|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 4050
|
الإنتساب : Apr 2007
|
المشاركات : 5,797
|
بمعدل : 0.88 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادمة الشيخ المهاجر
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 25-06-2008 الساعة : 08:58 PM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلامي
[ مشاهدة المشاركة ]
|
باك الله فيكي يا خادمت الشيخ المهاجر وسلام عليكي وعلى قلمكي المبارك
انتي مثال المرأة التي تريد ان تقتدي بالزهراء
واقول
رضا الله وغضبه
ولقد رأيت في (البخاري) و(الترمذي) و(مسلم) و(الكافي) أنهم يتحدثون عن أنها سيدة نساء العالمين، وأن النبي(ص) قال "أن فاطمة بضعة مني يرضيني ما أرضاها ويسخطني ما أسخطها و "إن الله عز وجل يغضب لغضبها ويرضى لرضاها. فلماذا ذلك؟ لماذا يغضب الله لغضب إنسان ويرضى لرضاه؟ لأن هذا الإنسان عاش مواقع رضا الله كلّها وابتعد عن مواقع سخطه كلّها، وهذا ما عبّر عنه الإمام الحسين(ع) بقوله "رضى الله رضانا أهل البيت". فهم يغضبون لغضب الله ويرضون لرضاه.
وبناء على ذلك، نقول إن هذا السلوك الذي حدث في تأريخ الزهراء(ع) بعد رسول الله (ص) الذي أسيء به إليها من منعها (فدك) التي ذكر العلماء من السنّة والشيعة أنها كانت حقّ فاطمة، فقد ذكر (السيوطي) في(الدر المنثور) في تفسير قوله تعالى {وآت ذا القرب حقَّه}[الإسراء:26]. أنها لما نزلت وكانت فدك لرسول الله(ص) صالحه اليهود عليها في حربه معهم، فنحلها فدكا، والظاهر ان فدكا كانت معروفة لدى مجتمع المسلمين بأنها حق فاطمة حتى في الامتداد التأريخي، لذلك رأينا أن عمر بن عبد العزيز وهو خليفة أموّي أرجع فدك إلى أهل البيت ثم اخذت منهم وجاء السفّاح أول خلفاء بني العباس وأرجعها إليهم، ثم جاء المنصور فأخذها وينقل عن هارون الرشيد انه عرض على الإمام الكاظم(ع) ان يرجع إليه فدكا ولكن الإمام عندما حدّد فدكا حدّد الدولة الإسلامية كلّها.
ولم تكن الزهراء(ع) تهتم بفدك من الناحية المالية ولكن كما قال بعض علماء المعتزلة أن فدكا كانت جسرا للعبور نحو حق علي(ع) لكنها ـ أي فاطمة ، ظُلمت ودافعت عن حقها دفاعا فيه الكثير من عمق المعرفة الواسعة للتشريع الإسلامي، ثم كان التهديد بإحراق بيتها، ولكن الزهراء(ع) كانت ـ وهي في المستوى القيادي ـ تهتم بالإسلام ولا تهتم بفدك حتى انها لم تظهر ما عرض لها من آلام كما هو حال علي(ع) "وما أصنع بفدك والنفس مظانها في غدٍ جدثٌ لكنها كانت تريد أن تثبت حقاً وتشجب انحرافا عن الحق فعاشت آلاما قاسية وكان ألمها الكبير إبعاد علي(ع) عن حقّه وهو ما عبّرت عنه في المسجد في خطبتها، وما عبّرت عنه في لقائها نساء المهاجرين والأنصار، وما عبّرت عنه في لقائها رجال المهاجرين والأنصار، وما عبّرت عنه في طواف علي(ع) بها على جموع المهاجرين والأنصار، فلقد كانت تلك قضيتها كلّها لأنها كانت ترى أن الإسلام ينفتح وينمو ويسمو ويتقدّم ويتعمّق ويستقيم عندما يتحرك علي(ع) في قيادته، كما قال عمر بن الخطاب "لو وليها علي لحملهم على المحجبة البيضاء" لأن عليا لم يكن عنده إلا اللون الأبيض، ولأن رسول الله(ص) قال "علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار"قد قال علي(ع) للناس في زمنه "ليس أمري وأمركم واحداً إنني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم"(
ولقد أرادت الزهراء(ع) أن تقف هذا الموقف الصلب لتعطينا الدرس في ان علينا أن نقف هذا الموقف ولكن بحكمة وبوعي ولقد تكاملت مع علي(ع) فكان هو يتحرك في تأكيد الحق بأسلوب وكانت تتحرك بأسلوب آخر. ولكنهما كانا يتكاملان في ذلك كلّه.
الحق كلّه مع الزهراء (ع)
وهناك نقطة أحب أن أشير إليها في كلّ ما واجهته الزهراء(ع) سواء ما يتصل بشخصها أو بالقضية الكبرى، فإذا كان المسلمون بأجمعهم متفقين بأنها سيدة نساء العالمين، أو على الأقل سيدة نساء عالمها، فهل يمكن ان تتحدث سيدة نساء العالمين كذباً أو لغواً او ترتبط في موقفها من حيث القيادة الإسلامية ارتباط عاطفياً يبيتعد عن الحق، ولو أنصف المسلمون أنفسهم لرأوا في موقف الزهراء (ع) الحجّة من دون نقاش في رواية تروى هنا أو في موقع هناك لأن سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء أهل الجنة أو سيدة نساء المؤمنين لا يمكن إلاّ أن تكون مع الحق وأن يكون الحقّ معها، ولقد قلنا هذا القول بالنسبة للإمامين الحسنين (ع) من ان شرعية موقف الإمام الحسن(ع) في الصلح وشرعية موقف الإمام الحسين(ع) في الثورة تنطلق من أن الحسن(ع) سيد شباب أهل الجنة والحسين(ع) سيد شباب أهل الجنة وسيد شباب أهل الجنة لا يمكن أن ينحرف عن الخط الإسلامي، بل لا بدّ أن يكون خطّه هو الخطّ الإسلامي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
حزن الزهراء(ع)
كما أننا نعلم أن الزهراء(ع) لم تعرف الفرح بعد الفترة القصيرة التي أعقبت وفاة الرسول(ص) إلى حين وفاتها، فلقد كان حزنها على رسول الله حزناً إسلامياً.. لم يكن جزعا ولا ابتعاد عن خط التوازن فالرواية الصحيحة هي أنها كانت تبقى في الأسبوع مرتين إلى قبر رسول الله(ص) وتأخذ ولديها الحسن والحسين(ع) وتبكي بكاء رسالياً لتتذكر رسول الله(ص) كيف كان يخطب هنا، وكيف كان يصلي هنا، وكيف كان يعظ الناس هناك، فلقد أرادت أن تعيد لهم رسول الله(ص) في معناه الرسالي ولم تتحدث عنه فيما نقل من الروايات الموثوقة حديثا عاطفياً شخصياً، لأنها كانت الرسالة مجسّدة، وقد أرادت أن تخلّد احتجاجها بعد الموت فأوصت بأن تدفن ليلا وعفى علي(ع) موضع قبرها ثم جاءت الروايات من أهل البيت(ع) لتشير إلى انها دفنت في بيتها أو في الروضة، فلقد ذكر أنها كانت مدفونة في بيتها وحينما وسّع بنو أمية المسجد ادخلوا بيتها في المسجد فصار قبرها داخل المسجد. وقد ذهب الشيخ الطوسي(رحمه الله) إلى هذا الرأي، ولذلك تزار الزهراء(ع) إلى جانب قبر رسول الله(ص) وقد أيّد ذلك صاحب (البحار) بالرواية المعروفة "بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وكأنه (ص) يشير إلى ذلك.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندمـا أقف أمام هذا البحر الهائج المتلاطم بالعلم والمعرفة والسيرة التاريخية التي تقدم لنـا بأسلوب حوزوي أكـاديمي بالطبع أكون عاجزة عن تقديم أقل الحروف في حقهم أستاذي ومولاي الفاضل السـلامي أسأل الله أن يحفظكم ويوفقكم لكل خير ويجعل من هذه الكلمات التي تخطونها نورا لكم وتزكية لأنفسنا وكفارة لذنوبنا ، أعييت مني مخارج الألفاظ وتهربت مني معاقد الكلمات أنتظر دائما هذا القلم الوهاج المنير بنور الـزهـراء
وفقكم الله وحماكم
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم
|
|
|
|
|