عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية ملاعلي
ملاعلي
عضو برونزي
رقم العضوية : 20772
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,243
بمعدل : 0.20 يوميا

ملاعلي غير متصل

 عرض البوم صور ملاعلي

  مشاركة رقم : 19  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-08-2008 الساعة : 09:19 PM


8- قَتْلُه محمد بن أبي بكر رحمه الله


تربى محمد بن أبي بكر في حجر علي عليه السلام وكان من خاصة أصحابه ، ذلك أن أمه أسماء بنت عميس كانت صحابية جليلة محبة لأهل البيت عليهم السلام ، ومن خواص الصديقة الزهراء عليها السلام ، فتزوجها علي عليه السلام بعد وفاة أبي بكر .

وكان أهل مصر يحبون محمداً لأنه شارك في فتح مصر ، وفي معركة ذات الصواري مع صديقه محمد بن أبي حذيفة ، كما تقدم .

وعندما جاء وفد مصر الى عثمان يشكون واليهم ابن أبي معيط الأموي ، أرادوا أن يبعث محمد بن أبي بكر والياً عليهم بدله ، فكتب له عثمان مرسوماً بولاية مصر وأرسله معهم ، لكنهم قبضوا في الطريق على رسول عثمان الى الوالي ابن معيط يأمره أن يقتلهم ويستمر في عمله ! فرجعوا وشاركوا في محاصرة عثمان !

~ ~

وكان علي عليه السلام ولى قيس بن سعد بن عبادة على مصر ، فتجمع بقايا الأمويين في معسكر مناهضين لعلي عليه السلام مطالبين بدم عثمان ، وكانوا بقيادة معاوية بن حديج الكندي ، فأمدهم معاوية من الشام وشجعهم ، فأمر علي عليه السلام قيساً أن يناجزهم القتال قبل أن يتعاظم أمرهم فأبى قيس بحجة أنهم عاهدوه على عدم الخروج !

فعزله الإمام عليه السلام وأرسل بدله محمد بن أبي بكر حاكماً على مصر ، ثم تفاقم أمر أتباع معاوية ووصل ابن العاص بجيش من ثلاث فرق من الشام والأردن وفلسطين ليحتل مصر وتكون طعمة له كل حياته ، كما شرط على معاوية ! فقاتلهم محمد فغلبوه ، وقتلوه قتلة فجيعة رحمه الله ، وسيطروا على مصر !

وفي أثناء هذه الأحداث أرسل أمير المؤمنين عليه السلام مالك الأشتر رحمه الله الى مصر لكن معاوية دبر له السم وقتله على أبواب القاهرة ، قبل أن يتسلم عمله من محمد .

(فلقيهم محمد بن أبي بكر بموضع يقال له المسناة ، فحاربهم محاربة شديدة ، وكان عمرو يقول: ما رأيت مثل يوم المسناة ، وقد كان محمد استذمَّ إلى اليمانية فمايل عمرو بن العاص اليمانية ، فخلفوا محمد بن أبي بكر وحده ! فجالد ساعة ثم مضى فدخل منزل قوم خرابة ، واتبعه ابن حديج الكندي فأخذه وقتله ، وأدخله جيفة حمار ، وحرقه بالنار في زقاق يعرف بزقاق الحوف ! وبلغ علياً ضعف محمد بن أبي بكر وممالأة اليمانية معاوية وعمرو بن العاص فقال: ما أوتي محمد من حرض)! (اليعقوبي في تاريخه:2/193) . ومعناه: ما أتي من ضعف في دينه أو عقله أوبدنه ، ولكنها المقادير .

وقد تقدم شئ عن شهادته رحمه الله في المجلد الأول ، وفي موت أخته عائشة ! ونورد هنا ملخصاً مختصراً مما ذكره الطبري في تاريخه:4/76 ، وهو أن ابن العاص نزل بجيش من ثلاثة فرق في أداني أرض مصر ، واجتمعت اليه العثمانية ، وكتب إلى محمد بن أبي بكر ، وأرسل له رسالة معاوية يتهدده ويتهمه بالتحريك على عثمان ، فطوى محمد كتابيهما وبعثهما إلى أمير المؤمنين عليه السلام يطلب منه الرأي والمدد ، فكتب له عليه السلام أن يثبت ويجاهد: ( وذكرت أنك قد رأيت في بعض ممن قبلك فشلاً فلا تفشل وإن فشلوا ، حصن قريتك واضمم إليك شيعتك ، واندب إلى القوم كنانة بن بشر المعروف بالنصيحة والنجدة والبأس فإني نادب إليك النابغي على الصعب والذلول فاصبر لعدوك وامض على بصيرتك وقاتلهم على نيتك وجاهدهم صابراً محتسباً..... فقام محمد بن أبي بكر في الناس فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله صلى الله عليه وآله ثم قال: أما بعد معاشر المسلمين والمؤمنين فإن القوم الذين كانوا ينتهكون الحرمة وينعشون الضلال ويشبون نار الفتنة ويتسلطون بالجبرية ، قد نصبوا لكم العداوة وساروا إليكم بالجنود . عبادَ الله فمن أراد الجنة والمغفرة فليخرج إلى هؤلاء القوم فليجاهدهم في الله . انتدبوا رحمكم الله مع كنانة بن بشر .

قال فانتدب معه نحو من ألفي رجل وخرج محمد في ألفي رجل . واستقبل عمرو بن العاص كنانة وهو على مقدمة محمد ، فأقبل عمرو نحو كنانة ، فلما دنا سرح الكتائب كتيبة بعد كتيبة فجعل كنانة لاتأتيه كتيبة من كتائب أهل الشام إلا شد عليها بمن معه فيضربها حتى يقربها بعمرو بن العاص ، ففعل ذلك مراراً !

فلما رأى ذلك عمرو بعث إلى معاوية بن خديج السكوني فأتاه في مثل الدهم فأحاط بكنانة وأصحابه ، واجتمع أهل الشام عليهم من كل جانب . فلما رأى ذلك كنانة بن بشر نزل عن فرسه ونزل أصحابه وكنانة يقول: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ .فضاربهم بسيفه حتى استشهد رحمه الله .

وأقبل عمرو بن العاص نحو محمد بن أبي بكر وقد تفرق عنه أصحابه ، لما بلغهم قتل كنانة ، حتى بقي وما معه أحد ! فلما رأى ذلك خرج يمشى في الطريق حتى انتهى إلى خربة في ناحية الطريق ، فآوى إليها... فاستخرجوه وقد كاد يموت عطشاً ، فأقبلوا به نحو فسطاط مصر . قال ووثب أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص وكان في جنده فقال: أتقتل أخي صبراً ؟! إبعث إلى معاوية بن خديج فانهه ، فبعث إليه عمرو بن العاص يأمره أن يأتيه بمحمد بن أبي بكر ! فقال معاوية: أكذاك قتلتم كنانة بن بشر(وهو سكوني من قبيلته)وأخلي أنا عن محمد بن أبي بكر ؟! هيهات أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ . فقال لهم محمد: أسقوني من الماء قال له معاوية بن حديج: لا سقاه الله إن سقاك قطرة أبداً ، إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائماً محرماً ، فتلقاه الله بالرحيق المختوم ! أتدري ما أصنع بك ؟ أدخلك في جوف حمار ، ثم أحرقه عليك بالنار ! فقال له محمد: إن فعلتم بي ذلك فطالما فعل ذلك بأولياء الله ! فقدمه فقتله ، ثم ألقاه في جيفة حمار ، ثم أحرقه بالنار . فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعاً شديداً ، وقنتت عليه في دبر الصلاة تدعو على معاوية وعمرو)

وفي الغارات للثقفي:2/756: ( فدخلوا إليه وربطوه بالحبال وجروه على الأرض ... وأمر به أن يحرق بالنار في جيفة حمار . ودفن في الموضع الذي قتل فيه ، فلما كان بعد سنة من دفنه أتى غلامه وحفر قبره فلم يجد فيه سوى الرأس ، فأخرجه ودفنه في المسجد تحت المنارة... ولما سمعت أمه أسماء بنت عميس بقتله كظمت الغيظ حتى شخبت ثديا هادماً . ووَجَدَ(حزن)عليه علي بن أبي طالب عليه السلام وجداً عظيماً وقال: كان لي ربيباً وكنت أعده ولداً ولبنيَّ أخاً).

وقد ذكر الثقفي الكبش الذي شوته أخت معاوية ، وأرسلته هدية الى عائشة !

وفي المواعظ والإعتبار للمقريزي ص1672: (فكانت ولاية محمد بن أبي بكر خمسة أشهر ومقتله لأربع عشرة خلت من صفر ، سنة ثمان وثلاثين). انتهى .

(وكامل ابن الأثير:3/229، والبدء والتاريخ:5/226 ، ولئالى الأخبار:1/169، والغدير:11/66: ، وتاريخ دمشق:49/426 ، وتهذيب الكمال :24/542 ، والنهاية:7/348 ، و:8/109،والأوائل ص165، والنجوم الزاهرة:1/110، وكر أنه قيل أرسل رأاسه الى معاوية وهي رواية ضعيفة ، وتاريخ اليعقوبي:2/194 ، وفيه أن جيش معاوية كان ثلاث فرق من الشام وفلسطين والأردن . وأنه حرقه بالنار في زقاق يعرف بزقاق الحوف. وكان قتله(الأشتر)وقتل محمد بن أبي بكر في سنة 38).

وفي تاريخ دمشق:49/427: (وقدم عمرو بن العاص على معاوية بعد فتحه مصر فعمل معاوية طعاماً ، فبدأ بعمرو وأهل مصر فغداهم ، ثم خرج أهل مصر واحتبس عمرواً عنده ، ثم أدخل أهل الشام فتغدوا ، فلما فرغوا من الغداء قالوا: يا أبا عبد الله بايع ! قال: نعم ، على أن لي عشراً يعني مصر ! فبايعه على أن له ولاية مصر ما كان حياً . فبلغ ذلك علياً فقال ما قال) . انتهى. ويقصد به قول أمير المؤمنين عليه السلام : (إنه لم يبايع معاوية حتى شرط له أن يؤتيه أتية ، ويرضخ له على ترك الدين رضيخة)! (نهج البلاغة:1/148) أوقوله عليه السلام: ( كرَّ على العاصي بن العاصي فاستماله فمال إليه ، ثم أقبل به بعد أن أطعمه مصر ! وحرامٌ عليه أن يأخذ من الفئ دون قسمه درهماً). ( الخصال:378)

وفي تاريخ اليعقوبي:2/221: (وكانت مصر والمغرب لعمرو بن العاص طعمةً شرطها له يوم بايع ! ونسخة الشرط: هذا ما أعطى معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص مصر أعطاه أهلها فهم له حياته ، ولا تنقص طاعته شرطاً . فقال له وردان مولاه: فيه الشعر من بدنك ، فجعل عمرو يقرأ الشرط ولا يقف على ما وقف عليه وردان ! فلما ختم الكتاب وشهد الشهود قال له وردان: وما عمرك أيها الشيخ إلا كظمإ حمار (مثل لقصر المدة) ! هلا شرطت لعقبك من بعدك؟ فاستقال معاوية فلم يقله ، فكان عمرو لايحمل إليه من مالها شيئاً ، يفرق الأعطية في الناس ، فما فضل من شئ أخذه لنفسه).انتهى .

وفي تاريخ الطبري:4/74: (قال له معاوية مجيباً أهمك يا ابن العاص ما أهمك !! وذلك لأن عمرو بن العاص كان صالح معاوية حين بايعه على قتال علي بن أبي طالب على أن له مصر طعمةً ما بقي). ولم يتمتع بها ابن العا ص إلا سنتين وكسراً !


توقيع : ملاعلي
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ،
فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم :
إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

من مواضيع : ملاعلي 0 عدم سجود ابليس وعدم سجود الصحابة لآدم
0 عدالة الصحابة من تأليف معاوية
0 السير الى الاربعين فيه تحدي للارهاب والعقائد المنحرفة
0 رسالة تكشف سرقة الخلافة بنص صريح
0 من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى ام زنى
رد مع اقتباس