|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.85 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
some time
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 10-12-2008 الساعة : 03:55 PM
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي ج 3 ص 223 :
على أن المراد من لفظ الآية أمر والمصداق الذي ينطبق عليه الحكم بحسب الخارج أمر آخر وقد كثر في القرآن الحكم أو الوعد والوعيد للجماعة ومصداقه بحسب شأن النزول واحد كقوله تعالى الذين يظاهرون منكم من نسائهم ماهن امهاتهم الآية : المجادلة - 2 وقوله تعالى والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا : المجادلة - 3 و قوله تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء : آل عمران - 181 وقوله تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو : البقرة - 219 إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي وردت بلفظ الجمع ومصداقها بحسب شأن النزول مفرد . قوله تعالى ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين الابتهال من البهلة بالفتح والضم وهي اللعنة هذا أصله ثم كثر استعماله في الدعاء والمسألة إذا كان مع إصرار وإلحاح . وقوله فنجعل لعنة الله كالبيان للابتهال وقد قيل فنجعل ولم يقل فنسأل إشارة إلى كونها دعوة غير مردودة حيث يمتاز بها الحق من الباطل على طريق التوقف والابتناء . وقوله الكاذبين مسوق سوق العهد دون الاستغراق أو الجنس إذ ليس المراد جعل اللعنة على كل كاذب أو على جنس الكاذب بل على الكاذبين الواقعين في أحد طرفي المحاجة الواقعة بينه صلى الله عليه وآله وسلم وبين النصارى حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله لا إله غيره وإن عيسى عبده ورسوله وقالوا إن عيسى هو الله أو إنه ابن الله - أو إن الله ثالث ثلاثة . وعلى هذا فمن الواضح أن لو كانت الدعوى والمباهلة عليها بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين النصارى أعني كون أحد الطرفين مفردا والطرف الآخر جمعا كان من الواجب التعبير عنه بلفظ يقبل الانطباق على المفرد والجمع معا كقولنا فنجعل لعنة الله على من كان كاذبا فالكلام يدل على تحقق كاذبين بوصف الجمع في أحد طرفي المحاجة والمباهلة على أي حال إما في جانب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإما في جانب النصارى وهذا يعطى أن يكون الحاضرون للمباهلة شركاء في الدعوى فإن الكذب لا يكون إلا في دعوى فلمن حضر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم على وفاطمة والحسنان عليهم السلام شركة في الدعوى والدعوة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا من أفضل المناقب التي خص الله به أهل بيت نبيه عليهم السلام كما خصهم باسم الانفس والنساء والابناء لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم من بين رجال الامة ونسائهم وأبنائهم . فان قلت قد مر أن القرآن يكثر إطلاق لفظ الجمع في مورد المفرد وأن إطلاق النساء في الآية مع كون من حضرت منهن للمباهلة منحصرة في فاطمة عليها السلام فما المانع من تصحيح استعمال لفظ الكاذبين بهذا النحو . قلت إن بين المقامين فارقا وهو أن إطلاق الآيات لفظ الجمع في مورد المفرد إنما هو لكون الحقيقة التي تبينها أمرا جائز التحقق من كثيرين يقضي ذلك بلحوقهم بمورد الآية في الحكم وأما فيما لا يجوز ذلك لكون مورد الآية مما لا يتعداه الحكم ولا يشمل غيره الوصف فلا ريب في عدم جوازه نظير قوله تعالى وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله : الاحزاب - 37 وقوله تعالى لسان الذي يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربي مبين : النحل - 103 وقوله تعالى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى آتيت اجورهن إلى أن قال وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين : الاحزاب - 50 . وأمر المباهلة في الآية مما لا يتعدى مورده وهو مباهلة النبي مع النصارى فلو لم يتحقق في المورد مدعون بوصف الجمع في كلا الطرفين لم يستقم قوله الكاذبين بصيغة الجمع البتة . فان قلت كما أن النصارى الوافدين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحاب دعوى وهي أن المسيح هو الله أو ابن الله أو هو ثالث ثلاثة من غير فرق بينهم أصلا ولا بين نسائهم وبين رجالهم في ذلك كذلك الدعوى التي كانت في جانب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهي أن الله لا إله إلا هو وأن عيسى بن مريم عبده ورسوله كان القائمون بها جميع المؤمنين من غير اختصاص فيه بأحد من بينهم حتى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا يكون لمن أحضره فضل على غيره غير أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحضر من أحضر منهم على سبيل الانموذج لما اشتملت عليه الآية من الابناء والنساء والانفس على أن الدعوى غير الدعوة وقد ذكرت أنهم شركاء في الدعوة . قلت لو كان إتيانه بمن أتى به على سبيل الانموذج لكان من اللازم أن يحضر على الاقل رجلين ونسوة وأبناءا ثلاثة فليس الاتيان بمن أتى به إلا للانحصار وهو المصحح لصدق الامتثال بمعنى أنه لم يجد من يمتثل في الاتيان به أمره تعالى إلا من أتى به وهو رجل وامرأة وابنان وإنك لو تأملت القصة وجدت أن وفد نجران من النصارى إنما وفدوا على المدينة ليعارضوا رسول الله صلى الله عليه له
.................................................. ..........
- تفسير الميزان - السيد الطباطبائي ج 6 ص 9 :
وليت شعرى ما ذا يقولون في مثل قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة - إلى أن قال : - تسرون إليهم بالمودة " ( الاية ) " الممتحنة : 1 ) وقد صح أن المراد به حاطب بن أبى بلتعة في مكاتبتة قريشا ؟ وقوله تعالى : " يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منهاالاذل " ( المنافقون : 8 " ، وقد صح أن القائل به عبد الله بن أبى بن سلول ؟ وقوله تعالى : " يسألونك ما ذا ينفقون " ( البقرة : 215 ) والسائل عنه واحد ؟ وقوله تعالى : " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية " ( البقرة : 274 ) وقد ورد أن المنفق كان عليا أو أبا بكر ؟ إلى غير ذلك من الموارد الكثيرة . وأعجب من الجميع قوله تعالى : " يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة " والقائل هو عبد الله بن أبى ، على ما رووا في سبب نزوله وتلقوه بالقبول ، والاية واقعة بين الايات المبحوث عنها نفسها . صفحة فإن قيل : إن هذه الموارد لا تخلو عن اناس كانوا يرون رأيهم أو يرضون بفعالهم فعبر الله تعالى عنهم وعمن يلحق بهم بصيغة الجمع . قيل : إن محصله جواز ذلك في اللغة لنكتة مجوزة فليجر الاية أعنى قوله : " والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " هذا المجرى ، ولتكن النكتة هي الاشارة إلى أن أنواع الكرامات الدينية - ومنها الولاية المذكورة في الاية - ليست موقوفة على بعض المؤمنين دون بعض وقفا جزافيا ، وإنما يتبع التقدم في الاخلاص والعمل لا غير . على أن جل الناقلين لهذه الاخبار هم صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتابعون المتصلون بهم زمانا وهم من زمرة العرب العرباء الذين لم تفسد لغتهم ولم تختلط ألسنتهم ، ولو كان هذا النحو من الاستعمال لا تبيحه اللغة ولا يعهده أهلها لم تقبله طباعهم ، ولكانوا أحق باستشكاله و الاعتراض عليه ، ولم يؤثر من أحد منهم ذلك .
|
|
|
|
|