عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية خادمةالزهراء
خادمةالزهراء
عضو جديد
رقم العضوية : 156
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 59
بمعدل : 0.01 يوميا

خادمةالزهراء غير متصل

 عرض البوم صور خادمةالزهراء

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : خادمةالزهراء المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-08-2006 الساعة : 01:53 AM


تابع :-


وبعث النهضة في الكويت

الكويت مدنية على ضفاف الخليج، استقلت كدولة ونمت وتوسعت في شتى المجالات، بفضل عائدات النفط خلال عقدي الستينات والسبعينات.. يعيش فيها شعب مسالم وطيب، حظيت بالأمن والاستقرار حتى الغزو العراقي الأخير.

هاجر إليها الإمام الشيرازي عام 1970 بعد أن ازداد الضغط عليه من قبل النظام العراقي الجائر.. وقد ترك في كربلاء المقدسة صلاة عامرة في صحن الإمام الحسين (عليه السلام) بإمامة صهره آية الله السيد كاظم القزويني، وحوزة علمية برعايته. ومجموعة من المؤسسات الثقافية والعلمية والتوجيهية.. وجيلاً من الشباب النابض بالفكر والعمل.

وبقيت تلك المؤسسات عامرة بروّادها حتى عام 1975 حيث تعرض التيار الديني في العراق لهجمة إبادة من قبل النظام.. وقد ألقي القبض على أغلب أنصار الإمام الشيرازي وأعوانه، وعطلت جميع مؤسساته، وطورد أنصاره وأعوانه، وصودر بيته ومنزله. وكل ما يتعلق بمؤسساته.. ثم أصدر عليه النظام حكماً بالإعدام غيابياً مع أربعة من أنصاره.

ونشرت جريدة (الثورة) البغدادية نص الحكم.

كان النظام يدرك خطوة التيار الديني الذي أطلقه الإمام الشيرازي في كربلاء.. وكان يتحين الفرصة للإجهاز عليه وتصفيته، مستغلاًَ ظروف الصلح الذي عقده مع الشاه في الجزائر عام 1975م.

لقد أدرك الإمام الشيرازي بفكره الثاقب ورؤيته البعيدة أنه لا يمكن الاستمرار في نهضته الدينية في طل النظام البعثي الجائر.. وإنه لا يمكن التعايش معه على الإطلاق. فأما أن يصطدم به، أو يهاجر عنه، وقد فضّل الخيار الثاني.. لأسباب عديدة، من أهمها:

إن الإمام الشيرازي كان يحمل في فكره مشروعاً متكاملاً لاستنهاض الأمة حضارياًَ وانتشالها من وهدة التخلف والتمزق، ولم يكن الاصطدام المبكر بالسلطة في تلك الظروف الحرجة يحقق شيئاً من أهدافه خاصة وأنه قد أدرك ـ بعد تجربة اعتقال أخيه الشهيد السيد حسن الشيرازي، وتعذيبه في سجون النظام ـ أن الوضع العام غير مهيأ للاصطدام العلني..

فقرر الهجرة من العراق.. مع إبقاء ما بناه من عمل ومؤسسات في أيدي تلاميذه الأمناء.. فسافر إلى سوريا ثم إلى لبنان ثم حطّ رحاله في الكويت..

ولما أراد التوجه إلى الكويت استخار الله تعالى بالقرآن الكريم فخرجت الآية الكريمة: ((وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ))(4) ، وكانت الآية متطابقة مع تقديراته، فتوكل.. ومضى..

في الكويت.. بدأ الإمام الشيرازي نهضة هادئة وبشكل يتناسب مع الوضع هناك ولم يكن طريقه في هذه النهضة مفروشاً بالورود فقد حاول النظام العراقي بأعوانه وأنصاره من داخل العراق وخارجه أن يحكم الطوق ضده بشتى الأشكال.. ولكن السياسة الحكيمة للإمام الشيرازي حالت دون وصول النظام إلى مقاصده.. وبدأ الإمام الشيرازي يعمل ليل نهار ولكن بصمت وحكمة.

وكان هدفه الأسمى إيجاد جيل من الشباب المؤمن الواعي.. وجو اجتماعي يرعى الإيمان والتقوى، ومؤسسات تحتضن النشاط الديني، وروح إسلامية تصد خطر التيارات المنحرفة.. وبدأ من مسجده المعروف في (بُنيد القار) يوجه أنصاره نحو أهدافه المقدسة، ورغم ما عاناه من الضغوط المختلفة من جهات عديدة (داخلية وخارجية) إلا أنه لم يكن يهتم إلا بتحقيق أهدافه، كان مشغولاً بنهضته، مبتعداً عن الخلافات الجانبية، حذراً من كل ما يعيق مسيرته..

ولقد كان مجلسه العام الملاصق لمسجده يمتلئ بالوافدين من الشباب المتعطش للمعرفة الدينية، وكان يصرف عليهم جل وقته، حتى انه كان يلقي عليهم ليلياً درساً في التفسير.. وكان يجلس معهم أحياناً حتى منتصف الليل..

وقد انبهر الشباب الكويتي فعلاً بحسن أخلاق الإمام الشيرازي وجميل صفاته، ولمسوا من قريب صدق مقالته، وعميق إخلاصه، وشدة حرصه على الشباب.. وعلى مستقبلهم، ومستقبل الأمة.

وقد كان حلول السيد الشيرازي في الكويت بركة على أهل الكويت جميعاً، وزار الجميع، وزاره الجميع. وآلف بين أهم فئتين في الطائفة كانوا من قبل من المتناحرين.. ويعلم جميع الكويتيين هذه الحقيقة.

ومنذ البدء لم يكن الإمام الشيرازي يريد البقاء في الكويت بل كان يهدف العودة إلى العراق ـ حيث مسقط رأسه وموطن أجداده.

ولم يكن الإمام الشيرازي يعلم متى يهاجر عن الكويت.. بل كان ينتظر الفرصة المناسبة، ومع ذلك فإنه عمل للكويت (كأنه يعيش فيها أبداً) وذلك خدمة للمجتمع، ورجاءً لثواب الله. وما أعده للعاملين في سبيله.

ولقد عاش الإمام الشيرازي في الكويت فترة من أجمل وأبرك أيام حياته. أعطى الكويتيين من علمه وتوجيهه وعمره وقلبه الشيء الكثير.. وأعطاه الكويتيون حبهم وأشواقهم. ومودتهم..

لقد أحبه الكويتيون كما لم يحبوا أحداً من العلماء في حياتهم.. وبكوه يوم هاجر عنهم بكاءً مرّاً.. ولما بلغهم نبأ رحيله المفاجئ بكوه كما لم يبكوا آباءهم.. رجالاً ونساءً.

وجرت دموعهم لفراقه الدائم وفي قلوبهم حسرة أن يعود إليهم الإمام الشيرازي مرة أخرى ولو في زيارة عابرة..

رحل الإمام الشيرازي عن الكويت. ولكن نهضته بقيت نامية. وستبقى ماثلة في وجدانهم، إنهم يرونه كل يوم ماثلاً في جيل الشباب الذي ملأ مساجد الكويت بهديه. وفي المكتبة العامة للطائفة ـ وما فيها من نشاط مستمر ـ طيلة السنة: (مكتبة الرسول الأعظم)، و في حسينية الرسول الأعظم، ونشاطاتها، وفي مدرسة الرسول الأعظم وطلابها، وفي عشرات المؤسسات والفعاليات الدينية، وفي حملات الحج والزيارة التي قام بتشجيعها ورعايتها، وفي مئات الكتب التي تصدر من قبل تلاميذه وأنصاره ومؤيدي فكره ومنهجه.. وفي مجالس الدعاء والزيارة التي نشرها في كل بيت وحسينية، وفي المجلات الدورية، ومعاهد القرآن، والندوات الدورية، والمسرحيات الدينية.. الخ.

لقد أحب الكويت وأحبوه، وخدمهم فعظموه، وزهد في خيراتهم وأموالهم فإكبروه، ووثقوا بخطه وبشخصه فاتبعوه..

ولما تعرضت الكويت للغزو أعلن إدانته له، ونصح الكويتيين بالصبر، وبشّرهم بالنصر الأكيد. وتوقع هزيمة النظام العراقي منذ اللحظة الأولى..

والشيرازي اليوم معلم ثابت من معالم الكويت، وجزء من تاريخها المجيد، وسيبقى خطه الفكري وسيرته العطرة نامية.. تعطي أُكلها كل حين بإذن ربها.

وكل من يزور الكويت اليوم يرى فيها الشيرازي حياً بخطه ومنهجه وبما ترك من نشاط ومؤسسات، وما بنى فيها من جيل مؤمن صالح..

ولقد ضجت الكويت كلها على رحيل الإمام الشيرازي، علماً بأنه كان قد هاجر عنها منذ أكثر من اثنين وعشرين عاماً، ولم تتوقف مجالس الفاتحة على روحه في كل الحسينيات والمراكز الدينية.. ولا زالت الدموع جارية على فقده..

اختكم :-
خادمة الزهراء{ع}...

من مواضيع : خادمةالزهراء 0 هل لكم ان نحتفل معا بعيد ميلاد اورااااق انسان
0 () ****** طعنات من غير سكين ****** ()
0 المرجع الديني الاعلى الحاج الامام السيد صادق بن المهدي الحسيني الشيرازي ...
0 اول تصميم لي في منتديات انا شيعي ...
0 آية الله العظمى الاعلى الامام السيد محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي {قدس سره الشريف}
رد مع اقتباس