عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الحيدرية
الحيدرية
شيعي حسيني
رقم العضوية : 6077
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 12,550
بمعدل : 1.94 يوميا

الحيدرية غير متصل

 عرض البوم صور الحيدرية

  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : الحيدرية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-04-2008 الساعة : 01:57 PM


وجوم القرشيين


واستقبلت قريش خلافة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بكثير من الوجوم والقلق والاضطراب، كما استقبلوا نبوة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فإنّ الروح الجاهلية بما تحمل من عادات وتقاليد وكراهية للحق لم تزل ماثلة فيهم ولم يغيّر الإسلام من طباعهم أي شيء.

وقريش تعرف الإمام جيداً فهو الذي حصد رؤوس أعلامهم بسيفه، ومحق كبرياءهم في سبيل الإسلام الذي ناهضوه، وقد خفّ إليه الاُمويّون، وفي طليعتهم الوليد فقال للإمام:

إنّك قد وترتنا جميعاً، أما أنا فقتلت أبي صبراً يوم بدر، وأما سعيد فقتلت أباه يوم بدر، وكان أبوه من نور قريش، وأمّا مروان فشتمت أباه، وعبت على عثمان حين ضمّه إليه. فنبايع على أن تضع عنّا ما أصبنا، وتعفو عنّا عمّا في أيدينا، وتقتل صاحبنا.

فرد الإمام عليه مقالته التي لا بصيص فيها من نور الحق قائلاً:

(أما ما ذكرت من وتري إيّاكم فالحق وتركم، وأمّا وضعي عنكم عمّا في أيديكم فليس لي أن أضع حقّ الله، وأمّا إعفائي عمّا في أيديكم فما كان لله وللمسلمين فالعدل يسعكم، وأمّا قتلي قتلة عثمان فلو لزمني قتالهم اليوم لزمني قتالهم غداً، ولكن لكم أن أحملكم على كتاب الله وسنّة نبيّه، فمن ضاق عليه الحقّ فالباطل عليه أضيق، وإن شئتم فالحقوا بملاحقكم)(40).

إن الاُمويّين أرادوا المساومة فيما نهبوه من أموال المسلمين وما اختلسوه من بيت المال، وهيهات أن يستجيب لهم رائد الحق والعدالة في دنيا الإسلام الذي لا تساوي السلطة عنده قيمة حذائه الذي كان من ليف، وقد انصرفوا عنه وقلوبهم مترعة بالحقد والكراهية له.

وعلى أي حال فقد فزع القرشيّون من حكومة الإمام(عليه السّلام) وخافوا على مصالحهم ونفوذهم وامتيازاتهم التي ظفروا بها في عهد الخلفاء، لقد أيقنوا أن الإمام سيعاملهم معاملة عادية، ولا يميّزهم على أيّ أحد من المسلمين، وقد كان سيء الظنّ بهم، وقد أعرب عن مدى استيائه منهم بقوله:

(ما لي ولقريش لقد قاتلتهم كافرين، ولأقتلنهم مفتونين، والله لابقرنّ الباطل حتى يظهر الحق من خاصرته، فقل لقريش فليضج ضجيجها..).

لقد حقدت قريش على الإمام كما حقدت على ابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد صرفت الخلافة تارة عنه إلى تيم، وإلى عدي اُخرى، وإلى بني اُمية ثالثة، وقد جهدت على محاربته وإشاعة التمرّد في أيام خلافته، وقد ظهرت بوادر ذلك في حرب الجمل وصفين.

إجراءات حاسمة


وقام الإمام رائد العدالة الاجتماعية بإجراءات حاسمة ضد الحكم المباد كان منها:

1 - مصادرة الأموال المنهوبة:

وأوّل عمل قام به الإمام أنّه أصدر أوامره بمصادرة القطائع التي اقتطعها عثمان، وباسترجاع الأموال التي استأثر بها لنفسه، والأموال التي منحها لبني اُميّة وآل أبي معيط لأنّها أخذت بغير وجه مشروع، وقد صودرت أموال عثمان حتى سيفه ودرعه، وقد كتب عمرو بن العاص إلى معاوية رسالة جاء فيها:

ما كنت صانعاً فاصنع إذا قشّرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه، كما تقشّر عن العصا لحاها..

وعمّ الذعر والخوف جميع الرأسماليين القرشيّين الذين أقطعهم عثمان ووهبهم الثراء العريض، فقد خافوا من مصادرتها وتأميمها للدولة كما صنع الإمام بأموال عثمان فلذا أعلنوا التمرّد والبغي على حكومة الإمام.

2- عزل الولاة:

وقام رائد العدالة الاجتماعية بعزل ولاة عثمان لأنّهم أظهروا الجور والفساد في الأرض، فقد عزل معاوية بن هند، وقد نصحه جماعة من المخلصين له وطلبوا منه إبقاء معاوية فأبى وامتنع من المداهنة في دينه، وكيف يبقي الإمام في جهاز حكمه هذا الذئب الجاهلي، ويقرّه على عمله وهو رأس المنافقين ومصدر قوتهم.

وكذلك عزل غير معاوية من ولاة عثمان، ولم يبق واحداً منهم والياُ على قطر من الأقطار.

3- المساواة بين المسلمين:

وأعلن الإمام(عليه السّلام) المساواة العادلة بين جميع المسلمين، مساواة في العطاء ومساواة في الحقوق وغيرهما من الشؤون الاجتماعية، وقد عوتب على مساواته في العطاء، فأجاب:

(أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن ولّيت عليه، والله ما أطور به ما سمر سمير، وما أمّ نجم في السماء نجماً، لو كان المال لي لسوّيت بينهم فكيف وإنّما المال مال الله! ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة ويكرمه في الناس ويهينه عند الله…).

وهكذا سلك عليّ في أيام حكومته مسلكاً مشرقاً لا التواء ولا منعطف فيه، فطبق العدل ونشر المساواة، فلم يؤثر أي أحد من أبنائه وأرحامه على غيرهم، ولم يمنحهم أي امتياز في دولته، وكان من بوادر عدله أنّه دخل بيت المال فقسّمه فجاءت طفلة إمّا للحسن أو للحسين فتناولت منه شيئاً فلمّا بصر بها أسرع إليها فأخذه منها وأرجعه إلى بيت المال، فقال له أصحابه:

يا أمير المؤمنين، إن لها فيه حقّاً..

فأنكر عليهم ذلك وقال:

(إذا أخذ أبوها منه فليعطها منه ما شاء)(41).

لقد تحرج في سلوكه كأشدّ وأقسى ما يكون التحرج وأرهق نفسه إرهاقاً شديداً، فلم يرق الناس مثل عدله في جميع فترات التاريخ.

على خطة العدل والشرف غذّى أبناءه، وقد رأت ابنته حفيدة الرسول زينب (عليها السّلام) هذه السيرة المشرقة التي تأخذ بأعماق القلوب قد سار عليها أبوها فكانت من عناصر تربيتها ومن مقوّمات ذاتها، وهي التي خلقت له الخصوم والأعداء.


التمرّد على حكومة الإمام

وثارت القوى المنحرفة عن الحقّ والمعادية للإصلاح الاجتماعي على حكومة الإمام رائد الحق والعدالة في دنيا الإسلام، وقد أرادوا منه أن يعدل عن منهجه، ويسير وفق مخططاتهم الهادفة إلى ضمان مصالحهم، ومنحهم الامتيازات الخاصة، فأبى(عليه السّلام) إلاّ أن يسير بسيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ويطبّق قانون الإسلام وتعاليم القرآن، ونشير إلى بعض هؤلاء المتمرّدين الذين شقّوا صفوف المسلمين، وأغرقوا البلد في المحن والاضطراب، وأشاعوا بين المسلمين الحزن والحداد، وهم:

طلحة والزبير


وبايع طلحة والزبير الإمام أمير المؤمنين، وانعقدت بيعته في أعناقهما، ولكن الأطماع السياسية والشورى العمرية التي نفخت فيهما روح الطموح، وساوت بينهما وبين بطل الإسلام وأخي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وهي التي دفعتهما إلى إعلان التمرّد، وقد خفّا إلى الإمام(عليه السّلام) وقد أترعت نفوسهما بالأطماع والكيد للإسلام فقالا للإمام:

هل تدري على ما بايعناك يا أمير المؤمنين؟

فأسرع الإمام قائلاً:

(نعم على السمع والطاعة، وعلى ما بايعتم عليه أبا بكر وعمر وعثمان..).

فرفضا ذلك، وقالا: لا، ولكن بايعناك على أنّا شريكاك في الأمر.

فرمقهما الإمام بطرفه، وأوضح لهما ما ينبغي أن يكونا شريكين له قائلاً:

(لا، ولكنّكما شريكان في القول والاستقامة، والعون على العجز والأولاد).

لقد أعربا عن أطماعهما وأنّ بيعتهما للإمام لم تكن من أجل صالح المسلمين وجمع كلمتهم، وقاما مغضبين، فقال الزبير في ملأ من قريش: هذا جزاؤنا من عليّ، قمنا له في أمر عثمان حتى أثبتنا عليه الذنب، وسبّبنا له القتل، وهو جالس في بيته، وكفي الأمر، فلمّا نال بنا ما أراد جعل دوننا غيرنا…

وقال طلحة: ما اللوم إلّا أنّا كنّا ثلاثة من أهل الشورى كرهه أحدنا(1) وبايعناه، وأعطيناه ما في أيدينا ومنعنا ما في يده، فأصبحنا قد أخطأنا ما رجونا..

والشيء المؤكّد أنّهما لم يعرفا عليّاً، ولم يعيا أهدافه في عالم الحكم، ولو عرفاه ما نازعاه، أو أنّهما عرفاه وحالت أطماعهما وجشعهما على منازعته، وانتهى حديثهما إلى الإمام فاستدعى مستشاره عبد الله بن عباس فقال له: (بلغك قول الرجلين..).

نعم.

(أرى أنّهما أحبّا الولاية فولِّ البصرة الزبير، وولِّ طلحة الكوفة..).

ولم يرتض الإمام رأي ابن عباس، فقال مفنّداً لرأيه:

(ويحك إنّ العراقين - البصرة والكوفة- بهما الرجال والأموال، ومتى تملّكا رقاب الناس يستميلا السفيه بالطمع، ويضربا الضعيف بالبلاء، ويقويا على القوي بالسلطان، ولو كنت مستعملاً أحداً لضره ونفعه لاستعملت معاوية على الشام، ولولا ما ظهر لي من حرصهما على الولاية لكان لي فيهما رأي..).

لقد كان الإمام عالماً بأطماعهما، وما انطوت عليه نفوسهما من التهالك على الامرة والسلطان، ولو كان يعلم نزاهتهما واستقامتهما لولاّهما البصرة والكوفة.

ولمّا علم طلحة والزبير أنّ الإمام لا يولّيهما على قطر من أقطار المسلمين خفّا إليه طالبين منه الإذن بالخروج قائلين: ائذن لنا يا أمير المؤمنين...

(إلى أين؟).

نريد العمرة.

فرمقهما الإمام بطرفه، وعرّفهما ما يريدان قائلاً لهما: (والله ما العمرة تريدان، بل الغدرة ونكث البيعة..).

فأقسما له بالإيمان المغلظة أنّهما لا يخلعان بيعته، وأنّهما يريدان أن يعتمران بالبيت الحرام، وطلب منهما الإمام أن يعيدا له البيعة ثانياً، ففعلا دون تردد، ومضيا منهزمين إلى مكة يثيرا الفتنة، ويلحقا بعائشة ليتّخذوها واجهة لتمرّدها على الحق وشقّ كلمة المسلمين.

يتبع

توقيع : الحيدرية






من مواضيع : الحيدرية 0 بيتزا التوست
0 كلـمات جمـيلة
0 كرات البطاطا بالصور
0 صور حلويات اهداء الى بنات وشباب المنتدى
0 الأمور المحببة إلى الزوج
رد مع اقتباس