عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية hassan.khalifa
hassan.khalifa
شيعي حسيني
رقم العضوية : 5110
الإنتساب : May 2007
المشاركات : 8,727
بمعدل : 1.34 يوميا

hassan.khalifa غير متصل

 عرض البوم صور hassan.khalifa

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : hassan.khalifa المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Smile
قديم بتاريخ : 28-02-2008 الساعة : 12:30 PM


حديث مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله
قال الواقدى: اول ما افتتح به عقيل ابن ابي وقاص حين خطب آمنة لعبدالله بن عبدالمطلب ان قال (بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذى جعلنا من نسل ابراهيم ومن شجرة اسماعيل من غصن نزال ومن ثمرة عبد مناف) ثم اثنى على الله تعالى ثناء بليغا وقال فيه جميلا واثنى على اللات والعزة ومناة وذكرهم بالجميل وقال لايستغني عنكم مع هذا كله وعقد النكاح ونظر إلى وهب وقال يا ابا الوداج زوجت كريمتك آمنة من ابن سيدنا عبدالمطلب على صداق اربعة آلاف درهم بيض هجرية جياد وخمسمائة مثقال ذهب احمر، قال نعم ثم قال يا عبدالله قبلت بهذا الصداق يا ايها السيد الخاطب، قال نعم ثم دعا لهما بالخير والكرامة ثم امر وهب ان تقدم المائدة فقدمت مائدة خضرة فاتى من الطعام الحار والبارد والحلو والحامض فاكلوا وشربوا قال ونثر عبدالمطلب على ولده قيمة الف
[13]
درهم من النثار وكان متخذا من مسك بنادق ومن عنبر ومن سكر ومن كافور ونثر ذهب بقيمة الف درهم عنبر وفرح الخلق بذلك شديدا.
(قال الواقدى) فلما فرغوا من ذلك نظر عبدالمطلب إلى وهب وقال ورب السماء انى لا افارق هذا السقف أو اؤلف بين ولدي عبدالله وحليلته فقال وهب بهذه السرعة لايكون فقال عبدالمطلب لابد من ذلك فقام وهب ودخل على امرأته برة وقال لها اعلمى ان عبدالمطلب قد حلف برب السماء انه لايفارق هذا السقف أو يؤلف بين ولده عبدالله وبين زوجته آمنة فقامت المرأة من وقتها ودعت بعشرة من المشاطات وامرتهن ان يأخذ في زبنة آمنة فقعدن حول آمنة فواحدة منهن تنقش يديها وواحدة تخضب رجليها وواحدة تسرح ذوائبها ووحدة تمسحها بالملاء فلما كان عند غروب الشمس وفرغن من زينتها نصبوا سريرا من الخيزران وقد فرشوا عليه من ألوان الديباج والوشي واقعدت الجارية على السرير وعقدن على رأسها تاجا وعلى جبينها اكليلا وعلى عنقها مخانق الدر والجواهر وتختمت بانواع الخواتيم وجاء وهب وقال لعبدالمطلب يا سيدى قم إلى العروس فقام عبدالمطلب إلى العروس وهي كأنها فلقة قمر من حسنها وتقدم عبدالمطلب إلى السرير وقبله وقبل عين العروس فقام عبدالمطلب لولده عبدالله اجلس يا ولدي معها على السرير وافرح برؤيتها قال فرفع عبدالله قدمه وصعد إلى السرير وقعد إلى جنب العروس وفرح عبدالله وكان من عبدالله إلى اهله ما يكون من الرجال إلى النساء فواقعها فحملت بسيد المرسلين وخاتم النبيين وقام من عندها إلى عند ابيه فنظر اليه ابوه واذا النور قد فارق من بين عينيه وبقى عليه من اثر النور كالدرهم الصحيح وذهب النور إلى ثدى آمنة فقام عبدالمطلب إلى عند آمنة ونظر إلى وجهها فلم يكن النور كما كان في عبدالله بل انور فذهب عبدالمطلب إلى عند حبيب الراهب فسأله عن ذلك فقال حبيب اعلم ان هذا النور هو صاحب النور بعينه وصار في بطن امه فقام عبدالمطلب وخرج مع
[14]
الرجل وبقى عبدالله عند اهله إلى ان ذهبت الصفرة من يديه وذلك ان العرب كانوا اذا دخلوا باهلهم يخضبون ايديهم بالحناء ولا يخرجون من عندهم وعلى ايديهم اثر من الحناء فبقى عبدالله اربعين يوما وخرج ونظر اهل مكة إلى عبدالله والنور قد فارق موضعه فرجع عبدالمطلب من عند حبيب وقد أتى على رسول الله صلى الله عليه وآله شهر واحد في بطن امه ونادت الجبال بعضها بعضا والاشجار بعضها بعضا والسماوات بعضها يستبشرون ويقولون ألا ان محمدا قد وقع في رحم امه آمنة وقد أتى عليه شهر ففرحت بذلك الجبال والبحار والسماوات والارضون فرحا برسول الله صلى الله عليه وآله ثم ان الله تعالى اراد قضاه على فاطمة بنت عبدالمطلب فورد عليه كتاب من يثرب يموت فاطمة وكان في الكتاب انها ورثت مالا كثيرا خطيرا فاخرج إلى عندهم باسرع ما تقدر عليه قال عبدالمطلب لولده عبدالله يا ولدي لابد لك ان تجي معى إلى المدينة فسافر مع ابيه ودخلا مدينة يثرب وقبض عبدالمطلب المال ولما انتهيا من دخلولهما المدينة بعشر ايام اعتل عبدالله علة شديدة وبقى خمسة عشر يوما فلما كان يوم السادس عشر مات عبدالله فبكى عليه ابوه عبدالمطلب بكاء شديدا وشق سقف البيت لاجله في دار فاطمة بنت عبدالمطلب واذا بهاتف يهتف ويقول قد مات من كان في صلبه خاتم النبيين وأي نفس لاتموت فقام عبدالمطلب فغسله وكفنه في سكة يقال لها (شين) وبنى على قبره قبة عظيمة من جص وآجر واحكمه ورجع إلى مكة واستقبله رؤساء قريش وبنو هاشم واتصل الخبر إلى آمنة بوفاة زوجها فبكت ونفشت شعرها وخدشت وجهها ومزقت جيبها ودعت بالنايحات ينحن على عبدالله فجاء بعد ذلك عبدالمطلب إلى دار آمنة وطيب قلبها ووهب لها في ذلك الوقت الف درهم بيض وتاجين قد اتخذهما عبد مناف لبعض بناته وقال لها يا آمنة لا تحزني فانك عندى جليلة لاجل من في بطنك فلا يهمك امرك فسكتت وطيب قلبها.
[15]
(قال) الواقدي فلما اتى على رسول الله صلى الله عليه وآله في بطن امه شهران امر الله تعالى مناديا في سماواته وارضه ينادى في السماوات والارض والملائكة ان استغفروا لمحمد صلى الله عليه وآله وامته كل هذا ببركة النبى صلى الله عليه وآله.
(قال الواقدي) فلما اتى على رسول الله صلى الله عليه وآله في بطن امه ثلاثة اشهر كان ابوقحافة راجعا من الشام فلما بلغ قريبا من مكة وضعت ناقته جمجمتها على الارض ساجدة وكان بيد ابي قحافة قضيب فضربها باوجع ضرب فلم ترفع رأسها فقال ابوقحافة فما ارى ناقة تركت صاحبها واذا بهاتف يهتف ويقول لاتضرب يا اباقحافة من لايطيعك الا ترى ان الجبال والبحار والاشجار سوى الآدميين سجدوا لله فقال ابوقحافة يا هاتف وما السبب في ذلك قال اعلم ان النبي الامي قد اتى عليه في بطن امه ثلاثة اشهر قال ابوقحافة ومتى يكون خروجه قال سترى يا ابا قحافة ان شاء الله تعالى فالويل كل الويل لعبدة الاصنام من سيفه وسيف اصحابه، قال ابو قحافة فوقفت ساعة حتى رفعت الناقة رأسها فركبتها وجئت إلى عبدالمطلب.
(قال الواقدى) فلما اتى على رسول الله صلى الله عليه وآله اربعة اشهر كان زاهد على الطريق من الطائف وكان له صومعة بمكة على مرحلة قال فخرج الزاهد وكان اسمه حبيبا فجاء إلى بعض اصدقائه بمكة فلما بلغ أرض الموقف واذا بصبي قد وضع جبينه على الارض وقد سجد على جبهته قال حبيب فدنوت منه فاخذته واذا بهاتف يهتف ويقول خل عنه يا حبيب ألا ترى إلى الخلائق من البر والبحر والسهل والجبل قد سجدوا لله شكرا لما اتى على النبى الزكي الرضي المرضي في بطن أمه خمسة اشهر وهذا الصبي قد سجد لله شكرا قال حبيب فتركت الصبي ودخلت مكة وبينت ذلك لعبد المطلب وعبدالمطلب يقول اكتم هذا الاسم فان لهذا الاسم اعداء قال وذهب حبيب إلى صومعته فاذا الصومعة تهتز ولا تستقر واذا على محرابه مكتوب وعلى محراب كل راهب مكتوب يا أهل البيع و الصوامع آمنوا بالله وبرسوله محمد بن عبد فقدآن
[16]
خروجه فطوبى ثم طوبى لمن آمن به والويل كل الويل لمن كفر به ورد عليه حرفا مما يأتى به من عند ربه قال حبيب فقلت السمع والطاعة انى لمؤمن وطائع غير منكر.
(قال الواقدى) فلما اتى على رسول الله في بطن أمه ستة أشهر خرج اهل المدينة واليمن إلى العيد وكان رسمهم انهم كانوا يجعلون في كل سنة ستة اعياد وكانوا يذهبون عند شجرة عظيمة يقال لها ذات انواط وهي التي سماها الله في كتابه ومناة الثالثة الاخرى فذهبوا في ذلك العيد واكلوا وشربوا وفرحوا وتقاربوا من الشجرة واذا بصيحة عظيمة من وسط الشجرة وهو هاتف يقول (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله) الآية وقال يا اهل اليمن ويا اهل اليمامة ويا اهل البحرين ويا من عبد الاصنام ويا من سجد للاوثان جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا يا قوم قد جاء‌كم الهلاك قد جاء‌كم التلف قد جاء‌كم الويل والثبور قال ففزعوا من ذلك وانهزموا راجعين إلى منازلهم متحيرين متعجبين من ذلك.
(قال الواقدى) فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه وآله في بطن أمه سبعة أشهر جاء سواد بن قارب إلى عبدالمطلب فقال له اعلم يا ابا الحارث اني كنت البارحة بين النوم واليقظة فرأيت أبواب السماء مفتحة ورأيت الملائكة ينزلون إلى الارض معهم الوان الثياب يقولون زينوا الارض فقد قرب خروج من اسمه محمد وهو نافلة عبدالمطلب رسول الله إلى الارض وإلى الاسود والاحمر والاصفر والى الصغير والكبير والذكر والانثى صاحب السيف القاطع والسهم النافذ فقلت لبعض الملائكه من هذا الذى تزعمون فقال ويحك هذا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف فهذا ما رأيت فقال له عبدالمطلب اكتم الرؤيا ولا تخبر بها أحدا لننظر ما يكون.
(قال الواقدى) فلما أتى على النبى صلى الله عليه وآله في بطن أمة ثمانية أشهر كان في بحر الهوى حوت يقال له طينوسا وهي سيدة الحيتان فتحركت
[17]
الحيتان وتحركت الحوت واستوت على ذنبها وارتفعت وارتفع الموج عنها فقالت الملائكة إلهنا وسيدنا ترى ما تفعل طينوسا ولا تطيعنا وليس لنا بها قوة (قال) فصاح استحيائيل الملك صيحة عظيمة وقال لها قرى يا طينوسا ألا تعرفين من تحتك فقالت طينوسا يا استحيائيل امر ربي يوم خلقني ان اذا ولد محمد بن عبدالله استغفرى له ولامته والآن سمعت الملائكة يبشر بعضهم بعضا فلذلك قمت وتحركت فناداها استحيائيل قرى واستغفرى فان محمدا قد ولد فلذلك انبطحت في البحر وأخذت في التسبيح والتهليل والتكبير والثناء على رب العالمين.
(قال الواقدى) فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه وآله في بطن أمه تسعة اشهر أوحى الله إلى الملائكة في كل سماء ان اهبطوا إلى الارض فهبط عشرة آلاف ملك بيد كل ملك قنديل يشتعل بالنور بلا دهن مكتوب على كل قنديل لا إله إلا الله محمد رسول الله يقرأه كل عربي كاتب ووقفوا حول مكة في المفارز واذا بهاتف يهتف ويقول نور محمد رسول الله صلى الله عليه وآله قال فاورد الخبر إلى عبدالمطلب فامر بكتمانه إلى ان يكون.
(قال) الواقدى فلما كملت تسعة اشهر لرسول الله صلى الله عليه وآله صار لا يستقر كوكب في السماء إلا ينتقل من موضع إلى موضع يبشرون بعضهم بعضا والناس ينظرون إلى الكواكب في السماء سائرات لا يستقرن فاقام ذلك ثلاثين يوما.
(قال الواقدى) فلما تم لرسول اللهصلى الله عليه وآله تسعة اشهر نظرت ام رسول الله صلى الله عليه وآله آمنة إلى امها برة وقالت يا اماه اني احب ان ادخل البيت فأبكى على زوجى ساعة واقطر دمعي على شبابه وحسن وجهه فاذا دخلت البيت وحدى فلا يدخل علي احد فقالت لها برة ادخلي يا آمنة وابكي فحق لك البكاء قال فدخلت آمنة البيت وحدها وقعت وبكت وبين يديها شمع يشتعل وبيدها مغزل من آبنوس وعلى مغزلها فلقة من عقيق أحمر وآمنة
[18]
تبكي وتنوح اذ أوجعت من طلقها فوثبت إلى الباب لتفتحه فلم ينفتح فرجعت إلى مكانها وقالت واوحدتاه وأخذها الطلق والنفاس وما شعرت بشئ حتى انشق السقف ونزلت من فوق اربع حوريات واضاء البيت لنور وجوههن وقلن لآمنة لا بأس عليك يا جارية انا جئناك لخدمتك فلا يهمك امرك وقعدت الحوريات واحدة على يمينها وواحدة على شمالها وواحدة بين يديها وواحدة من ورائها فهومت عين آمنة وغفت غفوة (قال) ابن عباس ما كان من أمر ام النبى إلا انها كانت نائمة عند خروج ولدها من بطنها فانتبهت أم النبي صلى الله عليه وآله فاذا النبي صلى الله عليه وآله تحت ذيلها قد وضع جبينه على الارض ساجدا لله ورفع سبابتيه مشيرا بهما لا إله إلا الله.
(قال) الواقدى ولد رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة الجمعة قبل طلوع الفجر في شهر ربيع الاول ليلة سبعة عشر منه في سنة تسعة آلاف وتسعمائة واربعة اشهر وسبعة ايام من وفاة آدم (ع) (قال) الواقدى ونظرت أمه آمنة وجه رسول الله صلى الله عليه وآله فاذا هو مكحل العينين منقط الجبين والذقن واشرق في وجنتى النبي صلى الله عليه وآله نور ساطع في ظلمة الليل ومر في سقف البيت وشق السقف ورأت آمنة من نور وجهه صلى الله عليه وآله كل منظر حسن وقصر بالحرم وسقط في تلك الليلة اربع وعشرون شرفة من ايوان كسرى واخمدت في تلك الليلة نيران فارس وابرق في تلك الليلة برق ساطع في كل بيت وغرفة في الدنيا مما قد علم الله تعالى وسبق في علمه انهم يؤمنون بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وآله ولم يطلع في بقاع الكفر بامر الله تعالى وما بقى في مشارق الارض ومغاربها صنم ولا وثن إلا وخرت على وجوهها ساقطة على جباهها خاشعة وذلك كله اجلالا للنبي صلى الله عليه وآله.
(قال الواقدى) فلما رأى ابليس لعنه الله تعالى واخزاه ذلك وضع التراب على رأسه وجمع اولاده وقال لهم يا اولادى اعلموا انني ما اصابني منذ خلقت مثل هذه المصبية قالوا وما هذه المصيبة قال اعلموا انه قد ولد
[19]
في هذه إلليلة مولود اسمه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله يبطل عبادة الاوثان ويمنع السجود للاصنام ويدعوا إلى عبادة الرحمن قال فنثروا التراب على رؤوسهم ودخل ابليس لعنه الله تعالى في البحر الرابع وقعد فيه للمصيبة هو واولاده مكرهين اربعين يوما.
(قال الواقدى) فعند ذلك اخذت الحوريات محمدا صلى الله عليه وآله ولففنه في منديل رومي ووضعنه بين يدي آمنة ورجعن إلى الجنة يبشرن الملائكة في السماوات ولد النبى صلى الله عليه وآله ونزل جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ودخلا البيت على صورة آدميين وهما شابان ومع جبرئيل طشت من ذهب ومع ميكائيل ابريق من عقيق احمر فاخذ جبرائيل رسول الله صلى الله عليه وآله وغسله وميكائيل يصب الماء عليه فغسلاه وآمنة في زاوية البيت قاعدة فزعة مبهوتة فقال لها جبرئيل يا آمنة لاتغسليه من النجاسة فانه لم يكن نجسا ولكن غسلناه من ظلمات بطنك وفرغا من غسله وكحلا عينيه ونقطا جبينه بزرقة كانت معهم ومسك عنبر وكافور مسحوق بعضه ببعض فذرا فوق رأسه صلى الله عليه وآله قالت آمنة وسمعت جلبة وكلاما على الباب فذهب جبرئيل إلى عند الباب فنظر ورجع إلى البيت وقال ملائكة سبع سماوات على الباب يريدون السلام على النبي صلى الله عليه وآله فاتسع البيت مد النظر ودخلوا عليه موكبا بعد موكب وسلموا عليه وقالوا السلام عليك يا محمد السلام عليك يا محمود السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا حامد.
(قال الواقدى) فلما دخل من الليل ثلثه امر الله تعالى جبرئيل (ع) يحمل من الجنة اربعة اعلام فحمل جبرئيل الاعلام ونزل إلى الدنيا ونصب علما اخضر على جبل قاف مكتوبا عليه بالبياض سطران لا إله إاله الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ونصب علما آخر على جبل ابى قبيس له ذوابتان مكتوب على واحد منهما شهادة ان لا إله إلا الله وفي الثانية لادين إلا دين محمد بن عبدالله، ونصب علما آخر على سطح بيت الله الحرام له ذوابتان
[20]
مكتوب على واحدة منهما طوبى لمن آمن بالله وبمحمد والويل لمن كفر به ورد عليه حرفا مما يأتى به من عند ربه، ونصب علما آخر على ضريح بيت الله المقدس وهو أبيض عليه خطان مكتوبان بالسواد لا غالب إلا الله والثانى النصر لله ولمحمد صلى الله عليه وآله.
(قال الواقدي) وذهب استحيائيل ووقف على ركن جبل ابى قبيس ونادى با على صوته يا أهل مكة آمنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا وامر الله تعالى غمامة ان ترفع فوق بيت الله الحرام وتنثر على البيت ريش الزعفران والمسك والعنبر فارتفعت الغماة وامطرت على ذلك البيت، فلما اصبحوا رأوا ريش الزعفران والمسك والعنبر يمطر على البيت وخرجت الاصنام من بيت الله الحرام وجاؤا إلى عندالحجر وانكبوا على وجوههم وجاء جبرئيل بقنديل احمر له سلسلة من جزع اصفر وهو يشتعل بلا دهن بقدرة الله تعالى.
(قال الواقدى) وابرق من وجه النبي صلى الله عليه وآله برق وذهب في الهواء حتى التزق بعنان السماء وما بقى بمكة دار ولا منظر إلا ودخله ذلك النور ممن سبق في قدرة الله تعالى وعلمه انه يؤمن بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وآله وما بقى في تلك الليلة كتاب من التوراة والانجيل والزبور ومما كان فيه اسم محمد صلى الله عليه وآله او نعته إلا وقطر تحت اسمه قطرة دم قال لان الله تعالى بعثه بالسيف وما بقى في تلك الليلة دير ولا صومعة إلا وكتب على محاريبها اسم محمد صلى الله عليه وآله فبقيت الكتابة إلى الصباح حتى قرأها الرهبانية والديرانية وعلموا ان النبى الامي قد ولد.
(قال الواقدى) فعندها قامت آمنة وفتحت الباب وصاحت صيحة وغشى عليها ثم دعت بامها برة وابيها وهب وقالت ويحكما اين انتما أما رأيتما ما جرى علي انى وضعت ولدي وكان كذا وكذا تصف لهما ما رأته قال فقام وهب ودعا بغلام وقال اذهب إلى عبدالمطلب وبشره وأهل مكة على
[21]
المنابر وقد صعدوا الصروح ينظرون إلى الذى رأوا من العجائب ولا يدرون ما الخبر وكذلك عبدالمطلب قد صعد مع اولاده فما شعروا بشئ حتى قرع الغلام الباب ودخل على عبدالمطلب وقال يا سيدنا ابشر فان آمنة وضعت ذكرا فاستبشر بذلك وقال قد علمت ان هذه براهين ودلايل لمولودى فذهب عبدالمطلب إلى آمنة مع أولاده ونظروا إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ووجهه كالقمر ليلة البدر يسبح ويكبر في نفسه فتعجب منه عبدالمطلب.
(قال الواقدى) فاصبح أهل مكة في يوم الثانى صبيحة يوم السبت ونظروا إلى القنديل والسلسلة والى ريش الزعفران والعنبر ينزل من الغمامة وينظرون إلى الاصنام وقد خرجت من مراكزها مكبات على وجوهها وبقى الخلق على ذلك وجاء ابليس أخزاه الله على صورة شيخ زاهد وقال يا أهل مكة لا يهمنكم امر هذا فانما اخرج الاصنام بهذا الميل العفاريت والمردة وسجدوا لهن فلا يهمنكم وأمر ابليس لعنه الله تعالى ان ترد الاصنام إلى جوف بيت الله الحرام ففعلوا ذلك واذا بهاتف يهتف ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا.
(قال الواقدى) فارسل الله تعالى إلى البيت حللا من الديباج الابيض مكتوبا عليها بخط أسود: بسم الله الرحمن الرحيم: يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا وقمرا منيرا.
(قال) الواقدى فتعجب الناس من ذلك فبقيت الحلل على البيت اربعين يوما فذهب رجل من آل ادريس كان بالثعلبان واتى وكانت يده دسمة فتمسح بتلك الحلل والتحف بها فارتفعت الحلل من ليلتها ولو لم يلتحف بها لبقيت على بيت الله الحرام هي والديباج إلى يوم القيامة.
(قال) الواقدى فاجتمع رؤساء بنى هاشم وذهبوا إلى حبيب الراهب وقالوا يا حبيب بين لنا خبر هذه الحلل وخروج الاصنام من جوف بيت الله الحرام والكواكب السائرات والبرق الذى ابرق في هذه الليلة والجلبات التى سمعنا فما هي فقال حبيب أنتم تعلمون
[22]
ان دينى ليس دينكم وانا اقول الحق ان شئتم فاقبلوا وان شئتم لاتقبلوا ما هذه العلامات إلا علامات نبي مرسل في زمانكم هذا ونحن وجدنا في التوراة ذكر وصفه وفي الانجيل نعته وفي الزبور اسمه واسمه في الصحف وهو الذى يبطل عبادة الاوثان والاصنام ويدعوا إلى عبادة الرحمن ويكون على العالم قاطع السيف طاعن الرمح نافذ السهم تخضع له ملوك الدنيا وجبابرتها فالويل كل الويل لاهل الكفر والطغيان وعبدة الاوثان من سيفه ورمحه وسهمه فمن آمن نجا ومن كفر هلك فقام الخلق من عنده مغمومين مكروبين ورجعوا إلى مكة محزونين.
(قال الواقدى) واصبح عبدالمطلب في يوم الثاني ودعا بامنة وقال هاتى ولدي وقرة عينى وثمرة فؤادى فجائت آمنة ومحمد صلى الله عليه وآله على ساعدها فقال عبدالمطلب اكتميه يا آمنة ولا تبديه لاحد فان قريشا وبني أمية يرصدون في أمره قالت له آمنة السمع والطاعة فجاء عبدالمطلب ومحمد صلى الله عليه وآله على ساعده واتى به إلى بيت الحرام واراد ان يمسح بدنه باللات والعزى لتسكن دمدمة قريش وبني هاشم ودخل عبدالمطلب بيت الله الحرام فلما وضع رجله في البيت سمع النبى صلى الله عليه وآله وهو يقول بسم الله وبالله واذا البيت يقول السلام عليك يا محمد ورحمة الله وبركاته واذا بهاتف يهتف ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فتعجب عبدالمطلب من صغر سنه وكلامه ومما قال له البيت فتقدم عبدالمطلب لخزنة البيت وأمرهم أن يكتموا ما سمعوا من البيت ومحمد صلى الله عليه وآله.
(قال) الواقدى فتقدم عبدالمطلب إلى اللات والعزى واراد ان يمسح بدن النبي صلى الله عليه وآله باللات والعزى فجذب من ورائه فالتفت إلى ورائه فلم ير أحدا فتقدم ثانيا فجذبه من ورائه الجاذب فنظر إلى ورائه فلم ير أحدا ثم تقدم ثالثا فجذبه الجاذب جذبة شديدة حتى اقعده على عجزه وقال مه يا أبا الحارث اتمسح بدنا طاهرا
[23]
ببدن نجس.
(قال) الواقدى فعند ذلك وقف عبدالمطلب على باب بيت الله الحرام والنبي صلى الله عليه وآله على ساعده وانشأ يقول: الحمدالله الذى اعطاني * هذا الغلام الطيب الاردان - قد ساد في المهد على الغلمان * اعيذه بالبيت ذي الاركان - حتى أراه مبلغ الفتيان * أعيذه من كل ذى شنان - حتى يكون بلغة الغشيان * من حاسد ذي ناظر معيان.
(قال) الواقدي وخرج عبدالمطلب مفتكرا مما سمع ورد محمد صلى الله عليه وآله إلى امه وقد وقعت الدمدمة بين قريش وبني هاشم بسبب محمد صلى الله عليه وآله.
(قال الواقدى) فلما كان اليوم الثالث اشترى عبدالمطلب مهدا من خيزران أسود مشبكات من عاج مرصع بالذهب الاحمر وله بكرتان من فضة بيضاء ولونه من جزع اصفر وغشاه بجلال ديباج أبيض مكوكب بالذهب وبعث اليها من الدر و اللؤلؤ الكبار الذى تلعب به الصبيان في المهد وبعث بالوان الفرش وكان النبي صلى الله عليه وآله اذا انتبه من نومه يسبح الله تعالى بتلك الخرز.
(قال الواقدي) فلما كان اليوم الرابع جاء سواد بن قارب إلى عبدالمطلب وكان عبدالمطلب قاعدا على باب بيت الله الحرام وقد حف به قريش وبنو هاشم فدنا سواد بن قارب وقال يا أبا الحارث اعلم اني قد سمعت انه ولد لعبدالله ذكر وانهم يقولون فيه عجائب فاريد ان انظر إلى وجهه هنيئة وكان سواد بن قارب رجلا اذا تكلم سمع وكان رجلا صدوقا فقام عبدالمطلب وسواد بن قارب وجاء إلى دار آمنة (رض ودخلا جميعا والنبي صلى الله عليه وآله كان نائما فلما دخلا القبة قال عبدالمطلب اسكت يا سواد حتى ينتبه من نومه فسكت فدخلا قليلا قليلا حتى دخلا القبة ونظرا إلى وجه النبي صلى الله عليه وآله وهو في مهده نائم وعليه هيبة الانبياء فلما كشف الغطاء عنه برق وجهه برقا شق السقف بنوره والتزق في عنان السماء فالقى عبدالمطلب
[24]
وسواد اكمامها على وجيهما من شده الضوء فعندها انكب سواد على النبى صلى الله عليه وآله وقال لعبدالمطلب أشهد على نفسي انى آمنت بهذا الغلام بما يأتي به من عند ربه ثم قبل وجنات النبى صلى الله عليه وآله وخرجا جيمعا ورجع سواد إلى موضعه وبقى عبدالمطلب فرحا نشيطا.
(قال محمد بن عمر الواقدى) فلما اتى على النبى صلى الله عليه وآله شهر كان اذا نظر اليه الناظر يتوهم انه من ابناء سنة لوقارة جسمه وتمام فهمه صلوات الله عليه وآله وكانوا يسمعون من التسبيح والتمجيد والثناء على الله تعالى.

يتبع،،



توقيع : hassan.khalifa
من مواضيع : hassan.khalifa 0 بــاك ..
0 طفل حسيني ... ( بعدستي )
0 عدنــــــا بعد طول غيبة ..!!
0 لجنة احتفالات سيهات_مولد الرسول_باستضافة صلاح رمضان
0 الرادود الكبير صلاح الرمضان في استضافة لجنة احتفالات سيهات
رد مع اقتباس