الموضوع: الوحي
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الحيدرية
الحيدرية
شيعي حسيني
رقم العضوية : 6077
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 12,550
بمعدل : 1.94 يوميا

الحيدرية غير متصل

 عرض البوم صور الحيدرية

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الحيدرية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-04-2008 الساعة : 07:57 PM


فانطلقت به خديجة حتى اتت به ورقة بن نوفل بن اسد بن عبد العزى، ابن عم‏خديجة، وكان امرءا تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من‏الانجيل بالعبرانية ما شاء اللّه ان يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة:يابن عم، اسمع من ابن اخيك. فقال له ورقة: ياابن اخي ماذاترى؟ فاخبره رسول‏اللّه(ص) خبر ما راى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزله اللّه على‏موسى
ويتحدث الطبري في تاريخه المعروف بتاريخ الطبري عن بدء الوحي في غار حراءفيصور ذلك المشهد بالرواية التي رواها البخاري مضيفا: (...حتى فجاه الحق فاتاه،فقال: يامحمد انت رسول اللّه، قال رسول اللّه(ص) فجثوت لركبتي وانا قائم، ثم‏زحفت ترجف بوادري، ثم دخلت على خديجة، فقلت: زملوني، زملوني حتى ذهب‏عني الروع، ثم اتاني فقال: يا محمد انت رسول اللّه، قال: فلقد هممت ان اطرح نفسي‏من حالق من جبل فتبدى لي حين هممت بذلك، فقال: يا محمد انا جبريل، وانت‏رسول اللّه...)(
ويروي لنا الطبري حوادث بدء الوحي في رواية اخرى، فيقول بعد ان تحدث عن‏حوار جبريل مع النبي: (...فجاء الى خديجة فقال: يا خديجة ما اراني الا قد عرض لي،قالت: كلا ، واللّه ماكان ربك يفعل ذلك بك، ما اتيت فاحشة قط، قال: فاتت خديجة ‏ورقة ابن‏نوفل فاخبرته الخبر، فقال: لئن كنت صادقة، ان زوجك لنبي
ثم يروي الطبري عن النبي(ص) انه قال: ان جبريل جاءه، وهو نائم في غار حراء ليلا،فقال له: اقرا، والنبي يقول: ماذا اقرا؟ ثم يكرر عليه، وهو يقول: ماذا اقرا؟ فقال له في‏المرة الثالثة: (اقرا باسم ربك الذي خلق) الى قوله (علم الانسان مالم يعلم).
ثم ينقل عن النبي(ص) قوله: «فقراته، ثم انتهى، ثم انصرف عني، وهببت من نومي،وكانما كتب في قلبي كتابا».
قال اي النبي(ص): «ولم يكن من خلق اللّه احد ابغض الي من شاعر او مجنون كنت‏لا اطيق ان انظر اليهما، قال: قلت ان الابعد يعني نفسه لشاعر او مجنون، لا تحدث بهاعني قريش ابدا، لاعمدن الى حالق من الجبل فلاطرحن نفسي منه، فلاقتلنهافلاستريحن.
قال(ص): فخرجت اريد ذلك، حتى اذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من‏السماء يقول: يا محمد انت رسول اللّه، وانا جبرئيل...)
ثم يواصل الطبري نقله لهذه الرواية التي تنسب الى النبي(ص): (...وانصرفت راجعاالى اهلي حتى اتيت خديجة فجلست الى فخذها مضيفا، فقالت: يا ابا القاسم اين‏كنت؟ فواللّه لقد بعثت رسلي في طلبك، حتى بلغوا مكة، ورجعوا الي، قال: قلت لها:ان الابعد لشاعر او مجنون، فقالت: اعيذك باللّه من ذلك يا ابا القاسم: ما كان اللّه ليصنع‏ذلك بك مع ما اعلم منك من صدق حديثك، وعظم امانتك، وحسن خلقك، وصلة‏رحمك، وذاك يا ابن عم ! لعلك رايت شيئا؟ قال: فقلت لها: نعم. ثم حدثتها بالذي‏رايت، فقالت: ابشر ياابن عم واثبت، فوالذي نفس خديجة بيده اني لارجو ان تكون‏نبي هذه الامة.

ثم قامت فجمعت عليها ثيابها، ثم انطلقت الى ورقة بن نوفل بن اسدوهو ابن عمها، وكان ورقة قد تنصر وقرا الكتب، وسمع من اهل التوراة والانجيل‏فاخبرته بما اخبرها به رسول اللّه(ص) انه راى وسمع، فقال ورقة: قدوس، قدوس!والذي نفس ورقة بيده، لئن كنت صدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الاكبر يعني‏بالناموس جبرئيل(ع) الذي كان ياتي موسى وانه لنبي هذه الامة، فقولي له فليثبت.فرجعت خديجة الى رسول اللّه(ص)، فاخبرته بقول ورقة فسهل ذلك عليه بعض ماهو فيه
من الهم
وهكذا تصور هذه الروايات شخصية النبي الاكرم محمد(ص) وموقفه من تلقي‏الوحي بشكل يتناقض وما ورد عن ائمة اهل البيت وعلمائهم، وتبرز ثلاثة عناصراساسية حرية بان نناقشها، ونكشف ماحوت من طعن في شخص النبي الكريم(ص)وتوهين لموقفه، ومخالفة للعقل والمنطق. فهي تصور:
1- ان النبي كان يجهل ما سمع وراى، ولا يعرف له تفسيرا.
2- اتهم النبي(ص) نفسه بانه شاعر او مجنون. مما يكشف التلفيق الواضح، والدس‏الصريح الماخوذ من تهم الاعداء لشخص النبي(ص) بعد التعريف بنبوته.
3- لقد فقد النبي السيطرة على موقفه العصبي، وحاول ان يلقي بنفسه من اعلى الجبل‏ليقتلها.
4- ان خديجة وورقة بن نوفل قد اكتشفا ان الذي رآه النبي(ص) هو جبريل، وان ماحدث له ان هو الا تباشير النبوة.
فطماناه بذلك فعرف انه نبي مخاطب بالوحي منهما،وبذا اطمانت نفسه، وعرف تفسير ما راى. اما هو فلم يستطع معرفة ما راى وسمع.
5- ان ما رآه النبي(ص) هو رؤية منام، وليس يقظة كما اورد الطبري ذلك في احدى‏رواياته.
6- تتناقض هذه الروايات مع صدر الرواية التي رواها البخاري عن عائشة من ان‏الوحي الى النبي(ص) قد بدئ بالرؤية الصالحة، فكان لايرى رؤية الا جاءت كفلق‏الصبح.

واذا كانت هذه المجموعة من الروايات تتحدث بهذا الشكل المشوه والمفترى في بدءالوحي، وتلقي الرسول(ص) لهذا الفتح الغيبي الفريد في عالم الانسان، والتي تبناهاالمستشرقون والمشوهون لمبدا النبوة، فلنتناول مجموعة اخرى من الروايات والاراءالتي تتحدث عن بدء الوحي، وعن موقف الرسول(ص) وعلاقته باللّه سبحانه قبل ان‏يتفضل المولى عليه ببشارة البعثة في غار حراء، لنسجل التناقض بين المجموعتين،ونعرض الفهم السليم لشخص الرسول، ولنزول الوحي، وكيفية تلقيه(ص) لهذاالحدث العظيم.
فقد جاء عن ائمة اهل البيت(ع)، وعن عدد من علماء ينتسبون الى مدارس مذهبية‏متباينة؟. ان النبي لم يفاجا بالوحي، وان هناك مرحلة اعداد الهي، وتربية للنبي(ص)ليكون مؤهلا لتلقي الوحي، واستقبال المهمة الكبرى في عالم الانسان.
قال الاحول: سالت ابا جعفر عن الرسول والنبي والمحدث: قال: (الرسول الذي ياتيه‏جبريل قبلا فيراه ويكلمه، فهذا الرسول.
واما النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤياابراهيم(ع) ونحو ما كان راي رسول اللّه(ص) من اسباب النبوة قبل الوحي، حتى اتاه‏جبريل(ع) من عند اللّه بالرسالة، وكان محمد(ص) حين جمع له النبوة، وجاءته‏الرسالة من عند اللّه يجيئه بها جبريل(ع)، ويكلمه قبلا
وعن زرارة قال: قلت لابي عبد اللّه: كيف لم يخف رسول اللّه(ص) فيما ياتيه من قبل‏اللّه ان يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان؟ قال: فقال: «ان اللّه اذا اتخذ عبدا رسولا انزل‏عليه السكينة والوقار فكان ياتيه من قبل اللّه، عزوجل، مثل الذي يراه بعينه‏
وتحدث الامام علي(ع) في الاعداد الالهي لشخص النبي الكريم وتاهيله للنبوة فقال:«لقد قرن اللّه به من لدن كان فطيما اعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم،ومحاسن اخلاق العالم، ليله ونهاره‏
ونقل الماوردي عن الشعبي ما يساوق قول الامام علي(ع) فقد جاء فيه: (ان اللّه قرن‏اسرافيل(ع) بنبيه ثلاث سنين، يسمع حسه، ولا يرى شخصه، يعلمه الشي‏ء بعدالشي‏ء، ولا يذكر له القرآن، فكان في هذه المدة مبشرا بالنبوة، وامهله هذه المدة،ليتاهب لوحيه)
واخرج البخاري عن عائشة رض انها قالت: (اول ما بدئ به رسول اللّه من الوحي‏الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح...).
وقال القاضي وغيره: (وانما ابتدئ رسول اللّه(ص) بالرؤيا لئلا يفجاه الملك الذي هوجبرئيل(ع) بالنبوة: اي الرسالة، فلا تتحملها القوى البشرية: اي لان القوى البشرية لاتتحمل رؤية الملك، وان لم يكن على صورته التي خلقه اللّه عليها، ولا على سماع‏صوته، ولاعلى ما يخبر به، لا سيما الرسالة، فكانت الرؤيا تانيسا له(ص) والمرادبالملك جبرئيل(ع
ثم نقل الحلبي في سياق عرضه للاراء الواردة في بدئ الوحي فقال: وعن علقمة بن‏قيس: (اول ما يؤتى به الانبياء في النوم، اي ما يكون في المنام، حتى تهدا قلوبهم، ثم‏ينزل الوحي
ثم علق الحلبي على ذلك بقوله: اي في اليقظة، لان رؤيا الانبياء وحي وصدق‏وحق، لا اضغاث احلام، ولا تخيل من الشيطان، اذ لا سبيل له عليهم، لان قلوبهم‏نورانية فما يرونه في المنام، له حكم اليقظة، فجميع ما ينطبع في عالم مثالهم لا يكون‏الا حقا، ومن ثم جاء: «نحن معاشر الانبياء تنام اعيننا ولا تنام قلوبنا
ثم قال: (وذكر بعضهم ان مدة الرؤيا ستة اشهر، قال: فيكون ابتداء الرؤيا حصل في‏شهر ربيع الاول، وهو مولده(ص) ثم اوحى اللّه اليه في اليقظة، اي في رمضان، ذكره‏البيهقي وغيره)(
وتحدث العلا مة المجلسي بعد ان عرض جملة من الاخبار والروايات والتحليلات‏المتعلقة ببدء الوحي، قال: (فاذا عرفت ذلك فاعلم ان الذي ظهر لي من الاخبارالمعتبرة، والاثار المستفيضة، هو انه كان قبل بعثته، مذ اكمل اللّه عقله في بدو سنه، نبيامؤيدا بروح القدس، يكلمه الملك، ويسمع الصوت، ويرى في المنام، ثم بعد اربعين‏سنة صار رسولا، وكلمه الملك معاينة، ونزل عليه القرآن، وامر بالتبليغ، وكان يعبد اللّهقبل ذلك بصنوف العبادات، اما موافقا لما امر به الناس بعد التبليغ، وهو اظهر، او على‏وجه آخر، اما مطابقا لشريعة ابراهيم(ع) او غيره ممن تقدمه من الانبياء(ع) لا على‏وجه كونه تابعا لهم، او عاملا بشريعتهم، بل ان ما اوحي اليه كان مطابقا لبعض‏شرائعهم، او على وجه آخر، نسخ بما نزل عليه بعد الارسال
ان هذه المجموعة من الروايات والاراء والتحليلات العلمية التي وردت عن ائمة اهل‏البيت وعلمائهم، وعدد من علماء المذاهب الاسلامية الاخرى. لتؤكد لنا حقيقة‏منطقية، وتكشف واقعا موضوعيا يتلخص في المبادئ الاتية: 1- ان اللّه اعد نبيه، وهياه لتحمل تلك المسؤولية الكبرى، ورعاه رعاية ربانية عن طريق‏ملك (روح القدس) مكلف بذلك قبل ان يكلف بحمل الرسالة الى البشرية في غارحراء.
2- ان بدء الوحي، هو الرؤية الصادقة في المنام التي كان يدرك حقيقتها، كما يدرك في‏عالم اليقظة.
3- انه نبئ فكان نبيا، مذ اكمل اللّه عقله في بدو سنه، يتلقى الوحي عن طريق المنام‏والالقاء في النفس وحديث الملك قبل ان يبعث الى الناس رسولا.
4- ان فترة الخلوة التي كان يخلوها في غار حراء كان فيها نبيا، فكان يخلو للتعبدوالتامل، منتظرا البعثة والرسالة. ولم يفاجا بشي‏ء ابدا.
5 بعد ان كمل عمره الشريف اربعين سنة، نزل عليه جبريل(ع) بالقرآن، وبعثه اللّه الى‏الناس رسولا.

توقيع : الحيدرية






من مواضيع : الحيدرية 0 بيتزا التوست
0 كلـمات جمـيلة
0 كرات البطاطا بالصور
0 صور حلويات اهداء الى بنات وشباب المنتدى
0 الأمور المحببة إلى الزوج
التعديل الأخير تم بواسطة الحيدرية ; 11-04-2008 الساعة 08:02 PM.

رد مع اقتباس