عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية العشق السرمدي
العشق السرمدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 17464
الإنتساب : Mar 2008
المشاركات : 728
بمعدل : 0.12 يوميا

العشق السرمدي غير متصل

 عرض البوم صور العشق السرمدي

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : بنت الغريب المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-04-2008 الساعة : 02:57 PM


فقال عمر كأني اسمع هذه الآية لأول مرة. ثم انه سكن وهدأ وأتاه خبر السقيفة فهرع إلى هناك مصطحبا أبا بكر وأبا عبيدة بن الجراح...
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل كان عمر غير مستوعب لنصوص القرآن التي تتنزل على الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى يدعي أن الرسول سوف يعود بعد وفاته ويتوعد من يقول بوفاته؟
وإذا كان عمر بهذا المستوى من الفهم أفلا يشير هذا إلى أنه لم يفهم النصوص القرآنية الأخرى الواردة بشأن آل البيت والإمام علي ومستقبل الدعوة...؟
وإذا كان عمر قد تصدى لأمر الخلافة من باب المصلحة وكان متحمسا للأمر ويصول ويجول هنا وهناك من أجل أخذ البيعة لأبي بكر. فلماذا لم يكن صاحب المصلحة أبو بكر بنفس المستوى من الحماس ومن المفروض أن يكون حماسه يفوق حماس عمر. وقد أشارت الروايات إلى أنه كان مشغولا وقت وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) بشيء آخر لم توضحه الروايات... وكان عمر يلح على طلبه بينما هو يتمنع حتى أعلمه بخبر السقيفة فانطلق معه...
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: أي شيء كان يشغل أبو بكر غير تجهيز حتى جاء عمر فأحيا الفكرة في نفسه...
ومن هنا يتضح لنا أن فكرة الخلافة كانت طارئة أيضا على أبي بكر كما كانت طارئة على عمر وهي لا تخرج عن كونها رد فعل لموقف الأنصار ومبادرتهم السريعة المفاجئة لقريش..
لكن الأمر يوحي وكأن هناك طرف ثالث هو أحق بهذا الأمر ويتسابق كل من الأنصار والمهاجرين لكي يفوت عليه الفرصة..
وليس هناك من تفسير لموقف عمر وتحالفه مع أبي بكر الطاعن في السن. ضد القطاعات الأخرى. سوى أن شخصية أبي بكر كانت تتيح له ذلك..
تتيح له أن يتسلقها لكي يحقق مآربه..
وتتيح له التحصن بها في مواجهة الآخرين..
وعمر لم يكن يجرؤ على ترشيح نفسه للخلافة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) لأن الظروف غير ملائمة لكنه ناولها لأبي بكر ثم تناولها منه...
ولو كان عمر بهذه المكانة التي تضعه فيها الأحاديث لكان من الأولى له أن يتصدى لأمر الخلافة وهو القوى الشديد بدلا من رجل ضعيف كهل كأبي بكر..
ولو كان عمر بهذه المكانة ماناطحته الأنصار وتطاولت عليه عندما خطب فيهم. واحتد معه الحباب قائلا: لا تسمعوا مقالة هذا. وعندما قال له عمر: يقتلك الله. رد عليه: بل إياك يقتل.. وما أمسك قيس بن سعد بلحيته وهدده...
إن القوم بين أن يكونوا قد طغت عليهم القبلية فنسوا أخلاق الاسلام وتجاوزوها. أو يكونوا أصحاب مقادير متساوية ووزن واحد ولا يملك كل منها ما يرجح به كفته على الآخر من نصوص الشرع.
والراجح الامرين معا..
وإذا كان عمر قد أحتج على الأنصار بقوله: ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمورها من كانت النبوة فيهم. فإن هذا القول يوجب عليه التنحي مع صاحبه وإفساح الطريق أمام أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) فإنهم ارقى بيوت قريش، فلا هو ولا صاحبه يمثلان بيتا راقيا في قريش. وهذا هو ما استفز أبو سفيان ودفعه لتحريض الإمام بقوله: ما بال هذا الأمر في أذل قبيلة من قريش وأقلها..
وتأمل تعليق ابن حجر على قول عمر لسعد بن عبادة: اقتلوه.. قتله الله...
يقول ابن حجر: نعم لم يرد الأمر يقتله حقيقة. وأما قوله قتله الله فهو دعاء عليه وعلى الأول هو إخبار عن إهماله والأعراض عنه. وفي حديث مالك فقلت- عمر- وانا فغضب: قتل الله سعدا فإنه صاحب شر وفتنة..(35).
ان ابن حجر بتعليقه هذا يسير على نهج التبرير والتأويل الذي يتعمده أهل السنة في مواجهة الحوادث والنصوص التي توقعهم في حرج شرعي...
ويتمادى ابن حجر في تأويل كلام عمر وتبرير مواقفه هو وصاحبه قائلا: وتركوا لأجل أقامتها (الخلافة) أعظم المهمات وهو التشاغل بدفن الرسول حتى فرغوا منها. والمدة المذكورة- أي مدة تركهم الرسول والأنشغال بالخلافة- زمن يسير في بعض يوم يغتفر مثله لإجتماع الكلمة...(36).
ويروي البخاري رواية تبريرية أخرى لمواقف عمر وممارساته في السقيفة. تقول الرواية: لقد خوف عمر الناس وأن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك...(37).
وقد جاءت هذه الرواية على لسان عائشة ابنة أبي بكر ومعنى هذا الكلام أن أسلوب العنف والإرهاب الذي مارسه عمر على الرافضين بيعة أبي بكر كان عملا حسنا وحاز رضا الله ومعونته.
وعائشة بهذا تكون قد حكمت على كل الرافضين لخلافة أبي بكر من بني هاشم والأنصار وغيرهم بالنفاق. ألا يعني مثل هذا الكلام مساسا بعدالة جميع الصحابة التي يعتقدها أهل السنة ويفسرون على ضوئها الأحداث التي وقعت بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) بداية من السقيفة وحتى صفين؟(38).
الملاحظة الثالثة: لماذا جاءت قبيلة أسلم إلى المدينة ومن الذي استدعاها.
لماذا أيقن عمر بالنصر فور رؤيتها..؟
إن الإجابة على هذه التساؤلات يدفعنا إلى إلقاء الضوء على الجانب الأكثر أهمية في احداث السقيفة. جانب التحول من الجدال والنقاش إلى فرض الرأي بالقوة المسلحة..
لقد كان دخول قبيلة أسلم إلى المدينة أشبه بالإنقلاب العسكري وهو دخول مرتب له من قبل بلا شك من قبل فريق عمر...
ويبدو أن الصراع بين فريق عمر وفريق الأنصار قد دخل طورا حرجا بحيث اهتزت كفة عمر وفريقه ورجحت كفة الأنصار أو من الممكن أن يكون الأنصار قد مالوا للإمام علي وحسموا الخلاف بينهم. وعمر وفريقه ليس بذاك الوزن الفاعل في المدينة. فضلا عن كونه من الوافدين عليها مع المهاجرين هو لا يمثل كل المهاجرين ولا جميع قريش. فهناك قطاع من المهاجرين مع الإمام. وهناك قطاع من قريش ينتظر النتيجة أو هو لا يعلم ما يجري هناك.
ولعل هذا الوضع يفسر لنا قول عمر حين رأى قوات قبيلة أسلم تدخل المدينة: الآن أيقنت بالنصر. وهذا يشير بصورة غير مباشرة أن عمر وفريقه هو الذي استدعى تلك القوات. ألا يدل مثل هذا التصرف ان جانب عمر قد فقد ميزانه الشرعي والأخلاقي. كما يشير من جانب آخر الى ان النصوص التي واجه فريق عمر فريق الأنصار بها هي نصوص من اختراع تلك المرحلة. ولو كانت هذه النصوص صحيحة ومعترف بها ما نازعهم أحد ولكانت قد حسمت الصراع في مهده..
ويبدو أن اللغط والجدال حول أحقية أبي بكر بالخلافة قد امتد إلى فترات لاحقة مما استدعى الأمر إلى ضرورة اختراع أحاديث على لسان الرسول (صلى الله عليه وآله) تحدد الخلافة لابي بكر في صراحة ووضوح وترفع من مكانته. لينتج عنها صنع هالة مقدسة حول أبي بكر تمنع المساس به أو الخوض في شخصه وتقطع الطريق أما أية محاولات لإعادة قراءة مرحلة السقيفة...(39).

توقيع : العشق السرمدي
ابا حسن لو كان حبك مدخلي *****جهنم كان الفوز عندي جحيمها


*******
*****
**


وكيف يخاف النار من بات موقناً *****بأن امير المؤمنين قسيمها


***************
*********
*******
**

لااضحك الله سنَّ الدهر ان ضحكت****يوماً وآل احمد مظلمون وقد قهروا

مشـــــــردون نفو عن عقر دراهم **** كانهم قد جنـــــــوا ماليـــــس يغتفر
من مواضيع : العشق السرمدي 0 اريد احد مكاتب السادة العلماء في دولة الجزائر
0 هل اطاع عمركم رسول الله صلوات الله عليه واله [&]
0 عدت اقلب الذكريات// بقلمي
0 طلب رواية
0 لم اطلب ترحيبا في بداية دخولي لكن اطلب توديعي
رد مع اقتباس