|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 6077
|
الإنتساب : Jun 2007
|
المشاركات : 12,550
|
بمعدل : 1.94 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الحيدرية
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 26-04-2008 الساعة : 06:58 PM
تمرّد عائشة
ويجمع المؤرخون على أنّ عائشة في طليعة من أشعل نار الثورة على عثمان، فقد أفتت بقتله ومروقه من الدين، وكانت تسمّية نعثلاً، ولمّا أحاط به الثوار خرجت إلى مكة، وبعد أدائهما لمناسك الحج قفلت راجعة إلى يثرب، وهي تجدّ في السير لتنظر ما آل إليه أمر عثمان، فلمّا انتهت إلى ســـرف لقيها رجل من أخـــوالها كان قادمــــاً من المدينة، فأسرعت قائلة: مهيم..(2).
قتلوا عثمان..
وأسرعت قائلة: ثم صنعوا ماذا؟
واجتمعوا على بيعة عليّ فجازت بهم إلى خير مجاز.
ولمّا سمعت أنّ الخلافة قد آلت إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) انهارت أعصابها وتحطّمت قواها، وهتفت وهي حانقة، وبصرها يشير إلى السماء ثم ينخفض فيشير إلى الأرض قائلة:
والله ليت هذه انطبقت على هذه، إن تمّ الأمر لابن أبي طالب، قتل عثمان مظلوماً، والله لأطلبنّ بدمه..
وبهر عبيد من منطقها، فقال لها باستهزاء وسخرية:
ولِمَ؟ فوالله إنّ أول من أمال حرفه لأنت، ولقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلاً فقد كفر!!
وانبرت عائشة تبرّر هذا التناقض في كلامها وسلوكها، فقالت له:
إنّهم استتابوه ثمّ قتلوه، وقد قلت وقالوا، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل.وهي حجّة واهية لا واقع لها، فهل أنّها كانت حاضرة حينما أحاط الثوار بعثمان فأعلن لهم توبته فلم يحفلوا بها، وعدوا عليه فقتلوه، كما تقول ولم يخف على ابن خالها هذا التناقض الصريح في قولها، فراح يرد عليها:
مِنــــــكِ البَـــــداءُ وَمِــنــــكِ الغـَيـَرْ وَمِنْـــــكِ الـــــريَاحُ وَمِـــنْكِ المَطر
وأنــــــتِ أمــــــرْتِ بِـــقَـتْلِ الإمــام وقُــــــلـْتِ لنـــــــا إِنّــــــه قـــد كَفَر
فَـــــهَبْنا(3) أطَـــعْنَاكِ فـي قَتلِــــــهِ وقــــــاتِلُهُ عِـــــنْدَنَا مَــــن أمـــــــَر
وَلــــــمْ يســــقُطِ السـقْفُ من فـَوْقِنا ولَمْ يَـــــنْكَسِفْ شَــــــمْسُنَا وَالـقَمرَ
وقــــد بايعَ النـــــاسُ ذو تـُدْرؤ(4) يُزيلُ الشَّـــــبَا ويُــــــقيمُ الصَّــــعـرَ
وَيَلْبـَــــــسُ للـــــحرَبِ أثـــــــوابـَها ومـــــا مَــــنْ وفى مِثْلُ مَنْ قدغَدَر
وغاظها قوله فأعرضت عنه، وقفلت راجعة إلى مكة(5) وهي كئيبة حزينة؛ لأن الخلافة آلت إلى باب مدينة علم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وأبي سبطيه.
وراحت تندب عثمان، فقد اتّخذت قتله ورقة رابحة للإطاحة بحكم الإمام، يقول شوقي:
أثـــــأر عـــــثمان الـــذي شــــجاها أم غـــــصّة لـــــم يـــنتزع شجاها
ذلـــــك فـــــتق لـــــم يــــكن بالـبال كيـــــد النـــسـاء مــــــوهن الجبال
إنّ دم عثمان لا يصلح بأي حال من الأحوال أن يكون من بواعث ثورتها على حكومة الإمام، فقد كانت هناك أسباب وثيقة دعتها إلى هذا الموقف الذي لا تحمد عليه، وقد ذكرناها بالتفصيل في كتابنا (حياة الإمام الحسن).
الزحف إلى البصرة
وانضمّ طلحة والزبير إلى عائشة، ومعهما جميع رجال الحكم المباد من ولاة عثمان وغيرهم من المعادين لحكومة الإمام، وقد قرّر زعماء الفتنة الزحف إلى البصرة لاحتلالها، ونادى المنادي في مكة:
أيّها الناس، إنّ اُمّ المؤمنين وطلحة والزبير شاخصون إلى البصرة، فمن كان يريد إعزاز الإسلام، وقتال المحلين والطلب بدم عثمان، ولم يكن عنده مركب ولا جهاز فهذا جهازه، وهذه نفقته..
وزوّدوا الجند بالسلاح والعتاد والأموال، وقد كان قسم من النفقات من يعلي ابن اُمية والي عثمان، فقد أعان بأربعمائة ألف وحمل سبعين رجلاً(6).
واعتلت عائشة على جملها، ولم ترغب فيه، وصادفوا في الطريق العرني، وكان عنده جمل اُعجب به أتباع عائشة، فقالوا للعرني:يا صاحب الجمل تبيع جملك؟
نعم.
بِكَم؟
بألف درهم.
مجنون أنت، جمل يباع بألف درهم!!
نعم، جملي هذا.
وممّ ذلك؟
ما طلبت عليه أحداً إلاّ أدركته، ولا طلبني وأنا عليه قطّ إلاّ فتّه.
لو تعلم لمن نريده لأحسنت بيعنا.
لمن تريده؟
لاُمّك.
قد تركت اُمّي في بيتها قاعدة ما تريد براحاً.
إنّما نريده لاُمّ المؤمنين عائشة.
هو لكم، خذوه بغير ثمن.
لا.
ارجع معنا إلى الرحل نعطيك ناقة ونزيدك دراهم.
ورجع معهم فأعطوه ناقة مهرية وزادوه أربعمائة أو ستمائة درهم(7).
واعتلت عليه عائشة، وقد احتفى بها أنصارها من الاُمويين وغيرهم من الطامعين في الحكم.
|
|
|
|
|