عرض مشاركة واحدة

السلامي
مــوقوف
رقم العضوية : 13595
الإنتساب : Dec 2007
المشاركات : 275
بمعدل : 0.04 يوميا

السلامي غير متصل

 عرض البوم صور السلامي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي عبادة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في غار حراء
قديم بتاريخ : 23-03-2008 الساعة : 05:48 PM


كانت عند العرب بقايا من الحنيفية ، التي ورثوها من دين النبي إبراهيم ( عليه السلام ) ، فكانوا - مع ما هم عليه من الشرك - يتمسكون بأمور صحيحة ، توارثها الأبناء عن الآباء .

وكان بعضهم أكثر تمسكاً بها من بعض ، بل كانت قِلَّة منهم تعاف وترفض ما كان عليه قومها من الشرك ، وعبادة الأوثان ، وأكل الميتة ، ووأد البنات ، ونحو ذلك من العادات التي لم يأذن بها الله ، ولم يأت بها شرع حنيف .

وكان من تلك الطائفة ورقة بن نوفل ، وزيد بن نفيل ، ورسولنا ( صلى الله عليه وآله ) .

والذي أمتاز عن غيره بإعتزاله ( صلى الله عليه وآله ) الناس للتعبُّد ، والتفكُّر في غار حِرَاء ، فما هو خبره ( صلى الله عليه وآله ) في هذا الشأن ؟ ، هذا ما سنقف عليه في المقال التالي :

كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يتأمَّل منذ صغره ، ما كان عليه قومه من العبادات الباطلة ، والأوهام الزائفة ، التي لم تجد سبيلاً إلى نفسه ، ولم تلقَ قبولاً في عقله .

وذلك بسبب ما أحاطه الله من رعاية ، وعناية ، لم تكن لغيره ( صلى الله عليه وآله ) من البشر ، فبقيت فطرته على صفائها ، تنفر من كل شيء غير ما فطرت عليه .

التعبد في الغار :
هذا الحال الذي كان عليه ( صلى الله عليه وآله ) دفع به إلى إعتزال قومه ، وما يعبدون من دون الله ، وحبَّب الله إليه عبادته بعيداً عن أعين قومه ، وما كانوا عليه من عبادات باطلة ، وأوهام زائفة .

فكان ( صلى الله عليه وآله ) يأخذ طعامه ، وشرابه ، ويذهب إلى غار حِرَاء ، كما ثبت في الحديث المُتَّفَق عليه ، أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( جاورت بِحِرَاء شهراً ) .

وحِراء هو غار صغير ، في جبل النور ، على بعد ميلين من مكة ، فكان ( صلى الله عليه وآله ) يقيم فيه الأيام والليالي ذوات العدد .

فيقضي ( صلى الله عليه وآله ) وقته في عبادة ربه ، والتفكَّر فيما حوله ، من مشاهد الكون ، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك الباطلة ، والتصورات الواهية ، ولكن ليس بين يديه ( صلى الله عليه وآله ) طريق واضح ، ولا منهج مُحدَّد ، يطمئِنُّ إليه ويرضاه .

وكان اختياره لهذه العزلة ، والانقطاع عن الناس بعض الوقت ، من الأسباب التي هيَّأها الله تعالى له ، لِيعدَّه لما ينتظره من الأمر العظيم ، والمهمّة الكبيرة التي سيقوم بها ، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى للناس أجمعين .

واقتضت حكمة الله تعالى أن يكون أول ما نَزَّل عليه ( صلى الله عليه وآله ) الوحيَ في هذا الغار .

فهذا ما كان من أمر تعبده ( صلى الله عليه وآله ) ، وإعتزاله قومه ، وما كانوا عليه من العبادات والعادات .

وقد أحاطه الله سبحانه بعنايته ورعايته ، وهيَّأ له الأسباب التي تعدّه لحمل الرسالة للعالمين .

وهو ( صلى الله عليه وآله ) في حالِهِ التي ذكرنا ينطبق عليه ، قوله تعالى في حق موسى ( عليه السلام ) : ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) طه : 93 .

إنّه الإعداد لأمر عظيم ، تنوء الجبال بحمله ، إنها الأمانة التي كان يُعدُّ ( صلى الله عليه وآله ) لحملها إلى الناس أجمعين ، ليكون عليهم شهيداً يوم القيامة ، تحقيقاً لقوله تعالى : ( وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاءِ ) النحل : 89 .

فجزاه الله عن أمته ، وعن العالمين خير الجزاء ، وجمعنا معه ( صلى الله عليه وآله ) تحت ظِلِّه ، يوم لا ظِلَّ إلا ظِلّه

من مواضيع : السلامي 0 دفاع الزهراء عليها السلام وكلامها لمن ظلمها حقها وحق الامام علي عليه السلام
0 كشف بيت فاطمة عليها السلام
0 الحجاب والعلم
0 الأميركان (يهدّدون) العراق بالعودة إلى (الحريق اليومي) في حال انسحابهم من المدن
0 الزهراء ودورها في تصحيح مسار الإسلام
رد مع اقتباس