عرض مشاركة واحدة

الحوزوي1
مــوقوف
رقم العضوية : 21980
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 210
بمعدل : 0.03 يوميا

الحوزوي1 غير متصل

 عرض البوم صور الحوزوي1

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الحوزوي1 المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-11-2008 الساعة : 10:27 AM


(4) هل رأى رسول الله ربه ؟

هذه مسألة خلاف بين أهل السنة والجماعة ، فمنهم من نفى رؤيته بالعين ، ومنهم من أثبتها له ، وحكى القاضي عياض في كتابه " الشفا " اختلاف الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم في رؤيته صلى الله عليه وسلم ، وإنكار عائشة رضي الله عنها أن يكون صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين رأسه ، وأنها قالت لمسروق حيث سألها : هل رأى محمدٌ صلى الله عليه وسلم ربه ؟ فقالت : لقد قف شعري مما قلت ، ثم قالت : من حدّثك أن محمدُا صلى الله عليه وسلم رأى ربه ، فقد كذب "(أخرجه البخاري ) ثم قال : وقال جماعة بقول عائشة رضي الله عنها ، وهو المشهور عن ابن مسعود ، وأبي هريرة .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينيه "(رواه البخاري) .

والتحقيق في هذه المسألة هو ما قاله القاضي عياض في كتابه " الشفا " : وأما وجوبه لنبينا صلى الله عليه وسلم والقول بأنه رآه بعينه ، فليس فيه دليل قاطع ولا نص ، والمعول فيه على " آية النجم " والتنازع فيها مأثور ، والاحتمال لها ممكن .

قال القاضي ابن أبي العز الدمشقي في شرح العقيدة الطحاوية : " وهذا القول الذي قاله القاضي عياض رحمه الله هو الحق " .

(5) مناظرات حول رؤية الله تعالى :

قال سفيان بن عيينة في شأن بشر بن غياث المريسي، وإنكاره الرؤية : قاتل الله الدويبة، ألم تسمع إلى قوله تعالى : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون ) (المطففين:15) فإذا احتجب عن الأولياء والأعداء ، فأي فضل للأولياء على الأعداء . (سير أعلام النبلاء 8:312) .

وقال الربيع بن سليمان : حضرتُ محمد بن إدريس الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها : ما تقول في قول الله تبارك وتعالى : ( كلا إنهم عن ربهم يؤمئذٍ لمحجوبون ) (المطففين:15) ؟

قال الشافعي: فلما أن حجب هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أنهم يرونه في الرضا. قال الربيع : قلت : يا أبا عبد الله وبه تقول ؟ قال : نعم ، وبه أدين الله ، لو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى ربه لما عبد الله تعالى .(شرح السنة 3:506 برقم :883 : طبقات الشافعية ـ السبكي 2:81) .

وقال الشافعي أيضــًا : ما حجب الفجار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه عز وجل .(تفسير ابن كثير 4:451) .

وروى اللالكائي عن زكريا بن يحيي بن حمدويه قال : سمعت رفيق نُعيم بن حماد يقول : لما صرنا إلى العراق ، وحبس نعيم بن حماد ، دخل عليه رجل في السجن من هؤلاء، فقال لنعيم : أليس الله قال : ( لا تُدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )(الأنعام:103) فقال نعيم : بلى ، ذاك في الدنيا ، قال : وما دليلك ؟ فقال نعيم : إن الله هو البقاء ، وخلق الخلق للفناء ، فلا يستطيعون أن ينظروا بأبصار الفناء إلى البقاء ، فإذا جدد لهم خلق البقاء فنظروا بأبصار البقاء إلى البقاء (شرح السنة3:508 برقم:890 ) .

مناظرة الإمام مالك للجهمية في رؤية الله تعالى : قال القاضي عياض في سيرة الإمام مالك : قال ابن نافع وأشهب ـ وأحدهما يزيد على الآخر ـ قلت : يا أبا عبد الله : ( وجوٌ يومئذٍ ناضرةٌ * إلى ربها ناظرةٌ )(القيامة:22 ـ 23) ينظرون إلى الله ؟ قال : نعم ، بأعينهم هاتين ، فقلت له : فإن قومــًا يقولون : لا يُنظر إلى الله ، إن ناظرة بمعنى منتظرة إلى الثواب ، قال : كذبوا ، بل ينظر إلى الله ، أما سمعت قول موسى عليه السلام : ( رب أرني أنظر إليك )(الأعراف:143)؟ أفترى موسى سأل ربه محالاً ؟ فقال الله : ( لن تراني ) في الدنيا ؛ لأنها دار فناء ، ولا ينظر إلى ما بقي بما يفنى، فإذا صاروا إلى دار البقاء ، نظروا بما بقي إلى ما بقي ، وقال : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون )(المطففين:15) .

مناظرة الإمام أحمد للجهمية في الرؤيا : قال أحمد رحمه الله : فقلنا لهم : لم أنكرتم أن أهل الجنة ينظرون إلى ربهم؟!! فقالوا : لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى ربه؛ لأن المنظور إليه معلوم موصوف لا يُرى ، إلا شيء يفعله، فقلنا لهم : أليس الله يقول : ( وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ * إلى ربها ناظرةٌ ) ؟ فقالو : إن معنى : ( إلى ربها ناظرة ) أنها تنتظر الثواب من ربها ، وإنما ينظرون إلى فعله وقدرته ، وتلوا آية من القرآن : ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل )(الفرقان:45) . فقالوا : إنه حين قال : (ألم تر إلى ربك ) أنهم لم يروا ربهم ؛ ولكن المعنى ألم تر إلى فعل ربك ، فقلنا : إن فعل الله لم يزل العباد يرونه ، وإنما قال : ( وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ * إلى ربها ناظرةٌ ) قالوا : إنما " تنتظر " الثواب من ربها .

فقلنا : إنها مع ما تنتظر من الثواب هي ترى ربها ، فقالوا : إن الله لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة ، وتلوا آية من المتشابه من قول الله جل ثناؤه : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )(الأنعام:103) ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف معنى قول الله : ( لا تدركه الأبصار ) وقال : [ إنكم سترون ربكم ] ، وقال لموسى : ( لن تراني ) ولم يقل : لن أُرى، فأيهما أولى أن نتبع النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : [ إنكم سترون ربكم ] أو قول الجهمي حين قال : " لا ترون ربكم "، والأحاديث في أيدي أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة يرون ربهم لا يختلف فيها أهل العلم .. وإنا لنرجوا أن يكون الجهم وشيعته ممن لا ينظرون إلى ربهم ويحجبون عن الله ؛ لأن الله قال للكفار: (كلا إنهم عن ربهم يومئذًٍ لمحجوبون ) فإذا كان الكافر يحجب عن الله ، والمؤمن يحجب عن الله ، فما فضل المؤمن على الكافر ؟! (الرد على الجهمية والزنادقة ـ أحمد بن حنبل صـ127ـ129) .

(6) من أقوال أئمة السنة في إثبات الرؤية :

قال ابن قدامة المقدسي في " لمعـة الاعتقاد " : " والمؤمنون يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ويزورونه ، ويكلمهم ويكلمونه ، قال الله تعالى : ( وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ * إلى ربها ناظرةٌ ) وقال تعالى : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون )(المطففين:15) ، فلما حجب أولئك في حال السخط دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضى ، وإلا لم يكن بينهما فرق ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ](متفق عليه) ، وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية ، لا للمرئي بالمرئي ، فإن الله تعالى لا شبيه له ، ولا نظير " (ابن قدامة المقدسي : لمعــة الاعتقاد)

قال الإمام الطحاوي : ** " والرؤية حق لأهل الجنة ، بغير إحاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا : ( وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ * إلى ربها ناظرةٌ ) وتفسيره على ما أراده الله تعالى وعلمه ، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ، ومعناه على ما أراد ، لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا ، فإنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه .

** ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام ، فمن رام علم ما حظر عنه علمه ، ولم يقنع بالتسليم فهمه ، حجبه مرامه عن خالص التوحيد ، وصافي المعرفة ، وصحيح الإيمان ، فيتذبذب بين الكفر والإيمان ، والتصديق والتكذيب والإقرار والإنكار موسوســًا تائهــًا شاكــًا لا مؤمنــًا مصدقــًا ، ولا جاحدًا مكذبــًا .

** ولا يصح الإيمان بالرؤية لأهل دار السلام لمن اعتبرها منهم بوهم أو تأولها بفهم ، إذ كان تأويل الرؤية ـ وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية ـ بتر ك التأويل ولزوم التسليم ، وعليه دين المسلمين .

** " ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه ، فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية ، منعوت بنعوت الفردانية ، ليس في معناه أحد من البرية ، وتعالى عن الحدود والغايات ، والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات " (الطحاوي ) .

قال الإمام أحمد : ... " وأن أهل الجنة يرون ربهم بأبصارهم لا محالة " .

قال الإسماعيلي : " ويعتقدون جواز الرؤيا من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة ، دون الدنيا ، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثوابــًا له في الآخرة ، كما قال : ( وجوه يومئذٍ ناضرةٌ * إلى ربها ناظرةٌ ) ، وقال في الكفار : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون ) ، فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه ، كانوا جميعــًا عنه محجوبين ، وذلك من غير اعتقاد التجسيم في الله عز وجل ولا التحديد له ؛ ولكن يرونه عز وجل بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف " ( الإسماعيلي ) .

قال ابن تيمية : " وقد دخل أيضـًا فيما ذكرناه من الإيمان به وبكتبه وبملائكته وبرسله ، الإيمان بأن المؤمنون يرونه يوم القيامة عيانــًا بأبصارهم كما يرون الشمس صحوًا ليس بها سحاب ، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته ، يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ، ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله تعالى " (ابن تيمية: العقيدة الواسطية ) .

قال ابن خزيمــة : " إن رؤية الله التي يختص بها أولياؤه يوم القيامة هي التي ذكر في قوله : ( وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ * إلى ربها ناظرةٌ ) . ويفضل بهذه الفضيلة أولياءه من المؤمنين .

ويحجب جميع أعدائه عن النظر إليه من مشرك ومتهود ومتنصر ومتمجس ومنافق ، كما أعلم في قوله : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون ) .

وهذا نظر أولياء الله إلى خالقهم ـ جل ثناؤه ـ بعد دخول أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، فيزيد الله المؤمنين كرامةً وإحسانـًا إلى إحسانه تفضــلاً منه وجودًا بإذنه إياهم النظر إليه ويحجب عن ذلك جميع أعدائه ".

قال النووي : اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلا وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه وأن رؤيته مستحيلة عقلا ، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح وقد تظافرت أدلة الكتاب والسنة واجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على اثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين ورواها نحو عشرين صحابياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآيات القرآن فيها مشهورة واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة وكذلك باقي شبههم وهي مستقاة في كتب الكلام (صحيح مسلم بشرح النووي / باب اثبات رؤية المؤمنين في الآخرة لربهم) .

وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في الفتح نقلا عن ابن بطال : ذهب أهل السنة وجمهور الأمة إلى جواز رؤية الله في الآخرة ومنع الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة وتمسكوا بأن الرؤية توجب كون المرئي محدثا وحالا في مكان ، وأولوا قوله :{ نَاظِرَة } بمنتظرة وهو خطأ لأنه لا يتعدى بإلى ، ثم ذكر نحو ما تقدم ثم قال وما تمسكوا به فاسد لقيام الأدلة على أن الله تعالى موجود ، والرؤية في تعلقها بالمرئي بمنزلة العلم في تعلقه بالمعلوم فإذا كان تعلق العلم بالمعلوم لا يوجب حدوثه فكذلك المرئى . قال وتعلقوا بقوله تعالى : { لاَ تُدْرِكُهُ الأبْصَـرُ } [ الأنعام /103] . وقوله عز وجل لموسى : { لَن تَرَنـىِ} [ الأعراف /143 ] .

والجواب عن الأول : أنه لا تدركه الأبصار في الدنيا جمعاً بين دليلي الآيتين ، وبأن نفي الادراك لا يستلزم نفي الرؤية لإمكان رؤية الشئ من غير إحاطة بحقيقته. فتح الباري (( 13 / 436 )) .

على أن العقل الصحيح لا يخالف القرآن والسنة الثابتة الصحيحة ،ولا يتعارضان أبداً، وما ظهر من تعارض في الظاهر ، فإنه لعدم صحة في النقل ، أو عدم كمال في العقل ، على أن العقل إذا ترك ونفسه ، لم يحكم باستحالة رؤيته إلا إذا صرفه برهان.


والسلام


من مواضيع : الحوزوي1 0 رؤية الله تعالى من كتب الشيعة
0 ما مدى صحة كتاب الكافي
0 سؤالي لكم
0 خادم الائمة هل صحيح ان المهدي الذي تدعونه لم يولد
رد مع اقتباس