عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية خادمة الشيخ المهاجر
خادمة الشيخ المهاجر
شيعي حسيني
رقم العضوية : 4050
الإنتساب : Apr 2007
المشاركات : 5,797
بمعدل : 0.88 يوميا

خادمة الشيخ المهاجر غير متصل

 عرض البوم صور خادمة الشيخ المهاجر

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : أبوبخيت المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-04-2008 الساعة : 09:39 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التفكر في كلام المعصومين يعطي المرء فقها ونورا في قلبه وعندمــا تضع نصب أعيننا هذه الرواية من فم الطهر أمير المؤمنين عليه السلام نصبح عاجزين عن الأحــاطة لأنه قمة ينحدر عنها السيل ولا يرقى إليها الطير كما قال في نهج البلاغة أيضا في رواية أخرى عن أحد المعصومين ولا يحظرني أيهم فكلهم نور وكلامهم نور على نور يقول ( أنتـــم أفـقـه النــاس إذا عرفتــم معاني كلامنــا )
وإذا تحدثنا عن إحدى هذه النقاط المدرجة وأولها وهي التقوى في حال الغنى والفقر ، كانت كلمة التقوى من أكثر الكلمات أستعملا و التقوى في نهج البلاغة : قوّة روحية تتولّد للإنسان من التمرين العملي الذي يحصل من الحذر المعقول من الذنوب . والتقوى تعطي الأنســان قوة ونشــاط وتحميه من الوقوع في المحظور ومن لم يحظى بالتقوى فعليه الأنزواء عن مسببات المعصية التي تحيط به .
يقول الإمام ( عليه السلام ) : ( اعلموا عباد الله : إنّ التقوى دار حصن عزيز ، والفجور دار حصن ذليل لا يمنع أهله ، ولا يحرز من لجأ إليه ، ألا وبالتقوى تقطع حمة الخطايا ) .
وكأنّه ( عليه السلام ) يشبّه الفجور في كلامه هذا بالحيوان اللاسع كالعقارب والحيات ، ويقول : اقطعوا عن أنفسكم لسعة هذه العقارب بالتقوى ، ويصرّح في بعض كلماته أنّ التقوى ليست قيوداً تمنع عن التحرّر ، بل هي منبع الحرّيات الواقعية وأساسها ومنشؤها .
ولا بأس بذكر هذا الآية مثالا لتقريب المعنى في قوله تعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }التوبة109
وقد ورد تفسيرها في كتـــاب الميـــزان .
و قد بين الله غرض هذه الطائفة من المنافقين في اتخاذ هذا المسجد و هو الضرار بغيرهم و الكفر و التفريق بين المؤمنين و الإرصاد لمن حارب الله و رسوله، و الأغراض المذكورة خاصة ترتبط إلى قصة خاصة بعينها، و هي على ما اتفق عليه أهل النقل أن جماعة من بني عمرو بن عوف بنوا مسجد قبا و سألوا النبي أن يصلي فيه فصلى فيه فحسدهم جماعة من بني غنم بن عوف و هم منافقون فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قبا ليضروا به و يفرقوا المؤمنين منه و ينتظروا لأبي عامر الراهب الذي وعدهم أن يأتيهم بجيش من الروم ليخرجوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة، و أمرهم أن يستعدوا للقتال معهم.
و لما بنوا المسجد أتوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو يتجهز إلى تبوك و سألوه أن يأتيه و يصلي فيه و يدعو لهم بالبركة فوعدهم إلى الفراغ من أمر تبوك و الرجوع إلى المدينة فنزلت الآيات.
فكان مسجدهم لمضارة مسجد قبا، و للكفر بالله و رسوله، و لتفريق المؤمنين المجتمعين في قبا، و لإرصاد أبي عامر الراهب المحارب لله و رسوله من قبل، و قد أخبر الله سبحانه عنهم إنهم ليحلفن إن أردنا من بناء هذا المسجد إلا الفعلة الحسنى و هو التسهيل للمؤمنين بتكثير معابد يعبد فيها الله، و شهد تعالى بكذبهم بقوله: «و ليحلفن إن أردنا إلا الحسنى و الله يشهد إنهم لكاذبون».
قوله تعالى: «لا تقم فيه أبدا» إلى آخر الآية، بدأ بنهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أن يقوم فيه ثم ذكر مسجد قبا و رجح القيام فيه بعد ما مدحه بقوله: «لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه» فمدحه بحسن نية مؤسسيه من أول يوم و بنى عليه رجحان القيام فيه على القيام في مسجد الضرار.
و الجملة و إن لم تفد تعين القيام في مسجد قبا حيث عبر بقوله: «أحق، غير أن سبق النهي عن القيام في مسجد الضرار يوجب ذلك، و قوله تعالى: «فيه رجال يحبون أن يتطهروا» تعليل للرجحان السابق، و قوله: «و الله يحب المطهرين» متمم للتعليل المذكور، و هذا هو الدليل على أن المراد بقوله: «لمسجد أسس» إلخ هو مسجد قبا لا مسجد النبي أو غيره.
و معنى الآية: لا تقم أي للصلاة في مسجد الضرار أبدا، أقسم، لمسجد قبا الذي هو مسجد أسس على تقوى الله من أول يوم أحق و أحرى أن تقوم فيه للصلاة و ذلك أن فيه رجالا يحبون التطهر من الذنوب أو من الأرجاس و الأحداث و الله يحب المطهرين و عليك أن تقوم فيهم
وهذا موضع الشاهد هي قصة الكفــار وغرضهم من بنــاء مسجــد ضرار والمؤمنين المصلين في مســجد قبــاء مثلان يمثل بهما بنيان حياة المؤمنين و المنافقين و هو الدين و الطريق الذي يجريان عليه فيها فدين المؤمن هو تقوى الله و ابتغاء رضوانه عن يقين به، و دين المنافق مبني على التزلزل و الشك.
أتمنى فكرتي قد وضحت إليكم وسأعود حتما حتى أستنير من فكركم وحديثكم وتعقيبكم على نقص المفهوم لدي
أحسنتم كثيرا أخي الفاضل ووفقتم إلى كل خير


ودمتم برعاية بقية الله الأعظم


توقيع : خادمة الشيخ المهاجر
من مواضيع : خادمة الشيخ المهاجر 0 خادمة الشيخ المهاجر تحييكم في ذكرى ميلاد وليد الكعبة
0 وفي محـراب العشق ذابت روحي إلى أن سجدت بقلم/ خادمة الشيخ المهاجر
0 ܔೋ҉ܔ وقفة تأمل لشباب أهل البيت مع سيد شباب أهل الجنةܔೋ҉ܔ ‏
0 ♥ ۩♥ قطوف دانية من فقه سبط الـرسول ♥۩ ♥
0 ♥ وجهت أشرعتي بحب الحُسين .... بفرشاة خادمة الشيخ المهاجر ♥
رد مع اقتباس