|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبا علي العراقي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 23-11-2008 الساعة : 06:30 PM
حن نقول هنا [يعني في حديث الكساء] بالمعنى النبوي لا تدخل المرأة، والرسول أراد أن يحسم الموقف لأن القضية لن تقف عند دخول النساء في دائرة المطهرين من أهل البيت بل سوف يأتي من يدخل الكثير من الهاشميين في دائرة المطهرين, ويخلط بين مقام أهل الكساء, وبين مقام غيرهم من الهاشميين غير المطهرين, القضية أنّ الرسول حسم الموقف عندما لم يدخل أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ وعائشة ـ رضي الله عنها ـ , ولكن القضية أنه الرسول (وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى), الوحي الإلهي أمره بذلك من أجل أن النبي أراد أن يحسم الموقف حتى لا يأتي احد من الهاشميين ومن الحسنيين ومن الحسينيين أو من العباسيين ويتلاعب بالدين ثم يقول أنا من أهل البيت المطهرين.
الرسول حسم الموقف، وإذا كان النبي لا يريد أن يحصر أهل البيت المطهرين لماذا لم يأتي ببني هاشم في زمانه؟ النبي بالله عليك لم يدخل بني هاشم في زمانه لم يدخل العباس ولم يدخل عبد الله بن عباس ونحن نأتي الآن ندخل كل بني هاشم, ولا تميز بين دائرة المطهرين من أهل البيت, وبين دائرة غير المطهرين من أهل البيت. إذا كان النبي منعهم من الدخول في زمانه نحن الآن نأتي نقول إن الصالحين من الحسنيين والحسينيين والعباسيين وهم الآن قرابة (ملايين الملايين) أنهم من أهل البيت, أقصد أنه ماذا نصنع إذا كان النبي رسم لنا المقياس في تحديد أهل البيت؟ فلا ينبغي لنا مخالفته, أما مسألة السياق فالحقيقة عندما ترجع إلى السياق سوف تجد أن السياق من أكبر الأدلة على أن النبي حصر أهل البيت المطهرين في هؤلاء, يعني مثلاً ترجع إلى الآيات في البداية، الآيات تحدثنا عن النساء وتحدثنا عن أوامر ونواهي لنساء النبي: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً), إلى أن يأتي قوله تعالى: (ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً يأتها أجرها مرتين وأعددنا لها رزقاً كريماً) ثم يأتي: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء...) وهكذا... وهكذا... إلى أن يأتي: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن). فأنت تجد أن هنالك نواهي وأوامر تحيط بنساء النبي, ثم تأتي في الوسط مسألة التطهير: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس). وبعد أن ينتهي من الأوامر تأتي هذه الآية «آية التطهير» وبعد هذه الآية بشكل مباشر كذلك يعود إلى قضية النهي والمحضورات والأمر لنساء النبي, يأتي بعد: «آية التطهير» (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) يأتي بعد ذلك: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة أن الله كان لطيفاً خبيراً). فكأنّ الله سبحانه وتعالى وكأنّ الحق سبحانه وتعالى يقول لهنّ انكنّ قد أحطتن ببيت مطهر وبدائرة المطهرين فينبغي لكن أن تلتزمن بالحق أن تجلسن في بيوتكنّ أن لا ترتكبنّ الآثام لأن الإثم يضاعف لكن فأنكن أن عملتن عمل غير لائق فسوف يؤدي ذلك إلى تشويه هذا البيت المطهّر, فالمرأة عندما ترتكب أي إثم سوف تشين بأهل بيتها بأهل زوجها.
ومن هنا لأن نساء النبي قد أحطن بهذا البيت, أحطن بأهل الكساء, أحطن بالنبي, أحطن بالإمام علي, بالحسن والحسين وفاطمة, وهؤلاء أهل الكساء عند كل المسلمين هم (الخمسة) حتى قال أئمة أهل السنة: لو قال واحد اللهم صلى على أهل الكساء فقد صلى على النبي , ولو قال اللهم صلّ على أهل البيت المطهرين في «آية التطهير» فقد دخل النبي لأن أهل البيت في «آية التطهير وحديث الكساء» هم هؤلاء فأنا أريد أن أقول: القرآن يريد أن يبيّن من خلال النهي ومن خلال الأوامر أنكنّ لا يليق بكنّ أن ترتكبن أي إثم طالما قد أحطتن بالنبوة وبدائرة المطهرين, ومسألة أخرى أن مجيء هذه «آية التطهير» كانت معجزة كبرى مجيء آية التطهير في سياق النساء, ثم بعد ذلك جاءت بصغية المذكّر فلو جاءت بغير هذه السياق لجاء آخر وقال هذه الآية ممكن أن تشمل النساء ولكن لما جاءت هذه الآية في وسط نساء النبي ثم وردت بضمير المذكّر دلّل الله سبحانه وتعالى أن الخطاب ليس للنساء، فأنا اعتبر وكثير من العلماء يعتبرون من أكبر الأدلة على خروج النساء هو السياق، ولذلك نجد أن علماء التفسير ذكروا في أسباب النزول أن سبب نزول ما يتعلق بنساء النبي يختلف عن قضية سبب نزول «آية التطهير», فنزول «آية التطهير» صرّح كثير من أهل السنة وسأذكر الأقوال إنها نزلت في هؤلاء أي أن [آية التطهير] لا تتعلق بقضية النساء وإنما دخلت آية التطهير في سياق نساء النبي من أجل أن تؤدي دور عظيم وهي تبيّن لقارئ القرآن إنها في الحقيقة تتحدث عن أناس لا يدخلوا من ضمن نساُء النبي.
ثانيا::: ما هي البلاغة؟ يجب أن تحدّد قضية البلاغة، وما هو الشيء الذي إذا صنعه القرآن خرج عن البلاغة؟ في القرآن يوجد كثير من القضايا التي طرحت بهذا الشكل وردت آيات في سياق وذكر المفسرون أن تلك الآيات لها نزولها الخاص, ولا ربط لها بالسياق, ولذلك أمثلة كثيرة منها قوله تعالى: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة) تأمل في هذه الآية (وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يأس الذين كفروا...) سورة المائدة الآية [3] انظر السياق لو جئنا هل نقول أن هذا خلاف البلاغة أو أن مكانها غير مناسب والعياذ بالله؟ هنا يتحدث عن المحرمات ثم فجأة يدخل (اليوم يأس الذين كفروا من دينكم) فهل نقول هذا خلاف البلاغة؟ يتحدث هنا عن المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ثم جاء بعدها يقوا الله سبحانه وتعالى: (اليوم يأس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني، اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، فمن اضطر في مخمصة). ثم يعود انظر كيف دخلت هذه الآية (اليوم يأس الذين كفروا), ثم بعد أن قطع السياق عاد مرة أخرى يتحدث عن المحرمات، (فمن اضطر...) انظر كيف جاءت هذه داخل هذه، فهل تقول هذا خلاف البلاغة؟ لا تجعل البلاغة محدودة بالمقياس الذي أنت تراه, القرآن إمام البلاغة، لا يمكنك الآن أن تأتي وتقول: إن ذكر أهل الكساء في سياق ذكر النساء خلاف البلاغة, خلاف البلاغة لماذا؟ هل نقول: إن هذه الآية كذلك خلاف البلاغة، أليس هذه الآية فيها وضوح حسب مبناك؟ مادام أنه تحدث عن محرّمات ثم جاء فجأة وقال أكملت لكم دينكم ثم رجع سبحانه وتعالى مرة أخرى يتحدث عن محرّمات, ويقول: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لأثم فإن الله غفور رحيم). وقد أجمع المفسرون على أن قوله تعالى: (اليوم يأس الذين كفروا من دينكم) إلى قوله تعالى: (ورضيت لكم الإسلام ديناً) لها نزولها الخاص, الذي ليس له ارتباط بأول الآية ولا ذيلها, ولذلك نحن عندما نأتي ونقول هذا خلاف البلاغة أنا أرى ربما فهمك للبلاغة القرآنية هو خلاف البلاغة, وهناك آيات كثيرة لولا ضيق الوقت لذكرت لك آيات كثيرة تأتي آية داخل آيات كثيرة وهذا للأسف الشديد من أكبر مطاعن المستشرقين على القرآن الكريم, أنه يأتي بآية داخل آيات ليس بينها ارتباط من حيث الموضوع ـ في ظاهر الأمر وإن كان هنالك ارتباط بعد التأمل ـ ويقولون: إن القرآن ليس فيه انسجام ويطعنون بالقرآن من هذا المدخل. فلذلك أنا أقول: لا تجعلوا السياق أكبر دليل على مخالفة النبي, النبي جاء في أكثر من مورد وفي روايات كثيرة عندما نزلت «آية التطهير» أو بعد النزول أكّد الرسول في تعيين من هم المطهرين من أهل البيت في موارد عديدة فقد أخرج الكثير من أهل السنة من علماء التفسير في أسباب النزول، راجعوا كل أسباب النزول يذكرون أن النبي ذكر هؤلاء (الأربعة) عند نزول هذه الآية نذكر من هؤلاء: عائشة، أم سلمة، عبد الله بن عباس، سعد بن أبي وقاص، أبو الدرداء، أنس بن مالك، أبو سعيد الخدري، جابر بن عبد الله الأنصاري، زيد بن أرقم، عمر بن أبي سلمة ثوبان مولى رسول الله، ونذكر من الذين رووا «حديث الكساء» وارتباطه «بآية التطهير» نذكر أحمد بن حنبل ومسلم بن الحجاج (صاحب صحيح مسلم)، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأحمد بن عبد الخالق البزاز ومحمد عيسى الترمذي (صاحب الصحيح)، وأحمد بن شعيب النسائي، وأبو عبد الله, و (عشرات) من الآخر ين إذا كان هؤلاء رووا لنا وأنا لا أستطيع أن أحصر أسمائهم وفي كتب الحديث والتفسير، ارجع إلى أسباب النزول للنيشابوري، وكل من كتب عن أسباب النزول يذكر ذلك. نحن نترك كلام النبي لأجل السياق لأنك ترى بنظرك أنه خلاف البلاغة أن تكون آية التطهير نازلة في أهل الكساء هذه من مطاعن المستشرقين في «آية التحريم» يعني هل نجعل كلام المستشرقين حجة وأن القرآن ليس بليغاً؟! بسبب فهمنا البسيط فأنا أقصد أنه يجب أن نلتزم بما قاله الرسول لا أن نجعل عقلنا مقياساً. هذه الآية لا تنسجم مع البلاغة، وهذه الآية تنسجم مع البلاغة والعقل البشري لا يمكن أن يكون مقياساً لفهم كتاب الله، بوحده من دون النقل النبوي العقل البشري لا يستطيع أن يستوعب كتاب الله بهذا الشكل حتى نأتي ونرد أحاديث النبي ونرد حديث الكساء وهو قوي على حصرهم وتمييزهم عن غير المطهرين من أهل البيت لأجل أن هذا لا ينسجم مع عقلي.
أنا أقول هل هذا هو العقل المطلق أم أنه العقل غير المطلق الذي لا يؤدي إلى الاستحالة؟ هل هناك استحالة عقلية أم إنها استحالة ذوقيةشخصية؟! إذا يوجد استحالة عقلية أنا معك كاستحالة اجتماع النقيضين، أم أنه العقل غير المطلق الذي لا يؤدي إلى الاستحالة، يعني بطبيعة عقلي الذي لا ينسجم مع هذه الآية فلذلك أنا لا اقبل. يا أخي أتحداك أن تأتيني بدليل آخر غير السياق على أن النبي لم يحصر أهل البيت المطهرين لما نزلت «آية التطهير», لا يوجد أي دليل أنا لو وجدت دليلاً من النبي لالتزمت بقوله. فلماذا نقول نحن أهل السنة فلماذا لا نلتزم بالسنة؟! وهنا أحاديث كثيرة اقرأ مثلاً تفسير الإمام ابن كثير عندما ذكر في تفسيره وهو من أضخم التفاسير, عندما جاءت «آية التطهير» ذكر أكثر من خمسة عشر رواية في قضية حصر أهل البيت المطهرين بهؤلاء (الأربعة), وارجع إلى كل كتب التفاسير منذ أقدم تفسير إلى أحدث تفسير معاصر لا تذكر «آية التطهير» إلاّ ويذكر فيها (الأربعة) أصحاب الكساء وحصر النبي لهم وإدخالهم في الكساء وعدم إدخاله لغيرهم من أهل البيت المعاصرين له, فلماذا نحن لأجل الذوق ولأجل أن عقلنا لا يوافق نخالف أحاديث النبي,
إن الرسول كرر أكثر من مرة نجد أنه في [آية المباهلة] كذلك عندما نزلت [آية المباهلة] صنع نفس الشيء يكرر نفس العملية وأخذ هؤلاء الخمسة, وصنع بهم كما صنع في آية التطهير أخذ الإمام علي وأخذ الحسن وأخذ الحسين كما في صحيح الإمام مسلم, عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ جاء الرسول, ونفس العملية تكررت قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي). فهذه قضية واضحة جداً أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يريد أن يحصر المطهرين, ولا يمكن أن تدرك أهمية الحصر إلا عندما تفهم [حديث الثقلين ], وترجع إلى كتب التفسير, وكتب شروح صحيح الإمام مسلم أنا رجعت إلى بعض شروح صحيح الإمام مسلم, وقد حصرتها الآن كما حصرها العلماء في خمسين شرحاً, وأنا راجعت بعض هذه الشروح, ورأيتهم قالوا كلهم أي كل الذين راجعت شروحهم أن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ سمى القرآن والسنة الثقل الأكبر وأهل البيت الثقل الأصغر سماهم بالثقلين لأن ما عداهما خفيف, ما عدا هؤلاء الثلاثة القرآن والسنة وأهل البيت خفيف, سماهم بالثقلين لأن العمل بهم ثقيل, ارجع إلى شروح حديث الثقلين, والرسول يقول يوشك أن ادعى, يودع الحياة, ثم الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ يحذر ويحدد لماذا؟ أسالكم هذا السؤال لماذا حدد النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ سور القرآن ولم يحدد أهل البيت؟ الرسول لماذا يسميهم الثقلين؟ قال الإمام النووي: لماذا سماهما الثقلين لأن بهما حفظ الدين, ومن هنا قال الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ في حديث الاثني عشر (لا يزال الدين محفوظاً بهم), وهناك قال: (تركت فيكم الثقلين) أي أن الدين محفوظ بهما [الثقلين] كما أنه قال في حديث الاثني عشر لا يزال الدين محفوظاً بهم.
|
|
|
|
|