[Dr.Zahra]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وعجل فرجنا بهم ياكريم .
لكل احرار العالم وأفراد الأمة المحمدية نبعث تهانينا الحارة وتبريكاتنا القلبية بمناسبة مولد النور ريحانة النبي " ص " وقرة عين البتول الإمام بالحق الحسين ابن علي ابن ابي طالب عليه السلام .
أيها العالم الحر . .
أيتها الأمة الأبيّة . .
أيتها الأمة الصابرة الصامدة ..
نقف اليوم امام مناسبة مولد أبي الأحرار وراعي ملحمة الطف الخالدة نستوحي منها الدروس والعبر التي تنير دربنا في حياة ملئت فكرا يزيديا منحرفا وقريشيا جاهليا ً ، والدنيا بات معروفها منكرا ومنكرها معروفا ..!!
ها هي المناسبة العظيمة العطرة تطل علينا ونحن صابرين صامدين في الدرب الحسيني الشامخ الذي تفتخر به الأمة وكل الأمم قاطبة .

أيها المحتفلون بمولد سيد شباب أهل الجنة . .
نقف لنقول للظلم كما قال هو عليه السلام حينما اراد منه الإستسلام والوهن والضعف والركوع والذوبان . نقف لنقول ان حسيننا هو فينا ولن يغيب فكره ونهجه عنا يوما ما ، وها نحن نسير على النهج منتصرين على الرغم من تكاثر التحديات اليزيدية الظالمة .
من هذه المناسبة نستوحي هيهات منا الذلة التي باتت شعارا يخيف ويرعب الظلم مهما كانت عنجهيته وسلطته الشيطانية المستبدة . ومنها نبني العز الذي طالما حاربه الظلم واراد تحطيمه سنينا وسنينا عبر محاولاته اليائسة التي استهدفت كيان الأمة المتأصل في عمقها المتين .
نرفض الإذلال ونرفض الإنفتاح على الشيطان والظلم ونرفض أن نصافح الخيانة التي تغتال وجود الأمة في الليل الدامس .

من مولد صاحب المناسبة العطرة هذه نستلهم درس العزة التي تستنهض وجود الأمة في زمن ٍ قل العزيز والمعز وكثر فيه الذليل والمذل .!!نستلهم الوجود الحي القائم القوي بقوة الروح الإيمانية المتوكلة على بارئها والمحتسبة عنده امرها والمستندة على جبروته لعزها وصبرها ومرابطتها .
نعم إنه الحسين الشامخ بصبره وتضحيته وفدائه للدين وصموده المنقطع النظير الذي رأته العيون الشاخصة لتاريخه الناصع ملحمة منفردة متميزة ووقفة نوعية شهدها العالم خصوصا في واقعة الطف الخالدة .

نحتفل بمولده الطاهر لنقول في رسالتنا له أننا معك لامع غيرك ، ولنقول له مجددا أننا نجدد العهد هنا على السير في نهجك القويم يابن رسول الله .
نحتفل بمولده لنقول لكل حسينيا في أرجاء الدنيا ، أننا معك مادمت هكذا ، وأننا نفديك مادام الحسين فيك نهجا وفكرا وحياة .
ونحتفل لنقول في رسالتنا اننا نرفض النهج اليزيدي الجاهلي ماتمثل في أحد في هذه الدنيا .
وأما في رسالة قوية نحتفل اليوم بمولده عليه السلام لنقول وبقوة لكل يزيد في هذه الدنيا صغيرا أو كبيرا حاكما أو محكوما ، قويا أو ضعيفا ، أننا نحاربك ونقارعك ولانرتضي ذلّك َ ولا حياتك الظالمة . وأننا حتى لو كنت يزيدا متغطرسا بسلاحك ونارك فلن نكون إلا حسينيين صوتنا عال ٍ بالرفض للذلة والقهر .
نعم .. جئنا لنحتفل اليوم لتقر عين الحسين عليه السلام حيث أن كل فرد ٍ منا حسينا صغيرا يحارب كل يزيد نهجا وفكرا وحياة .

وما اروع حفلنا بالمولد حينما نقرر مولدنا نحن بتجديد العهد والمرابطة لكي تبقى كربلاء هي خيارنا الحسيني حينما يحاربنا يزيد أينما كان .
فهنيئا لكل الأمة الحرة وهي تحتفل بمولد البطولة والبطل والفداء والفدائي والتضحية والمضحي .
ومن المولد نخرج طلابا لصاحبه متخرجين من مدرسته المحمدية الحيدرية الفاطمية ، ومنه نخرج سفراء للنهج والخط الحسيني نحاكي الدنيا باسمه وننشد للعالم انشودته الفريدة التي التمت فيها حروف الحرية وانسكبت عليها الحان الفداء .
فلك منا يا ابا عبد الله الولاء صادقين يابن رسول الله .