عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الجندي
الجندي
عضو برونزي
رقم العضوية : 22479
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 1,407
بمعدل : 0.23 يوميا

الجندي غير متصل

 عرض البوم صور الجندي

  مشاركة رقم : 23  
كاتب الموضوع : الجندي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-10-2008 الساعة : 04:02 PM


مرة اخرى اخفقت يا اخي واليك التوضيح :

ارسل لك مناظرة الشيخ المفيد ( قدس سره ) مع عمر في المنام ، ومن خلالها يتّضح الجواب على سؤالكم :
قال الشيخ المفيد ( قدس سره ) : رأيت في المنام سنة من السنين ، كأنّي قد اجتزت في بعض الطرق ، فرأيت حلقة دائرة ، فيها أناس كثير ، فقلت : ما هذا ؟
فقالوا : هذه حلقة فيها رجل يعظ .
قلت : ومن هو ؟
قالوا : عمر بن الخطّاب ، ففرّقت الناس ، ودخلت الحلقة ، فإذا أنا برجل يتكلّم على الناس بشيء لم أحصله ، فقطعت عليه الكلام .
وقلت : أيها الشيخ ، أخبرني ما وجه الدلالة على فضل صاحبك أبي بكر عتيق بن أبي قحافة من قول الله تعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ) (1) .
فقال : وجه الدلالة على فضل أبي بكر في هذه الآية على ستة مواضع :
الأوّل : أنّ الله تعالى ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وذكر أبا بكر وجعله ثانيه ، فقال : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ).
والثاني : وصفهما بالاجتماع في مكان واحد ، لتأليفه بينهما فقال : ( إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ) .
والثالث : أنّه أضافه إليه بذكر الصحبة ، فجمع بينهما بما تقتضي الرتبة فقال : ( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ ) .
والرابع : أنّه أخبر عن شفقة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورفقه به ، لموضعه عنده فقال : ( لاَ تَحْزَنْ ).
والخامس : أخبر أنّ الله معهما على حد سواء ، ناصراً لهما ودافعاً عنهما ، فقال : ( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ).
والسادس : أنّه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر ، لأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم تفارقه سكينته قط ، قال : ( فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) (2) .
فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من آية الغار ، حيث لا يمكنك ولا غيرك الطعن فيها .
فقلت له : حبرت كلامك في الاحتجاج لصاحبك عنه ، وإني بعون الله سأجعل ما أتيت به كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف .
أما قولك : إن الله تعالى ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وجعل أبا بكر معه ثانيه ، فهو إخبار عن العدد ، ولعمري لقد كانا اثنين ، فما في ذلك من الفضل ؟! فنحن نعلم ضرورة أنّ مؤمناً ومؤمناً ، أو مؤمناً وكافراً ، اثنان فما أرى لك في ذلك العد طائلاً تعتمده .
وأما قولك : إنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فإنّه كالأوّل لأنّ المكان يجمع الكافر والمؤمن ، كما يجمع العدد المؤمنين والكفّار .
وأيضاً : فإنّ مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) أشرف من الغار ، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفّار ، وفي ذلك يقول الله عز وجل : ( فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ) (3) .
وأيضاً : فإنّ سفينة نوح ( عليه السلام ) قد جمعت النبي ، والشيطان ، والبهيمة ، والكلب ، والمكان لا يدل على ما أوجبت من الفضيلة ، فبطل فضلان .
وأما قولك : إنّه أضافه إليه بذكر الصحبة ، فإنّه أضعف من الفضلين الأوّلين ، لأنّ اسم الصحبة تجمع المؤمن والكافر ، والدليل على ذلك قوله تعالى : ( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ) (4) .
وأيضاً : فإنّ اسم الصحبة يطلق على العاقل والبهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل بلسانهم ، فقال الله عز وجل : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ ) (5) أنّه قد سمّوا الحمار صاحباً ، فقال الشاعر (6) :
إنّ الحمار مع الحمير مطية ** فإذا خلوت به فبئس الصاحب
وأيضاً : قد سمّوا الجماد مع الحي صاحباً ، فقالوا ذلك في السيف وقالوا شعراً :
زرت هنداً وكان غير اختيان ** ومعي صاحب كتوم اللسان (7)
يعني : السيف ، فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر ، وبين العاقل والبهيمة ، وبين الحيوان والجماد ، فأي حجّة لصاحبك فيه ؟!
وأما قولك : إنّه قال : ( لاَ تَحْزَنْ ) ، فإنّه وبال عليه ومنقصة له ، ودليل على خطئه لأنّ قوله : ( لاَ تَحْزَنْ )نهي ، وصورة النهي قول القائل : لا تفعل ، فلا يخلو أن يكون الحزن قد وقع من أبي بكر طاعة أو معصية ، فإن كان طاعة فالنبي ( صلى الله عليه وآله ) لا ينهى عن الطاعات ، بل يأمر بها ويدعو إليها ، وإن كانت معصية ، فقد نهاه النبي عنها ، وقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنّه نهاه .
وأما قولك : إنّه قال : ( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) ، فإنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أخبر أنّ الله معه ، وعبّر عن نفسه بلفظ الجمع ، كقوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (8) .
وقد قيل أيضاً : إنّ أبا بكر ، قال : يا رسول الله حزني على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ما كان منه ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( لاَ تَحْزَنْ ِإنَّ اللّهَ مَعَنَا ) ، أي معي ومع أخي علي بن أبي طالب .
وأما قولك : إنّ السكينة نزلت على أبي بكر ، فإنّه ترك للظاهر ، لأنّ الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيّده الله بالجنود ، وكذا يشهد ظاهر القرآن في قوله : ( فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا ) (9) .
فإنّ كان أبو بكر هو صاحب السكينة ، فهو صاحب الجنود ، وفي هذا إخراج للنبي ( صلى الله عليه وآله ) من النبوّة ، على أنّ هذا الموضع لو كتمته عن صاحبك كان خيراً ، لأنّ الله تعالى أنزل السكينة على النبي في موضعين ، كان معه قوم مؤمنون فشركهم فيها ، فقال في أحد الموضعين : ( فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى ) (10) ، وقال في الموضع الآخر : ( ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا )(11) ولما كان في هذا الموضع خصّه وحده بالسكينة ، فقال : ( فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) ، فلو كان معه مؤمن لشركه معه في السكينة ، كما شرك من ذكرنا قبل هذا من المؤمنين ، فدل إخراجه من السكينة على خروجه من الإيمان ، فلم يحر جواباً ، وتفرّق الناس ، واستيقظت من نومي (12) .
ــــــــــــــ
(1) التوبة : 40 .
(2) التوبة : 27 .
(3) المعارك : 37 .
(4) الكهف : 35 .
(5) إبراهيم : 4 .
(6) وهو أمية بن الصلت ، الصراط المستقيم 3 / 136 .
(7) وقد ورد في كنز الفوائد : 203 هكذا :
زرت هنداً وذاك بعد اجتناب ** ومعي صاحب كتوم اللسان
(8) الحجر : 9 .
(9) التوبة : 41 .
(10) الفتح : 26 .
(11) التوبة : 27 .
(12) شرح المنام : 30 ، الاحتجاج 2 / 328 ، كنز الفوائد : 203 .

من مواضيع : الجندي 0 اجابة طلب شرح مسالة 597 منهاج الصالحين / السيستاني
0 جواب السائل حول زوجة توفي زوجها ولم . . . وهي موظفة
0 سؤال احد الاخوة الاعضاء اختفى وهذه اجابته
0 سيدة نساء الجنة تسقط اسطورة البيعة
0 المكان من شرائط الصلاة والفضاء من شرائط الوضوء
التعديل الأخير تم بواسطة الجندي ; 19-10-2008 الساعة 04:10 PM.

رد مع اقتباس