عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية مريمـ آلـ ع ـذراء
مريمـ آلـ ع ـذراء
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 16741
الإنتساب : Jan 2008
المشاركات : 4,985
بمعدل : 0.80 يوميا

مريمـ آلـ ع ـذراء غير متصل

 عرض البوم صور مريمـ آلـ ع ـذراء

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
بعيدا .. عن الظل .. قصة قصيرة
قديم بتاريخ : 13-03-2008 الساعة : 09:30 PM


بعيدا عن الظل




طلال النعيمي
قصة قصيرة .... من الطف

شمس المدينة , تنحدر قليلا عن وسط السماء بأتجاه الافق .. لاهبة , تلسع راسها المكتظ بالماسي .. انها ابت الا تستظل بظل ابدا , وان لايهنا بقربها رجل قط

فقد عزفت عن كل لذة ودعة في العيش , ولم يبق لها الا صدى الامس , ينقر في اذنيها .. يعشعش في راسها .. يجعلها تركن الى صمت مطبق , فلا فائدة من فتح الفم , واتساع الشفتين .. فلقد مات الكلام .. ورحلت البسمات .. وما عاد لها الا الذكرى , تعيش بها ومن اجلها
الفاجعة التي حلت بها لم تبق لها شيئا تنعم فيه ... ضمت يديها الى صدرها .. راحت تهزهما كمن تهدهد طفلا رضيعا
استمرت هكذا للحظات , ثم نظرت بعينين ذاهلتين الى يديها ... حدقت فيهما جيدا ... لم تجد شيئا ... فبكت .. بكت بحرارة ...
الشمس تنحدر نحو الافق . نظرت مرة اخرى الى يديها المضمومتين .. ولوهلة .. انفرجت شفتاها عن ابتسامة باهتة ... امالت راسها ... قربت يديها الى صدرها .. عصرت ثديها بيمينها , وقربت يدها اليسرى الممدودة افقيا الى صدرها .. لاشئ ... الثدي جاف , ويديها فارغة .. لسعات الشمس ايقظتها من اوهامها . فافلتت يديها , وبكت .. عيون الاهل والاحبة تلراقبها عن بعد ... وحالتها سكاكين تقطع احشاءهم .. ولكن مامن احد يستطيع اقناعها بالركون الى الظل , والعيش بهناء بعيدا عن الماضي الاليم ... رفعت راسها ... حدقت في الشمس باجفان جامدة , تعبت , فاغمضت عينيها
وراحت صور الماساة تمر امامها ... صور عديدة , ازدحم بها راسها ... عطش في كربلاء .. قتل الاحبة .. وقطع الرؤوس , وحملها على الرماح ... سبي النساء ... ولكن ثمة صور لا تفارقها ابدا ... تعذبها .. لاتستطيع محوها من راسها ... صورة طفلها الرضيع , وهو مذبوح من الوريد الى الوريد من اجل جرعة ماء ... صورة زوجها وقد سقط من على فرسه , بعد ان اصبح جسده كغربال من كثرة السهام .. صورة سنابك خيل الاعداء وهي تطأ الجسد الشريف .. .. وصورة الفرس ... ذلك الحيوان الذي رفض الحريمة النكراء , وراح يدعو بالويل والثبور على امة قتلت ابن بنت نبيها

صور رهيبة عاشتها في الطف , وراحت تزور راسها وهي جالسة تحت الشمس اللاهبة ... الدموع تسيل على خديها كشلال , وكذلك عيون من حولها

وبينما كانت الشمس تقترب من الافق , ضمت يديها الى صدرها مرة اخرى .. وراحت تهزهما كمن تهدهد رضيعا .. وتقربهما الى صدرها الجاف .. تقربهما كثيرا , تلصقهما بصدرها .. وتبقى هكذا بلا حركة ... ولا انفاس

موفقــــين.....

توقيع : مريمـ آلـ ع ـذراء
من مواضيع : مريمـ آلـ ع ـذراء 0 مريم العذراء من جديد ..!
0 هل أج ــد ترح ــيب بي من أح ــبتي ..!
0 ( غير متصل )Off line‎
0 لهجة أهل الأحساء في القرآن الكريم‎
0 ثيمــآتـــ إســـلآميه ..
رد مع اقتباس