عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الحيدرية
الحيدرية
شيعي حسيني
رقم العضوية : 6077
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 12,550
بمعدل : 1.94 يوميا

الحيدرية غير متصل

 عرض البوم صور الحيدرية

  مشاركة رقم : 22  
كاتب الموضوع : الحيدرية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-04-2008 الساعة : 05:00 PM


اعتزال الإمام

واعتزل الإمام أمير المؤمنين(عليه السّلام) عن الحياة الاجتماعية والسياسية طيلة خلافة عمر كما اعتزل في أيام أبي بكر، وقد انطوت نفسه على حزن عميق وأسى مرير على ضياع حقه وسلب تراثه، فقد جهد القوم على الغضّ من شأنه، وعزله عن جميع ما يتعلّق بأمر الدولة، حتى ألصق خده بالتراب - على حد تعبير بعض المؤرخين-، يقول محمد بن سليمان في أجوبته عن أسئلة جعفر بن مكي: إنّ عليّاً وضعه الأولون - يعني الشيخين- واسقطاه وكسرا ناموسه بين الناس، فصار نسياً منسياً(24).

وقد صار جليس بيته تساوره الهموم، ويسامر النجوم، ويتوسّد الأرق، ويتجرّع الغصص، قد كظم غيظه، وأسلم أمره إلى الله.

وانطوت نفوس أبنائه على حزن لاذع وأسىً عميق على عمر، فقد روى المؤرخون أن الحسين خفّ إلى عمر وكان على المنبر يخطب فصاح به: (انزل، انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك..).

وبهت عمر، واستولت عليه الحيرة، وراح يقول: صدقت لم يكن لأبي منبر.

وأخذه فأجلسه إلى جنبه وجعل يفحص عمّن أوعز إليه بذلك قائلاً: من علّمك؟

(والله ما علّمني أحد).

شعور طافح بالأسى والألم انبعث عن إلهام وعبقرية، ورأى الإمام الحسين(عليه السّلام) منبر جدّه الملهم الأوّل لقضايا الفكر الإنساني وأنّه لا يليق أن يرقاه غير أبيه باب مدينة علم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ورائد العلم والحكمة في دنيا الإسلام.

وعلى أي حال فقد كان هذا الشعور سائداً عند ذرّية رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ولم يقتصر على الإمام الحسين وإنّما كان شاملاً للعقيلة زينب كما يدلّل على ذلك خطابها الرائع في البلاط الاُموي، فقد قالت ليزيد: (وسيعلم من سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين)، وهذه الكلمات صريحة فيما ذكرناه.

وقد بحثنا عن شؤون عمر وأيام حكومته في كتابنا (حياة الإمام الحسين)، فلا نعيد تلك البحوث.

اغتيال عمر

وبقي عمر على دست الحكم يتصرّف في شؤون الدولة حسب رغباته وميوله، وكان فيما يقول المؤرخون شديد البغض والكراهية للفرس، يبغضهم ويبغضونه، فقد حظر عليهم دخول يثرب إلاّ من كان سنّه دون البلوغ(25). وتمنّى أن يحول بينهم وبينه جبل من حديد، وأفتى بعدم إرثهم إلاّ من ولد منهم في بلاد العرب(26)، وكان يعبر عنه بالعلوج(27).

وقد قام باغتياله أبو لؤلؤة وهو فارسي، أمّا السبب في اغتياله له فهو أنّه كان فتى متحمّساً لوطنه واُمّته، ورأى عمر قد بالغ في احتقار الفرس وإذلالهم، وقد خفّ إليه يشكو ممّا ألمّ به من ضيق وجهد من جراء ما فرض عليه المغيرة من ثقل الخراج، وكان مولى له، فزجره عمر وصاح به:

ما خراجك بكثير من أجل الحرف التي تحسنها.

وألهبت هذه الكلمات قلبه فأضمر له الشر، وزاد في حنقه عليه أنّه اجتاز على عمر فسخر منه وقال له: بلغني أنّك تقول: لو شئت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت.

ولذعته هذه السخرية فخاطب عمر: لأصنعن لك رحى يتحدّث الناس بها.

وفي اليوم الثاني قام بعملية الاغتيال(28). فطعنه ثلاث طعنات إحداهن تحت السرّة فخرقت الصفاق(29)، وهي التي قضت عليه، ثم هجم على من في المسجد فطعن أحد عشر رجلاً، وعمد إلى نفسه فانتحر(30)، وحمل عمر إلى داره وجراحاته تنزف دماً، فقال لمن حوله: من طعنني؟

غلام المغيرة.

ألم أقل لكم: لا تجلبوا لنا من العلوج أحداً فغلبتموني(31).

وأحضر أهله له طبيباً فقال له: أيّ الشراب أحبّ إليك؟

النبيذ.

فسقوه منه فخرج من بعض طعناته صديداً، ثم سقوه لبناً فخرج من بعض طعناته، فيئس منه الطبيب، وقال له: لا أرى أن تمسي

توقيع : الحيدرية






من مواضيع : الحيدرية 0 بيتزا التوست
0 كلـمات جمـيلة
0 كرات البطاطا بالصور
0 صور حلويات اهداء الى بنات وشباب المنتدى
0 الأمور المحببة إلى الزوج
رد مع اقتباس