عرض مشاركة واحدة

عادل الكاظمي
عضو جديد
رقم العضوية : 27150
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 60
بمعدل : 0.01 يوميا

عادل الكاظمي غير متصل

 عرض البوم صور عادل الكاظمي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي قصيدة غديرية: شرقتَ فشمسُ الأفقِ قد غَرُبتْ خَجْلى
قديم بتاريخ : 17-12-2008 الساعة : 05:03 AM


قلتُ مخاطباً يومَ الغدير

شرقتَ فشمسُ الأفقِ قد غَرُبت خَجْلى ** وسِـرتَ مـع الأيـام مُفتقِـداً مِثْـلا

حملتَ لواءَ المكرمـاتِ فـلا المـدى ** يُحَـدُّ ولا فكـرٌ يطيـق لهـا حَمْـلا

لأنّـك وحـيُ الحـقِّ فيهـا وجامـعٌ ** لأضدادها لولاكَ ما جُمعـتْ شَمْـلا

ورددّتها في فُسحـةِ الدهـرِ سـورةً ** على مَسْمَعِ الأجيـالِ مُحْكَمَـة تُتْلـى

فطوّقتَ جِيـدَ الفخـر أغلـى لئالـئٍ ** تحاكيكَ في وصفٍ وجوهرُكَ الأغلى

وقالوا: غديـرٌ، قلـتُ: بحـرٌ تأمّـهُ ** بحارُ السما والأرضِ راجيـةً نَهْـلا

وقالوا: بخمٍّ، قلُت: ما الكـونُ دونـه ** سوى رملةٍ بالعـدِّ ساجلـت الرّمْـلا

تناهى اليـه المجـدُ إذ ضـمَّ عالَمـاً ** تضيق بـه السبـعُ الشّـدادُ إذا حـلا

وما فضلُ كلِّ الخلق في بحر جودِهِ ** سوى قطرةٍ باللطفِ يوسعهـا فَضْـلا

وحارت بـه الأَفهـامُ حتـى تباينـت ** فمِنْ غارفٍ علماً ومِنْ غـارقٍ جَهْـلا

ومِنْ عارفٍ حقاً ومَـنْ فـي متاهـةٍ ** يظـنُّ بـه ربـاً فجـاز بـه العقـلا

وإنّ عُزيـراً والمسيـحَ بـنَ مريـمٍ ** لقد ظُـنَّ فيهـم للألوهـةِ مُسْتَجْلـى

وما اختلفت في مثلـه النـاسُ بعـده ** وما اختلفت في غيـره أبـداً قَبْـلا

فهـا هـو فـي قـومٍ إلـهٌ مقـدّسٌ ** وفي غيرهـم ثـأرٌ يؤرّقهـم ذَحْـلا

وهـا هـو فينـا آيـةٌ يُهتـدى بهـا ** وتحيي الورى رشداً طريقتُها المثلـى

ولسـت مغـالٍ لا يغالـي محـمـدٌ ** بأنْ خصّـه دون الأنـام لـه عِـدْلا

وفي (قل تعالـوا) شاهـدٌ لا يُزيغـه ** عن الصدق إن راب الأنامُ به دَغْـلا

وفي (هل أتى) ما أعجزَ المدحَ لم يدع ** لـه تاليـاً إلا وكـان لـه أصـلا

فتىً خصّه المختارُ مـن بيـن قومِـهِ ** وكـان لـه فـي كـلّ سابقـةٍ ظِـلا

وكان لـه سيفـاً إذا شبّـت الوغى ** فيخمـد أنفاسـاً بطعنـتِـهِ النَّـجـلا

ويحيي نفوساً أخمد الخوفُ صوتَهـا ** ليبعثَهـا مـن بعـد ميتَتِهـا الأولى

متى شُمتَهُ تلقى مـن الديـن شِرْعَـةً ** على الأرض تمشي لا تَحيفُ ولا تَكْلا

له عَبْرةٌ في الليلِ مـن خـوفِ ربّـهِ ** تُذيـب كدمـعِ العاشقيـنَ إذا هَــلا

ولم يفترشْ ليلاً فَراشـاً ولا اجتبـى ** أدامـاً سـوى خبـز يعالجـهُ أكْـلا

وجاءت له الدنيا علـى غيـر موعـدٍ ** فما روعيت أهلاً ولا وطئـت سَهْـلا

وألقـت إليـه السِّلْـمَ تهـوى تقرّبـاً ** إليه فمـا رامـت مجاهِـدَةً وَصْـلا

وهل تُصطفـى ممـن رآهـا حقيقـةً؟ ** وكم سالمت قومـاً لترديهـم قتلـى

وما حالُها يخفى على مـن ترجّلـت ** لهيبتـهِ الأمـلاكُ أنْ قصـدت نَيْـلا

وهل تخدعُ الدنيا فتىً جـاء منجـداً ** بنيها وكان المصطفى المثلَ الاعلـى؟

وإنّ الـذي ربّـاه طـفـلاً محـمـدٌ ** تُرى يجتبي الدنيـا ويطلبهـا كَهْـلا؟

وقد كان طودَ العلم أمّـت رحابَـهُ الـ ** علومُ وقد ألقـت بحضرتـه الرَّحْـلا

فإنْ قيـل أقضاهـم أقـول: مكانَكـم ** دعوا أفعُلَ التفضيل واختصروا القولا

فإنّ الـذي فـي يـوم خـمٍّ تسابقـت ** الى مدحِهِ الآياتُ قـد سبـق الكُـلا

غـداة التقـى الجمعـان والله شاهـدٌ ** عليهم لما قال الرسـولُ ومـا أملـى

على قفرةٍ سَجْراءَ كـادت جسومُهُـمْ ** بلفحِ هجير الشمس من لهبٍ تُصلى

وقـام خطيبـاً فيهـمُ خيـرُ مرسـلٍ ** على منبرٍ مـن كـلّ سامقـةٍ أعلـى

وناداهـمُ والنـاسُ عيـنٌ ومسـمـعٌ ** وقالوا بنا فأنظـرْ فأنـت بنـا أولـى

فقال: جزاكـمْ خالـقُ الكـونِ أمـةً ** رعت حقّ هاديهـا ويمَّمـت العَـدْلا

وقـال رسـولُ الله فيهـمْ وأمــرُهُ ** جليٌّ كما شمس الظهيـرة أو أجلـى

فمـن كنـتُ مـولاهُ فبعـدي وليّـهُ ** عليٌّ إماماً قـد رضيـتُ بـه مولـى

أخي وابنُ عمـيّ والوِقـاءُ لدعوتي ** ومن بأسُهُ خاض الحروبَ وما كَـلا

وقد بايع الجمعانِ هذا على الهدى ** وهذا علـى الأعقـابِ مُنقلبـاً وَلّـى

دعاهم إلـى أمـرٍ وعَتْهـا حلومُهُـم ** ولكنْ هوىً للنفس عن رَشَـدٍ ضَـلا

وكانوا على علـمٍ بـأنّ خلافـةَ الـ ** سماءِ به قامـت وكـان لهـا أهْـلا

وما آمنوا والمصطفى الطهـرُ فيهـمُ ** فهل آمنوا مـن بعـد غيبتـه فِعْـلا؟

ولم يعبدوا رباً سـوى العجـلِ بعـده ** كما قومُ موسى بعده عبـدوا العِجْـلا

ومـا آمنـوا والسامريّـون كـذّبـوا ** وكادوا بهارونٍ وقد قطعـوا الحَبْـلا

وإنّ أخـا موسـى دعاهـمْ لديـنـهِ ** فلم يلـقَ إلا مـن يريـد لـه قَتْـلا

وجاؤا بها شوهاءَ لا يعرف الورى ** سبيـلاً لهـا الا المتاهـةَ والجهلا

فما بيـن شـورى لا بُليتـم بمثلهـا ** فقد غادرت حقـاً وفرّقـت الشّمْـلا

ومـا بيـن تعييـنٍ أقيمـت أصولُـهُ ** على منكَرٍ بالأمسِ لو عرفوا الأصْلا

غـدت تمـلأ الآفـاقَ ظلمـاً أميّـةٌ ** ولو صَدَقوا المختارَ لأمتـلأت عَـدْلا

ولـو أنّهـمْ خلّـوهُ يُملـي صحيفـةً ** ولم يُرْمَ بالإهجارِ ما افترقـوا سُبْـلا

ولـو أنّهـم والـوا عليـاً وبـعـده ** بنيه الألى - كالدين - قد ذهبوا قتلـى

لما أصبح الاسلامُ فـي كفِّ غاشـمٍ ** كمروانَ لـم يَـرْعَ الذّمـام ولا الإلا

وهل أمةٌ للنـاسِ بالعـدلِ أُخرجـت ** يسودُ بهـا جِلْـفٌ ويُلبسهـا الـذُلا؟

ويُزوى الذي عن حُكْمِهِ الحـــقُّ ناطقٌ ** ومن كان للرّحمـن أولَّ من صلّى

أبا حسنٍ ما زلـتَ للمـدحِِ مَوْئِـلاً ** وما زلـتَ للأفكـارِ تُرهقُهـا شُغْـلا

وما زلتَ للعافيـنَ حِـرْزاً ومَفزعـاً ** فكنْ شافعي فالذنـبُ أجهدنـي ثِقْـلا

فيا رحمةََ الرّحمنِ جُدْ لي بنفحـةٍ ** ففضلُك لا يخفى وجـودُكَ لا يَبلـى

عادل الكاظمي


من مواضيع : عادل الكاظمي 0 مديح نبوي: آل رسول الله هم خير آل
0 مديح نبوي: سلو القلب من تهوى؟ يجبكم: محمد
0 رزية يوم الخميس: أطع رسولك لو أسلمت يا عمر
0 قصيدة نهج الكساء في معارضة نهج البردة
0 إلي سيدتي فضة خادمة الزهراء عليها السلام
رد مع اقتباس