|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.85 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيدر القرشي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 07-11-2008 الساعة : 12:47 PM
التبرك بحجر من بيت فاطمة(عليها السلام): عن يحيى بن عباد: أنه روى ان بيت فاطمة الزهراء(عليها السلام) لما أخرجوا منه فاطمة بنت الحسين وزوجها الحسن بن الحسن وهدّموا البيت ، بعث حسنُ ابنه جعفراً وكان أسنَ ولده وقال: انظر الحجر الذي من صفته كذا وكذا . هل يُدخلونه في بنيانهم؟ فرصدهم حتى رفعوا الأساس وأخرجوا الحجر ، فأخبر أباه ، فخرَّ ساجداً وقال: ذلك حجرٌ كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يصلّي إليه إذا دخل إلى فاطمة ، أو كانت فاطمة تصلّي إليه ـ الشك من يحيى ـ وقال علي بن موسى الرضا(عليه السلام) ، ولدت فاطمة(عليها السلام)الحسن والحسين(عليهما السلام) على ذلك الحجر .
قال يحيى: ورأيت الحسين بن عبدالله بن عبدالله بن الحسين ، ولم أرَ فينا رجلا أفضل منه ، إذا اشتكى شيئاً من جسده كشف الحصى عن الحجر فيتمسّح( كشف الارتياب: 352، وفاء الوفاء) به» .
أقول: فإذا كانت هذه حرمة حجر نال البركة بولادة فاطمة(عليها السلام)ولديها الحسنين(عليهما السلام); وبصلاتها أو صلاة أبيها(صلى الله عليه وآله) إليه . فكيف بتربة ضمَّت جسد رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ ألا يحق التبرّك بها وطلب الحاجة إلى الله عند تلك التربة وذلك القبر؟
التبرّك بآثار النبي(صلى الله عليه وآله)
1 ـ عن أنس بن مالك قال: «رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) والحلاّق يحلقه وأطاف به أصحابه ، فما يريدون أن تقع شعرة إلاّ في يد رَجُل»(جامع الاُصول 4 : 102) .
2 ـ وعن محمد بن سيرين ، قلت لعبيد: عندنا من شعر النبي(صلى الله عليه وآله)أصبناه من قِبل أنس ، قال: لأن يكون عندي شعرة منه أحبَّ إليَّ من الدنيا وما فيها» (المصدر نفسه) .
3 ـ وعن كبشة قالت: دخل عليَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) فَشَرِب من في قربة معلّقة قائماً فقمتُ إلى فيها فقطعتُهُ (الجامع الصحيح للترمذي 4: 306 الرقم 1492) .
وعن ابن ماجة زيادة: تبتغي بركة موضع في (اي فم) رسول الله(صلى الله عليه وآله)( سنن ابن ماجة 2: 1132 الرقم 3423) .
ثم ان الترمذي حسَّن الحديث وصحّحه(الجامع الصحيح للترمذي 4: 306 ) .
4 ـ ان سهل بن سعد يحدِّث من حوله: أن النبي(صلى الله عليه وآله) حينما جلس هو وأصحابه في سقيفة بني ساعدة ، وطلب من سهل أن يسقيه ماءاً ، يقول: فأخرجتُ لهم هذا القدح فأسقيتُهم فيه ، فأخرج ـ يقول الراوي ـ لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه ، قال: ثم استوهبه عمر بن عبدالعزيز بعد ذلك ، فوهبه له .
قال البخاري: رأيت هذا القدح بالبصرة وشربتُ منه ، وكان اُشتري من ميراث النضر بن أنس ، بثمانمائة ألف( فتح الباري: 101 ـ 103) .
تبرّك الفاكهاني بنعل منسوب إلى النبي(صلى الله عليه وآله)
وعن جمال الدين عبدالله بن محمّد الأنصاري( لاحظ ترجمته في معجم المؤلفين 6: 115) المحدّث قال: رحلنا مع شيخنا تاج الدين الفاكهاني( قالوا فيه: « فقيه مشارك في الحديث والاصول والعربية توفى عام 731هـ . ومن تصانيفه التحفة المختارة في الرّد على منكر الزيارة» معجم المؤلفين 7: 299) إلى دمشق فقصد زيارة نعل سيِّدنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) التي بدار الحديث الأشرفيه بدمشق وكنت معه فلمّا رأى النعل المكرّمة حسر عن رأسه وجعل يقبّلُه ويمرّغ وجهه عليه ودموعه تسيل وأنشد:
فلو قيل للمجنون: ليلى ووصلها ***** تريد أم الدنيا وما في طواياها
لقال: غبارٌ من تراب نعالها ***** أحبُّ إلى نفسي وأشفى لبلواها( الديباج المذهب : 187 ، الغدير 5: 155)
5 ـ سيرة ابن عمر:
عن نافع: لو نظرت إلى ابن عمر ، إذا اتّبع رسول الله لقلت هذا مجنون ( سير أعلام النبلاء 3: 213 ، حلية الاولياء 1: 310) .
وقال أيضاً: إن ابن عمر كان يتّبع آثار رسول الله(صلى الله عليه وآله) كلَّ مكان صلّى فيه ، حتى أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) نزل تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة ، فيصبّ في أصلها الماء ، لكيلا تيبس( سير أعلام النبلاء 3: 213، أسد الغابة 3: 341) .
وعن مالك: إن ابن عمر كان يتبع أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) وآثاره وحاله ، ويهتمّ به حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك( سير أعلام النبلاء 3: 213) .
عن نافع عن ابن عمر: انّه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول: لعلَّ خُفاً يقع على خف ، يعني راحلة النبي(صلى الله عليه وآله)( سير أعلام النبلاء 3: 237 ، حلية الأولياء 1: 310 ) .
كان ابن عمر يتبرّك بمقعد النبي(صلى الله عليه وآله) من منبره ( وفاء الوفاء 4: 1406) .
عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبد القاري انّه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي(صلى الله عليه وآله) من المنبر ثم يضعها على وجهه( المغني لابن قدامة 3: 559) .
6 ـ سيرة محمد بن المنكدر:
وكان محمد بن المنكدر( وثّقه ابن معين وابو حاتم، وروى له الستة في صحاحهم وقالوا فيه انه الحافظ الامام، وانه من معادن الصدق ويجتمع إليه الصالحون، سير أعلام النبلاء 5: 358) يأتي موضعاً من المسجد في الصحن فيتمرّغ فيه ويضطجع فقيل له في ذلك ، فقال: إني رأيت النبي(صلى الله عليه وآله) في هذا الموضع( وفاء الوفاء 4: 1406 ، سير أعلام النبلاء 5: 359 ، ثم ان رؤيته للنبي كان في المنام لا في اليقظة ، وذلك لأنه تابعي وولادته عام بضع وثلاثين للهجرة . ) .
7 ـ سيرة المأمون:
قال المأمون ليحيى بن أكثم إن الرجل ليأتيني بالقطعة من العود أو بالخشبة ، أو بالشيء الذي لعل قيمته لا تكون إلاّ درهماً أو نحوه ، فيقول: إنَّ هذا كان للنبي(صلى الله عليه وآله) أو قد وَضَع يده عليه أو مسّه ، وما هو عندي بثقة ولا دليل على صدق الرجل ، إلاّ أني بفرط النية والمحبة ، أقبل ذلك، فاشتريه بألف دينار وأقل وأكثر، ثمَّ أضَعَهُ علىوجهي وعيني، وأتبرّك بالنظر إليه وبمسِّه فأستشفي به عند المرض يصيبني أو يصيب من أهتمّ به فأصونه كصيانتي لنفسي وإنما هو عودٌ لم يفعل هو شيئاً ولا فضيلة له ، تستوجب به المحبة إلاّ ما ذكر من مسِّ رسول الله»(تاريخ بغداد لطيفور: 45) .
أقول: ويحيى بن أكثم هذا هو من أئمة السنة وعلماء الناس كما عن ابن كثير( البداية والنهاية 10: 316 ، هذا من باب المماشاة ، وإلاّ فابن أكثم معروف بعبثه بالمُردُ انظر: سير أعلام النبلاء 12: 10) . وهو قاضي القضاة والفقيه العلامة ومن أئمة الاجتهاد كما عن الذهبي ( سير أعلام النبلاء 10: 279 ، ولا منافاة عند البعض بين كونه أماراً بالعدل وشربه الخمر 10: 276 ، وان حاول المعلق الدفاع عنه كعادته في هذه التعاليق) .
والمأمون هذا الذي يقال عنه: كان أمّاراً بالعدل محمود السيرة ، ميمون النقيبة فقيه النفس ، يُعدّ من كبار العلماء! تراه يتبرّك بالأشياء المنسوبة إلى النبي(صلى الله عليه وآله) ، ويرى التبرّك أمراً مشروعاً وجوازه مفروغاً عنه ، ويذكر هذا الأمر عند يحيى الذي هو من فقهاء العصر ، ولا يرده بل يقرره على الجواز .
التبرّك بتراب القبر وتراب المدينة:
قد ثبت أن المسلمين كانوا يتبرّكون بتراب قبر النبي(صلى الله عليه وآله) وقبر حمزة وبتراب المدينة مطلقاً ، كما وردت نصوص في أن تراب المدينة شِفاء من كل داء ، أو من الجذام ، أو من الصداع أو غير ذلك . وقد أفتى فقهاء المسلمين بجواز ذلك بل رجحانه:
1 ـ قال السمهودي: «كانوا ـ أي الصحابة ـ وغيرهم يأخذون من تراب قبر النبي(صلى الله عليه وآله) . فَأَمرت عائشة فضرب بالكوة فَسُدّت» ( وفاء الوفاء 1: 544) .
وقيل: إن ضربها لأجل انه يوجب نفاد تراب القبر الشريف وخراب القبة الشريفة(المصدر السابق ) .
2 ـ وقال أيضاً: بعد ذكره تبرّك المسلمين بتراب المدينة: إنّهم جرَّبوا تراب قبر صهيب ( بل أرض صُعيب اسم موضع بالمدينة كما يأتي ) للحمّى . ثم قال الزركشي: استثني من عدم جواز حمل تراب المدينة إلى غيرها ـ لكونها حرماً ـ تربة حمزة لاطباق الناس على نقلها للتداوي»( وفاء الوفاء 1: 69) .
3 ـ يقول الصنهاجي: سألت أحمد بن يكوت عن تراب المقابر الذي كان الناس يحملونه للتبرّك هل يجوز أو يمنع؟ فقال: هو جائز ، وما زال الناس يتبرّكون بقبور العلماء والشهداء والصالحين وكان الناس يحملون تراب قبر سيدنا حمزة في القديم من الزمان( وفاء الوفاء 1: 116) .
4 ـ قال ابن فرحون: «والناس اليوم يأخذون من تربة قريبة من مشهد سيدنا حمزة ، ويعملون خرزاً يشبه التسبيح . واستدل ابن فرحون بذلك على جواز نقل تراب المدينة»(وفاء الوفاء 1 : 116) .
* أحاديث في الاستشفعاء بتراب المدينة:
1 ـ السمهودي: روينا في كتاب ابن النجار والوفاء لابن الجوزي حديث: غبار المدينة شفاء من الجذام .
2 ـ وفي جامع الاصول لابن الأثير عن سعد قال: لما رجع رسول الله(صلى الله عليه وآله) من تبوك تلقَّاه رجال من المخلَّفين من المؤمنين ، فأثاروا غباراً ، فخمَّر ـ أو فغطّى ـ بعضُ مَنْ كان مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)أنفه فأزال رسول الله(صلى الله عليه وآله) اللثام عن وجهه وقال: والذي نفسي بيده إن في غبارها شفاء من كل داء .
3 ـ وعن أبي سلمة: بلغني ان رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: غبار المدينة يطفي الجذام .
قلت: وقد رأينا من استشفى بغبارها من الجذام وكان قد أضرَّ به كثيراً ، فصار يخرج إلى الكومة البيضاء ، ببطحان بطريق قباء ويتمرّغ بها ويتخذها منها في مرقده فنفعه ذلك جدّاً .
4 ـ روى ابن زبالة ويحيى بن الحسن بن جعفر العلوي وابن النجار كلاهما في طريقه أن النبي(صلى الله عليه وآله) أتى بَلحارث ، فإذا هم روبى (أي الخاثر النفس ، الشديد الاعياء ، المختلط العقل . انظر القاموس المحيط 1 : 80) ، فقال: مالكم يابني الحارث روبى؟ قالوا: أصابتنا يارسول الله هذه الحمّى . فقال: فأين أنتم من صُعيب؟قالوا: يارسول الله ما نصنع به؟ قال: تأخذون من ترابه فتجعلونه في ماء ، ثم يتفل عليه أحدكم ويقول: بسم الله ، تراب أرضنا بريق بعضنا ، شفاء لمريضنا ، بإذن ربّنا ففعلوا فتركتهم الحمّى .
قال ابن النجار عقبة: قال أبو القاسم بن يحيى العلوي: صعيب: وادي بطحان دون الماجشونية ، وفيه حفرة مما يأخذ الناس منه ، وهو اليوم إذا وَبَأ إنسان أخذ منه .
وقال ابن النجار: وقد رأيتُ أنا هذه الحفرة اليوم ، والناس يأخذون منها ، وذكروا انهم جربوه فوجدوه صحيحاً .
قال: وأخذت أنا منه أيضاً .
قلت: وهذه الحفرة موجودة اليوم مشهورة خَلفاً عن سلف يأخذ الناس منها وينقلونه للتداوي وقد بعثتُ منها لبعض الأصحاب ، اخذاً ممّا ذكروه في أخذ نبات الحرم للتداوي .
ثم قال السمهودي بعد كلام الزركشي: ينبغي أن يستثنى من منع نقل تراب الحرم تربة حمزة(رضي الله عنه) ، لاطباق السلف والخلف على نقلها للتداوي من الصداع .
فقلت: عند الوقوف ـ على كلام الزركشي ـ أين هو من تراب صعيب ( وفاء الوفاء 1: 69 )» .
التبرّك بالنقود والذهب الذي مسّهُ النبي(صلى الله عليه وآله)
1 ـ عن جابر بن عبدالله قال: كنتُ مع النبي(صلى الله عليه وآله) . . . وكنت على جمل فاعتلَّ ، قال فلحقني رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأنا في آخر الناس فقال: ما لكَ ياجابر؟ قلت: إِعتلَّ بعيري ، قال: فأخذ بذنبه ثم زجره ، قال: فما زلت إنّما أنا في أوّل الناس . . فلما دنونا من المدينة قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله)ما فعل الجمل؟ قلت: هوذا قال: فبعنيه قلت: لا بل هو لك ، . . قال: لا قد أخذته بأُوقية ، إركبه فإذا قدمتَ فائتنا به ، قال: فلما قدمتُ المدينة جئتُ به فقال: يابلال زن له وقية وزده قيراطاً ، قال: قلت هذا قيراط زادنيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا يفارقني أبداً حتى أموت . قال: فجعلتُهُ في كيس فلم يزل عندي حتى جاء أهل الشام يوم الحرَّة ، فأخذوه فيما أخذوا (مسند أحمد 3: 314 ، سنن النسائي 7: 298) .
فها هو جابر بن عبدالله الأنصاري الصحابي يتبرّك ويحتفظ ـ وفي حياة النبي ـ بقيراط زاده النبي(صلى الله عليه وآله) ويؤكّد على اصطحابه إلى أن يموت .
2 ـ عن بعض النساء اللاتي خرجن مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى خيبر وأعطاهن النبي سهماً من الغنائم قالت: أتيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) في نسوة فقلت يا رسول الله قد أردنا الخروج معك نعين المسلمين ما استطعنا .
فقال: على بركة الله ، قالت: فخرجنا معه ، فلما افتتح خيبر ورضخ ( الرَّضخ: العطاء اليسير ، مجمع البحرين 2: 432 مادة «رضَخَ») لنا وأخذ هذه القلادة ووضعها في عنقي ، فوالله لا تفارقني أبداً ، وأوصت أنها تدفن معها» (السيرة الحلبية 2: 770) .
فهذه الصحابية تتبرّك بقلادة مستها يد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وتفتخر بها وتوصي أن تدفن معها . ولم ينكر عليها أحد ، ولا رماها بالبدعة والشرك والكفر .
فتوى ابن حنبل: قال ابن جماعة الشافعي: «لعبد الله بن أحمد ابن حنبل عن أبيه رواية قال عبدالله: سألت أبي عن الرجل يمسّ منبر رسول الله ويتبرّك بمسّه ويقبّلُه ، ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب الله تعالى؟ قال: لابأس به» (وفاء الوفاء 4: 1414) .
|
|
|
|
|