|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 5110
|
الإنتساب : May 2007
|
المشاركات : 8,727
|
بمعدل : 1.34 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
hassan.khalifa
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 28-02-2008 الساعة : 12:30 PM
(قال الواقدى) فلما اتى على رسول الله صلى الله عليه وآله شهران مات وهب جده أبوأمه آمنة وجاء عبدالمطلب وجماعة من قريش وبنى هاشم وغسلوا وهيا وحنطوه وكفنوه ودفنوه على ذيل الصفا.
(قال الواقدى) فلما اتى على رسول الله صلى الله عليه وآله اربعة اشهر ماتت امه آمنة (رض) فبقى النبي صلى الله عليه وآله بلا أم ولا أب وهو من ابناء اربعة اشهر فبقي يتيما في حجر جده عبدالمطلب ابى أبيه (رض) فاشتد على عبدالمطلب موت آمنة ليتم محمد صلى الله عليه وآله فلم يأكل ولم يشرب ثلاثة أيام فبعث عبدالمطلب إلى عند بناته عاتكة وصفية وقال لهما خذا محمدا صلى الله عليه وآله والنبى لا يزداد إلا بكاء ولا يسكن وكانت عاتكة تلعق النبى صلى الله عليه وآله عسلا صافيا ولا يزداد النبي صلى الله عليه وآله إلا تماديا في البكاء.
(قال) الواقدى فضجر عبدالمطلب فصار لايتهنأ ان ينظر إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في تلك الحالة فقال لابنته عاتكة احضرى نساء قريش فلعله ان يقبل ثدى واحدة منهن ويرضعن ولدى وقرة عيني محمدا فقالت ابنته عاتكة السمع والطاعة يا أبتي فبعثت عاتكة بالجواري والعبيد نحو نساء بني هاشم وقريش ودعتهن إلى ارضاع النبى صلى الله عليه وآله فجئن إلى عاتكة واجتمعن عندها في اربعمائة وستين جارية من بنات صناديد قريش واصل بنى هاشم فتقدمت كل واحدة ودفعن ارادانهن عن رسول الله صلى الله عليه وآله ووضعن ثديهن في فم رسول الله صلى الله عليه وآله فما قبل واحدة وبقين متحيرات
[25]
وكان عبدالمطلب جالسا فامر باخراجهن فخرجن والنبى صلى الله عليه وآله لا يزداد إلا بكاءا وحزنا لغيبة اللبن عنه صلى الله عليه وآله فخرج عبدالمطلب من الدار مهموما مغموما إلى الكعبة وقعد عند استارها ورأسه بين ركبتيه كأنه امرأة ثكلى واذا بعقيل ابن أبى وقاص قد اقبل وهو شيخ من قريش وأسنهم فلما رأى عبدالمطلب مغموما قال له يا أبا الحارث مالي اراك مغموما فقال له عبدالمطلب يا سيد قريش اعلم ان نافلتى يبكي ولا يسكن شوقا إلى اللبن من حين ماتت أمه وانا لا اتهنا بطعام ولا بشراب محزون على ولدي محمد صلى الله عليه وآله وعرضت عليه نساء قريش وبني هاشم فلم يقبل ثدى واحدة منهن وذلك انه ما من امرأة إلا وبها عيب وان محمدا لا يقبل ثدى من بها عيب فلهذا امتنع فتحيرت وانقطعت حيلتى فقال عقيل يا ابا الحارث انى لاعرف في اربعة واربعين صنديد من صناديد العرب امرأة عاقلة افصح لسانا واصبح وجها وارفع حسبا ونسبا وهي حليمة بنت أبى ذويب ابن عبدالله بن الحارث بن سخنة بن ناصر بن سعد بن بكير بن زهر بن منصور بن عكرمة بن قيس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن اكرد بن سخيب بن يعرب بن اسماعيل بن ابراهيم خليل الرحمن.
(قال الواقدي) فقال عبدالمطلب يا سيدي وسيد قريش لقد نبهتني بامر عظيم وفرجت عني ثم دعا عبدالمطلب بغلام أسمه شمر دل وقال له قم يا غلام واركب ناقتك واخرج نحو حي بني سعد بن ابى بكر وادع لي أبا ذويب بن عبدالله بن الحارث السعداوى فذهب الغلام واستوى على ظهر ناقته وكان حي بني سعد من مكة على ثمانية عشر ميلا في طريق جدة قال فذهب الغلام نحو حي بني سعد فلحق بهم واذا خيمتهم من مسح وخوص وكذلك خيم الاعراب في البوادى فدخل شمر دل الحي وسأل عن خيمة عبدالله بن الحارث فاعطوه الاثر فذهب شمر دل إلى الخيمة فاذا بخيمة عظيمة رضية زاجة في الهواء من خوص واذا على باب لخيمة غلام اسود فاستأذن شمردل في الدخول فدخل الغلام وقال انعم صباحا يا اباذويب
[26]
قال فحياه عبدالله وقال له ما الخبر يا شمر دل فقال اعلم يا سيدى ان مولاى ابا الحارث عبدالمطلب قد وجهني نحوك وهو يدعوك فان رأيت يا سيدى ان تجيبه فافعل قال عبدالله السمع والطاعة وقام عبدالله من ساعته ودعا بمفتاح الخزانة وعطى التاج ففتح باب الخزانة واخرج منها جوشنة فافرغه على نفسه فاخرج بعد ذلك درعا فاصلا فافرغه على نفسه فوق جوشنة استخرج بيضة عادية فقلبها على رأسه وتقلد بسيفين واعتل رمحا ودعا بنجيب فركبه كالدكة وجاء نحو عبدالمطلب فلما دخل تقدم شمر دل واخبر عبدالمطلب وكان جالسا مع رؤساء مكة مثل عتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وعقبة بن ابي معيط وجماعة من قريش فلما رأى عبدالمطلب عبدالله قام على قدميه واستقبله وعانقه وصافحه واقعده على جنبه والزق ركبتيه بركبتيه ولم يتكلم حتى استراح ثم قال له عبدالمطلب يا ابا ذويب اتدرى بماذا دعوتك قال يا سيدي وسيد قريش ورئيس بنى هاشم حتى تقول فاسمع منك واعمل باحسنه قال اعلم يا باذويب ان نافلتى محمدبن عبدالله مات ابوه ولم يبن عليه اثر ثم ماتت امه وهو ابن اربعة اشهر وهو لا يسكن من البكاء إلى اللبن وقد عرضت عليه اربعة وستين جارية من اشرف واجل بنى هاشم فلم يقبل لواحدة منهن لبنا والان سمعنا ان لك بنتا ذات لبن فان رأيت ان تنفذها لترضع ولدى محمدا صلى الله عليه وآله فان قبل لبنها فقد جاءتك باسرها وعلى غناك وغنى اهلك وعشيرتك وان كان غير ذلك ترى مما رأيت من النساء غيرها فافعل ففرح عبدالله فرحا شديدا ثم قال يا ابا الحارث ان لي بنتين فايهما تريد قال عبدالمطلب اريد اكملها عقلا واكثر لنبا واصون عرضا فقال عبدالله هاتيك حليمة لم تكن كاخواتها بل خلقها الله تعالى اكمل عقلا واتم فهما وافصح لسانا واثج لبنا واصدق لهجة وارحم قلبا منهن جميعا.
(قال الواقدى) فقال عبدالمطلب اني ورب السماء ما رأيت إلا تلك فقال عبدالله السمع والطاعة فقام من ساعته واستوى على متن جواده واخذ نحو
[27]
بني سعد بعد ان اضافه فلما وصل إلى منزله دخل على ابنته حليمة وقال لها ابشرى فقد جاءتك الدنيا باسرها فقالت حليمة ما الخبر قال عبدالله اعلمي ان عبدالمطلب رئيس قريش وسيد بني هاشم سألني انفاذك اليه لترضعي ولده وتبشري بالعطاء الجزيل والسير الجميل قال ففرحت حليمة بذلك وقامت من وقتها وساعتها واغتسلت وتطيبت وتبخرت وفرغت من زينتها فلما ذهب من الليل نصفه قام عبدالله وزين ناقته وكانت مشرفه فركبت عليها حليمة وركب عبدالله فرسه وكذلك زوجها بكر بن سعد السعدى وخرجوا من دارهم في داج من الليل فلما اصبحوا كانوا على باب مكة ودخلوها وذهبت حليمة إلى دار عاتكة وكانت تلاطف محمدا صلى الله عليه وآله وتلعقه العسل والزبد الطري فلما دخلت الدار وسمع عبدالمطلب بمجيئها جاء من ساعته ودخل الدار ووقف بين يدى حليمة ففتحت حليمة جيبها وأخرجت ثديها الايسر واخذت رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعته في حجرها ووضعت ثديها في فمه والنبى صلى الله عليه وآله يترك ثديها الايسر ويضطرب إلى ثديها الايمن، فاخذت حليمة ثديها الايمن من النبي صلى الله عليه وآله ووضعت ثديها الايسر في فمه، وذلك ان ثديها الايمن كان جها ما لم يكن فيه لبن، وخافت حليمة ان النبي صلى الله عليه وآله اذا مص الثدي الايمن ولم يجد فيه شيئا لا يأخذ بعده الايسر، فيأمر عبدالمطلب باخراجها من الدار، فلما الحت على النبي ان يأخذ الايسر والنبي يميل إلى الايمن صاحت عليه يا ولدي مص الايمن حتى تعلم انه سيكون جهاما يابسا لا شئ فيه، قال فضبط النبي على ثديها واخرج خلف الايمن حتى امتلات فانفتح باللبن حتى ملا شد قيه كفم رأس الزق بأمر الله تعالى وببركته صلى الله عليه وآله فضجت حليمة وقالت واعجبا منك يا ولدى وحق رب السماء ربيت بثدي الايسر اثني عشر ولدا وما ذاقوا من ثدى الايمن شيئا والآن قد انفتح ببركتك، واخبرت بذلك عبدالله فامرها بكتمان ذلك فلما شبع النبي صلى الله عليه وآله ترك الخلف من ساعته فقال عبدالمطلب تكونين عندي
[28]
نأمر لك بافراغ دار بجنب دارى واعطيك كل شهر الف درهم بيض ودست ثياب رومية وكل يوم عشرة امنان خبز حوارىولحما مشويا، فلما سمع أبوها عبدالله ذلك أوحى لها ان لا تقيمي عنده قالت يا أبا الحارث لو جعلت لي مال الدنيا ما اقمت عندك وتركت الزوج والاولاد قال عبدالمطلب فان كان هكذا فادفع اليك محمدا على شرطين قالت وما الشرطان قال عبدالمطلب ان تحسنى اليه وتنوميه إلى جنبك وتدثريه بيمينك وتوسديه بيسارك ولا تنبذيه وراء ظهرك قالت حليمة وحق رب السماء اني منذ وقع نظري عليه قد ثبت حبه في فؤادي فلك السمع والطاعة يا أبا الحارث ثم قال واما الشرط الثانى ان تحميله إلي في كل جمعة حتى اتمتع برؤيته فاني لا اقدر على مفارقته قالت افعل ذلك ان شاء الله تعالى فأمر عبدالمطلب ان تغسل رأس محمد صلى الله عليه وآله فغسلت رأسه وزرقت جبينه ولفته في خرق السندس ثم ان عبدالمطلب دفعه اليها واخذ اربعة آلاف درهم وقال لها تعالى يا حليمة نمضي إلى بيت الله الحرام حتى اسلمه اليك فيه فحمله على ساعده ودخل وطاف بالنبى صلى الله عليه وآله سبعا وهو على ساعده ملفوف بخرق السندس ثم انه دفعه اليها ومعه اربعة آلاف درهم بيض واربعون ثوبا من خواص كسوته ووهب لها اربع جوار رومية وحلل سندس ثم ان عبدالله بن الحارث أتى بالناقة فركبتها حليمة واخذت حليمة رسول الله صلى الله عليه وآله في حجرها وشيعه عبدالمطلب إلى خارج مكة ثم اخذت حليمة رسول الله إلى جنبها من داخل خمارها فلما بلغت حليمة إلى حي بنى سعد كشفت عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله فابرق من وجناته نور فارتفع في الهواء طولا وعرضا حتى التزق إلى عنان السماء.
(قال الواقدى) فلما رأى الخلق ذلك لم يبق في حي بنى سعد صغير ولا كبير ولا شيخ ولا شاب إلا استقبلوا حليمة وهنأوها بما رزقها الله تعالى من الكرامة الكبرى، فذهبت حليمة إلى باب خيمتها وبركت الناقة والنبي صلى الله عليه وآله في حجرها فما وضعته عند الصغير إلا وحمله
[29]
الكبير وما وضعته عند الكبير الا واخذه الصغير وذلك كله لمحبة النبي صلى الله عليه وآله.
(قال الواقدى) فبقى النبي صلى الله عليه وآله عند حليمة ترضعه وكانت تقول يا ولدي ورب السماء انك عندى لاعز ولدى ضمرة، يا قرة عينى أترى اعيش حتى اراك كبيرا كما رأيتك صغيرا، وكانت تؤثر محمدا على أولادها جدا ولا تفارق محمدا عن عينيها.
(قال الواقدى) قالت حليمة والله ما غسلت لمحمد صلى الله عليه وآله ثوبا من بول ولا غائط بل كان اذا جاء وقت حاجته ينقلب من جنب إلى جنب حتى تعلم حليمة بذلك وتأخذه وتخدمه حتى يقضي حاجته ولا شممت ورب السماء من محمد رائحة نتنة قط ولا شممت منه شيئا ابدا بل كان يفوح منه رائحة المسك والكافور قالت حليمة فلما اتى على النبي صلى الله عليه وآله تسعة اشهر ما رأيت ما يخرج منه البته لان الارض تبتلع ما يخرج منه فلهذا لم أر.
(قال الواقدى) وكان من حليمه ان تحمل محمدا صلى الله عليه وآله حين كملت له عشرة اشهر فقامت حليمة يوم الخميس وقعدت على باب الخيمة منتظرة لانتباه النبي صلى الله عليه وآله اتزينه وتحملة إلى جده عبدالمطلب قال فلم ينتبه النبى صلى الله عليه وآله وابطأ عن الخروج عن الخيمة إلى حليمة فلم يخرج إلا بعد اربع ساعات فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله مغسول الرأس مسرح الذوائب وقد زرق جبينه وذقنه وعليه الوان الثياب من السندس والاستبرق فتعجبت حليمة من زينة النبي صلى الله عليه وآله ومن لباسه ممارأت عليه فقالت ياولدي من اين لك هذه الثياب الفاخرة والزينة الكاملة فقال لها محمد صلى الله عليه وآله اما الثياب فمن الجنة واما الزينة فمن افعال الملائكة قال فتعحبت حليمة من ذلك عجبا شديدا ثم حملته إلى عند جده في يوم الجمعة فلما نظر اليه عبدالمطلب قام اليه واعتنقه واخذه إلى حجره فقال ياولدي من اين لك هذه الثياب الفاخرة والزينة الكامله فقال له النبي صلى الله عليه وآله يا جد فاستخبر ذلك من حليمة فكلمته حليمة وقالت ليس ذلك من افعالنا فامر عبدالمطلب حليمة ان تكتم ذلك وأمر لها بالف
[30]
درهم بيض وعشرة دسوت ثياب وجارية رومية فخرجت حليمة من عنده فرحة مسرورة إلى حبها.
(قال الواقدى) فلما اتى على النبى صلى الله عليه وآله خمسة عشر شهرا كان اذا نظر اليه الناظر يتوهم انه من ابناء خمس سنين لتمام نمو جسمة وملاحة بدنه.
(قال) الواقدى فلما حملت حليمة النبى إلى حيها حين اخذته من عند عبدالمطلب وكان لها اثنان وعشرون رأسا من المواشى فوضعت في تلك السنة كل شاة توما ببركة النبى صلى الله عليه وآله وخرج من عندها ولها الف وثلاثون رأسا من الثاغية والراغية.
(قال) الواقدى وكان لرسول الله صلى الله عليه وآله اخوة من الرضاعة يخرجون بالنهار إلى الرعاء ويعودون بالليل إلى منازلهم فرجعوا ذات ليلة مغمومين فلما دخلوا الدار قالت لهم حليمة مالي أراكم مغمومين قالو يا أمنا ان في هذا اليوم جاء ذئب واخذ شاتين من شياتنا وذهب بها فقالت حليمة الخلف والخير في الله تعالى فسمع النبى صلى الله عليه وآله قولهم فقال لهم لا عليكم فاني استرجع الشاة من الذئب بمشيئة الله تعالى فقال ضمرة واعجبا منك يا أخي قد أخذها بالامس فكيف تسترجعها اليوم فقال النبى صلى الله عليه وآله انه صغير في قدرة الله تعالى فلما اصبحوا قام ضمرة واخذ رسول الله على كتفه فقال النبي صلى الله عليه وآله مر بي إلى الموضع الذى اخذ الذئب فيه الشاتين قال فذهب برسول الله صلى الله عليه وآله إلى ذلك الموضع فعند ذلك نزل النبي صلى الله عليه وآله عن كتف اخيه ضمرة وسجد سجدة لله تعالى وقال إلهي وسيدى ومولاى تعلم حق حليمة علي وقد تعدى ذئب على مواشيها فأسلك ان تلزم الذئب برد الموشي إلى عندى قال فما استنم دعاءه حتى أوحى الله تعالى إلى جبرائيل ان قل للذئب ان يرد المواشي إلى صاحبها.
(قال الواقدى) ان الذئب لما ذهب بالشاتين حين أخذها نادى مناد ايها الذئب احذر الله وبأسه وعقوبته واحفظ الشاتين اللتين اخذتهما حتى اردها على خير الانبياء والمرسلين محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وآله فلما سمع الذئب النداء تحير ودهش ووكل
[31]
بتلك المواشي راعيا يرعاها إلى الصباح فلما حضر النبي صلى الله عليه وآله ودعا بدعائه قام الذئب ورد الشاتين وقد قدم النبي صلى الله عليه وآله وقال يا محمد اعذرني فاني لم اعلم انها لك فاخذ ضمرة الشاتين ولم ينقص منها شئ فقال ضمرة يا محمد ما اعجب شأنك وانفذ أمرك فبلغ ذلك إلى عبدالمطلب فامرهم بكتمانه فكتموه مخافة ان تأخذه قريش ويعملون في دمه.
(قال الواقدى) فبقى رسول الله صلى الله عليه وآله سنتين ونظر إلى حليمة وقال لها مالي لا اري اخوتي بالنهار واراهم بالليل فقالت له يا سيدي سألتني عن اخوتك هم يخرجون في النهار إلى الرعاء فقال لها النبي صلى الله عليه وآله يا أماه احب ان اخرج معهم إلى الرعاء وانظر إلى البر والسهل والجبل وانظر إلى الابل كيف قشرين اللبن من امهاتها وانظر إلى القطايع وإلى عجائب الله تعالى في أرضه واعتبر من ذلك واعرف المنفعة من المضرة فقالت له حليمة افتحب يا ولدي ذلك قال نعم فلما اصبحوا اليوم
الثانى قامت حليمة فغسلت رأس محمد صلى الله عليه وآله وسرحت شعره ودهنته ومشطته والبسته ثيابا فاخرة وجعلت في رجليه نعلين من حذاء مكة وعمدت إلى سلة واخذت منها اطعمة جيده وبعثته مع أولادها وقالت لهم يا أولادى أوصيكم بسيدى محمد صلى الله عليه وآله ان تحفظوه واذا جاع فاطعموه واذا عطش فاستقوه واذا اعيي فاقعدوه حتى يستريح فقبلوا وصيتها وقالوا لها يا امنا ان محمد صلى الله عليه وآله لا عزنا وهو اخونا وانفذت معهم عبدالله بن الحارث وزوجها بكر بن سعد فخرج النبى صلى الله عليه وآله وعلى يمينه عبدالله بن الحارث وعلى يساره زوجها بكر بن سعد وضمرة وقرة قدامه والنبى صلى الله عليه وآله بينهم كالبدر بين النجوم فما بقى حجر ولا مدر إلاوهم ينادون السلام عليك يا محمد السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا حامد السلام عليك يا محمود السلام عليك يا صاحب القول العدل مخلصا بالرضا لا إله إلا الله محمد رسول الله طوبي لمن آمن بك والويل لمن كفر بك ورد عليك حرفا تأتي به من عند ربك، والنبى صلى الله عليه وآله يرد عليهم السلام وقد تحير الذين معهم
[32]
مما يرون من العجائب ثم ان النبي صلى الله عليه وآله اصابه حر الشمس فاوحى الله تعالى إلى استحيائيل ان مد فوق رأس محمد صلى الله عليه وآله سحبابة بيضاء فمدها فارسلت عزاليها كافواة القرب ورش القطر على السهل والجبل ولم يقطر على رأس محمد قطرة وسألت من ذلك المطر الاودية وصار الوحل في الارض ما خلا طريق محمد صلى الله عليه وآله فانه ينشر فيه من تلك السحابة ريش الزعفران وسنابل المسك وكان في تلك البرية شجرة طويلة عادية قديبست اغصانها وتناثرت أوراقها منذ سنين فاستند النبى اليها فاورقت وازهرت واثمرت وارسلت ثمارها من ثلائة اجناس اخضر واحمر واصفر وقعد النبى صلى الله عليه وآله هنالك يكلم اخوته ورأى النبي صلى الله عليه وآله روضة خضراء فقال يا اخوتي اريد ان امر بهذه الروضة وكان وراء الروضة تل كؤد وعليه الوان النبات فقال يا اخوتي ما ذلك التل فقالوا يا محمد وراء ذلك البراري والمفاوز فقال النبي صلى الله عليه وآله اني قد اشتهيت ان انظر اليه فقال القوم نحن نمضي معك اليه فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله بل اشتغلوا انتم باعمالكم وانا امضي وحدى وارجع اليكم سريعا ان شاء الله تعالى فقالوا جميعا مر يا محمد فان قلوبنا متفكرة بسببك.
(قال) الواقدى ثم ان النبي صلى الله عليه وآله مر في تلك الروضة وحده ونظر إلى تلك البرارى وهو يعتبر ويتعجب من الروضة حتى بلغ التل فنظر إلى جبل شاهق في الهواء كالحائط ولا يتهيأ له صعود لا عتداله وارتفاعه في الهواء فقال النبي صلى الله عليه وآله في نفسه انى اريد ان اصعد هذاالتل فانظر إلى ماورائه من العجائب، قال الواقدى فاراد النبي صلى الله عليه وآله أن يصعد الجبل فلم يتهيأ له ذلك لاستوائه في الهواء فصاح استحيائيل في الجبل صيحة ارعشته فاهتز اهتزازا وقال له أيها الجبل ويحك اطلع محمد * ص * خير المرسلين فانه يريد الصعود عليك ففرح الجبل وتراكم بعضه إلى بعض كما يتراكم الجلد في النار فصعد النبي * ص * اعلاه وكان تحت ذلك الجبل حيات كثيره من الوان شتى وعقارب كالبغال فلما هم النبي * ص * بالنزول إلى
[33]
تحت الجبل صاح بها الملك استحيائيل صيحة عظيمة وقال ايتها الحيات والعقارب غيبوا انفسكم في جحوركم وتحت صخوركم لئلا يراكم سيد المرسلين وسيد الاولين والاآخرين فسارعت الحيات والعقارب إلى امرهما استحيائيل وغيبت انفسها في كل جحر ونزل النبي صلى الله عليه وآله من الجبل فرأى عين ماء بارد أحلى من العسل والين من الزبد فقعد النبي صلى الله عليه وآله عند العين فنزل جبرئيل (ع) في ذلك الموضع وميكائيل واسرافيل ودردائيل فقال جبرئيل السلام عليك يا محمد السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا حامد السلام عليك يا محمود السلام عليك يا طه السلام عليك يا ايها المدثر السلام عليك يا ايها المليح السلام عليك ياطاب ياطاب السلام عليك يا سيد ياسيد السلام عليك يا فار قليط السلام عليك يا طس السلام عليك يا طسم السلام عليك يا شمس الدنيا السلام عليك يا قمر الاخرة السلام عليك يا نور الدنيا والاآخرة السلام عليك يا شمس القيامة السلام عليك يا خاتم النبين السلام عليك يا زهرة الملائكة السلام عليك يا شفيع المذنبين السلام عليك يا صاحب التاج والهراوة السلام عليك يا صاحب القرآن والناقة السلام عليك يا صاحب الحج والزيارة السلام عليك يا صاحب الركن والمقام السلام عليك يا صاحب السيف القاطع السلام عليك يا صاحب الرمح الطاعن السلام عليك يا صاحب السهم النافذ السلام عليك يا صاحب المساعي السلام عليك يا ابا القاسم السلام عليك يا مفتاح الجنة السلام عليك يا مصباح الدين السلام عليك يا صاحب الحوض المورود السلام عليك يا قائد المسلمين السلام عليك يا مبطل عبادة الاوثان السلام عليك يا قائد المرسلين السلام عليك يا مظهر الاسلام السلام عليك يا صاحب لا إله إلا الله محمد رسول الله قولا عدلا، طوبى لمن آمن بك والويل لمن كفر بك ورد عليك حرفا مما تأتي به من عند ربك، والنبي صلى الله عليه وآله يرد عليهم السلام فقال لهم من أنتم قالوا نحن عباد الله وقعدوا حوله قال فنظر النبي صلى الله عليه وآله إلى جبرئيل صلوات الله عليه قال له ما اسمك قال عبدالله ونظر
[34]
إلى اسرافيل وقال له مااسمك قال اسمي عبدالله ونظر إلى ميكائيل وقال له مااسمك قال عبدالجبار ونظر إلى دردائيل وقال له مااسمك قال عبدالرحمن فقال النبي صلى الله عليه وآله كلنا عباد الله تعالى وكان مع جبرئيل طشت من ياقوت احمر ومع ميكائيل ابريق من ياقوت أخضر وفي الابريق ماء من الجنة فتقدم جبرئيل (ع) ووضع فمه على فم محمد إلى ان ذهبت ثلاث ساعات من النهار ثم قال يا محمد اعلم وافهم ما بينته لك قال نعم ان شاء الله تعالى وقد ملا جوفه علما وفهما وحكما وبرهانا وزاد الله تعالى في نور وجهه سبعة وسبعين ضعفا فلم يتهيأ لاحد ان يملا بصره من الرسول الله صلى الله عليه وآله فقال له جبرئيل (ع) لاتخف يا محمد فقال له النبى صلى الله عليه وآله ومثلي من يخاف وعزة ربى وجلاله وجوده وكرمه وارتفاعه وعلو مكانه لو علمت شيئا دون جلال عظمته لقلت لم اعرف ربي قط فقال ونظر جبرئيل إلى ميكائيل وقال حق لربنا ان يتخذ مثل هذا حبيبا ويجعله سيد ولد آدم (ع) ثم ان جبرئيل القى رسول الله صلى الله عليه وآله على قفاه ورفع اثوابه فقال له النبي صلى الله عليه وآله ما تريد تصنع يا اخي جبرئيل فقال جبرئيل (ع) لا بأس عليك فاخرج جناحه اخضر وشق بطن النبي صلى الله عليه وآله ببندقة وادخل جناحه في بطنه وخرق قلبه وشق المقلية واظهر نكتة سواد فاخذها جبرئيل فغسلها وميكائيل يصب الماء عليه فنادى مناد من السماء يقول يا جبرئيل لا تقشر قلب محمد صلى الله عليه وآله فتوجعه ولكن اغسله بزغبك والزغب هو الريش الذي تحت الجناح فاخذ جبرئيل زغبة وغسل بها قلب محمد صلى الله عليه وآله ثم رد المقلبة إلى القلب والقلب إلى الصدر فقال عبدالله بن العباس ذات يوم والنبي صلى الله عليه وآله قد بلغ مبلغ الرجال سألت النبي صلى الله عليه وآله باي شيئ غسل قلبك يا رسول الله ومن أي شئ قال غسل من الشك باليقين لامن الكفر فاني لم اكن كافرا قط لانى كنت مؤمنا بالله من قبل ان اكون في صلب آدم (ع) فقال له عمر بن الخطاب متى نبئت يا رسول الله قال يا ابا حفص نبئت وآدم (ع) بين الروح والجسد (قال) واما
[35]
ما كان من امر النبي صلى الله عليه وآله فان جبرئيل (ع) قام وصب الماء على ارض قزوين فحصل من ذلك الارض قزوين امر عظيم قال وعرج جبرئيل (ع) وميكائيل إلى السماء فقال اسرافيل لمحمد صلى الله عليه وآله ما اسمك يا فتى فقال النبي صلى الله عليه وآله انا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف ولي اسم غير هذا قال اسرافيل صدقت يا محمد ولكني امرت بامر فافعله قال النبي صلى الله عليه وآله افعل ما امرت به فقام اسرافيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وحل ازرار قميصه والقاه على قفاه واخرج خاتما كان معه وعليه سطران الاول لا اله إلا الله والثاني محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك خاتم النبوة فوضع الخاتم بين كتفي النبي صلى الله عليه وآله فصار الخاتم بين كتفيه كالهلال الطالع بجسمه واستبان السطران بين كتفيه كالشامة يقرأها كل عربي كاتب وفرغ اسرافيل من عمله وجاء بين يدى النبي صلى الله عليه وآله ثم دنا دردائيل قال يا محمد تنام الساعة فقال له نعم فوضع النبي صلى الله عليه وآله رأسه في حجر دردائيل وغفا غفوة فرأى في المنام كأن شجرة ثابة فوق رأسه وعلى الشجرة اغصان غلاظ مستويات كلها وعلى كل غصن من اغصانها غصن وغضنان وثلاثة واربعة اغصان ورأى عند ساق الشجرة من الحشيش مالا يتهيأ وصفه وكانت الشجرة عظيمة غليظة الساق زاجة في الهواء ثابتة الاصل باسقة الفرع فنادى مناد يا محمد أتدرى ما هذه الشجرة فقال النبي * ص * لا اخي قال اعلم ان هذه الشجرة انت والاغصان أهل بيتك والذي تحته محبوك ومرالوك فابشر يا محمد بالنبوة الاثير والرياسة الخطيرة ثم ان دردائيل اخرج ميزانا عظيما كل كفة منه ما بين السماء والارض فاخذ النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في كفة ووضع اصحابه في الكفة الثانية فرجح بهم النبي صلى الله عليه وآله ثم عمد إلى الف رجل من خواص امته فوضعهم في الكفة فرجح بهم النبي * ص * ثم عمد إلى اربعة آلاف رجل من امته فوضعهم في الكفة فرجح بهم الغبي * ص * ثم عمد إلى نصف امته فرجح بهم النبي صلى الله عليه وآله ثم عمد إلى أمته كلهم
[36]
ثم الانبياء والمرسلين ثم الملائكة كلهم اجمعين ثم الجبال ثم البحار ثم الرمال ثم الاشجار ثم الامطار ثم جميع ما خلق الله تعالى فوزنهم النبي صلى الله عليه وآله فلم يعدلوه ورجح النبي بهم فلهذا قيل خيرالخلق محمد صلى الله عليه وآله لانه رجح بالخلق اجمعين وهذا كله يراه بين النوم واليقظة فقال له دردائيل يا محمد طوبى لك ولا متك وحسن مآب والويل كل الويل لمن كفر بك ورد عليك حرفا مما ولا تأني به من عند ربك ثم عرجت الملائكة إلى السماء فاتت والله تلك الشجرة التى رآها في المنام على وصفها وتشرت اغصانها وخرجت أوراقها وارسلت اثمارها بامر الله تعالى وعليها كل ثمرة من لون واجتمع صفرة الشمس واختلطت بحمرة الورق والالوان مختلطة بعضها ببعض.
(قال الواقدى) فلما طال مكث النبي صلى الله عليه وآله طلبه في تلك المفاوز اخوته أولاد حليمة فلم يجدوه فرجعوا إلى حليمة وأعملوها بقصته فقامت ذاهلة العقل تصيح في حي بنى سعد فرفعت الصيحة في حي بني سعد ان محمدا قد فقد فقامت حليمة ومزقت اثوابها وخدشت خدها ونفشت شعرها وهي تعدو في البرارى والمفاور والقفار حافية القدم والشوك يدخل في رجلها والدم يسيل منها وهي تنادي واولداة واقرة وعيناه واثمرة فؤاداي ومعها نساء بني سعد يبكين معها مكشفات الشعور مخدوشات الوجوه وحليمة تسقط مرة وتقوم اخرى وما بقى في الحي شيخ ولا شاب ولا حر ولا عبد إلا يعدو في البرية في طلب محمد صلى الله عليه وآله وهم يبكون كلهم بقلب محترق وركب عبدالله بن الحارث وركب معه آل بنى سعد وحلف اذا ما وجدت محمدا صلى الله عليه وآله الساعة وضعت سيفي في آل بني سعد وغطفان واقتلهم من آخرهم واطلب بدم محمد صلى الله عليه وآله وذهبت حليمة على حالتها مع نساء بنى سعد نحو مكة ودخلتها وكان عبدالمطلب قاعدا عند استار الكعبة مع رؤساء قريش وبنى هاشم فلما نظر إلى حليمة على تلك الحالة ارتعدت فرائصه وصاح ما الخبر فقالت حليمة اعلم ان محمدا قد فقدناه منذ أمس وقد تفرق آل سعد في طلبه
[37]
قال فغشى عليه ساعة ثم افاق وقال كلمة لا يخذل قائلها لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم يا غلام هات فرسي وسيفي وجوشنى فقام عبدالمطلب وصعد إلى اعلى الكعبة ونادى يا آل غالب يا آل عدنان يا آل فهر يا آل نزار يا آل كنانة يا آل مضر يا آل مالك فاجتمع عليه بطون العرب ورؤساء بني هاشم وقالوا له ما الخبر يا سيدنا فقال لهم عبدالمطلب ان محمدا لا يرى منذ أمس فاركبوا وتسلحوا فركب في ذلك اليوم مع عبدالمطلب عشرة آلاف رجل فبكى الخلق كلهم رحمة لعبدالمطلب وقامت الصيحة والبكاء في كل جانب حتى المخدرات خرجن من الستور رقة لعبدالمطلب مع القوم إلى حي بنى سعد وسائر الاطراف وانجذب عبدالمطلب نحو حي عبدالله بن الحارث واصحابه باكي العيون ممزقي الثياب وكلهم بتمام الاسلحة فلما نظر عبدالله إلى عبدالمطلب رفع صوته بالبكاء وقال يا ابا الحارث واللات والعزى واساف ونائلة ان لم اجد محمدا وضعت سيفي في حي بني سعد وغطفان واقتلهم عن آخرهم قال فرق قلب عبدالمطلب على حي آل سعد ارجعوا انتم إلى حيكم واللات والعزى ان لم اجد محمدا الساعة رجعت إلى مكة ولم ادع فيها يهوديا ولا يهودية ولا احدا ممن اتهم بمحمد فامدهم تحت سيفي مدا ولا جعلن مكة طلبا لدم محمد صلى الله عليه وآله.
(قال) الواقدى واقبل من اليمن أبومسعود الثقفى وورقة بن نوفل وعقيل بن أبي وقاص وجازوا على الطريق الذى فيه محمد صلى الله عليه وآله واذا الشجرة ثابتة في الوادى فقال ورقة لابى مسعود اني سلكت هذا الطريق ثلاثين مرة فما رأيت قط هنا هذه الشجرة فقال عقيل صدقت فمروا بنا حتى ننظر ما هي فال فذهبوا جميعا وتركوا الطريق الاول فلما بلغوا قريبا من الشجرة رأوا تحت الشجرة غلاما امرد ما رأى الرائون مثله كأنه قمر فقال عقيل وورقة ماهو إلا جني فقال ابومسعود ماهو إلا من الملائكة وهم يقولون والنبي صلى الله عليه وآله يسمع كلامهم فاستوى قاعدا فرأى القوم ورأوه فقال ابومسعود من انت يا غلام أجنى أم أنسى فقال
[38]
النبى صلى الله عليه وآله بل انا انسى فقال ما اسمك قال محمد بن عبدالله ابن عبدالمطلب ابن هاشم بن عبد مناف فقال ابومسعود أنت نافلة عبدالمطلب قال نعم قال كيف وقعت ها هنا فقص عليهم القصة من اولها إلى آخرها فنزل ابومسعود عن ظهر ناقته وقال اتريد ان امر بك إلى جدك فقال النبى صلى الله عليه وآله نعم فاخذه على قربوس سرجه ومروا جميعا حتى بلغوا قريبا من حي آل بني سعد فنظرالنبي صلى الله عليه وآله في البرية فرأى جده عبدالمطلب واصحابه لايرونه فقالوا يا محمد انا لانرى وذلك ان نظرته نظرة الانبياء فقال لهم مروا حتى اريكم فمروا واذا عبدالمطلب مقبل هو واصحابه فلما نظر عبدالمطلب إلى محمد صلى الله عليه وآله وثب عن فرسه واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله إلى سرجه وقال له اين كنت ياولدى وقد كنت عزمت ان اقتل أهل مكة جميعا فقص النبي صلى الله عليه وآله على جده القصة من
يتبع،
|
|
|
|
|