صمتٌ ظــلَ يعتريِ الولدينِ .. هـدوءٌ عـمَ أرجـاءَ الغـرفــةِ
للحالْ الذيِ كانَ عليهِ وليدً
..!!..
سامي –بعد صمتٍ طويل- : ها قد أتينا ماذا تريد أن تقول..؟
وليد: أنَّي أنتظر أن يأتي ناصر
سالم: ناصر..!! .. لـمَ..؟
وليد: سيأخذنا في نزهه
سالم: نزهه..!!
وليد: ستعرفان كـل شيء في طريق
سامي: هـل يعلم عمـي حيدر بذلك..؟
وليد: أجـل ولم يمانع
رنَ الهـاتف..!
وليد –رافعاً السماعة- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ
ناصر: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ .. ها أنا أمام منزلكم أنتظركم
وليد: ثوانٍ ونحنُ قادمون
ناصر: حسناً
وليد – أغلق السماعة- : هيـا بنا ها قد جاء
خرجوا .. ركبوا السيارة .. انطلقت..!
بينمـا حيـدر منشغـل في عمـله جاءَ صادق إليه
صادق: أزعجتك..؟
حيدر: لا
صادق: أما من أخبار عن عمـر..؟
حيدر: لا
صادق: هذا غريب لم يقدم على فعل شيء بعد الذي فعلهُ بأخيك .. لابدَّ إنهُ يخطط لعمـل شيء كبيـر يجب أن تكن حذراً
حيدر: ليس بوسعه فعلُ شيء
صادق: أمثاله توقع منهم أي شيء فلابدَ أن تحذر إلى أن يتم القبض عليه ونرتاح بعدها منه
حيدر: حسنـاً
صادق –يتمعن النظر لحيدر- : مآبك..؟ .. كأنك منشغل البال..؟
حيـدر: نوعاً ما .. أفكر بليلة الغـد
صادق: كل شيء سيسر بأذن الله على ما يرام
حيدر: آمـل ذلك
بعد مضي الدقائق أراد ناصر أن يرجع الأولاد للمنزل ولكنَ وليد قد أستوقفه..!
ناصر: إلى أينَ تريدنـي أن أخذكم بعد..؟
وليد: لمنزل زوج خالتي عباس
سامي: لمَ..؟
وليد: ستعرف عندما نصل
ناصر: ولكن لا يجب أن تتأخروا هذا ما قالهُ لي والدك
وليد: لن نتأخر شيء بسيط يجب أن أقوم به ثم نعود فوراً لن يأخذ من وقتنا إلا بضعةِ دقائق
ناصر: حسناً
سامي –في نفسه- : فيما يفكر يا ترى..؟! .. ما الفائدة من ذهابنا..!!
مضت دقائق معدودة .. وصلوا لمنزل أبـا فاضل
وليد –عند نزوله- : انتظرنا فلن نتأخر
ناصر: حسناً
ثمَّ أتجه إلى المنزل .. طرقَ الباب
سامي: ما الذي تخطط له..؟
فلم يجب..!!
فتحت الخادمة الباب .. أدخلتهم .. أخذتهم لغرفة الضيوف
سالم: وليد هـل جئت لتطلب من زهراء أن ترفض أباك..؟!
وليد: أجـــل
سامي: لو كنتُ أعلم أنَ هذا ما تفكر فيه لم أتيت معك
وليد: لمَ..؟
سامي –غاضباً- : أتريد أن توقعنا في المشاكل .. يكفي ما حدث من قبـل
سالم: وهذا أيضاً لن يفيد ولو علمت جدتي زينب بما ستفعله الآن لغضبت منك كثيــــــــــــــراً .. دعنا نعود من حيث أتينا وليد .. هذا لن يفيد
وليد: وكيفَ ستعرف..؟! .. ولمَ تقول بأن هذا لا يفيد..!!
ثمَّ جاءت زهراء والابتسامة تعلو شفتيهـا
زهـراء: ما أجملَ هذهِ المفاجئة
وليد –واقفاً- : جئتُ لأخبركِ شيئاً واحد فقط
نظراته لـي غريبة..!
زهراء –بنبره متغيره- : ما هـو..؟
وليد –بنبرةٍ علتها الكـره والقسوة- : أنــا لا أريد أمً ويجب أن ترفضـي أبـي .. هـل تفهمين..!
نــبـرةٍ أدهَـشـتْ قـلـوُبنـا
ونَـظرتٌ حيــرةْ عـقــوُلنــا
..!!..
ظلت زهراء واقفة دون أن تتفوه بكلمة..!!
وليد: هـل سمعتِ..؟ .. لا يجب أن توافقي على أبـي وإلا ستندمين طيلة حياتكـِ .. وها أنا قد حذرتكِ .. ولسلامتك أرفضي والدي
ثم أكمل قائلاً : سالم .. سامي هيـا بنا
ثمَّ خـرجوا
سامي –وهم يمشون- : كيف تجرأ على تهديدها وليد..؟ .. هـل أنتَ وليد..؟ .. هـل هكذا تربيت..؟ .. أهكذا تتصرف..؟!!
وليد: لا توجد طريقة غير هذهِ لأمنع زواج أبي
سالم: ألم تقل بأنك ستحاول أن تتقبـل هذا الوضع..؟
وليد –منفعل- : حاولت وحاولت ولكن لم أستطع .. مجرد التخيـل بأنَ تلك ستحل مكان أمي يصيبني بالجنون .. لااا .. لن أقبـل أن تحل أي فتاة مكان أمي وأبـي لـي وحدي
ثمَّ مشى عنهما متجهاً إلى السيارة..!!
سامي –في هول الصدمة- : أنـا لا أصدق إن هذا وليد..!