عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية العـراقي
العـراقي
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 2878
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 2,682
بمعدل : 0.40 يوميا

العـراقي غير متصل

 عرض البوم صور العـراقي

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : العـراقي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-02-2008 الساعة : 12:17 AM


لماذا جمع النبي المسلمين في غدير خم؟

ثم فكّر وأنصف هل الأمر بالمحبة والنصرة كان هامّا إلى ذلك الحدّ بأن يأمر النبي صلى الله عليه وآله الرّكب والقافلة وهم مائة ألف أو أقل أو أزيد، فينزلوا في ذلك المكان القاحل وفي ذلك الحرّ الشديد، ثم يأمر برجوع من سبق ولحوق من تأخّر وينتظر حتى يجتمع كلّ من كان معه وتحت حرارة الشمس حتّى أن كثيراً من الناس مدّ رداءه على الأرض تحت قدميه ليتّقي حرّ الرّمضاء وجلس في ظلّ ناقته ليتّقي أشعة الشمس، ثم يصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر الذي صنعوه له من أحداج الإبل ويخطب فيهم ويبيّن فضائل ومناقب ابن عمه علي بن أبي طالب كما ذكرها الخوارزمي وابن مردويه في المناقب والطبري في كتاب الولاية وغيرهم، ثم يبقى صلى الله عليه وآله ثلاثة أيام في المكان الذي ما كان معهوداً بنزول القوافل وما كان قبل ذلك اليوم منزلاً للمسافر، ويتحمل هو والمسلمون الذين معه مشاقاً كثيرة، حتّى بايع كلّهم علياً سلام الله عليه بأمر رسول الله.. فهل كان من المعقول أنّه صلى الله عليه وآله كان يريد من كل ذلك ليبيّن للناس أن يحبّوا علياً ويكونوا ناصريه!!
مع العلم أنّه صلى الله عليه وآله قبل ذلك كان بيّن للمسلمين كراراً ومراراً أنّ حبّ علي من الإيمان وبغضه نفاق، وكان يأمرهم بنصرته وملازمته، فأي حاجة إلى تحمّل تلك المشاق ليبيّن ما كان مبيناً ويوضّح ما كان واضحاً للمسلمين!! فإذا في تلك الظروف الصعبة التي كانت في قضية الغدير لم نقل بتبليغ الولاية والخلافة من بعده ونقول بما يقوله الحافظ وبعض العلماء من أهل السنّة والجماعة، لكان عمل النبي صلى الله عليه وآله مع تلك الظروف سفهاً ولغواً – والعياذ بالله من هذا القول – بل النبي منزّه من اللغو والسفاهة وأعماله كلها تكون على اساس العقل والحكمة.
فنزول هذه الآيات التي ذكرناه في الغدير وتلك التشريفات الأرضية والسماوية، كلها قرائن دالة عند العقلاء والعلماء بأن الأمر الذي بلّغه خاتم الأنبياء هو أهم من أمر النصرة والمحبّة، بل هو أمر يساوي في الأهمية أمر الرسالة بحيث إذا لم يبلّغه رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته في تلك الساعة فكأنّه لم يبلّغ شيئاً من رسالة الله عزّ وجل، فهذا الأمر ليس إلا الإمامة على الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وتعيين رسول الله خليفته المؤيّد من عند الله والمنصوب بأمر من السماء، وتعريفه للناس، لكي لا تبقي الأمة بلا راعي بعده ولا تذهب أتعابه أدراج الرياح.
ولقد وافق بعض أعلام أهل السنة والجماعة الشيعة في معنى كلمة المولى وأنّ المقصود منها – يوم الغدير – الأوْلى.
منهم سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمّة / الباب الثاني / ص 20 فذكر لكلمة المولى عشر معاني وبعدها قال: لا يطابق أي واحد من هذه المعاني كلام رسول الله صلى الله عليه وآله والمراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة فتعيّن الوجه العاشر وهو الأولى ومعناه: من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به.. ودلّ عليه ايضاً قوله سلام الله عليه: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

وهذا نص صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته.
قد يقول أحد: لا شك أن لكلمة المولى معاني متعددة وأنتم الشيعة تعترفون بهذه الحقيقة، فلماذا تخصّصون معنى الأولوية للمولى؟ وهذا تخصيص من غير مخصص.
وجوابه: لقد أتّفق العلماء في علم الأصول بأنّ الكلمة التي يُفهم منها أكثر من معنى، وكان أحد المعاني حقيقياً فالمعاني الاُخر تكون مجازية، والمعنى الحقيقي مقدم على المجاز إلا أن يتضح بالقرائن أنّ المراد من الكلمة معناها المجازي.
أو كان للكلمة معاني مجازية متعدّدة، فنعيّن المراد منها بالقرينة.
ونحن نعلم أن المعنى الحقيقي لكلمة المولى إنما هو الأولى في التصّرف، والمعاني الأخرى تكون مجازية.
فمعنى وليّ النكاح = الأولى في أمر النكاح.
وولي المرأة زوجها = أي الأولى بها.
وولي الطفل أبوه = أي هو الأولى بالتصرّف في شأن الطفل.
وولي العهد =هو المتصرف في شؤون الدولة بعد الملك، أي في غيابه، وأكثر استعمال كلمة الولي والمولى جاء في هذا المعنى في اللغة العربية وفي الكتابات والخطابات.

ثم هذا الاشكال يردّ على من أشكل على الشيعة حيث إنّ لكلمة المولى معان متعددة، فلماذا يخصصونها في معنى المحب والناصر وهذا تخصيص بلا مخصّص على حد زعمهم، فإلتزامهم بهذا المعنى يكون باطلاً من غير دليل.
وأما نحن إذا خصّصنا كلمة المولى بالمتصرّف والأولى بالتصرّف، فإنما خصصناها للقرائن الدالة على ذلك من الآيات والروايات وأقوال كبار علماء العامة مثل سبط ابن الجوزي ومحمد بن طلحة الشافعي، كما مرّ.
وقد ذكروا في تفسير الآية الكريمة: «يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك» أي في ولاية علي وإمامة أمير المؤمنين، وقد ذكر أحاديث كثيرة بهذا المعنى والتفسير، العلامة جلال الدين السيوطي في ذيل الآية الشريفة في تفسيره المشهور، الدرّ المنثور في تفسير القرآن بالماثور.

إحتجاج الإمام علي سلام الله عليه بحديث الغدير

لقد ذكر المؤرخون والمحدّثون بأنّ الإمام علي سلام الله عليه احتج على خصمائه بحديث الغدير في مواطن متعددة، يريد بذلك إثبات خلافته للنبي صلى الله عليه وآله مباشرة، ويستدل به على إمامته على الأمة بعد رسول الله. فنفهم من احتجاجه سلام الله عليه بجملة «من كنت مولاه فعلي مولاه» أن المستفاد والمفهوم من المولى، الإمامة والخلافة وهي التصرّف في شئون الأمّة والدولة الإسلامية.
ذكر كثير من أعلام العامة احتجاجه سلام الله عليه بحديث الغدير في مجلس الشورى السداسي الذي شكّله عمر بن الخطاب لتعيين خليفته وكان يريد باحتجاجه على القوم إثبات أولويته بمقام الخلافة والإمامة، وأنّه أوْلى من غير بإمرة المؤمنين وإمامة المسلمين.
منهم: الخطيب الخوارزمي في كتابه المناقب: ص 217 .
وشيخ الإسلام الحمويني في كتابه فرائد السمطين / باب 58 .
والحافظ ابن عقدة في كتابه الولاية.
وابن حاتم الدمشقي في كتابه الدرّ النظيم.
وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة: 6 ، ص 168 ، ط دار إحياء التراث العربي.
وقد ناشد سلام الله
عليه مرة أخرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في رحبة مسجد الكوفة فقال: أنشدكم الله! من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه فليشهد!
فشهد قومٌ؛ وفي بعض الأخبار فشهد له ثلاثون نفراً من الصحابة، وفي رواية بضعة عشر رجلاً من الصحابة.
روى خبر مناشدته في الرحبة: أحمد بن حنبل في مسنده: ج 1 ص 119 و ج 4 ، ص 370 .
وإبن الأثير الجزري في أسد الغابة: ج 3 ، ص 307 ، و ج 5 ، ص 205 و 276 .
وابن قتيبة في معارفه: ص 194 .
والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب.
ابن أبيالحديد في شرح نهج البلاغة: ج 4 ، ص 74 ، ط إحياء التراث العربي.
والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: ج 5 ، ص 26 .
وابن حجر العسقلاني في الإصابة: ج 2 ، ص 408 .
والمحب الطبري في ذخائر العقبى: ص 67 .
والنسائي في الخصائص: ص 26
والعلامة السمهودي في جواهر العقدين.
وشمس الدين الجزري في أسنى المطالب: ص 3
والعلامة القندوزي الحنفي في ينابيع المودة / الباب 4 .
والحافظ ابن عقدة في كتابه الولاية أو الموالاة.
وغير هؤلاء الأعلام الأكابر رووا خبر احتجاج الإمام علي سلام الله عليه – في رحبة مسجد الكوفة – بحديث الغدير وناشد الحاضرين قائلاً:
أنشدكم الله! من سمع منكم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الغدير يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فليقم وليشهد!

فقام ثلاثون رجلاً وشهدوا، وكان إثنا عشر نفراً منهم ممن حضر بدراً، كلّهم شهدوا لعلي سلام الله عليه وقالوا: نحن رأينا النبي صلى الله عليه وآله يوم غدير خم وسمعناه يقول للناس: أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم، قال صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فهذا علي مولاه الخ.
ولم يشهد بعضهم وكتم منهم أنس بن مالك وزيد بن أرقم. فدعا عليهما الإمام علي سلام الله عليه فعمى زيد وأصيب أنس بالبرص في جبهته بين عينيه لأن عليا سلام الله عليه قال: اللهم أرمه بيضاء لا تواريها العمامة.
فاحتجاج أمير المؤمنين سلام الله عليه بحديث الغدير على خصومه لإثبات خلافته وإمامته على الأمة، هو أكبر دليل على أن المقصود من كلمة المولى في حديث النبي صلى الله عليه وآله الأولوية والتصرّف في شئون الأمة والدولة الإسلامية.


القرينة الثالثة

وأما القرينة الأخرى التي تدلّ على أنّ معنى المولى في كلام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الغدير هو الأولوية في التّصرف في شئون الأمّة والدولة، قوله صلى الله عليه وآله: ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ يشير صلوات الله وسلامه عليه إلى الآية الشريفة: «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم».
فقال الحاضرون كلهم: بلى يا رسول الله! فقال حينئذ: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه. فسياق الكلام واضح والمرام أوضح وهو تثبيت ولاية علي سلام الله عليه وأنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما أنّ النبي أولى بهم.
إن الذين ذكروا جملة: «ألست أولى بكم من أنفسكم» عن لسان رسول الله غير قليلين، إضافة إلى جمهور علماء الشيعة ومحدثيهم وإجماعهم على ذلك. وأما أعلام العامة الذين ذكروا هذه الجملة من حديث النبي صلى الله عليه وآله وخطبته يوم الغدير فكثير منهم:
1. سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمّة: ص 18 .
2. أحمد بن حنبل في المسند.
3. ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة.
4. الحافظ أبو بكر البيهقي في تاريخه.
5. أبو الفتوح العجلي في الموجز في فضائل الخلفاء الأربعة.
6. الخطيب الخوارزمي في المناقب الفصل 14 .
7. العلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب، الباب الأول.
8. الحافظ الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة، الباب 4 .
نقله من مسند الإمام أحمد ومشكوة المصابيح وسنن ابن ماجة وحلية الأولياء للحافظ أبي نعيم ومناقب ابن المغازلي الشافعي وكتاب الموالات لابن عقدة، وكثير من أعلام العامة غير من ذكرنا أسماءهم، كلهم ذكروا فيما رووا عن النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير أنه قال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟

فقالوا: بلى! قال: من كنت مولاه فعلي مولاه... الخ.
وإليك نص ما رواه إمام صاحب الحديث أحمد بن حنبل في مسنده: ج 4 ، ص 281 .
أخرج بسنده عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في سفره فنزلنا بغدير خم ونودي فينا بالصلاة جامعة فصلّى الظهر وأخذ بيد عليّ فقال: ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أنّي أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له: هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

رواه المير علي الهمداني الشافعي في مودة القربى / المودة الخامسة.
ورواه الحافظ القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع.
رووه مع اختلاف يسير في ألفاظه والمعنى واحد.
وروى ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة عن الحافظ أبي الفتح ما نصه، فقال صلى الله عليه وآله: أيها الناس! إن الله تبارك وتعالى مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه.

وروي ابن ماجة في سننه والنسائي في خصائصه في باب ذكر قوله النبي: من كنت وليه فهذا وليه.
أخرج بسنده عن زيد بن أرقم أنّه صلى الله
عليه وآله... فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألستم تعلمون أنّى أولى بكل مؤمن من نفسه؟
قالوا: بلى نشهد، لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه.
قال: فإني من كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ بيد علي سلام الله عليه.
ونقل ابن حجر خطبة النبي في يوم الغدير وذكر فيها قول النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: أيها الناس! إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه – يعني علياً – اللهم وال من والاه وعاد من عاداه / الصواعق المحرقة 25 / ط / المطبعة الميمنية بمصر.

وأخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفّى 463 هجرية في تاريخه: ج 8 / 290 / بسنده عن أبي هريرة أنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست وليّ المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه الخ.
أظن أنّه يكفي ما ذكرناه في خصوص قول رسول الله صلى الله عليه وآله: «ألست أولى بكم من أنفسكم»؟ فلما أقرّوا له قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذه الجملة بعد ذلك الإقرار، دليل واضح على أن المراد من المولى الأولوية الثابتة للنبي صلى الله عليه وآله بنص القرآن الحكيم.


تابع

توقيع : العـراقي
من مواضيع : العـراقي 0 لا ندري ما يُفعل بنا
0 طوبى لمن غلب عقله على شهواته
0 بالدليل القاطع ابا بكر و عمر هما شر الدواب عند الله
0 و موضوع (إطاعة الله وإطاعة الرسول) تقديم "الطائر الابيض" ( العـراقي )
0 مباهلة الطائر الابيض (( العـراقي )) مع فارس الدعوة في موضوع معاوية في النار في برنامج لايت سي
رد مع اقتباس