|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.85 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
بنت المحرق
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 27-12-2008 الساعة : 03:29 PM
كان من رائعات مناظراته ما ذكره الشيخ محمد تقي المجلسي في شرح من لا يَحضُره الفقيه ( روضة المتّقين ) ، في قِصَّةٍ خلاصتها :
أن السلطان الجايتو المغولي غضب على إحدى زوجاته فطلَّقها ثلاثاً ، ثمَّ ندم ، فسأل العلماء ، فقالوا : لا بُدَّ من المُحلِّل .
فقال : لكم في كل مسألة أقوال ، فهل يوجد هنا اختلاف ؟
قالوا : لا .
فقال أحد وزرائه : في الحِلَّة عالِم يُفتي ببطلان هذا الطلاق .
فاعترض علماء العامَّة ، إلا أن الملك قال : أمهِلوا حتى يَحضُر ونرى كلامه .
فأحضره ، فكان من العلامة الحلي أن دَخَل وقد أخذ نعلَيه بيده وجلس ، فَسُئل عن ذلك ، !!
فقال : خِفتُ أن يسرقه بعض أهل المذاهب ، كما سرقوا نعلَ رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله )
.
فقالوا معترضين : إنَّ أهل المذاهب لم يكونوا في عهد رسول الله ، بل وُلدوا بعد المِائة من وفاته فما فوق .
فقال العلامة الحلي للملك : قد سمعتَ اعترافهم هذا ، فمِن أين حَصَروا الاجتهاد فيهم ، ولم يجوِّزوا الأخذ من غيرهم ، ولو فُرض أنَّه أعلم ؟!
سأل الملك : ألم يكن واحدٌ من أصحاب المذاهب في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ولا في زمن الصحابة ؟
قالوا : لا .
فقال العلامة : ونحن نأخذ مذهبنا عن علي بن أبي طالب ( ) ، وهو نَفْس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأخوه ، وابن عَمِّه ، ووصيِّه ، ونأخذ عن أولاده ( عليهم السلام ) من بعده .
فسأله الملك عن الطلاق بالثلاث ،
فأجابه العلامة : باطل ، لعدم وجود الشهود العُدول .
وجرى البحث بينه وبين العلماء ، حتَّى ألزمهم الحجَّة جميعاً ، فتشيَّع الملك ألجايتو ، وخطب بأسماء الأئمّة الإثنَي عشر في جميع بلاده ، وأمر فضُربت السكَّة بأسمائهم ( عليهم السلام ) ، وأمر بكتابتها على جدران المساجد والمشاهد .
قال الشيخ آقا بزرك الطهراني : وفي عصر العلامة الحلي استبصر السلطان خدابنده وتشيَّع ، وضرب النقود باسم الأئمة ( عليهم السلام ) عام ( 708 هـ ) .
وأُعطيت بعض الحريَّات الدينية التي كان العباسيون يمنعونها ، وفي عصره أيضاً عادت الحلّةُ إلى مكانتها العلمية القديمة ، فازدهرت فيها المدارس بعدما عانت من الاضطهاد مُدداً طويلة .
|
|
|
|
|