نكمل ...
العلة الثالثة : وهي كون ابو عبد الله الجدلي شيعي جلد
فترد روايته اذا كانت لنصرة بدعته
الجواب :
اولا : هناك فرق بين الافراط في التشيع ، وبين الدعوة الى التشيع .
فإذا كان الراوي داعية الى بدعته وروى حديثا يؤيد وينصر بدعته فذهب بعض العلماء الى انه ترد روايته
وأما اذا كان الراوي مفرطا في التشيع ولكنه غير داعية الى التشيع فلم يذهب احد من العلماء الى رد روايته .
وابو عبد الله الجدلي لم يقل احد من العلماء انه داعية الى التشيع .
نعم قال ابن سعد انه شديد التشيع
وذهب الذهبي الى انه شيعي بغيض
فهذان العالمان نسباه الى الافراط في التشيع ، ولم ينسباه الى انه داعية الى التشيع .
فأين الدعوة الى البدعة !!!
ثم أنَّ ابن حجر شكك في تشيعه فقال في التقريب ج2 ص740 رقم 8487
" ثقة : رمي بالتشيع ، وكان من كبار الثالثة . "
ـ ثم انهم اخذوا عليه انه كان صاحب راية المختار الثقفي
قال ابن سعد : وزعموا انه على شرطة المختار
وقال الجوزجاني : كان صاحب راية المختار
وهذا لا يضر في وثاقته ولا عدالته كما قال ابن حجر في التهذيب بترجمته . فإنه بعد انه نقل كلام ابن سعد قال :
" قلت : وكان ابن الزبير قد دعا محمد بن الحنقية الى بيعته فأبى فحصره في الشعب وأخافه هو ومن معه مدة . فبلغ ذلك المختار بن ابي عبيد وهو على الكوفة فأرسل جيشا مع ابي عبد الله الجدلي الى مكة ، فأخرجوا محمد بن الحنفية من محبسه وكفهم محمد عن القتال في الحرم
فمن هنا اخذوا على ابي عبد الله الجدلي وعلى ابي الطفيل ايضا لانه كان في ذلك الجيش ، ولا يقدح ذلك فيهما ان شاء الله تعالى . "
ثانيا : قاعدة رد حديث المبتدع فيما اذا روى لنصرة بدعته مردودة عقلا
لان مقتضى قبول روايته . فيما اذا لم تكن لنصرة بدعته ، هو أنه ثقة صدوق
ومقتضى رد روايته ـ فيما اذا كانت لنصرة بدعته ـ هو انه يكذب ويضع الحديث لنصرة بدعته .
فليزم من صدقه كذبه !!!!؟؟؟
فكيف ناخذ برواة الكذاب والوضاع في المورد الذي لا يكون لنصرة بدعته ، بل يجب رد رواية الكذاب والوضاع مطلقا
فيلزم من هذا التفصيل عدم قبول رواية مقبول الرواية ويلزم منه تكذيب الثقة الصدوق ورميه بالوضع والكذب
اما ان يكون ثقة صدوق عادل واما ضعيف وكذاب و ...
ـ فإن قلنا انه ثقة صدوق عادل ، فالصدوق الثقة لا يكذب سواءً كان مبتدعا ام لا ؟ وسواء كان داعية ام لا ؟
فيكون صادقا في جميع احاديثه
ـ وان قلنا انه كاذب وضعيف فترد جميع احاديثه
فلماذا التفعيل بين نصرته لبدعته ام لا ؟
نعم المبتدع لا تقبل عقيدته
واما روايته واحاديثه فبما انه ثبت وثاقته وعدم كذبه فتقبل احاديثه .
ثالثا : هذا الرجل وان سلمنا انه شيعي
إلا ان التشيع ليس بابتداع ، الشيعي ليس بمبتدع
نعم عندكم الترفض ابتداع ، واما التشيع فليس بابتداع لأنّ التشيع في رأي القدماء هو تقديم علي عليه السلام على عثمان وهذه عقيده يحيى بن معين وكثير من العلماء
ونسب الى التشيع الحاكم والطبري وكثير من التابعين واتباعهم ولم يقل احد من العلماء ان هؤلاء مبتدعة .
رابعا : لو طبقنا هذه القاعدة لا نسدّ باب الفضائل لان كثير من فضائل علي عليه السلام رواها الشيعة
فإذا رددنا رواية هؤلاء بحجة انها لنصرة بدعتهم فيلزم من هذا انسداد باب الفضائل وعدم ثبوت اكثر فضائل علي عليه السلام
وهذا هو عين النصب والبغض لامير المؤمنين عليه السلام
خامسا : اين المشكلة فيما اذا قال النبي (ص) من سب عليا فقد سبني حتى يكون هذا دعوة للابتداع ومؤيدا للبدعة
الم يقل النبي (ص) علي مني وانا من علي . " و " انت مني وانا منك " البخاري ومسلم
ألم يكن علي (ع) نفس الرسول (ص) بنص القران
" فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل ... "
فإذا سب احد عليا (ع) - والذي هو نفس النبي (ص) ـ ألا يكون بسبه هذا سابا للرسول (ص)
سادسا : إنَّ انا عبد الله الجدلي لم ينفرد بالرواية عن ام سلمة وانما رواه عنها ايضا
1ـ قيس بن ابي حازم
2ـ يزيد بن ابي زياد بن اخي زيد بن ارقم .