|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 21272
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 88
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
المحترم
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 19-08-2008 الساعة : 03:35 PM
السؤال السادس: قال رسول الله(ص) في حق علي ما نصه :"من كنت مولاه فعلي مولاه" "علي مني وانا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي" "ان هذا خليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا" "علي مع الحق والحق مع علي " "من اطاع عليا فقد اطاعني ومن اطاعني فقد اطاع الله" فاذا كانت كل هذه الاحاديث لا تدل على خلافة علي واحقيته بالخلافة فما هي العبارات التي تطلبونها للدلالة على الخليفة بعد النبي؟واذا كان قول النبي من كنت مولاه فعلي مولاه دليل محبة فقط فالنبي حسب زعمكم كان يحب ابا بكر وعمر فهل عندكم احاديث تفيد ان النبي استخدم نفس الالفاظ معهما؟وهل قال لهما ان ابا بكر وعمر وليا كل مؤمن بعدي؟طالما ان هذا د القول دليل محبة فقط؟
أقــــــــــــــــــــــــــول :
قال أبو هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعى من أبواب - يعني : الجنه - : ( يا عبد الله , هذ خير ) . فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة , ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد , ومن كان من اهل الصدقة دعي من باب الصدقة , ومن كان من اهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان ) فقال أبو بكر رضي الله عنه : ما على هذا الذي يدعى من تلك الابواب من ضرورة . وقال : هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم ( نعم وأرجو أن تكون أن يا أبا بكر ) . متفق عليه ( صحيح البخاري ) كتاب مناقب الانصار , باب : هجرة النبي صلى الله عليه وسلم .
بسم الله الرحمنالرحيم
الحمد لله الذي فضل من شاء من عباده، ورفع في الجنة منازل أحبابه،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن قراءة سيرةالصحابة والإقتداء بهم، نهج غفل عنه البعض وطواه النسيان عند آخرين. ومعرفة سيرتهموفضائلهم سببٌ لمحبتهم وتقرب إلى الله بذلك، وقد قال الرسول : { المرء مع من أحب } [رواه مسلم]. ويتأكد الفضل والخير في الخلفاء الأربعة لسابقتهم في الإسلام وبلائهموجهادهم، عن مسروق أنة قال: ( حُبُّ أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة )، وقيلللحسن: حب أبي بكر وعمر من السنة؟ قال: ( لا، بل فريضة ).
وقد ذكر ابنالجوزي: ( أن السلف كانوا يُعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمونهم السور منالقرآن ). وعلى هذا يتأكد بيان علم الصحابة ودينهم وفضائلهم.
قال شيخالإسلام ابن تيمية: ( وأما الخلفاء الراشدون والصحابة فكل خير فيه المسلمون إلى يومالقيامة من الإيمان، والإسلام، والقرآن، والعلم، والمعارف، والعبادات، ودخول الجنة،والنجاة من النار، وانتصارهم على الكفار، وعلو كلمة الله، فإنما هو ببركة ما فعلهالصحابة الذين بلّغوا الدين وجاهدوا في سبيل الله. وكل مؤمن آمن بالله، فللصحابةرضي الله عنهم الفضل إلى يوم القيامة، وخير الصحابة تبع لخير الخلفاء الراشدين، فهمكانوا أقوم بكل خير في الدنيا والدين من سائر الصحابة، كانوا والله أفضل هذه الأمة،وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبية وإقامةدينه فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهمودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ).
وقد أثنى الله عليهم ورسوله ورضيعنهم وأعد لهم الحسنى في آيات كثيرة كقوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَاللّهُ عَنْهُمْ [التوبة:100] وقوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِوَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْرُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِيوُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِوَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَفَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَوَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةًوَأَجْراً عَظِيماً [الفتح:29].
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي أنه قال: { خير القرون: القرن الذي جئت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم } [رواه مسلم]. ومن أفضل الصحابة وأجلهم وأكثرهم نفعاً للأمة، الخلفاء الراشدون: أبوبكر، وعمر،وعثمان، وعلي رضي اللّه عنهم أجمعين.
وسنتحدث بإيجاز سريع عن الخليفةالأول:
أبوبكر الصديق رضي الله عنه
هو عبدالله بن عثمان بن عامر بنكعب، ويجتمع مع النبي في مرة بن كعب، وكنيته أبوبكر، وعثمان هو إسم أبي قحافة، ولدأبو بكر بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر. وكان تاجراً جمع الأموال العظيمة التي نفعبها الإسلام حين أنفقها، وهو أول من أسلم من الرجال. وقد وصفة الرسول بالصديق، فعنأنس بن مالك قال: صعد رسول الله أُحداً ومعه أبوبكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: { اثبت أحداً، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان } [رواه مسلم].
وأبوبكر أول مندعا إلى الله من الصحابة فأسلم على يديه أكابر الصحابة، ومنهم: عثمان بن عفان،وطلحة، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وأبو عبيدة، رضي الله عنهم أجمعين.
وقدقال عنه الرسول : { إن من أمنِّ الناس عليَّ في صحبته وذات يده أبوبكر } [رواهالترمذي]. وكان رسول الله يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه. وعن أبي هريرةقال: قال رسول الله : { ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر } [رواه أحمد]. فبكىأبوبكر وقال: ( وهل أنا ومالي إلا لك يارسول الله ). وإنفاق أبي بكر هذا كان لإقامةالدين والقيام بالدعوة فقد أعتق بلالاً وعامر بن فهيرة وغيرهما كثير.
وفيالترمذي وسنن أبي داود عن عمر قال: ( أمرنا رسول الله أن نتصدق، فوافق ذلك فيمالاً، فقال النبي : { ما أبقيت لأهلك؟ } فقلت: مثله، وأتى أبوبكر بكل ما عنده،فقال: { يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ } قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقهإلى شيء أبداً ).
وكانت أحب نساء الرسول إليه عائشة ابنة الصديق رضي اللهعنهما.
ولأبي بكر ذروة سنام الصحبة، وأعلاها مرتبة، فإنه صحب الرسول من حينبعثه الله إلى أن مات، فقد صحبه في أشد أوقات الصحبة، ولم يسبقه أحد فيها، فقد هاجرمعه واختبأ معه في الغار قال الله تعالى: إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُإِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِإِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُسَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا [التوبة:40]، والصديقأتقى الأمة بدلالة الكتاب والسنة، قال تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍتُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى [الليل:17-20].
وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنها نزلت في أبي بكر.
ولأبي بكر منالفضائل والخصائص التي ميّزه الله بها عن غيره كثير، منها: أنه أزهد الصحابة، وأشجعالناس بعد رسول الله صلى عليه وسلم، وأنه أحب الخلق إلى رسول الله ، ولم يَسُؤهُقط، وهو أفضل الأمة بعد النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهو أول من يدخلالجنة، كما روى أبوداود في سننه أن النبي قال لأبي بكر: { أما إنك يا أبا بكر أولمن يدخل الجنة من أمتي } [رواه الحاكم]. وهو أحق الناس بالخلافة بعد رسول الله .. وتأمل في خصال اجتمعت فيه في يوم واحد: قال رسول الله لأصحابه: { من أصبح منكماليوم صائماً؟ فقال: أبوبكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ فقال أبوبكر: أنا، قال: هل فيكم من عاد مريضاً؟ قال أبوبكر: أنا، قال: هل فيكم من تصدق بصدقة؟فقال أبوبكر: أنا، قال: ما اجتمعن في امرىءٍ إلا دخل الجنة } [رواه مسلم].
وكما كتب الله لأبي بكر أن يكون مع الرسول ثاني اثنين في الإسلام، فقد كتبله أن يكون ثاني اثنين في غار ثور، وأن يكون ثاني اثنين في العريش الذي نُصب للرسولفي يوم بدر.
ولعلم الصحابة بمكانه وقربه من الرسول وفضله وسابقة إسلامه،فقد بايعوه بعد وفاة الرسول بالخلافة، وقد كان أمر وفاة الرسول ذا حزن وفزع وصدمةعنيفة، وقف لها أبوبكر ليعلن للناس في إيمان عميق قائلاً: ( أيها الناس، من كانيعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت )، ثم تلاعلى الناس قول الله عز وجل لرسوله إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ [الزمر:30].
وتمت البيعة بإجماع من المهاجرين والأنصار. وقد كانت سياستهالعامة والخاصة خيرٌ للإسلام والمسلمين و الناس كافة، أوجزها في كلمة قالها خطيباًفي مسجد رسول الله بعد أخذ البيعة قال: ( أيها الناس، إني قد وُلِّيت عليكم ولستبخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة،والضعيف فيكم قويٌ عندي حتى آخذ الحق له إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيفٌ عندي حتىآخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل اللّه إلا ضربهم الله بالذل،ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله،فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ).
وهي خطبة شاملة جامعة أتبعهابالعمل لخدمة هذا الدين ونشره، فأنفذ جيش أسامة بن زيد، وبلغ من تكريم أبي بكر لهذاالجيش الذي جهزه الرسول أن سار في توديعه ماشياً على قدميه، وأسامة راكب، وقد أوصىالجيش بوصية عظيمة فيها تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة.
ثم قام أبوبكر بعملعظيم لا ينهض له إلا الرجال الموفقون، فقد وقف للردة التي وقعت بعد وفاة الرسولموقفاً لا هوادة فيه ولا ليونة، وقال كلمته المشهورة: ( والله لأقاتلن من فرّق بينالصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها إلىرسول الله لقاتلتهم على منعها ). ولما يسر الله عز وجل القضاء على المرتدين انطلقتعينا أبي بكر خارج الجزيرة العربية؛ رغبة في نشر هذا الدين وإخراج الناس من الظلماتإلى النور، فوجَّه الجيوش إلى الجهاد في أرض فارس والروم، وجعل على قائد جبهة الفرسخالد بن الوليد رضي الله عنه، وعلى قائد جبهة الروم أبوعبيدة عامر بن الجراح رضيالله عنه. وكانت أولى المواقع العظيمة موقعة اليرموك التي فتح الله فيها للمسلمينأرض الروم وما وراءها.
ومن أجلِّ أعمال أبي بكر جمع القرآن الكريم، وقد عهدبذلك إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقام بالأمر حتى كتب المصحف في صحف جُمعت كلهاووضعت عند أبي بكر، حتى انتقلت من بعده إلى عمر، ثم إلى عثمان رضي الله عنهمأجمعين.
مرض أبوبكر وتوفي في جمادى الآخر سنة 13هـ ودفن بجوار الرسول ،وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر، وعهد للخلافة من بعده إلى عمر بن الخطاب رضيالله عنه.
اللهم ارض عن أبي بكر، واجزه الجزاء الأوفى؛ جزاء ما قدم للإسلاموالمسلمين.
اللهم امين فضائل أبي بكر الصديق من كتب الشيعة روايات في ابوبكر الصديق رضي الله عنه
(وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغاروثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنة، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي) ["شرح نهجالبلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332].
إن علياً عليه السلام قال فيخطبته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر"،
ولم لا يقول هذا وهو الذي روى (أننا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر،فإنه ليس عليك إلا نبي وصديق وشهيد) ["الاحتجاج" للطبرسي].
كان أميرالمؤمنين يتعشى ليلة عند الحسن، وليلة عند الحسين، وليلة عند عبد الله بن العباس" ["الإرشاد" ص14].
فهذا ابن عباس يقول وهو يذكر الصديق رحم الله أبا بكر، كانوالله للفقراء رحيماً، وللقرآن تالياً، وعن المنكر ناهياً، وبدينه عارفاً، ومن اللهخائفاً، وعن المنهيات زاجراً، وبالمعروف آمراً. وبالليل قائماً، وبالنهار صائماً،فاق أصحابه ورعاً وكفافاً، وسادهم زهداً وعفافاً) ["ناسخ التواريخ" ج5 كتاب2 ص143، 144 ط طهران].
يقول ابن أمير المؤمنين عليّ ألا وهو الحسن بن علي - الإمامالمعصوم الثاني عند القوم، والذي أوجب الله اتباعه على القوم حسب زعمهم -
يقولفي الصديق، وينسبه إلى رسول الله عليه السلام أنه قال: (إن أبا بكر مني بمنزلةالسمع) ["عيون الأخبار" ج1 ص313، أيضاً "كتاب معاني الأخبار" ص110 طإيران].
وكان حسن بن علي رضي الله عنهما يؤقر أبا بكر وعمر إلى حد حتى جعلمن إحدى الشروط على معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما (إنه يعمل ويحكم في الناسبكتاب، وسنة رسول الله، وسيرة الخلفاء الراشدين) ، - وفي النسخة الأخرى - الخلفاءالصالحين ["منتهى الآمال" ص212 ج2 ط إيران].
الإمام الرابع للقوم علي بنالحسن بن علي، فقد روى عنه أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمروعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: ألا تخبروني أنتم {المهاجرونالأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك همالصادقون}؟ قالوا: لا، قال: فأنتم { الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون منهاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهمخصاصة }؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأناأشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذينسبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا }، اخرجوا عني، فعل الله بكم" ["كشف الغمة" للأربلي ج2 ص78 ط تبريز إيران].
عن أبى عبد الله الجعفي عنعروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف؟فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة،واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً فيالدنيا والآخرة" ["كشف الغمة" ج2 ص1
الناطق بالوحي سماه الصديق كما رواهالبحراني الشيعي في تفسيره "البرهان"
ولم يقل هذا إلا لأن جده رسول الله صلىالله عليه وسلم عن علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي عن بعض رجاله عن أبي عبد اللهعليه السلام، قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار قال لأبي بكر: كأني أنظر إلى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر، وانظر إلى الأنصار محبتين (مخبتينخ) في أفنيتهم، فقال أبو بكر: وتراهم يا رسول الله؟ قال: نعم! قال: فأرنيهم، فمسحعلى عينيه فرآهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت الصديق" ["البرهان" ج2ص125].
أبو عبد الله جعفر الملقب بالسادس - سئل عن أبى بكر وعمر كما رواهالقاضي نور الله الشوشترى"إن رجلاً سأل عن الإمام الصادق عليه السلام، فقال: يا ابنرسول الله! ما تقول في حق أبى بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان،كانا على حق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة" ["إحقاق الحق" للشوشتريج1 ص16 ط مصر].
عن ابو عبدالله جعفر رواه الأربلي أنه كان يقول: "لقد ولدنىأبو بكر مرتين" ["كشف الغمة" ج2 ص161].
حسن بن على الملقب بالحسن العسكري - الإمام الحادي عشر المعصوم - فيقول وهو يسرد واقعة الهجرة أن رسول الله بعد أن سألعلياً رضي الله عنه عن النوم على فراشه قال لأبى بكر رضي الله عنه: أرضيت أن تكونمعي يا أبا بكر تطلب كما أطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه فتحمل عنيأنواع العذاب؟ قال أبو بكر: يا رسول الله! أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب فيجميعها أشد عذاب لا ينزل عليّ موت صريح ولا فرح ميخ وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحبإلى من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا وماليوولدي إلا فداءك، فقال رسول الله عليه الصلاه والسلام: لا جرم أن اطلع الله علىقلبك، ووجد موافقاً لما جرى على لسانك جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس منالجسد، والروح من البدن" ["تفسير الحسن العسكري" ص164، 165 ط إيران].
وهذهروايه "إن ناساً من رؤساء الكوفة وأشرافها الذين بايعوا زيداً حضروا يوماً عنده،وقالوا له: رحمك الله، ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟ قال: ما أقول فيهما إلا خيراًكما لم أسمع فيهما من أهل بيتي (بيت النبوة) إلا خيراً، ما ظلمانا ولا أحد غيرنا،وعملاً بكتاب الله وسنة رسوله" ["ناسخ التواريخ" ج2 ص590 تحت عنوان "أحوال الإمامزين العابدين"].
وقال فيه علي: إن سلمان باب الله في الأرض، من عرفه كانمؤمناً، ومن أنكره كان كافراً" ["رجال الكشي" ص70].
فهذا السلمان يقول: إن رسولالله كان يقول في صحابته: ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في قلبه" ["مجالس المؤمنين" للشوشتري ص89].
وفى رواية "سأل الصديق علياً كيف ومنأين تبشر؟ قال: من النبي حيث سمعته يبشر بتلك البشارة، فقال أبو بكر: سررتني بماأسمعتني من رسول الله يا أبا الحسن! يسرّك الله" ["تاريخ التواريخ" ج2 كتاب 2 ص158تحت عنوان "عزام أبي بكر"].
وهذه ايضا روايه "وكان علي عليه السلاميقول: محمد ابني من ظهر أبي بكر" ["الدرة النجفية" للدنبلي الشيعي شرح نهج البلاغةص113 ص إيران]. ولمن انتقص الصديق رضي الله عنه نقول وأقول لمنتقص الصديق قال الله تعالى :
{أَفَلَمْيَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌيَسْمَعُونَ
بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَىالْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
إن العمى الحقيقي عمى القلبالذي يفسد البدن كله وخصوصا الفكر
فالعقيدة الصافية توفيق من الله ودليلحياة القلب وبصيرته
وعودة للصديق ورحلة الغار
لقد عاتب الله أهلالأرض جميعا ما خلا الصديق في قوله تعالى :
{إِلاَّتَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَاثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي
الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْإِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ
بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْالسُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا
وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }وهذا الخطاب الإلهي أستثنى الصديق لأنه كان مع
النبي صلى الله عليهولم يخاطب بهذه الآية دون البشر كلهم .
ذكر الطبري عن عمرو بن الحارث عنأبيه : أن أبا بكر الصديق رحمة الله
تعالى عليه حينخطب قال : أيكم يقرأ ( سورة التوبة ) ؟ قال رجل : أنا
قال : اقرأ فلما بلغ :{ إذ يقول لصاحبه لا تحزن }
بكى أبو بكر وقال : أنا والله صاحبه.
لا تحزن إنالله معنا
كم هي كلمة رائعة تقال لرجل يستحقها
أخرج البخاري عن أنسعن أبي بكر رضي الله عنه قال
: قلت للنبي صلى الله عليهوسلم وأنا في الغار لو أن أحدهم نظر تحت
قدميه لأبصرنا فقال ( ما ظنك ياأبا بكر باثنين الله ثالثهم )
وروى الحاكم وأبن أبي شيبة :
( قال عمر بن الخطاب : و الله لليلة من أبي بكر خيرمن آل عمر و ليوم
من أبي بكر خير من آل عمر لقد خرج رسول الله صلى اللهعليه و سلم
لينطلق إلى الغار و معه أبو بكر فجعل يمشي ساعة بين يديه و ساعة
خلفه حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا أبا بكر
مالك تمشي ساعة بين يدي و ساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر
الطلب فأمشي خلفك ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك فقال : يا أبا بكر لو
كان شيء أحببت أن يكون بك دوني قال : نعم و الذي بعثك بالحق ما
كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك فلما انتهيا إلى الغار قال أبو
بكر : مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار فدخل و استبرأه حتى
إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الحجرة فقال : مكانك يا رسول الله
حتى استبرئ الحجرة فدخل و استبرئ ثم قال : انزل يا رسول الله فنزل
فقال عمر : و الذي نفسي لتلك الليلة خير من آل عمر )
اللهأكبر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا ورفيق دربه كما
شهد بذلك عليرضي الله عنه حيث روى البخاري عن أبن عباس : إني
لواقففي قوم فدعوا لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل
من خلفي قد وضعمرفقه على منكبي يقول رحمك الله إني كنت لأرجو
أن يجعلك الله مع صاحبيكلأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ( كنت وأبو بكروعمر وفعلت وأبو بكر وعمر
وانطلقت وأبو بكر وعمر ) . فإن كنت لأرجو أنيجعلك الله معهما فالتفت
فإذا هو علي بن أبي طالب )
ماأروعها من شهادة بل وأعظم منها شهادة النبي صلى الله عليه وسلم
للصديقبالصدق حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( بينما رجل راكب علىبقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق
لهذا خلقت للحراثة قال آمنت به أنا وأبوبكر وعمر وأخذ الذئب شاة فتبعها
الراعي فقال الذئب من لها يوم السبع يوم لاراعي لها غيري قال آمنت به
أنا وأبو بكر وعمر ) . قال أبو سلمة وماهما يومئذ في القوم.
فحتى مع غياب الصديق يشهد له رسول الله صلى الله عليهوسلم
بالصدق .
هل هذا يلجم أفواه الحاقدين لا والله فمرض القلب لاطب فيه وأزيد ما
رواه البخاري من ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذاالرجل
العظيم : عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال
: ( أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه قالت
أرأيت إن جئت ولم أجدك ؟ كأنها تقول الموت قال صلى الله عليه وسلم
إن لم تجديني فأتي أبا بكر )
بل كان الصديق رفيق النبي حتىفي زياراته للمسلمين فهذا عتبان بن
مالك وهو من أصحاب النبي صلى الله عليهوسلم ممن شهد بدرا من
الأنصار أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلمفقال
:يا رسول الله إني قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقوميوإذا كانت الأمطار
سال الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهمفأصلي
لهم وددت أنك يا رسول الله تأتي فتصلي في مصلي فأتخذه مصلي قال
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأفعل إن شاء الله قال عتبان
فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق حين ارتفع النهار
فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى
دخلالبيت ثم قال أين تحب أن أصلي من بيتك ؟....إلى أخر الحديث )
إن فيهذا ذكرى لمن كان له قلب وأختم بما ذكر القرطبي عن الليث بن
سعد : الليث بنسعد :
ما صحب الأنبياء عليهم السلام مثلأبي بكر الصديق
والحمد لله رب العالمين
|
|
|
|
|