الجزء الثالث عشر
سالم: كيف تركنا وليد يذهب معه..!
سامي: وما بوسعنا أن نفعل.. لقد أصبح عنيداً كثيراً
سالم: أنَّي مستاء من هذا الحال الذي أصبح عليه وليد .. ألا توجد طريقة لنرجعهُ مثلما كان..؟
سامي: لو وجدتها لما ترددت في تنفيذهـا
جـاء صادق لأبى وليد في مكتبه
صادق: مرحبـاً .. أزعجتك..؟
حيدر: أهلاً .. لا تفضـل
صادق –جالساً على الكرسي- : مـاذا تفعـل..؟
حيدر: أرجاء فحوصات بعض المرضـى
صادق: هـذا جيـد .. كيف الآن تسيـرُ حياتك..؟
حيدر: الحمدُ لله حياتـي بخيـر ولكن وليد لم يتغيـر وهذا ما يقلقنـي
صادق: حاول أن تتقرب منه أكثر فأكثر
حيدر: وهـل تعتقد بأنَّي لم أحاول..؟! .. حاولت وما زلتُ أحاول ولكن لا أرى آيتي نتيجة
رنَ هـاتف حيدر
حيدر –رافعاً السماعة- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ
رضا: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ
حيدر: أهلاً رضا .. ما أخبارك..؟
رضا: الحمدُ لله بخيـرٌ .. وأنت..؟
حيدر: بخيـر والحمدُ لله
رضا: لديّ أخباراً لك ربما لا تسرك
حيدر: خيرٌ إن شاء الله .. ما هـي..؟
رضا: من اليوم توقف البحث عن عمـر وهذا لـم يكن بيدي فرئيس المركز هـو من أمرَ بذلك .. يقـول إن هذا الأمر لم يكن بأمره بـل من الوزارة فلن يفيد البحث عنه .. مرَ أكثر من أربعة أشهـر هم يتوقعون إنهُ رحـلَ من البـلاد
حيدر: لا بأس بذلك
رضا: أتمنى أن تحترس جيداً أنتَ وعائلتك فربما ما زالَ في البلاد
حيدر: لا تقلق .. وشكراً جزيلاً لك
رضا: عفواً .. سأتركك الآن .. إلى اللقاء
حيدر: رافقتك السلامة
صادق: ما الذي يجري..؟
حيدر: توقفَ البحث عن عمـر
صادق –متفاجئاً- : لمَ..؟
حيدر: لمرور أكثر من شهـر
صادق: ما هذا العذر..!
حيدر: لا عليك صادق .. أتركنا من سيرته الآن
صادق: كيف لا تكترث لموضوعٍ مثل هذا..؟ .. برودك يفاجئني كثيراً .. أتمنى أن تحترس حتى لا تندم في يوماً من الأيام .. عن أذنك
أوصـل وليد العجوز لمنزله .. أدخلهُ معه
يـا إلهـي..!
أهذا منزله..؟
إنهُ منزلاً مخيف..!
لـم أرتح لدخولي منزله أبداً..!!
منزلٌ غريبُ
صمتٌ مريبُ
ظلامٌ عجيبُ
غموضٌ مخيفُ
..!..
العجوز: فلتجلس بُنـي .. أعلم بأن منزلي ليسَ بجمالِ منزلكم
وليد: لا .. لا سيدي لا تقل هذا .. ولكن..! .. هـل رأيتَ منزلنا لتقول هذا الكلام..!؟
العجوز: لقد رأيته من الخارج وهـو بغاية الجمال فماذا عن الداخل..!
وليد: أتعرفنا إذاً..؟
العجوز –بنظرات أخافت وليد- : أجـل أعرفكم أشد المعرفة
وليد: ولكني لا أعرفك ولم يسبق لي أن رأيتك من قبل..!
قـامَ هذا العجـوز بانتزاع الشعـر الأبيض الذي كانَ يغطي شعـره ووجهه فإذا بهِ عمر...!!!
يـا إلهـي..!
ما هذاَ..!
إنهُ شابً في مقتبـلِ عمره وليس عجـوز..!!
لمَ يتنكـر بهذا الزي إذاً..!
عمـر: لابدَ إنكَ متفاجئ
وليد: لمَ تنكرت بهذا الزي..؟
عمـر: لأصلَ إليك
وليد –متعجباً بخوف- : تصلَ إليّ..؟! .. لمَ..؟ .. ماذا تريد منـي..؟
عمـر: أريدُ مساعدتك
وليد: تساعدني..؟ .. في ماذا..؟!
عمـر: أنا أعرف كل شيء عن حياتك .. أعـرف بأن هنالك فتاة جاءت وخطفت أباكَ منك ولابدَّ أنك تريد أن تتخلص منهـا .. بل تلقينهـا درساً لن تنساه وأنـا جئتُ لكَ لأساعدك
وليد –وعلامات التعجب في وجهه- : ماذا تقـول..!!!
عمـر: الوقت لا يكفي لشرح .. اذهب .. فلا بدّ إن سائقكم قد جاء أتمنى أن لا تخبر أحداً عن أي شيء وهذا سيكون من صالحك وأنـا سأنتظـرُ مجيئك عصراً وصدقنـي كل هذا لأجلك حتى تعود المياه لمجاريها في منزلكم وإن لم تأتـي فأنت الذي سيخسر.. ستخسر أباكـ وعائلتك تلكَ الفتاة ليست سهـلة اطعنـي وتعالَ إليّ اليـوم
كـل ما قاله فاجئني..!!
حيـرنـي..!!
صرتُ متشتت الذهن..!!
كيفَ سيستطيع مساعدتي..؟!!
ولمَ يريد مساعدتـي..؟!!
فاكتفت بالخروج من منزله دونَ أن أتفوه بأيتي كلمه..!
عمـر –في نفسه- : إن جاءَ هذا اليـوم فخطَتِ ستنجح لا مُحال .. أنتظركَ يا وليد لا تخلدنـي وإلا سيكـون موتكـَ اليومَ على يـديّ
ظلَ ناصر ينتظـر مع الولدين عودت وليد..!
سالم: لقد تأخر كثيراً
ناصر: كيف تتركانه يرافق شخص لا تعرفاه..!
سامي: هـو من أصـر على ذلك
سالم: حاولنا أن نمنعه ولكنك تعرفه أصبحَ هذهِ الأيام عنيداً لا يكترث لحديثنا
سالم: هـا قد جاء
ناصر –ينظر لوليد- : الحمدُ لله
وليد –راكباً السيارة- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ
الجميع: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ
ناصر: وليد.. كيفَ ترافق شخصٌ غريب لا تعرف عنه شيء..!
وليد: أحتاجَ للمساعدة وكان من واجبي مساعدته
ناصر: ولكن كان من المفترض أن تدعى سالم أو سامي يذهبا معك
لـم يبدي وليد إي تعليق على ما قالهُ ناصر بـل ظـل يحدق لنافذة بصمت..!
سالم –في نفسه- : ما بهِ يا تـرى..؟! .. يبدو غريب الأطوار..!!
ظـلَ حسن جالساً في مكتبه والأفكار تسيطـر على عقله ..!!
بمضي برهة جاء لهُ أخيه حسين
حسين: أما زلتَ هنا
حسن –ينظـر لساعة- : لـقد تأخـر الوقت .. لم أنتبه
حسين: مضت نصف ساعة على إنتهاء الدوام .. ترى فيما تفكـر..؟