|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 17464
|
الإنتساب : Mar 2008
|
المشاركات : 728
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
العشق السرمدي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 02-04-2008 الساعة : 10:12 AM
ولكن القوم لميعيروا اهتماماً بما جرى على سيدة النساء وابنة سيد الأنبياء، بل أخذوا زوجهاالعظيم، بعد أن نزعوا عنه السلاح، وتركوه أعزلاً وألقوا حبل سيفه في رقبته يقودونهمن بيته إلى المسجد بكل عنف وقسوة ليبايعوينظر سلمان إلى ذلك المنظر المذهل ويقول: أيُصنع ذا بهذا؟والله لو أقسم على الله لانطبقت ذه على ذهقف بنا لنبكي على علي، وهو يسمع صرخات زوجته فاطمة! ويسمعأصوات ولديه وبنتيه الصغار وهو يولولون، ينظرون إلى أمهم تارة وإلى أبيهم أخرى، لايدرون ما يصنعون؟ هل يلتفون حول أمهم ويسمعون أنينها من صدمة الباب وسقط الجنين؟ أويرافقون أباهم وقد ازدحم حوله الرجال يدفعونه في ظهره ويقاومونامتناعه.
حيرة وأيةحيرة، يريد عليّ أن يسعف زوجته لينظر إليها وهي في تلك الحالة، ولكن حبل السيف فيرقبته، ولكن الرجال يدافعونه، وصرخات الأطفال قد سلبته كلقرار.
ينظر يميناًوشمالاً، ينادي: واحمزتاه، ولا حمزة لي اليوم، واجعفراه ولا جعفر لياليوم!!
ارتفعت أصواتالنساء (الواقفات في الطريق) بالبكاء والعويل، وما الفائدة من صياح النساء أمامالقوة؟ وهل تلين تلك القلوب من صرخات النساءوصياحهن.
فتحت السيدةفاطمة عينها حينذاك، ولعلها أفاقت على صراخ أطفالها المذعورين! وقالت: يا فضة! أينعليّ!!
قالت - وهيباكية -: أخذوه للمسجد!!
نسيت فاطمة آلامها، وقامت وكلها آلام وأوجاع، ولكنها استعادت شجاعتهالهول الموقف ولذلك الظرف العصيب.
فلنترك السيدة فاطمة تستعد للخروج لإنقاذ زوجها من تلك الورطة ولتداركذلك الموقف، ولنذهب إلى المسجد النبوي لنرى. ما جرى على الإمامعليّ؟؟نعود إلى ماذكره ابن قتيبة في (الإمامة والسياسة ص11):
وذكروا أن علياً أتى أبو بكر وهو يقول: أنا عبد الله وأخورسوله. فقيل له: بايع أبو بكر. فقال: أنا أحق بهذا الأمرمنكم.
لا أبايعكم،وأنتم أولى بالبيعة لي.
أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي (صلى اللهعليه وآله) وتأخذونه من أهل البيت غصباً؟؟ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر لمكان محمد (صلىالله عليه وآله) منكم؟؟ فأعطوكم المقادة، وسلَّموا إليكمالإمارة؟وأنا أحتجُّعليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار:
نحن أولى برسول الله (صلى الله عليه وآله) حياًوميتاً.
فأنصفونا (إنكنتم تخافون) من أنفسكم.
فقال له عمر: أنت لست متروكاً حتىتبايع.
فقال له عليّ: احلب حلباً لك شطره!!
اشدد له اليوم ليرده عليك غداً.
والله يا عمر لا أقبل قولك ولاأبايعه.
فقال له أبوبكر: فإن لم تبايعني فلا أُكرهك.
فقال عليّ: يا معشر المهاجرين الله! الله! لا تُخرجوا سلطان محمد فيالعرب من داره وقعر بيته إلى دوركم وقعور بيوتكم، وتدفعوا أهله عن مقامه في الناسوحقه.
فوالله يا معشرالمهاجرين! لنحن أهل البيت أحقّ بهذا الأمر منكم ما كان فيه القارئ لكتاب الله،الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله.
هذا ما يرويه ابن قتيبة في كتابه (الإمامةوالسياسة).
وأما مايرويه العياشي في تفسيره 2/67:
أخرجوه من منزله ملبّباً، ومرّوا به على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: (يا بن أم أن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) فقال له...: بايع. قال عليّ: فإن أنا لم أفعل فَمَه؟ قال له...: إذن والله أضرب عنقك! قال عليّ: إذن - والله - أكون عبد الله المقتول وأخا رسول الله.
وفي رواية: إذن والله تقتلون عبد الله وأخا رسول الله. فقال..: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسول الله فلا. وفي رواية: (وأما أخو رسولالله فما نقر لك بهذا قال: أتجحدون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بينيوبينه؟ قال: نعم. وجرى - هناك - حوار شديد وكلام طويل بين عليّ وبين تلكالزمرة.
وعند ذلك وصلتفاطمة إلى المسجد، وقد أخذت بيد ولديها: الحسن والحسين، وما بقيت هاشمية إلاَّوخرجت معها، ونظرت السيدة فاطمة إلى زوجها أبي الحسن وهو تحت التهديد بالقتل،فأقبلت تعدو وتصيح: خلّوا عن ابن عمّي!! خلّوا عن بعلي!! والله لأكشفن عن رأسيولأضعنَّ قميص أبي على رأسي ولأدعونَّ اللهعليكم.
وفي رواية: فوالذي بعث محمداً بالحق لئن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعنَّ قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رأسي، ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى، فما ناقة صالحبأكرم على الله مني، ولا الفصيل بأكرم على الله منولدي(4).
|
|
|
|
|