|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 7206
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 3,190
|
بمعدل : 0.49 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيــــــــــدرة
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 03-03-2008 الساعة : 03:58 AM
يتــــــــــبع ما سبق في حال وسيرة من أبق
_______________________
وكتب الإمام عليّ عليه السلام إلى معاوية :
« ... فاحذر يوماً يغتبط فيه من أحمد عاقبة عمله ، ويندم من أمكن الشيطان من قياده فلم يجاذبه ، وقد دعوتنا إلى حكم القرآن ولست من أهله ، ولسنا إياك أجبنا ، ولكنّا أجبنا القرآن في حكمه » (4)».
____________
1) تاريخ اليعقوبي 2 : 184 ـ 185 .
2) نهج البلاغة : 411 الكتاب 39 .
3) الكامل في التاريخ 3 : 316 ـ 317 . وبنحوه في المنتظم 5 : 121 .
4) نهج البلاغة : 423 الكتاب 48 .
وانتهت المعركة بالتحكيم ، وقد كان الإمام عليّ عليه السلام يحذّر معاوية من القتال وسفك الدماء فلم يستجب وكان جوابه لسفراء الإمام عليّ عليه السلام : (...ليس بيني وبينكم إلاّ السيف) (1).
وكان عدد القتلى من الطرفين سبعين ألفاً (2)وقتل مع الإمام عليّ عليه السلام خمسة وعشرون صحابياً ، منهم عمّار بن ياسر قتله أبو العادية يسار بن سبع السلمي وهو من الصحابة الذين شهدوا بيعة الرضوان (3).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمّار رضي الله عنه :
« تقتلك الفئة الباغية » (4) .....!
والفئة الباغية التي قتلت عمّار كان يقودها معاوية وعمرو بن العاص .
ما بعد صفين :
انتهت معركة صفين بالتحكيم ، وانتهى التحكيم بخديعة عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري ، فقال الأشعري لابن العاص :
(غدرت وفجرت ، إنّما مثلك كمثل الكلب) فقال له ابن العاص : (إنّما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفاراً) (5).
____________
1) مروج الذهب 2 : 377 .
2) مروج الذهب 2 : 352 . والمنتظم 5 : 120 .
3) الفصل في الأهواء والملل والنحل 4 : 161 .
4) صحيح البخاري 1 : 194 . وصحيح مسلم 4 : 2235 | 70 و 72 و 73 . ومسند أحمد 2 : 16 و164 . 5) نهاية الارب 20 : 159 .
وبما أنّ الحكم كان نابعاً من الهوى والابتعاد عن الهدى تبرَّء الإمام عليّ منهما ونسب إليهما نبذ حكم القرآن ومخالفته فقال عليه السلام :
« ألا إنَّ هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حكمين قد نبذا حكم القرآن وراء ظهورهما ، وأحيا ما أمات القرآن ، واتبع كل منهما هواه بغير هدى من الله ، فحكما بغير حجة بينة ولا سُنة ماضية ، واختلفا في حكمهما وكلاهما لم يرشد ، فبرىء الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين » (1).
وحول الحكمين قال عبد الله بن عمر :
(انظروا إلى ما صار أمر هذه الأمّة ، إلى رجل لا يبالي ما صنع ، وآخر ضعيفاً) (2).
ولم يكتف معاوية بالبغي على إمام زمانه وقتل في هذا البغي آلاف المسلمين وخيرة الصحابة ، بل استمر في بغيه بالاعتداء على الأبرياء الذين يوالون الإمام عليّ عليه السلام باعتباره الخليفة الشرعي ، وكان يبعث الغارات على المدن التابعة للدولة الإسلامية التي يحكمها الإمام علي عليه السلام فبعث بسر بن أرطأة ـ وهو من الصحابة ـ في ثلاثة آلاف إلى الحجاز وإلى المدينة فدخلها فخطب في الناس وهدّدهم وقال :
: (والله ما لكم عندي من أمان ولا مبايعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله) ..
فلما سمع الصحابي جابر ابن عبد الله انطلق إلى أُم المؤمنين أم سلمة وقال لها : (ماذا ترين ؟ انّي قد خشيت أن أُقتل ، وهذه بيعة ضلالة) ، وكان ذلك الجيش يقتل (من أبى أن يقرّ بالحكومة) (3).
ثم مضى بسر بن أرطأة إلى اليمن فقتل جماعة من أهلها ، ومنهم طفلان صغيران لعبيد الله بن العباس (4).
____________
1) تاريخ الطبري 5 : 77 . والكامل في التأريخ 3 : 338 .
2) نهاية الأرب 20 : 159 .
3) تاريخ الطبري 5 : 139 .
4) تاريخ الطبري 5 : 140 .
وكثر الحديث حول دهاء معاوية فأجاب الإمام عليّ عليه السلام قائلاً :
« والله ما معاوية بأدهى منّي ، ولكنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ... » (1)ّ .
* الفواصل السلوكية في عهد معاوية بن أبي سفيان :
ثم إنّ الإمام عليه السلام قد أوصى بالإمامة من بعده ـ بأمرٍ من الله ورسوله ـ إلى ولده الإمام الحسن بن علي عليهما السلام وقد بايعه أيضاً أهل الكوفة وبعض الأمصار ، وعلى الرغم من شرعية خلافته إلاّ أنّ معاوية لم يستجب إلى بيعته وتمرّد على شرعيته وأعلن العصيان والبغي ، وحينما رأى الإمام الحسن عليه السلام أنّه لا يستطيع إخماد التمرّد ، وأنّه لا يملك القوة اللازمة في الاستمرار في الخلافة صالح معاوية(2)واشترط الإمام الحسن عليه السلام شروطاً على معاوية ولكنّه لم يفِ بها(3).
وكانت سياسة معاوية بعد استيلائه على السلطة المخالفة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد اعترض الإمام الحسن عليه السلام على معاوية في ذلك قائلاً :
«إنَّ الخلافة لمن سار بسيرة رسول الله ... وليس الخلافة لمن عمل بالجور وعطّل الحدود » (4) .
____________
1) شرح نهج البلاغة 10 : 211 .
2) تاريخ اليعقوبي 2 : 215 . والكامل في التأريخ 3 : 404 . وتاريخ الخميس 2 : 290 .
3) الكامل في التأريخ 3 : 405 .
4) ربيع الأبرار 2 : 837 .
وفي مجلس معاوية والحسن حاضر شتم جماعة ـ وهم من الصحابة!! ـ
الإمام عليّاً عليه السلام وذكروه بسوء ، فأجاب الإمام الحسن عليه السلام معاوية بالقول :
«أما بعد يا معاوية ، فما هؤلاء شتموني ولكنّك شتمتني ، فحشاً ألفته ، وسوء رأي عرضت به ، وخُلقاً سيئاً ثبتَّ عليه ، وبغياً علينا ، عداوة منك لمحمد وأهله... » (1).
وأغلظ القول لعمرو بن العاص وقال له :
«... فأنت عدوّ بني هاشم في الجاهلية والإسلام... وأما ما ذكرت من أمر عثمان ، فأنت سعَّرت عليه الدّنيا ناراً... ثم حبست نفسك إلى معاوية ، وبعت دينك بدنياه... » .
وقال الإمام الحسن عليه السلام للوليد بن عقبة :
« ... فوالله ما ألومك على بغض عليّ ، وقد جلدك ثمانين في الخمر... وأنت الذي سمّاه الله الفاسق ، وسمّى عليّاً المؤمن » (2).
وقال عليه السلام للمغيرة بن شعبة :
« ... وإنَّ حدَّ الله في الزنا لثابت عليك » (3).
وقال الإمام الحسن عليه السلام لمروان :
« لقد لعن الله أباك الحكم وأنت في صلبه على لسان نبيّه ، فقال : لعن الله الحكم وما ولد » (4).
____________
1) شرح نهج البلاغة 6 : 288 .
2) شرح نهج البلاغة 6 : 292 .
3) شرح نهج البلاغة 6 : 294 . يشير الإمام عليه السلام إلى قيام البيّنة على
المغيرة بالزنا في زمن عمر ، لكنّ عمر عطّل الحد ولم يجره في حقّه ، انظر : تاريخ اليعقوبي 2 : 146 ، الاغاني 16 : 99 ، شرح نهج البلاغة 12 : 245 .
4) البداية والنهاية 8 : 259 .
* أوامر معاوية في شتم الإمام عليّ عليه السلام :
بعد استقرار الأمر لمعاوية ، أمر ولاته بلعن وشتم الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من على منابر المسلمين .
وأوصى معاوية المغيرة بن شعبة (لا تترك شتم علي وذمّه) ، فقال له المغيرة : (قد جَرّبتُ وجُرّبتُ ، وعملت قبلك لغيرك فلم يذممني ، وستبلو فتحمد أو تذم) ، فكان المغيرة (لا يدع شتم علي والوقوع فيه) (1).
وكان ينال في خطبته من عليّ ، وأقام خطباء ينالون منه (2).
وكان حجر بن عديّ يرد اللعن على المغيرة (3).
ونتيجة لاستمرار شتم الإمام عليّ عليه السلام وسبّه ، كتبت أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة إلى معاوية :
(إنّكم تلعنون الله ورسوله على منابركم ، وذلك أنّكم تلعنون عليّ بن أبي طالب ومن أحبّه ، وأنا أشهدُ أنَّ الله أحبّه ورسوله) (4).
وروي أنّ قوماً من بني أُميّة قالوا لمعاوية :
(... إنّك قد بلغت ما أمّلت ، فلو كففت عن لعن هذا الرجل ، فقال : لا والله حتى يربو عليه الصغير ، ويهرم عليه الكبير ، ولا يذكر له ذاكر فضلاً) (5).
كما وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على ( رواية أخبار قبيحة في الإمام عليّ عليه السلام ، تقتضي الطعن فية والبراءة منه ، وجعل لهم على ذللك جُعلاً... منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرء بن شعبة وغيرهم .
____________
1) الكامل في التاريخ 3 : 472 .
2) سير أعلام النبلاء 3 : 31 .
3) تاريخ اليعقوبي 2 : 230 .
4) العقد الفريد 5 : 115 . وبنحوه في مسند أحمد 7 : 455 . والمعجم الكبير 23 : 323 .
5) شرح نهج البلاغة 4 : 57 .
وروي أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب: ( مائة ألف درهم حتى يروي أنّ هذه الآية نزلت في حق علي ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ) (1) فلم يقبل ، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل ، فبذل له ثلاثمائة ألف درهم فلم يقبل ، فبذل له أربعمائة ألف درهم فقبل ، وروى ذللك ) .
وقام معاوية بقتل أخيار الصحابة الموالين للاِمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومنهم حجر بن عدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2).
* اعتراض الإمام الحسين بن علي عليهما السلام على معاوية :
ارتكب معاوية أعمالاً مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ووجد في ذلك اعتراضاً من قبل الصحابة ، ومن أعماله إدّعاؤه زياد بن سمية واستلحاقه بأبي سفيان خلافاً لسُنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3).
____________
1) سورة البقرة 2: 204 وما بعدها .
2) الكامل في التاريخ 3 : 473 . وتاريخ اليعقوبي 2 : 231 .
3) سير أعلام النبلاء 3 : 495 .
واعترض الإمام الحسين بن علي عليهما السلام على مجمل أعماله ، فقد جاء في كتابه عليه السلام إلى معاوية بعد أن وصفه وأصحابه بالقاسطين الملحدين حزب الظالمين وأولياء الشياطين :
« ألست قاتل حجر بن عدي وأصحابه المصلّين العابدين ، الذين ينكرون الظلم ويستعظمون البدع... أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أبلته العبادة... أو لست المدعي زياد بن سميّة.. ؟! فتركت سُنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخالفت أمره متعمدّاً، واتّبعت هواك مكذِّباً بغير هُدىً من الله.. فلا أعلم فتنة على الأمة أعظم من ولايتك عليها.. وأخذك بالبيعة لابنك غلامٍ سفيه يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ، ولا أعلمك إلاّ خسرت نفسك، وأوبقت دينك ، وأكلت أمانتك ، وغششت رعيّتك ، وتبوّأت مقعدك من النار ، فبعداً للقوم الظالمين» .
ففي هذا الكتاب بيّن الإمام الحسين عليه السلام لمعاوية خلافه لسُنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وابتعاده عن هدى الله تعالى ، وجعله في صف الظالمين ، ليتبوأ مقعده من النار .
_____________________
يـــــــتبع إن شــــــــآء الله تعالى
{حيـــــــــــدرة}
|
|
|
|
|