عرض مشاركة واحدة

الاقمار
عضو نشط
رقم العضوية : 15246
الإنتساب : Dec 2007
المشاركات : 205
بمعدل : 0.03 يوميا

الاقمار غير متصل

 عرض البوم صور الاقمار

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : الاقمار المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-01-2008 الساعة : 12:45 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وصلنا إلى السؤال التالي :

كيف تمت .. أو كيف جرت الفتوحات .

وفي الحقيقة .. إننا من خلال المشاركات السابقة قد أجبنا ضمنياً عن هذا السؤال إلى حد كبير ، فمن يقرأ ما كتبناه حول من الذي أمر بالفتوحات وما هو هدفها ومن الذي نفذها سيجد الكثير من التفاصيل المتعلقة بالإجابة عن هذا السؤال وسيتمكن من رسم صورة في ذهنه عن الطريقة التي جرت بها الفتوحات في عصري الخلفاء الثلاثة والأمويين ..

ولكن تبقى بعض النقاط التي ارتأيت إضاءتها بشكل مستقل في هذه المشاركة ..

بدايةً ، كنا قد نسبنا في مشاركات سابقة فكرة (الفتوحات) إلى الخليفة الأول وذكرنا أنه قد أوصى الثاني بتنفيذها .

وفي الواقع فإن الخليفة الأول كان قد بدأ بحركتين يمكن اعتبارهما مقدمة لما جرى لاحقاً ..

ففي بلاد الشام حصلت بُعيد وفاته - وليس قبلها - معركة اليرموك والتي قادت بعد ذلك إلى دخول " الفاتحين " إلى دمشق وإلى سوريا بكاملها لاحقاً .


وأما في بلاد العراق فكان خالد بن الوليد قد قام بسلسلة من الغارات في سواد العراق التي تقوم على مبدأ الغزو السريع والنهب ..

هذا ولم نعتبر في المشاركات السابقة أن (الفتوحات) قد بدأت في عهد أبي بكر لأن ما حصل في بلاد الشام في عهده كان هو الإعداد لمعركة اليرموك فقط ... وأما ما حصل في العراق فلا يمكن تسميته بالفتوحات كما سنرى ..

وبالنسبة إلى بلاد الشام نشير هنا إلى وجود مستمرٍ للمعارك المتبادلة بين المسلمين والروم منذ أيام الرسول ( ص ) مما يجعل الحرب معهم ليست حرباً ابتدائية ( ولعل هذا هو سبب موافقة أمير المؤمنين ( ع ) على ذلك الغزو - بحسب تعبير المؤرخين - عندما استشاره أبو بكر كما يذكر ) اليعقوبي (2-133)

لكن تبقى مسألة الفتوحات مسألة أخرى ، هذا ويذكر لنا التاريخ أن أبا بكر أراد أن يولي قيادة ذلك الجيش الشامي لخالد بن سعيد بن العاص - وهو من شيعة أمير المؤمنين ( ع ) - فنهاه عمر عن ذلك وذكره بموقف الرجل غداة السقيفة - وما أدراك ما السقيفة - فحلَّ أبو بكر لواء سعيد وعين مكانه يزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة وشرحبيل وجعل أبا عبيدة أمير الكل ..

يقول اليعقوبي في هذا الموضوع :
نادى [ أبو بكر ] في الناس بالخروج ، وأميرهم خالد بن سعيد ، وكان خالد من عمال رسول الله باليمن ، فقدم وقد توفي رسول الله ، فامتنع عن البيعة ، ومال إلى بني هاشم ، فلما عهد أبو بكر لخالد قال له عمر : أتولي خالدا وقد حبس عنك بيعته ، وقال لبني هاشم ما قد بلغك ؟ فوالله ما أرى أن توجهه . فحل لواءه ، ودعا يزيد بن أبي سفيان ، وأبا عبيدة بن الجراح ، وشرحبيل بن حسنة .. (تاريخ اليعقوبي 2- 133) ( من هنا نفهم لماذا كان الخلفاء - بل المتخلّفين - يبتعدون عن تعيين الصحابة الشيعة في قيادة الجيوش ) .

وأما بالنسبة لبلاد الرافدين فسنتعرض هنا بشيء من الإجمال لما قام به خالد هناك . يقول السيد مرتضى العسكري :

نرجع إلى البلاذري فنجد عنده وصفا رائعا لغزوات خالد في الحيرة تعرفنا طبيعة تلك المعارك ، وقد سبق ذكر بعضها ، ونذكر في ما يلي موجزا لبعض ما وقع منها بعد الحيرة ، قال :

وبعث خالد بشير بن سعد الانصاري إلى بانقيا فلقيته خيل للاعاجم عليها فرخبنداذ فرشقوا من معه بالسهام ، وحمل عليهم فهزمهم وقتل فرخبنداذ ، ثم انصرف وبه جراحة انتفضت بعين التمر فمات منها .

وقيل :: إن خالدا هو الذي قتل فرخبنداذ ، وبعث جرير بن عبد الله البجلي إليهم فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه من القتال وعرض عليه الصلح ، فصالحه جرير على ألف درهم وطيلسان . وقيل إن ابن صلوبا أتى خالدا فاعتذر إليه وصالحه هذا الصلح .

وقالوا : إن خالدا أتى بعدها الفلاليج وبها جمع للعجم فتفرقوا ولم يلقوا كيدا فرجع إلى الحيرة ، فبلغه أن جابان في جمع بتستر فوجه إليه المثنى وحنظلة بن الربيع فلما انتهيا إليه هرب وسار إلى الانبار فتحصن أهلها ، وبعث المثنى إلى السوق العتيق ببغداد فأغار عليهم فملاوا أيديهم من الذهب والفضة وما خف حمله ، ثم أتوا الانبار - وخالد بها - فحصروا أهلها وحرقوا نواحيها فصالحو ؟ بشئ رضي به ، وقيل بل صالحه جرير في عصر عمر .

هكذا كانت طبيعة غزوات خالد في العراق ، يبعث جريدة خيل إلى تلك القرية أو هذه فيستقبلوهم بالصلح ودفع الجزية أو بالمراماة ساعة من نهار ثم ينهزمون ، أو يباغت تجمعا في سوق فيستولي على ما فيها بعد فرار أهلها ، وأحيانا يهاجم قرية فيقاتل خفراءها أو حصنا أو مسلحة فيقتل منهم أفرادا ثم يستولى على بعض السبي والغنائم .

ويتناسب هذا النوع من الغزو وعدد جيش خالد كما رواه البلاذري عند ما ذكر خبر انصرافهم من العراق إلى الشام لامداد المسلمين هناك قال : " وسار في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث عشرة في ثماني مائة ، ويقال : في ست مائة ، ويقال : في خمس مائة " . وليس بمقدور هذا العدد أن يبيد مئات الالوف !!!! (عبد الله بن سبأ ج2 ص 91) انتهى كلام مرتضى العسكري

إذا : فما قام به " سيف الله " خالد لا يعدو كونه غارات سلب ونهب لا فتوحاً !!!! وهذا هو ما أسس لفتوحات العراق الـ"عُمَرية" ..

وأما الفتوحات العثمانية فقد تولتها قيادتها نخبة من منافقي الأسرة الحاكمة بعد أن قام عثمان بتطهير الولايات التي ورثها من سلفه من أولئك المرفوضين من الأسرة الحاكمة .. فكانت باكورة أعماله في هذا المجال بعد توليه الخلافة هي عزل عمار بن ياسر (الذي يدعو الناس إلى الجنة بنص الرسول ص ) وتولية المنافق الوليد بن أبي معيط مكانه (الذي نزل فيه : إن جاءكم فاسق بنبأ- تفسير مجاهد 2-606)

يقول أبو حنيفة الدينوري :
وتوفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجمعة لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر ، واستخلف عثمان ابن عفان ، فعزل عمار بن ياسر عن الكوفة ، وولى الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وكان أخا عثمان لأمه ، أمهما أروى بنت أم حكيم بن عبد المطلب بن هاشم ، وعزل أبا موسى الأشعري عن البصرة ، وولاها عبد الله بن عامر بن كريز ، وكان ابن خال عثمان ، وكان حدث السن ، واستعمل عمرو بن العاص على حرب مصر ، واستعمل عبد الله بن أبي سرح على خراجها ، وكان أخاه من الرضاعة ، ثم عزل عمرو بن العاص ، وجمع الحرب والخراج لعبد الله بن أبي سرح . (الأخبار الطوال ص 139)

وأما قادة الفتوحات المظفرة حسبما ذكرهم الدينوري فكانوا :
معاوية ( الذي لعنه الرسول ص بقوله : لعن الله الراكب والقائد - تذكرة سبط ابن الجوزي ص115)

عبد الله بن عامر (الحدث الذي لا يملك من مؤهلات القيادة سوى كونه ابن خال الخليفة !)

عبد الله بن أبي سرح (ذكرنا في مشاركة سابقة في هذا الموضوع بعض ما ورد فيه كقوله تعالى : ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً . وقوله تعالى : إلا من شرح بالكفر صدراً )

عثمان بن أبي العاص (سبقت الإشارة إلى كونه من ولاة معاوية في "خلافته" !)

وأترك للقارئ أن يتوقع ما الذي يمكن أن يصدر من هؤلاء .. وهل يمكن للإنسان أن يتخيل للحظة أن هؤلاء كانوا يقاتلون لأجل الدين أو لإعلاء راية لا إله إلا الله ؟؟؟؟

وبالوصول إلى العهد الأموي فقد أصبحت الفتوحات مصدر جباية ودخل لا يستهان به .. يقول الباحث اليمني زيد بن علي الوزير في دراسة له عن عوائق بناء المجتمع العربي المدني واصفاً الفتوحات الأموية [وقد استثنى منها فترة عمر بن عبد العزيز] : لم تعد [الفتوحات] فتوحات "رسالية" ولكنها غدت إلى حد بعيد فتوحات ذرائعية توسعية. انتهت منها الهداية الحضارية وحل محلها الجباية المستأثرة.

ثم إن اتساع الفتوح ليس مشروطا بوجود حضارة. فقد تمت فتوحات واسعة بقوة عقيمة. لقد فتح جنكيز خان معظم العالم القديم بدون حضارة بل ودمر الحضارة ومن قبله كانت القبائل قد دمرت حضارة روما. ومع ذلك فالنبل الذي ظهر على الفتوحات الأموية والعباسية وغيرها كان بفعل مضامين أفكار تم دفنها في صحارى صفين وسهول كربلاء. (عوائق أمام بناء المجتمع المدني العربي- زيد بن علي الوزير)

ولقد تولى السفاح الكبير (الحجاج بن يوسف الثقفي) مسألة إدارة الفتوحات في صدر العصر الأموي فأصبحت وسيلة بين يديه لتعيين أقربائه وتلميع صورهم كمحمد بن القاسم الثقفي مثلاً والتخلص من أعدائه أيضاً كالأشعث بن قيس الذي سبقت الإشارة إلى قصته بشكل مختصر و سنذكرها هنا بشيء من التفصيل لما فيها من عِبَر . يقول ابن كثير :

وكان سبب هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه ، وكان هو يفهم ذلك ، ويضمر للحجاج السوء وزوال الملك عنه ، ثم إن الحجاج بن يوسف نائب الخليفة عبد الملك بن مروان على العراق جهز جيشا من البصرة والكوفة وغيرهما لقتال رتبيل الكافر ملك الترك ، الذي آذى أهل الإسلام وقتل فئاما منهم ، وأمر الحجاج على ذلك الجيش ابن الأشعث ، مع أنه كان يبغضه كما تقدم ، حتى إنه كان يقول : ما رأيته قط حتى هممت بقتله ودخل ابن الأشعث يوما على الحجاج وعنده عامر الشعبي ، فقال الحجاج انظر إلى مشيته !! والله لقد هممت أن أضرب عنقه فأخبر الشعبي ابن الأشعث بما قال الحجاج ، فقال ابن الأشعث : وأنا والله لأجهدن أن أزيله عن سلطانه إن طال ببي البقاء .

فسار ذلك الجيش بإمرة ابن الأشعث ، حتى وطئ أرض ( رتبـيل ) ، ففتح مدنا كثيرة ، وغنم أموالا كثيرة ، وسبى خلقا من الكفار ، ورتبيل ملك الكفار يهرب منهم من مدينة لأخرى . ثم إن ابن الأشعث رأى لأصحابه أن يوقفوا القتال ، حتى يتقووا إلى العام المقبل ، ولتستقر الأمور في البلاد التي فتحوها . فكتب إليه الحجاج يأمره بالاستمرار في القتال ، ويذمه ويعيره بالنكول عن الحرب ، فغضب ابن الأشعث ، ثم سعى في تأليب الناس على الحجاج . وقام والد ابن الأشعث _ وكان شاعرا خطيبا ، فقال : إن مثل الحجاج في هذا الأمر ومثلنا كما قال القائل : ( احمل عبدك على الفرس ، فإن هلك هلك ، وإن نجا فلك ) ، إنكم إن ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطان الحجاج ، وإن هلكتم كنتم الأعداء البغضاء . ثم قال : اخلعوا عدو الله الحجاج ، ولم يذكر خلع الخليفة ، اخلعوا عدو الله الحجاج وبايعوا لأميركم عبد الرحمن بن الأشعث ، فإني أشهدكم أني أول خالع للحجاج . (البداية والنهاية 9-39 وما بعدها)

[color="Blue"]وفي النص إشارات كثيرة تستحق الوقوف عندها [/COLOR].. فالحجاج - وهو عدو الله كما يصفه "المجاهدون" كما أنه امير الجهاد في نفس الوقت ! - يبعث إلى الجهاد من كان يبغضه كما لم يبغض أحداً ويهم بضرب عنقه !!! والأشعث من جهته - القائد المجاهد - كان يجتهد أن يزيل أميره عن سلطانه .. والجيش الباسل كان يرى أنه إذا انتصر فهو "زيادة في سلطان الحجاج" !!!! [ وليس زيادة في نشر الإسلام مثلاً ..

ومن هنا نفهم عقلية أولئك "الفاتحين" وكيف كانوا يفكرون] .. وبين هذا وذاك فقد فتحت مدن كثيرة وغنمت أموال كثيرة وسبي خلق من الكفار كما يعبّر ابن كثير ...

هذه هي صورة الفتوحات الإسلامية "الراشدية" والأموية (الحجاجية) أيها الزملاء ..

أتوقف هنا الان لنتابع مستقبلا إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله


من مواضيع : الاقمار 0 سؤال لابي الطيب
0 تزوجت جدها
0 طارق بن زياد هل تترضى على هؤلاء
0 طارق بن زياد طلطسون العرب مبشر بالجنة
0 انظر كيف هو الفرق يا مسلم
رد مع اقتباس