|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 156
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 59
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادمةالزهراء
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 07-08-2006 الساعة : 01:56 AM
تابع :-
عاش زاهداً..
كان الإمام الشيرازي نموذجاً مثالياً للعلماء الزاهدين.. فلم يكن يهتم بزخارف الحياة الدنيا ومباهجها، وتلك أحدى الصفات الكريمة التي ورثها من أبيه، الذي اشتهر بالزهد والعفاف.. فرغم إقبال الدنيا عليه ـ بكربلاء ـ فإنه ظل في بيته المتواضع الذي تزوج فيه، ولم يكن يتجاوز السبعين متراً فقط. حتى بعد أن كثُر أولاده. وتزايد المراجعون له.
ثم عندما هاجر إلى الكويت، بقي في شقة صغيرة، رغم عائلته الكبيرة حتى أنه لم يكن يجد مكاناً ليؤلف فيه كتبه، فاضطر أن يتخذ من الطابق الأعلى من سرير الأطفال ذي الطوابق الثلاثة مكاناً يصعد اليه فيؤلف فيه كتبه.
وفي مدينة قم ـ سكن منزلاً متواضعاً متداعياً في جوانبه، وفي نفس البيت زوّج جميع أولاده، ثم كان يخرج من تقدم منهم في الزواج إلى منزل مستقل قريب مثله، ليوسع لمن بعده مكان زواجه في نفس المكان في غرفة أو غرفتين فقط.
وبقي في نفس البيت المتواضع إلى أن قبض فيه ليلة عيد الفطر. ولازال منزله باقياً كما هو ـ تسكنه عائلته، ولا يزال مكانه الشاغر. وغرفته الصغيرة (ثلاثة أمتار في أربعة) التي كان يستقبل بها زواره محطة للزائرين. وعبرة للمعتبرين.
وأما ملبسه.. فقد كان غاية في التواضع. كأقل طلبة العلوم الدينية، وما أكثر الرقع في القباء الذي كان يلبسه، حتى أن الخياط القريب من منزله احتفظ في إحدى المرات بقبائه لكثرة ما رقعه. ورفض إرجاعه إليه.. وخاط له قباء جديداً مكان القباء القديم..
حتى نظارته التي كان يلبسها حين الكتابة والمطالعة كانت قد كسرت مرتين فأصلحها بالشريط اللاصق بيده الكريمة (ولازالت موجودة للذكرى).
* يقول أحد أصحابه: أرسلني مرّة لشراء عباءة له، وأوصاني بأن تكون من أرخصها ثمناً، وذهبت إلى السوق فوجدت بها عبائتين إحداهما بخمسة آلاف تومان. والآخرى بثلاثة آلاف تومان، (الألف تومان تساوي دولاراً وربعاً)، فاشتريت الأولى لأن الثانية كانت مهلهلة جداً. ولما جئته بها. وسألني عن ثمنها. وذكرت له الأمر عاتبني قائلاً: كان الأولى أن تشتري الثانية. فقلت له سيدي: إن بعضهم يلبس عباءة قيمتهما مائة ألف تومان، ولا ترضى بمثل هذه العباءة الرخيصة العادية! ولم يقنع. وفشلت في كسب رضاه..
* مرّة أخرى. وكنت مسؤولاً عن الصرف (البراني). وكنت أحاسب خادمه (المرحوم بابا علي) على مشترياته يومياً، وفاجأني الخادم ذات يوم وقال: إن سماحة السيد لا يدري عن صعود الأسعار، فهو لا يزال يدفع لي مائة تومان لمشتريات منزله. وهذا المبلغ لا يكفي، فازدته بمائة تومان أخرى.. وفي اليل عندما خلوت بسماحة السيد للحساب وجد في حسابي المائة تومان لمنزله فقال ما هذا. فذكرت له القصة. فأعطاني المبلغ وقال: هذه آخر مرة تفعلها. لا تتدخل في مشتريات منزلي الخاص.
ولقد كان يرفض استبدال أثاث منزله. من ستارة. أو فراش، أو ما أشبه.. وكان ينام على الأرض. إلى قبيل وفاته بخمسة أشهر حيث وضع له سرير خشبي بسيط، لشدة ما كان يتعرض له من آلام متواصلة في رجله. مما كان يعجزه عن القيام والقعود عن الأرض.
وكم له من قصة في هذا المجال..
حقاً.. ما أصدق كلام علي أمير المؤمنين عليه السلام فيه وفي أمثاله من المتقين: (منظقهم الصواب. وملبسهم الاقتصاد. ومشيهم التواضع..).
* يقول أحد أولاده: عندما سافر إلى مدينة مشهد. سكن غرفة متواضعة من غرف مدرسة الإمام الرضا (عليه السلام) التي أسسها بنفسه، وعندما تعرّض لبعض المضايقات. رأى بعض مريديه أن يتحفه بشيء يفتح القلب خاصة وأنه لم يكن يخرج من المدرسة فاشترى باقة ورد جعلها في غرفته عند غيابه عنها، فلما رجع الإمام الشيرازي إلى الغرفة. فوجئ بالورود فقال: من أين هذه الورود. فقلت له: إن فلاناً أحب أن تكون في غرفتك لبهجة فقال أخرجها فوراً.. ولما أخرجتها مكرهاً. وجد في وجهي الكراهية فقال موضحاً:
بهذا وأمثاله يصبح المرء طاغوتاً بالتدريج.
ومن يقرأ عن إخلاص الإمام الشيرازي في عمله. يعرف أن زهده في الدنيا كان لنيل ثواب الله في الآخرة، ولكي يقتدي بأجداده الصالحين، ويلتحق بهم في مستقر رحمته.
وكم من مرة نقل قصصاً من زهد والده وذكّرنا بكلام علي (عليه السلام) عندما قدم له الفالوذج فامتنع من أكلها ليس تحريماً لها. بل لأن رسول الله لم يطعمه وقال: أخاف أن لا ألحق به!
وهكذا المؤمنون الصالحون يحسبون لآخرتهم ألف حساب، وخشون أن لا يلحقوا بالصالحين الأولين.
* يقول أحد أولاده: في أحد أيام الشتاء القارس توضّأ والدي للصلاة بالماء البارد، فجئت بعده إلى الميضاة ولما فتحت الحنفية الأخرى وجدتها تدّر بالماء الساخن. فقلت له: الماء الساخن شغال. فقال: لا داعي له. فعرفت أنه يتعمّد التوضي بالماء البارد.
اختكم :-
خادمة الزهراء{ع}...
|
|
|
|
|