[موسى الفاطمي]

بسم الله الرحمن الرحيم و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
أولا أحمد الله و أشكره على نعمه التي لا تعد و لا تحصى و أولها أن خلقني مسلما سنيا و منها أن وهبني عقلا افكر به و أتدبر و أتذكر
ثانيا، الموضوع مجرد ترهات و أكاذيب و خزعبلات لا تعبر عن قول لذي عقل أو تفكير فهي مجرد اجترار لكلام غير معقول و كتابات فارغة و معاني فاسدة
فأتساءل إن كنت عربيا أولا لأن فهمك للغة بعيد عنهم و لو صحت عروبتك فإن الزمان قد فعل فعلته فيك فنسيت اللغة و معانيها و كلماتها و تعابيرها إلا عبارات اللعن و السب فتلك محفوظة فيك
أولا إذا سلمنا أنكم تقرون بحفظ القرآن و أن القائل بالتحريف كافر فقد كفرتم أئمتكم و علماءكم و بهذا تكونون قد تبرأتم من دينكم و إن لم تكفروه فقد كفرتم لأن الله كفرهم بهذا القرآن و بهذا لا حاجة للكلام معكم كمسلمين
أما البقاء بين هذا و ذاك فلست أدري إن جاء الحساب و العقاب و وضعت الموازين كيف تدافعون عن أنفسكم أمام الله و هو أعلم بظاهركم و باطنكم
نحن نقول أن الله حفظ القرآن و رضينا بذلك و القرآن الذي بين ايدينا هو كتاب الله كما أنزل تكفل الله بحفظه فسخر لنا و اصطفى من عباده من تكفل بذلك و هم صحابته الكرام و لن تجد مصحفا إلا مصحف عثمان رضي الله عنه فإن قلتم أن هذا القرآن ليس القرآن المنزل فنحن نبرأ إلى الله منكم و لن تكونوا بهذا مسلمين و به لا حاجة للحوار معكم إلا ككفار أما إن قلتم بأن عليا رضوان الله عليه هو من جمع القرآن فاتونا بهذا المصحف لنراه بسنده إليه و نحن لنا سند القرآن إلى صحابة رسول الله إلى الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام و على آله و صحبه فاين سندكم إليه أما إن كان في السرداب مع القائم كما تقولون فإن الله فضل عليه صحابة رسوله بأن اصطفاهم لحفظ القرآن و نشره بين المسلمين
لن أرد عليكم باللعن لأن الله أمرنا بعدم اللعن في قوله تعالى : وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
فقد نهانا الله عن سب المشركين و آلهتهم و قد وصف لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام أن المؤمن ليس بسباب و لا لعان فنقول حسبنا الله و نعم الوكيل و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
نصدقكم في قولكم أنكم تؤمنون بأن القرآن غير محرف لكن الذي رايت أنكم لا تحكمون به و لم يصل إلى قلوبكم بل إنكم تكذبون آياته و أحكامه
و ايضا تتهمون الله بالجهل بالغيب و أستغفر الله من ذلك و هو وحده من يملك الغيب و يعلم ما كان و ماهو كائن و ما سيكون فكيف أخفى على نبيه الكريم نفاق و كفر أصحابه بل أمره و سمح له يسر له مصاهرتهم و تقريبهم إليه
و أنتم تتهمون الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام بأنه لم يعرف اختيار أصحابه و لا نجد ما صح عنه في ذمهم ثم تعظمون صحابة أو شيعة علي رضي الله عنه و ذمهم على لسان أمير المؤمنين يعلمه القاصي و الداني و تفضلون على رسول الله من تدعون إمامتهم و تعطونهم العصمة بل تثقون في كل ما يقولون و ذمهم أيضا موجود في كتبكم
يجب التساؤل هنا كيف وصل إليكم الدين فلا القائم قام و لا الأئمة عاشوا فأزهقوا الاختلاف الذي نحن فيه أليس من اصحاب الأئمة فإذا كانوا خيرا من صحابة رسول الله فأستغفر الله من قولكم لأن الأئمة بذلك يكونون خيرا من النبي. و هاهو دينكم وصل إليكم من غير المعصومين فكيف نثق بهم إلا إن كانت العصمة لكل الشيعة فذلك أمر لا نستطيع مناقشته و تقولون إن السند يصل إلى النبي عليه و على آله الصلاة و السلام و على اصحابه و من تبعهم بإحسان أي من الإمام المعصوم إلى النبي المعصوم فكيف وصل إليكم هل أخبركم أحد المعصومين أم حضرتم خطبه و اقواله و أفعاله؟؟؟؟
تقولون بأنكم تعتمدون على التفسير الباطني للقرآن فهنيئا لكم قول الله تعالى : هُوَ الَّذِي أَنْـزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ
هنيئا لكم تتبع ما تشابه من القرآن فترفعون أقواما و تضعون أقواما و تسقطونها على غير ما أنزلت به و تأولونها بما لا يقبله عقل و تدعون أنه التفسير الباطني و هذا لا شك من الزندقة لأن اي كان يمكن أن يفسر القرآن على هواه و الله تعالى يهدي به كثيرا من الناس و يضل به كثيرا فأما الذين آمنوا و الراسخون في العلم رضوا به فقالوا كل من عند ربنا أما غيرهم فيقولون أن ذلك كان مؤقتا أو أنه لم يقصد به ما أنزله و الله المستعان على ما تصفون و لقد رضي الله عن المؤمنين مطلقا و من حضر بدرا و من بايع تحت الشجرة أما أنتم فتقولون بأن ذلك مؤقت ظرفي لتلك اللحظة فلست أدري هل الله يجهل باطنهم فرضي عنهم ثم بدا له غير ذلك (أستغفر الله) لأنه رأى أنهم ارتدوا لكنه لم يخبرنا بذلك فوضعنا في حيرة من أمرنا هل الله رضي أم لم يرضى؟؟ كما أنكم تتهمونه بأنه خاطب الصحابة بأنهم خير أمة ثم اصبحت الأمة ثلاثة اشخاص أو عشرين ؟؟ ثم يقول الله تعالى بأن الصحابة آمنوا كما آمن الرسول (محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) فلست أدري من كان معه هل الملا علي أم الشيعة و العجيب في الأمر أن كل هذا لم يخبر به الله المسلمين جميعا بل أخبر به الشيعة وحدهم
إن الله تعالى اصطفى للرسول أزواجا صلى الله عليه و سلم و على أزواجه و ذريته و صحابته و جعلهن أمهات للمؤمنين و لم يخبرنا بأنه نزع عنهن الأمومة و أيضا أخبر الشيعة فقط بذلك

يقول تعالى : "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" 1آية سورة هود
"كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ "" آية 3 سورة فصلت
"وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ "" آية 44 سورة فصلت
فلست أدري لماذا تهربون من القرآن و تدبره و تهجرون ذكره و لست أدري إذا كان القرآن غير محرف كيف يحرص عليه السنة و يهمله الشيعة؟
قال تعالى : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا"" آية 30 سورة الفرقان فلولا تتدبرونه و تقرؤونه فإنه شفاء للمؤمنين و سم للكفار و المشركين يهدي به الله المؤمنين و يضل به الكافرين
في الحقيقة تسمية المنتدى بمنتدى أصحاب و زوجات الرسول و أهل البيت لا ينم بصلة إلى مواضيعه و هذا لأنكم لا تتخلقون بأخلاق أهل البيت و صحبه و لا المؤمنين و كان الأجدر أن يوضع الموضوع في منتدى بتسمية أخرى و ربما الأفضل تسمية كل واحد منها بمنتدى لعن فلان و لعن علان و لعن
و يكفينا فخرا نحن السنة أن منتدياتنا لا تجد فيها هذا اللعن و الرسول الكريم بعث ليتمم مكارم الأخلاق فاين أنتم من ذلك؟؟؟
و في الأخير أكرر حمدي لله أن ولدت في مجتمع سني و الحمد لله أن رايت بلاءكم فعرفت النعمة التي أنا فيها و غيري من أهل السنة و الحمد لله أن حبي لآل البيت خير بل موجود عندنا مفقود عند غيرنا و الحمد لله أننا نحب صحابته الكرام الذين نصروه و آزروه بأنفسهم و أموالهم و هؤلاء لا يحبهم إلا مؤمن و لا يبغضهم إلا منافق أو كافر
إنا لله و إنا إليه راجعون فيحكم بيننا فيما كنا فيه مختلفين يومها لن ينفع أحدا منا اتباعه للأولين و لا الكبراء و لا المضلين فإن وزرنا لن يحمله غيرنا و لن تكون الشفاعة إلا لمؤمن ارتضى له الله الشفاعة فللننظر أينا على الإيمان و السلام على من اتبع الهدى و رضي بالله ربا و بمحمد نبيا و رسولا عليه الصلاة و السلام و على آله و زوجاته و ذريته و صحبه و من اتبعهم بإحسان.