عرض مشاركة واحدة

الاقمار
عضو نشط
رقم العضوية : 15246
الإنتساب : Dec 2007
المشاركات : 205
بمعدل : 0.03 يوميا

الاقمار غير متصل

 عرض البوم صور الاقمار

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الاقمار المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-01-2008 الساعة : 12:40 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

نصل الآن إلى السؤال الثاني : من الذي أمر بالفتوحات ؟

الحقيقة التي لا ريب فيها أن الأمر بالفتوحات إنما صدر عن الخلفاء الذين كانوا يتربعون على قمة السلطة ، فقد ورد في تاريخ ابن كثير المسمى بالبداية والنهاية في تأريخه للسنة الأولى من " خلافة " عمر :

وفيها استنفر عمر قبائل العرب لغزو العراق الشام فأقبلوا من كل النواحي فرمى بهم الشام والعراق .
(البداية والنهاية - ابن كثير ج 7 ص 37)

ويقول صاحب الأخبار الطوال " أبو حنيفة الدينوري " – وهو من المؤرخين السنة المرموقين – مبيناً كيف اندلعت الفتوحات :

ثم إن عمر رضي الله عنه عزم على توجيه خيل إلى العراق فدعا أبا عبيد بن مسعود وهو أبو المختار بن عبيد الثقفي فعقد له على خمسة آلاف رجل ، وأمره بالمسير إلى العراق ، وكتب إلى المثنى بن حارثة أن ينضم بمن معه إليه ، ووجه مع أبي عبيد سليط بن قيس من بني النجار الأنصاري ، وقال لأبي عبيد : لولا أنك رجل عجل في الحرب لوليتك هذا الجيش ، والحرب لا يصلح لها إلا الرجل المكيث ، فسار أبو عبيد نحو الحيرة ، لا يمر بحي من أحياء العرب إلا استنفرهم . (الأخبار الطوال 1-113)

وبما أن غرضنا الآن – في هذه المشاركة – هو الإجابة على سؤال " من الذي أمر بالفتوح" فلن نعلق على هذا النص بأكثر مما سبق ، ولكننا سنعود إليه لاحقاً إن شاء الله عند الإجابة على السؤال " كيف تمت الفتوحات ؟ " لوجد إشارة مهمة فيه .

هذا ويذكر ابن كثير أن ذلك (الشروع بالفتوحات) كان بوصية من أبي بكر لعمر [!!!!] ، حيث جاء في نفس التاريخ بعد ذكر وفاة أبي بكر : .. فأوصى الصديق عمر أن يندب الناس لقتال أهل العراق . فلما مات الصديق ودفن ليلة الثلاثاء أصبح عمر فندب الناس وحثهم على قتال أهل العراق ، وحرضهم ورغبهم في الثواب ..(البداية والنهاية - ابن كثير ج 7 ص 31)

وهذا النص الأخير يوضح أن فكرة الفتوحات لم تكن بنت ساعتها أو وليدة ظرف طارئ بل هي مخطط له أبعاده العميقة ؛ كان الفريق الذي استولى على الخلافة قد رسمه وخطط له .

وبطبيعة الحال كان التأسيس للفتوحات قد بدأ في العراق من خلال ما قام به خالد بن الوليد من غارات (وسلب ونهب) على بعض قرى " السواد " في أيام أبي بكر حيث استخدمت غنائم تلك الغارات كإغراء عُمَري للـ"مجاهدين" ( وسأترك التعليق المفصل على هذه النقطة أيضاً إلى مشاركة لاحقة ) .

ويبقى هنا أمر : ما هو موقف أمير المؤمنين عليه السلام مما جرى ؟ من البديهي أن علياً سلام الله عليه كان مقصىً عن حقه حينها وبالتالي لم يكن في موقع يسمح له بإتخاذ القرار .. إلا أنه من المعلوم كذلك أن الخلفاء كانوا يستشيرونه بإستمرار وكثيراً ما اعتمدوا على رأيه .

هنا يذكر لنا الكثير من المؤرخين المعاصرين والباحثين أنه عليه السلام قد أشار على عمر بعدم الخروج على رأس جيوش الفتوحات بعدما كان هذا الأخير قد أزمع على ذلك ، ويذكرون أن عمر قد قبل بتلك النصيحة وآثر البقاء على الخروج .. وعادةً ما تستخدم هذه القصة لتعطي الإنطباع بأن الصحابة قد اجتمعوا واتفقوا على الشروع بالفتوحات ، وأن علياً ( ع ) نصح الخليفة بعدم الخروج على رأس الجيش ... والحقيقة أن هذه القصة المزورة تخالف التاريخ والمنطق ..
فواقع الأمر – كما سنرى – هو أن هذه القصة قد حصلت في فترة متأخرة كثيراً عن بداية الفتوح ، ولم تكن في أولها على الإطلاق ، فقد روى الشيخ المفيد في الإرشاد أنه

أنه قد تكاتبت الاعاجم من أهل همدان وأهل الري وإصبهان وقومس ونهاوند ، وأرسل بعضهم إلى بعض أن ملك العرب الذي جاءهم بدينهم وأخرج كتابهم قد هلك - يعنون النبي صلى الله عليه واله - وأنه ملكهم من بعده رجل ملكا يسيرا ثم هلك - يعنون أبا بكر ثم قام بعده آخر قد طال عمره حتى تناولكم في بلادكم وأغزاكم جنوده - يعنون عمر بن الخطاب - وأنه غير منته عنكم حتى تخرجوا من في بلادكم من جنوده ، وتخرجوا إليه فتغزوه في بلاده ، فتعاقدوا على هذا وتعاهدوا عليه ، فلما انتهى الخبر إلى من بالكوفة من المسلمين أنهوه إلى عمر بن الخطاب ، فلما انتهى إليه الخبر فزع لذلك فزعا شديدا ، ثم أتى مسجد رسول الله صلى الله عليه واله .. حتى قال: . . . قد تعاهدوا وتعاقدوا أن يخرجوا من بلادهم إخوانكم من المسلمين ويخرجوا إليكم فيغزوكم في بلادكم فأشيروا علي وأوجزوا. . . فقام طلحة وخطب. . . فقال عمر : تكلموا وقام عثمان بن عفان وتكلم. . . فقال عمر : تكلموا وقام علي بن أبي طالب وقال بعد الحمد لله . . أما بعد فإنك ان أشخصت أهل الشام من شامهم سارت الروم إلى ذراريهم وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم وإن أشخصت هذين الحرمين انتقضت عليك العرب من أطرافها وأكنافها حتى يكون ما تدع وراء ظهرك من عيالات العرب أهم إليك ما بين يديك فأما ذكرك كثرة العجم ورهبتك من جموعهم فإنا لم نكن نقاتل على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالكثرة وإنما كنا نقاتل بالنصر وأما ما بلغك من اجتماعهم على المسير إلى المسلمين فإن الله لمسيرهم أكره منك لذلك وهو أولى بتغيير ما يكره وأن الأعاجم إذا نظروا إليك قالوا هذا رجل العرب فإن قطعتموه فقد قطعتم العرب وكان أشد لكلبهم وكنت قد ألبتهم على نفسك وأمدهم من لم يكن يمدهم ولكني أرى أن تقر هؤلاء في أمصارهم وتكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا على ثلاثة فرق فلتقم فرقة منهم إلى إخوانهم مدداً لهم . فقال عمر أجل هذا الرأي وقد كنت أحب أن أتابع عليه وجعل يكرر قول علي وينسقه إعجاباً به واختياراً له.
(بإختصار : البحار 40-253نقلا عن الإرشاد)

ومن خلال النص السابق تتضح الأمور التالية:

- لم يكن لدى عمر أي نية منذ البداية للخروج بنفسه لقيادة الجيش ، بل إنه كان خائفاً وجمع الناس ليأخذ رأيهم .

- لم يعجب عمر كما يبدو رأي كلٍ من عثمان وطلحة [وقد أشارا عليه بالخروج *] فبقي يقول للجمع : تكلموا ...

- لم تحصل القصة في بداية الفتوح بل بعد أن غزا جنود عمر بلاد الفرس ، وبعد أن أصبحت الكوفة مدينة إسلامية


وأما في المصادر السنية فقد وردت القصة بعد معركة الجسر التي حصلت بين جيش أبي عبيد الثقفي والفرس وانتهت بهزيمة المسلمين ، وطبقاً لرواية ابن كثير المنقولة عن الطبري فقد :

عقد [ عمر ]مجلسا لاستشارة الصحابة فيما عزم عليه ، ونودي أن الصلاة جامعة ، وقد أرسل إلى علي فقدم من المدينة [ طبقاً لهذه الرواية فإن عمر قد خرج إلى ماء يسمى صرار وعقد المجلس هناك ، وترك علياً ( ع ) على المدينة ]، ثم استشارهم فكلهم وافقوه على الذهاب إلى العراق ، إلا عبد الرحمن بن عوف ... فارثا [لعلها فأرفأ كما يقول محقق الكتاب] عمر والناس عند ذلك . (ابن كثير – 7-42)

وطبقاً لرواية (فتوح ابن أعثم) - وهو مصدر سني معروف أكثر دقة من الطبري - فإن علي بن أبي أبي طالب ( ع ) هو الذي لم يوافق ، وأشار عليه بالبقاء في المدينة وارسال سعد بن أبي وقاص (فتوح ابن أعثم 1 – 172)
ويتضح كذلك من هذه الرواية بنسختيها أن القصة قد حصلت في وقت متأخر عن بداية الفتوح ، وإن كانت الرواية تصور عمراً وقد هم أو تظاهر بالخروج من خلال خروجه إلى عين الماء هذه المسماة صرصر .

وبالتالي ، نستنتج مما سبق أن هذه القصة لا يمكن أن تدل على موافقة علي ( ع ) المبدئية أو غيره من رموز الصحابة على مشروع الـ " فتوحات " ، وغاية ما تدل عليه هي أن أمير المؤمنين ( ع ) قد عارض خروج الخليفة إلى الحرب التي كانت بدأت فعلاً وتتالت وقائعها المتباينة وخصوصاً الهزيمة في معركة الجسر كما تفيد الرواية السنية بالذات

ويكفي الى هنا ولي عوده قريبه للجواب على السؤال التالي

والسلام


من مواضيع : الاقمار 0 سؤال لابي الطيب
0 تزوجت جدها
0 طارق بن زياد هل تترضى على هؤلاء
0 طارق بن زياد طلطسون العرب مبشر بالجنة
0 انظر كيف هو الفرق يا مسلم
رد مع اقتباس