|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 429
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 12,843
|
بمعدل : 1.91 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
Dr.Zahra
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
+*¨^¨*+(رحلة في رحاب الحياة الحسنية)+*¨^¨*+
بتاريخ : 13-09-2008 الساعة : 08:23 AM
+*¨^¨*+(رحلة في رحاب الحياة الحسنية)+*¨^¨*+

يوم المباهلة ومداليله :
وفد بعض أساقفة نصارى نجران على النبىّ صلى الله عليه وآله وناظروه في عيسى، فأقام عليهم الحجة فلم يقبلوا، ثم اتفقوا على المباهلة أمام الله على أن يجعلوا لعنة الله الخالدة وعذابه المعجّل على الكاذبين . ولقد سجّل القرآن الكريم هذا الحادث العظيم في تاريخ الرسالة الإسلامية بقوله تعالى : (إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له كن فيكون ، الحقّ من ربِّك فلا تكن من الممترين، فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءناونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ). فلمّا رجعوا الى منازلهم قال رؤساؤهم «السيّد والعاقب والأهتم» : إن باهَلنا بقومه باهلناه، فإنه ليس نبيّاً، وإن باهَلنا بأهل بيته خاصة لم نباهله، فإنه لا يُقدِم الى أهل بيته إلاّ وهو صادق، فخرج اليهم صلى الله عليه وآله ومعه عليّ وفاطمة والحسنان عليهم السلام فسألوا عنهم، فقيل لهم : هذا ابن عمّه ووصيّه وختنه علي بن أبي طالب، وهذه ابنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين، ففرقوا فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: نعطيك الرضا فاعفنا من المباهلة، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله على الجزية وانصرفوا. ولقد أجمع المفسّرون على أنّ المراد بأبنائنا : الحسن والحسين.
وقال الزمخشري : وفيه دليل ـ لا شيء أقوى منه ـ على فضل أصحاب الكساء.
حضور الحسنين عليهما السلام بيعة الرضوان :
لقد حضر الحسنان عليهما السلام بيعة الرضوان، واشتركا في البيعة مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وعرف ذلك عند المؤرّخين .
قال الشيخ المفيد رحمه الله:«وكان من برهان كمالهما عليهما السلام وحجة اختصاص الله تعالى لهما بيعة رسول الله لهما، ولم يبايع صبياً في ظاهر الحال غيرهما».
ومن المعلوم أنّ البيعة تتضمّن إعطاء التزام وتعهّد للطرف الآخر بتحمّل مسؤوليات معينة ترتبط بمستقبل الدعوة والمجتمع الإسلامي، وحمايتهما من كثير من الأخطار التي ربّما يتعرّضان لها، ومعنى ذلك أنّ النبىّ صلى الله عليه وآله قد رأى في الحسنين عليهما السلام ـ على صغر سنهما ـ أهلية وقابلية لتحمّل تلك المسؤوليات الجسام، والوفاء بالالتزامات التي أخذا على عاتقهما الوفاء بها.
الحسن والحسين إمامان :
روي عن النبىّ صلى الله عليه وآله أنّه قال:«الحسن والحسين إمامان قاما أوقعدا». رغم أنّه لم يكن عمرهما حينئذ قد تجاوز الخمس سنوات، وبذا يكون للحديث أهميته وعمق دلالته في معناه، ونجد الإمام الحسن عليه السلام يستدلّ بهذا القول على من يعترض عليه في صلحه مع معاوية.
المرحلة الثانية:في عهد ابيه عليه السلام
لقد تميز دور الإمام السبط عليه السلام في عهد ابيه عليه السلام وفي ايام خلافته على وجه التحقيق بالخضوع التام لابيه قدوة واماما وقد كان يتعامل معه لا كأبن له فحسب, وانما كجندي مطيع, بكل ما تحمله كلمة الجندية من مضامين الطاعة والانضباط, الواعية المدركة لمسؤولياتها. ومن اجل لك فقد كان دور الإمام السبط عليه السلام طوال الايام الحاسمة التي عايشها والده الإمام علي عليه السلام يتجلى في تجسيد مفهوم الانقياد لامامه وملهمه عليه السلام. وهذه بعض مهامه في هذا الشوط من حياته:
أ- عندما تعرض معسكر الإمام علي عليه السلام إلى العدوان على اثر تمرد طلحة والزبير في البصرة, وقيام حركة البغاة في الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان... احتاج الإمام عليه السلام إلى اسناد جماهير الكوفة للذود عن الحق, واخماد الفتنة التي اججها روادها, وقد اختار الإمام علي عليه السلام نجله الحسن عليه السلام هذه المهمة... لشحذ همم أهل الكوفة وحملهم على دعم الموقف الإسلامي الاصيل, الذي يمثله علي عليه السلام , فاستجاب الإمام الحسن عليه السلام لطلب ابيه وغادر إلى الكوفة بصحبة عمار بن ياسر, وهويحمل كتاب علي عليه السلام إلى أبي موسى الاشعري عامله على الكوفة يبلغه فيه باستغنائه عن خدماته, بسبب تحريضه الناس على القعود عن نصرة علي عليه السلام وعدوله عن الحق المبين. وما ان بلغ السبط عليه السلام الكوفة إلا وانهالت عليه الجموع معلنة الولاء والنصرة, فألقى فيهم خطابا ايقظ من خلاله الهمم, وبعث النشاط وحفز النفوس على حمل راية الجهاد. وقد نجح الإمام السبط عليه السلام في استنفار الجماهير لنصرة الحق, والذود عن الرسالة, ودولتها الكريمة. ب- انتهت معركة الجمل في البصرة وسرعان ما تحركت قوى أهل الشام بقيادة معاوية حتى اخذت مواقعها في صفين احيط علي عليه السلام بنبأ تحرك الحزب الاموي, فأطلع جنده على الامر واستشارهم فيه, فأظهروا الطاعة والإنقياد لأمير المؤمنين عليه السلام , وفي الاثناء وقف الإمام الحسن عليه السلام خطيبا بين الجماهير موقظا للهمم باعثا العزم والنشاط في النفوس: ( الحمد لله لا اله غيره وحده لا شريك له واثني عليه بما هو اهله... انا مما عظم لله عليكم من حقه واسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصى ذكره ولا يؤدي شكره, ولا يبلغه صفة ولا قول, ونحن انما غضبنا لله ,فإنه منّ علينا بما هو اهله ان نشكر فيه آلاءه وبلاءه ونعماءه قولا يصعد إلى الله فيه الرضا, وتنتشر فيه عارفة الصدق, يصدق الله في قولنا, ونستوجب فيه المزيد من ربنا, قولاً يزيد ولا يبيد, فانه لم يجتمع قوم قط على امر واحد الا اشتد امرهم واستحكمت عقدتهم فاحتشدوا في قتال عدوكم: معاوية وجنوده فإنه قد حضر, ولا تخاذلوا فإن الخذلان يقطع نياط القلب, وان الاقدام على الاسنة نجدة وعصمة لانه لم يمتنع قوم قط الا رفع الله عنهم العلة وكفاهم جوائح الذلة وهداهم إلى معالم الملة...).
وهكذا انصب بيان الإمام السبط عليه السلام على توثيق اواصر الوحدة ورص الصفوف وجمع الكلمة لمواجهة الحزب الذي يقوده معاوية وحفنة من النفعيين.

|
|
|
|
|