى الله ورسوله , فقال عبد الله بن أبي : إني رجل أخاف الدوائر لا ابرأ من ولاية مواليّ , فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعبد الله بن أبي : أبا حباب ! ارايت الذي نفست به من ولاء يهود على عبادة فهو لك دونه ؟ قال : إذن اقبل , فانزل الله : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بعض) إلى أن بلغ إلى قوله والله يعصمك من الناس ) ))[5] .



الرواية الرابعة :
قال ابن جرير الطبري : (( حدثنا هناد بن السري , قال : حدثنا يونس بن بكير , قال : حدثنا ابن إسحاق , قال : حدثني والدي إسحاق بن يسار , عن عبادة بن الصامت , قال : لما حاربت بنو قينقاع رسول الله (صلى الله عليه واله) مشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان احد بني عوف بن الخزرج , فخلعهم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) , وتبرأ إلى الله والى رسوله من حلفهم , وقال : أتولى الله ورسوله والمؤمنين , وابرأ من حلف الكفار وولايتهم , ففيه نزلت : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) لقول عبادة : أتولى الله ورسوله والذين آمنوا , وتبرئه من بني قينقاع وولايتهم ))[6] .


مناقشة روايات أدلة القول الأول
مناقشة الرواية الأولى :
1- إن غاية ما تثبته هذه الرواية هو سبب نزول قوله تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بعض ) , أما بقية الآيات فلا دليل على أنها نزلت في حق عبادة بن الصامت , لبعدها وفصلها بآية الارتداد عن قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) .
2- اضطراب متن الرواية لأنها إنما نقلت عن عبادة بن الصامت نفسه , انه قال لما حاربت بنو قينقاع رسول الله (صلى الله عليه واله) تشبث بأمرهم عبد الله بن سلول وقام دونهم , ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله ) فعبارة : ( مشى عبادة بن الصامت ) سبب اضطراب هذه الرواية , لأنه لو كان عبادة في مقام المتكلم عن نفسه , لصح أن يقول : ( مشيت إلى رسول الله ).
3- وردت ألفاظ في متن الرواية لا تنسجم مع ضابطة أسباب النزول من قبيل هذه العبارة : ( وفيه وفي عبد الله بن أبي نزلت الآيات في المائدة ) , وهذا راجع إلى التفسير كما أسلفنا , وهو مباين لضابطة السببية وليس منه في شيء .
والرواية الأخرى التي ذكرت مع الرواية الأولى جاءت في الدر المنثور وفيها : (( إن عبادة بن الصامت قال : فيّ نزلت هذه الآية حين أتيت رسول الله (صلى الله عليه واله ) فبرئت إليه من حلف يهود , وظاهرت رسول الله (صلى الله عليه واله ) والمسلمين عليهم )) ... فان عبادة لم يصرح بان آية : ( إنما وليكم الله ورسوله ... ) نزلت بحقه ولا توجد قرينة على ذلك , وإذا تنبهت إلى عبارته هذه : ( قال : فيّ نزلت هذه الآية ) فانه لم يقل : ( الآيات ) , حتى تدخل في سياقها الآيات المذكورة , بينما نجد القرينة على إن مراده من الآية التي نزلت بحقه , هو ما جاء في الرواية الأولى وهي قوله تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بعض) , فهي خير شاهد ودليل على مراد عبادة من الآية .

مناقشة الرواية الثانية :

1- لا يخفى أن الرواية تضمنت خمسة آيات , وهي قوله تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى) , وقوله تعالى : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ) , وقوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) .
2- جاء في هذه الرواية أن عبادة بن الصامت لما قال : ابرأ إلى الله من حلف قريظة والنضير وأتولى الله ورسوله والمؤمنين , فانزل الله : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى) , وقوله تعالى : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ) نزلت في عبد الله بن أبي عندما قال : واني أخاف الدوائر فارتد كافرا .

وأما قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) فهي خطاب لعبادة بن الصامت وغيره إلى من يتولونه , لا كما صرح ابن عباس بأنها تعني عبادة بن الصامت , لأنها تتسبب في اضطراب الرواية , حيث ذكر ما نزل في عبادة فلا يصح أن يكون المعني في هذه الآية هو نفسه عبادة بن الصامت , فالرواية ذكرت انه قال : أتولى الله ورسوله والمؤمنين , والآية تخبر عن من يتولونه في قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ ... ) , فإذا كان المعني هو عبادة , فيلزمه أن يقول: أتولى الله ورسوله ونفسي , وبه تسقط الرواية من الاستدلال كما هو واضح .
3- الكلمات التي جاءت في الرواية من قبيل : ( يعني عبد الله بن أبي ) و ( يعني عبادة بن الصامت ) تجعل الرواية تأخذ منحى التفسير وليس سبب النزول , وكما المحنا سابقا , إن من ضوابط أسباب النزول أن يكون دور الراوي هو الشهادة والوقوف على الواقعة من غير أن يبدي وجهة نظره واجتهاده وبيانه للمعنى المراد , والعجب من المستدلين بهذه الرواية ! فهل استعجمت عليهم المدارك بحيث خلطوا بين التفسير وسبب النزول .

مناقشة الرواية الثالثة :
1- إن الرواية التي ذكرها الطبري والرواية التي جاءت في الدر المنثور لم تكن بصدد بيان سبب نزول قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) , بل إنما هي بصدد بيان سبب نزول قوله تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى) .
2- أشارت الرواية في ذيلها إلى أن هناك عدة آيات داخلة ضمن سبب النزول المذكور , حيث إن الرواية تقول : (( إلى أن بلغ إلى قوله : ( والله يعصمك من الناس )) , أي إن الآيات النازلة بحق عبادة بن الصامت من الآية رقم (51 ) المذكورة , إلى الآية رقم (67 ) أي قوله تعالى : ( والله يعصمك من الناس ) وما هذا إلا تمويه وتعتيم على حقيقة أصبحت واضحة كالشمس في رابعة النهار , ألا وهي نزول هذه الآية بحق علي بن ابي طالب (عليه السلام ) , وإلا كيف يصح أن تدخل كل هذه الآيات ضمن واقعة واحدة , وهي براءة عبادة بن الصامت من قريظة والنضير , مع إن لكل واحدة من هذه الآيات سبب نزولها الخاص ,وان كثير من الآيات في القرآن أولها في شيء ووسطها في شيء وآخرها في شيء , بل مجيء آية لها معنى خاص في وسط آيات متحد المعنى لا علاقة لها بهن , وكما لا يخفى , فالجميع متفق على إن الآيات لم تترتب على سبب النزول , وهذا مما يضطرنا أن نسوق لك نماذج من أسباب نزول الآيات التي وردت ضمنا في هذه الرواية في تفاسير العامة , فالآية ( 57 ) سبب نزولها : إن رفاعة بن زيد بن التابوت , وسويد بن الحارث كانا قد اظهرا الإسلام , ثم نافقا , فنزلت الآية .
والآية (58 ) سبب نزولها قولان :
الأول : إن منادي رسول الله صلى الله عليه واله , كان إذا نادى إلى الصلاة , وقام المسلمون إليها , قالت اليهود : قاموا لا قاموا , صلوا لا صلوا , على سبيل الاستهزاء والضحك , قاله بن السائب .
الثاني : إن الكفار لما سمعوا الأذان حسدوا رسول الله (صلى الله عليه واله) والمسلمين على ذلك , وقالوا : يا محمد لقد أبدعت شيئا لم نسمع به فيما مضى من الأمم الخالية , فان كنت تدعي النبوة , فقد خالفت في هذا الأذان الأنبياء قبلك , فما أقبح هذا الصوت , وأسمج هذا الأمر .
والآية (59 ) سبب نزولها : إن نفرا من اليهود أتوا رسول الله (صلى الله عليه واله ) , فسألوه عمن يؤمن به من الرسل , فذكر جميع الأنبياء , فلما ذكر عيسى , جحدوا نبوته , وقالوا : والله ما نعلم دينا شرا من دينكم , قاله ابن عباس .
والآية (60 ) سبب نزولها : قول اليهود للمؤمنين : والله ما علمنا أهل دين اقلّ حظا منكم في الدنيا والآخرة , ولا دينا شرا من دينكم .
والآية (64 ) سبب نزولها : قال أبو صالح عن ابن عباس : نزلت في فنحاص اليهودي وأصحابه , قالوا : يد الله مغلولة[7] .
وهكذا بقية الآيات إلى الآية (67 ) , إذ إن لكل منها سبب نزول خاص والمتمسك بدليلية هذه الرواية إما جاهل أو متجاهل .
فالوجه من ذكر أسباب نزول هذه الآيات هو لألفات نظر الجاهلين بها , ودحض المتجاهلين , فان أمثال هذه الروية إنما هي من دس الوضاعين وافتراء المختلقين .......... يتبع



[1] - الدر المنثور , 2 : 290 .

[2] - المصدر السابق , 291 .

[3] - المصدر السابق .

[4] - جامع البيان , 6 : 389 .

[5] - الدر المنثور , 2 : 291 .

[6] - جامع البيان , 6 : 389 .

[7] - زاد المسير , 2 : 227 , ومثله في الدر المنثور , 2 : 525 .




من مواضيع : الجندي 0 اجابة طلب شرح مسالة 597 منهاج الصالحين / السيستاني
0 جواب السائل حول زوجة توفي زوجها ولم . . . وهي موظفة
0 سؤال احد الاخوة الاعضاء اختفى وهذه اجابته
0 سيدة نساء الجنة تسقط اسطورة البيعة
0 المكان من شرائط الصلاة والفضاء من شرائط الوضوء
رد مع اقتباس