بـدأ سامي وسالم يتحدثان ويتنـاقشان في موضوع زواج حيـدر.!
جاء لهمـا عادل والد سامي
عادل: صباح الخيـر صغيريّ
بصوتٍ واحد: صباح الخيـر
عادل: لمَ لم ترتديا ملابس المـدرسة بعد..؟
سامي: أبتاه هـل حقاً ستعود اليوم زهراء من السفـر
عادل: أجل بُني
سـالم: لا نريدها أن تعود
عادل: لـمَ..؟
سـالم: لأجل وليد ، نحن نعلم بأن عمي حيدر سيتزوجها
عادل: من قال لكما بأن أباه سيتزوج..؟
سالم: البارحة عندما كنا في منزل جدي حسن سمعنا جدتي تقـول بأنها ستقنع عمي حيدر بالزواج من زهراء عندما تعود من السفــر
عادل - في اندهاش- : لا علمَ لي بذلك فلم أسمع بهذا من قبـل..!!
سالم: ولكننا سمعنا
سـامي: أجل
عادل: لا بأس وإن تزوج أبا وليد من حقه ، إنه مـازال صغيراً في السن ووليد لم يتجاوز السـابعة من عمـرة فهـو بحـاجة لأم أيضاً تعتني بيه .. حيدر لن يستطيع أن يوفر له كـل شي
سـامي -بأسى- : إذاً أنت أيضاً ستتزوج..؟
عادل -متعجباً- : أتزوج...!! .. من قال ذلك..؟!
سامي: عمي حيدر مـازال صغيراً في السن كما قلت وزوجته توفيت وأنت كذلك أبي ووالدتي توفيت يرحمها الله ، إذاً ستتزوج..؟!
عادل -ضاحكاً بهدوء- : هههه ، أنـا لن أتزوج فوجودكَ أنتَ وأخيك يُغنيني عن ذلك والحمدُ لله زوجة عمك سكينة تقـوم بالاعتناء بكمـا أيضاً ، أما وليد فمن تعتني بهِ غير حيدر
سـالم: جدتي تعتني به
عادل: لكنها كبيرةٌ في السن ولن تستطيع أن تعتني بهِ طوال حياتها فهي تحتاج إلى الراحةِ أيضاً .. ولكن هذا لا يهم لأن حيدر لن يقدم على شيء إلا إذا كان سيسعده هـو وأبنهُ وليد معاً
سامي: أتمنىَ ذلك
عادل: وإن حدث وتزوج لا تقلقا على وليد فأنتما تعرفانهُ جيداً
طِفْلٌ وُلِدَ وَاَلْإِيِْمَاْنُ مَلْجـَأُ رُوْحِهِ
طِفْلٌ أَضَاْءَ اَلْإِمَاْنُ قَلْبَهُ اَلْصَاْفِيْ
طِفْلٌ تَغَّـذَّىَ بِاَلْوِلَاْيَةِ اَلْحَيْدَرِيـَّـهْ
طِفْلٌ تَرَبَّىَ عَـلَىْ نَهـْجِ آَلِ مُحَمَّدٍ
طِفْلٌٌ غَدَىْ سَعْيُـهُ أَنْ يُصْبِحَ عَاْلِمْ
طِفْلٌ أَصْبَحَ لِلْأَجْيـَـاْلِ خَيـْـرَ قُـدْوَهْ
عادل: فـلا تقلقا عليه
يصوتاً واحد: حسناً
عادل: بدلا الآن ملابسكما حتى لا تتأخرا على الإفطار والمدرسة
سـالم: حاضر
انتظر عبـاس إبنتهُ زهراء في المطار .. بعد عدةِ دقـائق لمحهـا تقدم أكثر فأكثر .. كانت فعلاً إبنتهُ زهراء التـي ترتدي حجاباً إسلامياً كاملاً ينور وجهها بالإيمان .. أسرع نحوها .. عندما رأتهُ ارتمت بين أحضانهِ والدموع تذرف من عينيها
زهراء: أبى .. أنَّي سعيدة لرؤيتك
عباس: وأنا كذلك بُنيتي ، لقد طال غيابكِ عني
زهراء: ولكني عدتُ ولن أغيب مرةً أخرى .. أنهيتُ من الدراسة والحمدُ الله
عباس: الحمدُ لله
زهراء: ما أخبار أخي فاضل وخالتي زينب وزوجها حسن والـجميـع و.. وحيـدر..؟
عباس: كـلهم بخيـر والحمدُ الله .. لنخـرج من المطار .. دعيني أحمل حقائبكـِ
حمـل حقـائبهـا
جاءت الساعة الخامسة والنصف صباحاً فأنهىَ وليد إفطاره
وليد: أبى هـل انتهيت من الإفطار..؟
حيدر: أجل والحمدُ لله
وليد: الحمدُ لله ، هيـا خذني للمدرسة
حيدر: لم يفتح الحارس البـوابة بعد
وليد: أمم .. إذاً دعنا نتمشى قليلاً بالسيارة
فادي: أجل .. أجل لعلي أرفه عن نفسي قبـل تدريبات اليوم
حسن: خذهما في نزهةٍ صغيرة بُني
حيدر: حسناً أبتاه ، هيـا بنـا
قبّـل وليد يديّ جدهِ وجدتهِ والفـرحة تغـمر روحهُ الصغيـرة
فرحتٌ عَمةْ قلبَ طفلٍ
ذاقَ فيِ الدنيـاَ كأساً
فــــارتوىَ منــهُ حُبــاً
نـصعَ منهُ بيـاضَ فـجرٍ
شعشعَ للقلبيْ نـوراً
شعشعَ لروحيْ أمـنُاً
فاتبسمْ في دربِ دنيـا
تحـملُ قسـوةَ أقـدارٍ
صُبتْ علىَ قلبِ طفلٍ
ودعـوا حسن وزينب .. خـرجـوا إلى أن وصـلوا للسيـارة فركبـوهـا
وليد: أبتـاه لمَ لا تأخذنـا لمنـزل جدي حسين أنني مشتـاق لرؤيته كثيراً
حيـدر: هكذا ستتأخـر عن المدرسة
فـادي: وليد قلت بأنك تريد أن تتنزه قليلاً .. لمَ غيرة رأيك..؟
وليد: لأنّي مشتاقاً لجدي والجميـع
فـادي –مستاء- : أنـا لا أريد الذهاب
وليد: لمَ..؟ .. دعنا نذهب أرجوك عمي
فادي –متبسماً- : مشكلتي أنني لا أستطيع أن أرفض لكَ طلب
وليد –متبسم- : شكراً عمي
حيـدر: بمـا أنكما قد اتفقتما فليس لدي أي اعتراض
وليد: إذاً ستأخذنا لمنزل جدي..؟
حيدر: أجل بُني
وليد: هذا رائــع .. إذاً لننطلق
أنطلق والدي بسيارتهُ الرائعة
منـاظر مدينتنا رائعة
طيـورٌ تُسبحـوا في سماواتِ الباري
طيـورٌ تحـلقُ من شجرةٍ إلى أخرى
أشجارٌ تمتلئُ بالثمَّــارِ الطازجة
سمـاءٌ ناصعة الصفاء
أناسٌ يتسابقـونَ لأرزاقهم
أنـاسٌ يتعـلمون مناهج دينهم
وكـلاً في حالهِ يسيـر
وصـلنـا لمنـزل جدي حسين
ذاكَ الجدُ العطـوف
ذاكَ القلبُ الحنـون
إنهُ لا يختلف عن جدي حسن
فهمـا من ثمَّرةٍ طيبةٍ واحدة
أطال اللهُ في عمركمـا
ولا أبكاني فيكمـا
بحـرمةِ محمدٍ وآله
طـرقَ حيدر الباب .. فتحتهُ أختهُ سكينة التي كانت ترتدي الحجاب وتحمـل بينَ ذراعيها وسيم
يتبـع.."